الصين مستاءة من قرار «بنما» الانسحاب من «مبادرة الحزام والطريق»
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
أبدت الصين أسفها، اليوم السبت، لقرار بنما الانسحاب من مبادرة الحزام والطريق الصينية للبنى التحتية، وحثت الدولة الواقعة في أميركا اللاتينية على «اتخاذ القرار الصائب».
وقالت الخارجية الصينية في بيان نشر على موقعها الإلكتروني اليوم السبت: “التقى مساعد وزير الخارجية الصيني تشاو تشى يوان بسفير بنما لدى الصين ميغيل ليكارو في 7 فبراير وقدم احتجاجا صارما لبنما بشأن نيتها إنهاء مذكرة التفاهم بين الصين وبنما بشأن البناء المشترك لمبادرة حزام واحد طريق واحد”.
وكان رئيس بنما خوسيه راوول مولينو أعلن رسميا الخميس انسحاب بلده من المشروع، وأكد أن سفارة بنما في بكين “قدمت المستند” اللازم “للإعلان عن الانسحاب في مهلة 90 يوما”، وفق ما تم الاتفاق عليه بين الطرفين.
وجاء هذا الإعلان بعد بضعة أيام من زيارة لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى بنما كان الغرض منها احتواء ما تعتبره واشنطن نفوذا صينيا على قناة بنما. وقال مولينو “إن قرار الانسحاب من مبادرة “الحزام والطريق” لا علاقة له بزيارة روبيو وتم اتخاذه قبلها بفترة طويلة”.
وقال تشاو تشى يوان في الاجتماع مع سفير بنما “إن الصين تأسف بشدة لقرار بنما إنهاء مذكرة التفاهم”، وأضاف: “في إطار البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق تطور التعاون العملي بين الصين وبنما في مختلف المجالات بشكل سريع، وحقق جملة من النتائج الهامة وجلب منافع ملموسة لبنما وشعبها”.
وأمس الجمعة أكد المتحدث باسم الخارجية الصينية لين جيان أن مبادرة “الحزام والطريق” تعد مبادرة للتعاون الاقتصادي، وأنها حققت نتائج ملموسة للشعوب في أكثر من 150 دولة، من بينها أكثر من 20 دولة في أمريكا اللاتينية، مضيفا أن التعاون بين الصين وبنما في هذا الإطار كان مثمرا في السنوات الأخيرة.
وشدد على أن الصين تعارض بحزم إجراءات الولايات المتحدة لتشويه تعاون “الحزام والطريق” وتخريبه من خلال الضغط والقسر.
وأضاف أن الصين تدعم سيادة بنما على قناة بنما وتلتزم بالتمسك بوضع القناة كممر مائي دولي محايد بشكل دائم، وأن الصين لم تشارك مطلقا في إدارة القناة أو تشغيلها ولم تتدخل أبدا في شؤونها، مشيرا إلى أن الاتهام بأن الصين تسيطر على القناة لا أساس له من الصحة على الإطلاق.
ويوم الجمعة أيضا أعلنت الخارجية الصينية أنها قدمت احتجاجات رسمية جدية إلى الجانب الأمريكي بشأن الاتهامات ضد الصين التي وجهها روبيو خلال جولته الأخيرة في منطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي، حيث ادعى أنه يسعى “لمواجهة تأثير الحزب الشيوعي الصيني” في نصف الكرة الغربي.
وفي وقت سابق أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه “لن يسمح للصين بإدارة قناة بنما” وأكد أن الولايات المتحدة تسعى لاستعادة السيطرة على القناة، معبرا عن قناعته بأن ذلك “سيحدث”.
وقالت الخارجية الصينية إن “تعليقات الجانب الأمريكي.. التي تغذيها عقلية الحرب الباردة والتحيز الإيديولوجي، هي اتهامات باطلة ضد الصين تهدف إلى زرع الفتنة بين الصين والدول المعنية في منطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي، وتتدخل في الشؤون الداخلية للصين، وتضر بحقوق الصين ومصالحها المشروعة والقانونية”.
