«وسطاء المعرفة» ... الحلقة المفقودة بين الإنتاج والتأثير
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
إذا تحدثنا عن وسطاء التجارة؛ فإن المعنى القريب والنمطي الذي ينطبع في الأذهان هو عن سماسرة الصفقات التجارية، وللمعرفة –مثلما في التجارة- منتجين ومستفيدين، ولكن عملية نقل المعرفة البحثية والابتكارية إلى الممارسة تكتنفها التحديات والتعقيدات، وأصبحت الحاجة ملحة لوجود وسطاء، ولكن من نوعٍ آخر، وذلك لقيادة نقل الأدلة العلمية، وترجمتها إلى ممارسة ذات أثر.
بدأت منظومات البحث العلمي والابتكار في تأطير أدوار الوساطة المعرفية في نهايات العقد الماضي، وظهر في المحيط العلمي مصطلح «وسطاء المعرفة» الذي أُطلق على الوحدات المؤسسية التي تُعنى رسميًا بنقل التكنولوجيا إلى القطاع الصناعي، واكتسبت هذه الوحدات الأهمية الاستراتيجية بعد نجاح تجارب الدول الرائدة في تأسيس وتشغيل حدائق العلوم والتكنولوجيا، والمناطق العلمية، ومجمعات الابتكار، حيث أنه وبتأصيل هذه الهياكل المؤسسية في منظومات الابتكار، أصبحت أدوار الجهات المنتجة للمعرفة محددة، ودورة إنتاجها تنتهي بالتسويق والتتجير، وهي بذلك لا تختلف عن أي منتج آخر، وعليه أصبحت المخرجات البحثية والابتكارية بحاجة إلى الواجهة التي تربط بين المنتجين والمستفيدين، وتُسهل التفاعل بينهما، وكذلك توفر التغذية الراجعة لمنتجي المعرفة بشأن مجالات وأولويات الدورة القادمة من إنتاج المعرفة والتقانة، وبذلك فإن الدور الأساسي لوسطاء المعرفة هو نقل الأدلة العلمية من مختبرات البحث والتطوير إلى الصناعة، وراسمي الخطط والسياسات، ومتخذي القرار بشكل أسرع من النشر العلمي الرسمي في صورة أوراق علمية في مجلات ودوريات محكمة، وبمعنى أدق؛ يقوم وسطاء المعرفة بتجسير الفجوة بين المخرجات النظرية، والممارسة العملية.
وقد مهد هذا الفكر في ظهور نموذج «الارتباط والتبادل» الذي يقوم على دعم تطوير التعاونات الإيجابية بين الباحثين والمبتكرين من جهة، والممارسين وصناع القرار من جهةٍ أخرى، وهو نموذج عمل يستند إلى منطلق فكري مفاده أن إشراك مستخدمي المعرفة في عملية إنتاج هذه المعرفة هو أفضل مؤشر على استخدامها، والآلية الأكثر كفاءة لنقل مخرجات البحوث العلمية إلى تطبيق اقتصادي واجتماعي ملموس الأثر، ويعتمد النموذج بشكل محوري على معالجة أوجه القصور في قدرة الممارسين والمستفيدين على تفسير واستخدام أدلة البحث العلمي، وكسر الحواجز بين البحث والممارسة من خلال تشجيع الباحثين على أن يصبحوا سفراء موثوقين للجهات المستفيدة التي يقع على عاتقها في المقابل مهمة تغذية الباحثين بمسارات إنتاج الأدلة العلمية، ويتلخص دور وسطاء المعرفة ضمن نموذج الارتباط والتبادل في تعزيز الأدوار التكاملية بين الباحثين والممارسين.
وبالعودة إلى الأدوار الحاسمة التي يقوم بها وسطاء المعرفة في الربط بين المجتمعات الأكاديمية، ومجتمعات الممارسة، وصناعة القرار، فإنه من الأهمية بمكان تأطير أنشطة الوساطة المعرفية لكي لا تتداخل مع المهام المشابهة لها في مجالات إدارة المعرفة، إذ تندرج العديد من أدوات تمكين الوساطة المعرفية ضمن آليات العمل الاعتيادية في الإدارة المتكاملة لبرامج التعاون العلمي، مما يفرض الحاجة إلى بناء القدرات بشكل موجه وانتقائي، بما في ذلك تعزيز مهارات محددة مثل الذكاء الاجتماعي، والتفاوض الفعال، والقدرة على تنفيذ تمارين التشاور عبر لجان استشارية متعددة القطاعات، والمهارات الفنية في رسم الخرائط البحثية، وكيفية إدراج احتياجات المعرفة على الأجندة العلمية، وتحويل احتياجات وتحديات المستفيدين إلى أسئلة بحثية، وسرعة الكشف عن التصورات السلبية السابقة لدى أطراف الوساطة المعرفية، وترسيخ المصداقية، والثقة المتبادلة، ومبادئ العمل المشترك من منطلق تقاسم المنفعة.
