كاتب إسرائيلي: الانسحاب الأمريكي من سوريا يهدد الأكراد.. إسرائيل تتابع بقلق
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
حذّر الكاتب الإسرائيلي نداف إيال، من تداعيات قرار وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" إعداد خطط لسحب القوات الأمريكية من سوريا بشكل فوري، مشيرا إلى أن هذا القرار يشكل "ضربة للأكراد، وأيضا لإسرائيل".
وقال إيال في مقال نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، "بينما كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية منشغلة بخطط الريفييرا في قطاع غزة، تبيّن أن وزارة الدفاع الأمريكية كانت تعد خططًا للانسحاب الفوري من سوريا خلال 30 إلى 90 يوما"، مضيفا أن هذه الخطوة تمثل تحولا استراتيجيا قد يكون له تداعيات عميقة على المنطقة.
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عندما سُئل عن هذا الموضوع خلال مؤتمر صحفي في المكتب البيضاوي، لم ينفِ الأمر، قائلا "سوف نقرر ذلك قريبا (بخصوص سوريا). سوريا هي فوضى بحد ذاتها، وهم لا يحتاجون إلى أن نكون متورطين في كل شيء".
ولفت الكاتب إلى أن الوجود الأمريكي في سوريا يعد مسألة "حاسمة" بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي، موضحا أن "هناك محورا جهاديا سنيا يتشكل في المنطقة، أو على الأقل محورًا له ارتباطات بالإخوان المسلمين"، حسب زعمه.
وأكد أن "إسرائيل تعتمد على حلفائها الأكراد، وتستخدم نفوذها في واشنطن لحمايتهم من النظام الجديد في سوريا، وخاصة من تركيا"، مشددا على أن "القوات الأمريكية، بوجودها الإقليمي، تمنع القضاء على الحكم الذاتي الكردي".
وأضاف أن "هذه المسألة معقدة ودراماتيكية، لأن الأكراد يحتجزون أكثر من عشرة آلاف مقاتل من داعش، وإذا سقطت المنطقة الكردية في سوريا، فإن الجني سيخرج من الزجاجة". وأوضح أن تركيا تؤكد قدرتها على التعامل مع هذا التحدي، لكن هناك قلقا متزايدا في أوروبا والولايات المتحدة من تداعيات هذا السيناريو.
وشدّد إيال على أن "عدد الجنود الأمريكيين في سوريا لا يتجاوز ألفي جندي، وهم لا يواجهون حرب عصابات فعالة ضدهم، ما يجعل تكلفة وجودهم هناك منخفضة مقارنة بالفوائد الاستراتيجية التي يقدمونها في تحقيق الاستقرار الإقليمي"، مشيرا إلى أن "رئيس الموساد، ورئيس الشاباك، وكل جهاز الأمن في إسرائيل ينظرون إلى المسألة الكردية وإلى مسألة داعش بقلق بالغ".
وأكد أن "الأتراك يعملون بجد في واشنطن للقضاء على القوات الكردية، مرة واحدة وإلى الأبد"، موضحا أن أنقرة، مثلها مثل قطر والسعودية، تتمتع بعلاقات عميقة وواسعة مع الولايات المتحدة، وهو ما تستغله في الترويج لأجندتها ضد الأكراد.
وأضاف: "إذا قرر ترامب الخروج من سوريا، فإن الأكراد سيكونون الخاسرين، وكذلك الإسرائيليون، بينما سيكون الأتراك هم الرابحون".
ترامب وقطاع غزة
وفي سياق آخر، أشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن تصريحات ترامب بشأن غزة أثارت جدلا واسعا، حيث تحدث عن "ملكية أمريكية" للقطاع، وطرح فكرة "الهجرة الجماعية"، لكنه لم يوضح التفاصيل المتعلقة بهذا الطرح. وقال إيال: "عندما قدم ترامب هذا المقترح، لم يكن يقصد استخدامه كورقة تفاوضية مع السعودية، بل كان جادا بشأنه".
وأوضح أن "البيت الأبيض سارع إلى التوضيح والتعديل والتشويش على تصريحات ترامب”، حيث قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض إن الحديث يدور حول "إعادة توطين مؤقت" للفلسطينيين في غزة، بينما أكد مسؤولون أمريكيون آخرون أنه "لا توجد نية لإنفاق أموال أمريكية على إعادة بناء غزة".
وأضاف أن "ردود الفعل الدولية على تصريحات ترامب كانت حادة، حيث أصدرت السعودية بيانًا في ساعات الفجر، تهاجم فيه أي مبادرة لنقل الفلسطينيين"، مشيرا إلى أن "الإدارة الأمريكية بدت وكأنها لا تعرف ماذا تفعل بتصريحات الرئيس".
كما لفت إلى أن "وسائل الإعلام الأمريكية كانت تبحث عن متحدثين إسرائيليين للحديث عن مشروع الريفييرا في غزة"، لكن سرعان ما تغيرت الأولويات، وقال: "بعد أقل من 24 ساعة، بدأت الإدارة الأمريكية تركز على القضايا الداخلية، مثل وكالة المساعدات الأمريكية الدولية (USAID) وإغلاقها، بالإضافة إلى قضايا أخرى مثل الرياضيين المتحولين جنسيا".
وختم إيال مقاله بالتأكيد على أن "الدراما الحقيقية في إسرائيل تتعلق بواقعها الحالي"، مشيرا إلى أن هناك "عشرات الإسرائيليين محتجزين كرهائن لدى حماس"، مضيفا أن "حماس لا تنوي إطلاق سراحهم إلا ضمن صفقة، ولن تسمح بالهجرة الطوعية من غزة".