ومبادرة الحزام والطريق هي مشروع بنية تحتية ضخم يشكل ركيزة أساسية لمحاولة الرئيس الصيني شي جينبينغ توسيع نفوذ بلاده في الخارج. ويقضي المشروع بإقامة منشآت وبنى تحتية من مرافئ وطرقات وسكك حديد، لا سيما في الدول النامية، كما أنه يسهم في تأمين إمدادات الصين.
آخر تحديث: 8 فبراير 2025 - 20:38المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أمريكا وبنما إغلاق قناة بنما بنما قناة بنما مبادرة الحزام والطریق الخارجیة الصینیة بین الصین أن الصین
إقرأ أيضاً:
العلاقات الأميركية الصينية على صفيح ساخن.. مفاوضات متعثرة وتشديد الخناق على الطلاب
تتواصل التوترات بين الولايات المتحدة والصين على أكثر من جبهة، رغم جهود دبلوماسية لمحاولة تخفيف حدة الخلافات بين أكبر اقتصادين في العالم.
في المجال التجاري، أعلن وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أن المفاوضات التجارية مع بكين “متعثرة بعض الشيء”، معتبراً أن التوصل إلى اتفاق نهائي يحتاج إلى تدخل مباشر من الرئيسين دونالد ترامب وشي جين بينج.
جاء ذلك بعد هدنة مؤقتة تم التوصل إليها قبل أسبوعين، تضمنت خفضاً متبادلاً للرسوم الجمركية بنسبة 91% وتعليقاً للرسوم بنسبة 24%، لكنها لم تنجح حتى الآن في إزالة جميع نقاط الخلاف، خصوصاً في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة مثل رقائق الذكاء الاصطناعي.
في المقابل، تتصاعد التوترات على الصعيد الأمني والثقافي، حيث أعلنت الولايات المتحدة عن قرار بإلغاء تأشيرات عدد من الطلاب الصينيين، معتبرة أن بعضهم يشكل تهديداً للأمن القومي، لا سيما الطلاب المرتبطين بالحزب الشيوعي الصيني أو الذين يدرسون في مجالات بحثية حساسة.
وأثارت هذه الخطوة احتجاجاً رسمياً من السفارة الصينية التي وصفت القرار بـ”ذو دوافع سياسية وتمييزي”، محذرة من تأثيره السلبي على الحقوق والمصالح المشروعة لهؤلاء الطلاب، وعلى سمعة الولايات المتحدة نفسها.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، إن بلادها “لن تتسامح مع استغلال الحزب الشيوعي الصيني للجامعات الأميركية أو سرقة الملكية الفكرية”، مؤكدة استمرار التدقيق في ملفات الطلاب، من دون الإفصاح عن أعدادهم أو المعايير الدقيقة لتحديدهم.
وفي خطوة مرتبطة، أمرت إدارة ترامب بوقف جدولة مقابلات جديدة للحصول على تأشيرات الطلاب وتبادل الزوار، تمهيداً لتوسيع عمليات الفحص عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما قد يعرقل إصدار التأشيرات ويؤثر على الجامعات الأميركية التي تعتمد مالياً على الطلاب الدوليين.
يأتي هذا التصعيد في ظل مواجهة قانونية وإدارية تعاني منها جامعات أميركية كبرى، أبرزها جامعة هارفارد، التي تواجه قراراً بمنع تسجيل الطلاب الأجانب بدءاً من العام الدراسي المقبل، نتيجة رفضها تقديم بيانات مفصلة عن الطلاب إلى الجهات الحكومية.
المشهد المتوتر بين واشنطن وبكين يعكس تعقيدات العلاقات الاقتصادية والسياسية والأمنية بين القوتين العظميين، مع بقاء الأمل في أن يؤدي الحوار المباشر بين القائدين إلى تخفيف حدة الخلافات في المستقبل القريب.