وهذا يقودونا إلى الصورة الهيكلية لوسطاء المعرفة، إذ اقتصر الجيل الأول على الكيانات المؤسسية، مثل مكاتب نقل وتوطين التكنولوجيا، ومراكز التعلم المستمر وخدمة المستفيدين في الجامعات، وشركات الاستشارات، وشركات الاستثمار، ومراكز الفكر، والأكاديميين أنفسهم، ولكن واقع وسطاء المعرفة قد تغير جذريًا، وصار يضم مختلف الأشكال المؤسسية والفردية والبرامجية، وهذا يعكس المرونة التي اكتسبتها الصورة الوظيفية لوسطاء المعرفة مع التحولات التكنولوجية المتلاحقة، وتباين الاحتياجات والموارد الفعلية في القيام بدور الوساطة المعرفية وفقًا لمجالات الأدلة العلمية، ومتطلبات الجهات المستفيدة، والتي قد تشمل الوصول إلى قواعد بيانات الأبحاث ومخرجاتها، أو خبرات معينة، أو القيام بمهام تقنية تخصصية مثل النمذجة والاستشراف، وعلى نحو مماثل، تتطلب الوساطة المعرفية أحيانًا غطاءً مؤسسيًا لتيسير مهامها، وبذلك فهي لا تتناسب دائماً مع الأفراد الذين يقومون بهذا الدور، والأمثلة عديدة، وهي غالبًا ما ترتبط بالمخرجات البحثية والابتكارية ذات الموثوقية العالية مثل: براءات الاختراع، أو مختلف أشكال الملكية الفكرية، والنماذج الصناعية، فهذه المخرجات تتطلب إلى بناء شراكات وتعاونات معززة بأطر حماية، وضمانات الاستغلال الأمثل، وهي مهام قد لا يكون تنفيذها سهلًا على الوسطاء الأفراد، مع الأخذ في الحسبان بأن نقل المعرفة والوساطة المعرفية في الغالب تمثل نوعًا مركبًا من الأنشطة العلمية والمهارات الاجتماعية التي يصعب تقييم مدخلاتها بشكل مباشر.
إن إدماج وسطاء المعرفة في المشهد الأكبر لمنظومات البحث العلمي والابتكار يُعد ضمن أهم الاستراتيجيات التمكينية لعبور الفجوة بين إنتاج المعرفة، واكتساب الأثر من تنفيذها، مما يتطلب تعزيز نقل وانتشار المخرجات البحثية، والأدلة العلمية عبر الحدود المؤسسية، وإتاحتها لمجتمعات الممارسة ومتخذي القرار، وإيجاد كينونة للوساطة المعرفية تجمع بين القدرات العلمية ورأس المال الاجتماعي، على أن يتم توجيهها أولًا نحو تقييم الحواجز التنظيمية والمعنوية بين مختلف أطراف ومراكز المنظومة البحثية والابتكارية، ثم التركيز على استقراء القدرة الاستيعابية للجهات المستفيدة من المعرفة العلمية والتقنية، ومدى استعدادها لتنفيذ المخرجات العلمية، وتقبل التغيير، وذلك للمساهمة في استحداث نماذج عملية للوساطة المعرفية بحيث تكون متسقة مع احتياجات منظومة البحث العلمي والابتكار، وبذلك يمكن إرساء الشفافية الفكرية من خلال التعاون والشراكة، والتي منها يتم تدفق المعرفة، وكذلك ترسيخ الروابط الاجتماعية والمهنية للمجتمعات العلمية مع الجهات المستفيدة منها، وتطوير الفهم المتبادل للمجالات العلمية العميقة، وكذلك ترجمة المصطلحات المتخصصة، والمعرفة التقنية والنظرية، ومختلف أشكال التفكير والتعبير العلمي إلى لغة مبسطة، وقابلة للتواصل والتفاوض مع الممارسين، والقطاعات الإنتاجية والصناعية، وتيسير الوصول إلى الأدلة المستمدة من البحث العلمي، أو البيانات، أو الخبرة العملية والمعرفة الضمنية، وكذلك نقلها إلى حيث ستكون أكثر تطبيقًا واستفادةً.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: البحثیة والابتکاریة الأدلة العلمیة البحث العلمی