وشدد على أنه "قبل الحديث عن منتجعات سياحية في غزة، يجب التركيز على القضية الأساسية، وهي التعامل مع حماس كشرط مسبق"، مشيرا إلى أن ترامب نفسه أكد هذا الأمر مؤخرا، مضيفا: "عندما تكون هناك العديد من الكرات في الهواء، من الأفضل الحفاظ على التركيز على الكرة الأهم، الأكثر إنسانية: إعادة المخطوفين".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية سوريا ترامب الأكراد سوريا الاحتلال الأكراد ترامب المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مشیرا إلى أن من سوریا فی سوریا على أن
إقرأ أيضاً:
300 كاتب بالفرنسية بينهم فائزان بنوبل يدينون الإبادة الجماعية ويدعون لعقوبات على إسرائيل
دان نحو 300 كاتب بالفرنسية، في مقال نشر يوم الثلاثاء، ما وصفوه ب"الإبادة الجماعية" للسكان في غزة، من بينهم اثنان من الحائزين على جائزة نوبل للأدب، هما آني إرنو وجان ماري غوستاف لوكليزيو. وقد دعوا إلى "وقف فوري لإطلاق النار".
وكتب هؤلاء في المقال الذي نشرته صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية: "تماما كما كان من الملح وصف الجرائم المرتكبة ضد المدنيين في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بأنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، يتعين علينا اليوم أن نصف ما يحدث بأنه (إبادة جماعية)". وهو المصطلح الذي يحمل تبعات قانونية وفقا لاتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948.
"لم نعد نستطيع الاكتفاء بكلمة (رعب)؛ اليوم يجب أن نسمي ما يحدث في غزة إبادة جماعية"
وأضافوا: "أكثر من أي وقت مضى، نطالب بفرض عقوبات على دولة إسرائيل، ونطالب بوقفٍ فوري لإطلاق النار، يضمن الأمن والعدالة للفلسطينيين، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، وآلاف السجناء الفلسطينيين المعتقلين تعسفياً في السجون الإسرائيلية، ويضع نهاية فورية لهذه الإبادة الجماعية".
يذكر أن آني إرنو، الحائزة على جائزة نوبل للأدب عام 2022، تقديرا لـ "شجاعتها وبراعتها السريرية في كشف الجذور والاغتراب والقيود الجماعية للذاكرة الشخصية"، معروفة بمواقفها السياسية الداعمة لحرية فلسطين. كما أن جان ماري غوستاف لوكليزيو، الحائز على الجائزة نفسها عام 2008، له تاريخ طويل في الدفاع عن حقوق الإنسان، وتعرف أعماله بالتركيز على موضوعات مثل الهجرة، والهوية الثقافية، والتفاعل بين الحضارات.
إعلانومن بين الموقعين على المقال كتاب فازوا مؤخرا بجائزة غونكور الأدبية المرموقة، مثل إيرفيه لو تيلييه، وجيروم فيراري، ولوران غوديه، وبريجيت جيرو، وليلى سليماني، وليدي سالفير، والأديب من أصل سنغالي محمد مبوغار سار، ونيكولا ماتيو، وإيريك فويار.
وإيرفيه لو تيلييه، المولود في باريس عام 1957، هو كاتب ولغوي وعضو في مجموعة "أوليبو" الأدبية، وقد فاز بجائزة غونكور عام 2020 عن روايته "لانومالي"، التي حققت مبيعات تجاوزت المليون نسخة في فرنسا. أما جيروم فيراري، المولود عام 1968، فهو كاتب ومترجم فرنسي حاز على جائزة غونكور عام 2012 عن روايته "موعظة عن سقوط روما". بينما لوران غوديه، المولود عام 1972، فهو روائي وكاتب مسرحي فاز بجائزة غونكور عام 2004 عن روايته "شمس آل سكورتا"، بعد أن حصل على جائزة غونكور للثانويات عام 2002 عن روايته "موت الملك تسونغور".
وتتزايد الاتهامات ضد إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة من قبل الأمم المتحدة، ومجموعات حقوق الإنسان، والعديد من البلدان، لكن هذا المصطلح، الذي ترفضه إسرائيل بشدة، يثير انقساما بين مراقبي هذه الحرب.
وشدد موقعو المقال على أن هذا الوصف "ليس شعارا"، رافضين "إبداء تعاطف عام غير مجد، من دون توصيف ماهية هذا الرعب".
وأشار الموقعون إلى أن تصريحات علنية لوزراء إسرائيليين، مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، تعبر عن نوايا إبادة، مؤكدين أن استخدام مصطلح "إبادة جماعية" لم يعد موضع جدل بين خبراء القانون الدولي ومنظمات حقوق الإنسان، مثل العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
كما شدد البيان على أن مسؤولية جماعية تقع على عاتق المثقفين، داعيا إلى اتخاذ موقف واضح ضد ما وصفوه ب"جريمة العصر".
إعلانوأثار البيان جدلا واسعا في الأوساط الثقافية والسياسية الفرنسية. وفي حين رحب به العديد من المثقفين والناشطين الحقوقيين، اعتبره آخرون موقفا "متحيزا" أو "مسيسا"، خاصة في ظل حساسية استخدام مصطلح "إبادة جماعية" وما يترتب عليه من تبعات قانونية وأخلاقية.
من جهة أخرى، انضم أكثر من 380 كاتبا وفنانا عالميا، بينهم زادي سميث، وإيان ماك إيوان، وإليف شافاق، إلى بيان مماثل نشر في صحيفة الغارديان، وصفوا فيه ما يحدث في غزة ب"الإبادة الجماعية"، مطالبين بوقف فوري لإطلاق النار، وتقديم مساعدات إنسانية غير مشروطة.