آبل تواصل تطوير نظارات الواقع المعزز رغم إيقاف مشروع Mac
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
رغم التقارير الأخيرة التي أشارت إلى أن شركة آبل Apple قد أوقفت خططها لتطوير نظارات الواقع المعزز (AR) المرتبطة بجهاز Mac، يبدو أن الشركة لم تتخلَّ عن رؤيتها بعيدة المدى لهذا النوع من الأجهزة.
وفقًا لمراسل بلومبرج الموثوق مارك جورمان، لا تزال آبل ملتزمة بتطوير نظارات واقع معزز مستقلة، حتى لو كان ذلك يتطلب نهجًا أكثر تأنّيًا.
وأشار جورمان إلى أن الشركة فضّلت عدم إطلاق منتج مؤقت يحتاج إلى الاتصال بجهاز Mac، واختارت بدلاً من ذلك التركيز على تطوير التكنولوجيا الأساسية مثل الشاشات والمعالجات (السيليكون) لضمان تقديم تجربة متكاملة دون الحاجة إلى أجهزة إضافية.
تصميم جديد بعيد عن Vision Pro
التقارير السابقة كشفت أن النظارات التي تعمل عليها Apple لن تكون مجرد نسخة أخرى من سماعة Vision Pro، بل من المتوقع أن تأتي بتصميم أقرب للنظارات العادية، على غرار Xreal One. هذا يعني أن الشركة تستهدف تقديم جهاز أخف وزنًا وأكثر راحة للاستخدام اليومي، بدلاً من الاعتماد على تصميم سماعات الرأس الضخمة.
يُذكر أن طموحات آبل في مجال الواقع المعزز تعد جزءًا من استراتيجيتها طويلة الأمد، حيث تسعى الشركة إلى تحقيق ثورة في تجربة المستخدم عبر تطوير أجهزة متقدمة يمكن ارتداؤها بسهولة ودمجها بسلاسة مع الحياة اليومية.
هل نشهد إطلاقًا قريبًا؟
رغم عدم وجود إطار زمني واضح لإطلاق هذه النظارات، إلا أن استمرار آبل في تطوير التقنيات اللازمة يشير إلى أن المنتج لا يزال على أجندة الشركة المستقبلية، ومع التقدم المستمر في **تقنيات الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي، قد يكون هذا الابتكار هو الخطوة التالية الكبيرة في عالم الأجهزة القابلة للارتداء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: آبل الواقع المعزز الواقع المعزز
إقرأ أيضاً:
الخيال في حضرة الواقع.. سينما بلا مخرج أو ممثلين!
علي عبدالرحمن (القاهرة)
لم تكن السينما يوماً مجرد فن، بل مرآة للذات البشرية، تلتقط ارتعاشاتها الخفية وتُعيد تشكيلها على هيئة نور وظلال.
لكنها اليوم تقف على عتبة زمن غريب، حيث لا يُشترط أن يكون خلف الكاميرا مخرجٌ، ولا وراء السيناريو كاتبٌ ينهكه السهر والإبداع، فهناك عقل جديد يتسلل في صمت، لا يشعر ولا يحلم، لكنه يصنع الحلم.
إنه الذكاء الاصطناعي، الذي تواصل السينما العربية رحلتها في استكشاف عوالمه لتُعيد تعريف مفاهيم الإنتاج الفني، ففي الخليج العربي، تشهد المنطقة تجربة «الممثل الرقمي»، وفي مصر استخدمت استوديوهات السينما التقنيات الجديدة لتحسين جودة الصوت واستعادة لقطات أرشيفية قديمة، لتعيد الحياة إلى كنوز بصرية مهددة بالزوال، أما في لبنان وتونس، فقد تم البدء في دمج الذكاء الاصطناعي في عمليات التصميم الصوتي وتصحيح الألوان، وفي المهرجانات العربية، تستخدم التقنيات الجديدة في برمجة الفعاليات، وتقديم الترجمة اللحظية، وتعزيز تفاعل الجمهور، أما في قطاع الإعلانات، فهناك الشخصيات الاصطناعية التي تؤدي أدواراً كاملة من دون الحاجة لممثل بشري. وفي إحدى الحملات الرمضانية الأخيرة، أُعيد إحياء وجه ممثل راحل بدقة مذهلة، الأمر الذي أربك حتى أقرب الناس إليه.
ورغم أن السينما العربية لم تُنتج بعد فيلماً كاملاً بالذكاء الاصطناعي، إلا أن التحدي يطرح سؤالاً جوهرياً حول قدرته على إعادة تشكيل الفن العربي.
الفنان عصام عمر، يرى أن الذكاء الجديد قد يحول الفن لمنتج تقني يفتقر إلى روح الإبداع البشري، فمهما تقدمت التقنية، لا يمكنها محاكاة التجربة الحية للفنان.
ويقول المؤلف مدحت العدل، إنه يبحث عن التوازن بين التطور التكنولوجي والحفاظ على جوهر الفن، ورغم إقراره بمساهمة الذكاء الاصطناعي في تحسين جوانب الإنتاج، إلا أنه يصر على أن «الفكرة والرسالة» تبقيان العنصرين الأساسيين، لا يمكن للآلة أن تتفوق في ترجمة الواقع الاجتماعي والإنساني إلى أعمال فنية ذات طابع ثقافي عميق.
أما الفنانة منى زكي، فقد قررت أن تتخذ موقفاً حذراً، لكن متفائلاً، فهي ترى في الذكاء الاصطناعي أداة لتطوير وتحسين الجوانب التقنية، خاصة في المؤثرات البصرية، ومع ذلك، تؤكد أن جوهر الفن يظل في العلاقة الإنسانية العميقة بين الممثل وجمهوره. لكن من جهتها، المخرجة نادين لبكي، ترى أن التقنيات الجديدة يمكن أن تكون مفيدة في تحسين جودة الصورة والصوت، لكنها تبدي حذراً شديداً من الإفراط في استخدامها، فالفن، في نظرها، يتولد من الحياة نفسها وتفاصيلها الصغيرة، وهي أمور يصعب على الخوارزميات التقاطها. من الناحية القانونية، يشير الخبير عاصم قنديل، إلى أن حقوق الصور والأصوات المستنسخة بالذكاء الاصطناعي تشكل تحديات قانونية جديدة، ففي ظل غياب التشريعات الواضحة، يبرز السؤال حول ملكية هذه الحقوق، مما يستدعي تطوير قوانين أكثر تحديداً لحماية الأفراد من استغلال صورهم وأصواتهم دون إذن.
في كل الأحوال، يتقدم الذكاء الجديد الصفوف، وقد تصبح وظيفة المخرج أشبه بـ«المشرف التقني» بدلاً من «صانع» العمل الفني، أما الكتاب والمصممون والمونتيرون، فهم أيضاً مهددون بالتقنيات الذكية التي تولد سيناريوهات وصوراً وتعديلات فنية متقدمة.