إقرأ أيضاً:
النواب يؤكدون: دعم البحث العلمي والابتكار مفتاح التنمية المستدامة وتحويل الأفكار إلى مشاريع اقتصادية
نواب البرلمان عن دعم البحث العلمي والابتكار: ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة في مصرتحقيق التنمية المستدامة وبناء اقتصاد المعرفة في مصرمفتاح مصر لتحقيق التنمية الشاملة وجذب الاستثمارات العالمية ركيزة أساسية لتحقيق تنمية مستدامة وبناء اقتصاد المعرفة في مصر
أكد عدد من أعضاء مجلس النواب على أهمية دعم البحث العلمي وتعزيز الابتكار كركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وبناء اقتصاد المعرفة في مصر. جاء ذلك على خلفية مشاركة مصر لأول مرة في العالم العربي في الجمعية العامة للشراكة بين الأكاديميات (IAP) والمعرض الدولي لتسويق مخرجات البحوث (IRC EXPO2025)، بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث سلطت هذه الأحداث الضوء على قدرة مصر على تحويل المعرفة العلمية إلى قيمة اقتصادية حقيقية، وتعزيز التكامل بين الجامعات والمراكز البحثية والقطاع الصناعي.
قال النائب علي الدسوقي، عضو مجلس النواب، إن دعم البحث العلمي وتعزيز الابتكار يمثلان حجر الزاوية في مسيرة التنمية المستدامة لمصر، مؤكدًا أن الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا هو الطريق الأمثل لتحويل المعرفة إلى حلول عملية تُسهم في تطوير الاقتصاد ورفع مستوى جودة الحياة للمواطنين.
وأضاف الدسوقي في تصريح خاص لـ صدي البلد “إن بناء منظومة قوية للبحث العلمي والابتكار يتطلب تكاتف كافة الجهات المعنية من الحكومة والجامعات والمراكز البحثية والقطاع الخاص، لتوفير بيئة مناسبة تتيح للعلماء والمبتكرين تقديم أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع قابلة للتطبيق والاستثمار.”
وأشار عضو البرلمان إلى أن مصر تمتلك قدرات كبيرة في مجال البحث العلمي والابتكار، ويجب استغلال هذه الإمكانات لتطوير الصناعات الوطنية، وتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري على المستوى الإقليمي والدولي، لافتًا إلى أن دعم الدولة المستمر للباحثين والمبتكرين سيكون له أثر مباشر في تعزيز مكانة مصر كدولة رائدة في العلوم والتكنولوجيا.
أكدت النائبة نجلاء العسيلي، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، على أهمية دعم البحث العلمي والابتكار باعتبارهما ركيزتين أساسيتين لتحقيق التنمية المستدامة وبناء اقتصاد المعرفة في مصر.
وقالت العسيلي، في تصريح خاص لـ "صدي البلد: "إن الفعاليات العلمية العالمية التي تستضيفها مصر في الفترة الأخيرة، مثل الجمعية العامة للشراكة بين الأكاديميات (IAP) والمعرض الدولي لتسويق مخرجات البحوث (IRC EXPO2025)، تعكس ثقة المجتمع الدولي في قدرات مصر على تحويل البحث العلمي إلى فرص اقتصادية حقيقية تدعم الصناعة وتفتح آفاقاً للاستثمار".
وأضافت أن مصر أصبحت اليوم منصة جذب للعلماء والمبتكرين من مختلف أنحاء العالم، مشيرة إلى أن نتائج البحث العلمي لم تعد تقتصر على الدراسات النظرية، بل يمكن تحويلها إلى مشاريع تطبيقية وخدمات مبتكرة تساهم في تطوير قطاعات اقتصادية متنوعة، مثل الصناعات التكنولوجية والطاقة المتجددة والصناعات الطبية والهندسية.
وأوضحت عضو البرلمان أن دعم البرلمان لمبادرات التعاون بين الجامعات والمراكز البحثية والقطاع الصناعي يهدف إلى تعزيز التكامل بين البحث العلمي وريادة الأعمال، وتحفيز الشباب على الابتكار، موضحة أن مبادرة "تحالف وتنمية" التي أطلقتها الدولة تأتي في هذا الإطار لتسريع نقل التكنولوجيا من المختبر إلى السوق، وخلق فرص عمل جديدة وزيادة الإنتاجية.
وأكدت العسيلي أن استثمار الدولة في البحث العلمي والابتكار ليس مجرد خيار، بل استراتيجية وطنية لضمان قدرة مصر على المنافسة عالمياً في القطاعات المتقدمة، مضيفة أن تعزيز ثقافة الابتكار لدى الشباب والباحثين ضرورة حتمية لبناء جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل وتحقيق رؤية مصر 2030 في التعليم والاقتصاد والتنمية المستدامة.
واختتمت النائبة تصريحها بالقول: "ندعو جميع المؤسسات الأكاديمية والباحثين ورواد الأعمال للاستفادة من هذه المنصات العالمية للتواصل والتعاون، وعرض ابتكاراتهم، والاستفادة من الفرص الاستثمارية، لأن العلم والابتكار هما لغة المستقبل التي تصنع التنمية وتدعم استقلال مصر الاقتصادي والتكنولوجي".
وفي السياق ذاته، قالت النائبة إيفلين متي، عضو مجلس النواب، إن دعم البحث العلمي والابتكار يشكل حجر الزاوية في استراتيجية الدولة لبناء اقتصاد مستدام قائم على المعرفة والتكنولوجيا.
وأضافت متي في تصريح خاص لـ “صدي البلد”،: "إن ما تشهده مصر من تنظيم فعاليات عالمية، مثل الجمعية العامة للشراكة بين الأكاديميات (IAP) والمعرض الدولي لتسويق مخرجات البحوث (IRC EXPO2025)، يعكس دور مصر الريادي على الساحة العلمية الدولية، ويعزز من قدرتها على جذب الاستثمارات والشراكات البحثية من مختلف دول العالم".
وأشارت عضو البرلمان إلى أن الاستثمار في البحث العلمي لا يقتصر على الجامعات والمراكز البحثية فقط، بل يمتد ليشمل تطوير الصناعة وربط الابتكار بسوق العمل، مشددة على أن تحويل الأفكار البحثية إلى تطبيقات عملية ومنتجات وخدمات اقتصادية يُسهم في خلق فرص عمل جديدة وتحقيق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.
وتابعت: "الدور البرلماني يتمثل في دعم كل المبادرات والسياسات التي تشجع التعاون بين الجامعات والقطاع الصناعي، وتوفير بيئة تشريعية محفزة للابتكار وريادة الأعمال، خاصة للجيل الشاب من الباحثين والمبتكرين، لأنهم المستقبل الذي سيقود مصر نحو اقتصاد المعرفة".
وأكدت إيفلين متي أن الحكومة المصرية تعمل بجد على دعم البنية التحتية للبحث العلمي، من خلال تمويل المشروعات التطبيقية، وإطلاق مبادرات مثل "تحالف وتنمية" لتقوية التكامل بين الجامعات والمراكز البحثية والشركات الصناعية، وتحويل الأفكار المبتكرة إلى منتجات قابلة للتسويق، مشيرة إلى أن هذه المبادرات تسرع من وتيرة الابتكار وتسهم في رفع مستوى التنافسية الاقتصادية لمصر على الصعيد الدولي.
واختتمت النائبة تصريحها بالقول: "ندعو كل الباحثين ورواد الأعمال للاستفادة من هذه المنصات والفعاليات العالمية، والتواصل مع المستثمرين المحليين والدوليين، وعرض ابتكاراتهم التي يمكن أن تُحدث نقلة نوعية في القطاعات المختلفة، لأن العلم والابتكار هما المفتاح لتحقيق التنمية الشاملة وبناء مستقبل مزدهر لمصر".
كما قالت النائبة مرفت الكسان، عضو مجلس النواب، إن تعزيز البحث العلمي والابتكار أصبح ضرورة استراتيجية لمصر في مسارها نحو التنمية المستدامة وتحقيق أهداف اقتصاد المعرفة، مشيرة إلى أن الحكومة المصرية تبذل جهوداً كبيرة لدعم الباحثين وتحويل الابتكارات العلمية إلى منتجات وخدمات قابلة للتطبيق في مختلف القطاعات.
وأضافت الكسان في تصريح خاص لـ"صدى البلد"،: “استضافة مصر لأول مرة في العالم العربي للجمعية العامة للشراكة بين الأكاديميات (IAP)، والمعرض الدولي لتسويق مخرجات البحوث (IRC EXPO2025)، تمثل فرصة ذهبية لإظهار قدرات مصر العلمية والبحثية على المستوى الدولي، كما تعكس ثقة المجتمع العلمي العالمي في قدرة مصر على تحويل المعرفة إلى قيمة اقتصادية حقيقية.”
وأكدت عضو البرلمان أن ربط البحث العلمي بالابتكار والصناعة هو السبيل الأمثل لخلق بيئة حاضنة للإبداع، وفتح آفاق استثمارية جديدة، لافتة إلى أن المبادرات الوطنية مثل "تحالف وتنمية" تُسهم بشكل فعال في توسيع نطاق التعاون بين الجامعات والمراكز البحثية والشركات الصناعية ورواد الأعمال، بما يسرع من وتطبيق نتائج البحوث على أرض الواقع.
وأشارت مرفت الكسان إلى أن البرلمان يحرص على دعم كل التشريعات والسياسات التي تحفز الابتكار، وتُعزز القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني، مشددة على أهمية الاهتمام بالجيل الجديد من الباحثين وتوفير الفرص المناسبة لهم لعرض أفكارهم ومشروعاتهم البحثية أمام المستثمرين والشركاء الصناعيين.
وتابعت: “الابتكار ليس مجرد فكرة نظرية، بل هو أداة عملية لتطوير المجتمع وتحسين جودة حياة المواطنين، ورفع مستوى الإنتاجية في مختلف القطاعات، وهذا يتطلب تنسيق الجهود بين الجامعات والقطاع الصناعي والدولة، لضمان تحويل الأفكار البحثية إلى حلول قابلة للتنفيذ تلبي احتياجات السوق وتدعم الاقتصاد الوطني.”
واختتمت النائبة تصريحها قائلة: “نحن في البرلمان ملتزمون بدعم كل المبادرات التي تُسهم في بناء منظومة متكاملة للبحث العلمي والابتكار، وتمكين مصر من أن تكون مركزاً إقليمياً وعالمياً للعلم والتكنولوجيا، فمستقبل مصر مبني على المعرفة والابتكار، ويجب علينا جميعاً تعزيز هذا المسار بكل الوسائل الممكنة.”
شارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، في الجمعية العامة للشراكة بين الأكاديميات (IAP) والمعرض الدولي لتسويق مخرجات البحوث (IRC EXPO2025) بالعاصمة الإدارية الجديدة.
ويُعد هذا الحدث الأول من نوعه في العالم العربي، ويجمع نخبة من الأكاديميين والخبراء وصناع القرار من أكثر من 140 أكاديمية حول العالم، بهدف تعزيز التعاون العلمي والابتكار وتحويل نتائج البحث العلمي إلى منتجات وخدمات قابلة للتطبيق والاستثمار.
وتأتي الفعاليات في إطار استراتيجية مصر 2030 للتعليم العالي والبحث العلمي، وتأكيدًا على دور البحث العلمي والابتكار في تحقيق التنمية المستدامة وبناء اقتصاد المعرفة. ويضم المعرض الدولي للبحوث منصة للتواصل المباشر بين الباحثين والمستثمرين والصناعة، فيما تركز الجمعية العامة للأكاديميات على تطوير السياسات العلمية وتعزيز التواصل بين المؤسسات الأكاديمية وصناع القرار.
كما تتيح مبادرة "تحالف وتنمية" التي أطلقتها الدولة تأسيس شراكات بين الجامعات والمراكز البحثية والشركات الصناعية لتحويل الأفكار البحثية إلى حلول عملية ومشروعات قابلة للنمو، بما يعزز الاقتصاد الوطني ويرسخ مكانة مصر كمركز عالمي للتعاون العلمي والابتكار.