البوابة نيوز:
2025-07-31@03:51:36 GMT

مصر بين ثوابت الدولة ورهانات القيادة

تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مصر ليست مجرد دولة عابرة في صفحات التاريخ، بل هي أمة ضاربة بجذورها في عمق الزمن، تحمل إرثًا حضاريًا يسبق كل العصور، وشعبًا تشكلت إرادته من مجد الفراعنة وصلابة الوطنيين الأحرار، لم تكن مواقف مصر يومًا رهينة لأشخاص أو أنظمة، بل كانت انعكاسًا لقناعات أمةٍ تعرف قدرها وتدرك مسؤولياتها تجاه قضاياها المصيرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

فمنذ أن ارتفع الأذان الأول في القدس، كانت مصر حاضرةً، سيفًا ودرعًا، لا تأخذها في الحق لومة لائم، ولا تثنيها العواصف عن نصرة المظلوم، وقفت بجيوشها في ميادين القتال، ودبلوماسيتها في ساحات التفاوض، وإعلامها في كشف الحقائق، وشعبها في أبهى صور التضامن والتكاتف، لم يكن الأمر مرتبطًا بزعيم دون آخر، أو مرحلة دون غيرها، فمصر هي الثابتة في معادلة الحق، بينما يتغير الرجال وتبقى المبادئ.

وفي عالمٍ تتلاعب به المصالح، وتباع فيه القضايا بثمنٍ بخس، هناك رجالٌ لا يساومون، ولا يبيعون، ولا ينحنون، وهناك أوطانٌ لا تُشترى، ولا تُرهن، ولا تُختزل في صفقات مشبوهة تُبرم في دهاليز السياسة، وفي مقدمة هؤلاء الرجال، يقف الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائدًا بحجم مصر، سدًا منيعًا أمام كل من تجرّأ على التفكير في تطويع الإرادة المصرية، أو التفريط في ثوابتها التاريخية.

حين اجتمعت قوى الظلام خلف الأبواب المغلقة، يحيكون المؤامرات، ويرسمون الخطط، ويتوهمون أن بإمكانهم طمس هوية فلسطين بتهجير أهلها قسرًا إلى سيناء، كانوا يجهلون أن مصر ليست مائدةً تُدار عليها المقامرات السياسية، ولا ورقةً في دفتر صفقات الغرب، جاء الرد المصري صارخًا كهدير النيل، قاطعًا كحد السيف، حاسمًا كحقيقة التاريخ: "لا تهجير، لا تفريط، لا تنازل عن الحق".

وقف الرئيس السيسي كجدارٍ صلد في وجه مخططات الغرب، وعلى رأسهم ذلك الذي يُدعى دونالد ترامب، والذي ظن أن العالم يخضع لحسابات الربح والخسارة كما في صفقاته العقارية، لقد حاول أن يمارس ضغوطه على مصر، معتقدًا أنه قادرٌ على ابتزازها، متوهمًا أن هذه الدولة العريقة سترضخ لإملاءاته كما رضخ غيرها، لكنه لم يفهم أن مصر ليست عاصمةً تُدار من خلف المحيط، ولا دولةً تُخضعها الوعود والتهديدات.

إن ترامب، بعنجهيته الفارغة، لم يدرك أنه أمام رئيسٍ يحمل إرث الحضارة، ويؤمن أن السيادة المصرية ليست سلعةً في سوق السياسة، بل عقيدةٌ لا تقبل المساومة، أراد أن يفرض واقعًا جديدًا، فإذا بالواقع يسحق أوهامه، وإذا بمصر تُلقنه درسًا قاسيًا: "نحنُ من نكتب التاريخ، ولسنا من يُملى علينا".

لقد أراد البعض أن يجعل من سيناء وطنًا بديلًا، وكأنها صحراء مهجورة، لا روح فيها ولا هوية، وكأن مصر لا تملك تاريخًا عريقًا كتبته بالدماء، وصانته بالأرواح، لكنهم نسوا أن هذه الأرض كانت، ولا تزال، مقبرةً لكل من ظن أنه قادرٌ على العبث بأمنها.

منذ أن نطقت القاهرة برفضها القاطع، تبددت أحلام المتآمرين كما يتبخر السراب، وسقطت أقنعتهم الزائفة، فمصر لم ولن تكون شريكًا في وأد القضية الفلسطينية، ولن تكون ممرًا لمشاريع تصفية الحقوق، لقد عاشت مصر، عبر تاريخها، حصنًا منيعًا للحق، وقلعةً تتكسر عندها أطماع الطامعين، وهي اليوم تُجدد عهدها بأنها لن تخذل فلسطين، ولن تفرّط في شرف العروبة.

في وقتٍ اختلطت فيه المواقف، جاء موقف السيسي كالنور الذي يشق العتمة، وكالمطر الذي يغسل أدران الخنوع، رجلٌ من طينة القادة العظام، لا يبدّل مواقفه، ولا يساوم على مبادئه، ولا يقبل أن يكون شاهدًا على خيانة العصر.

هو الرئيس الذي عرف متى يقول "لا"، وكيف يجعلها ترنّ في آذان العالم كالرعد، لم يكن رفضه مجرد بيان دبلوماسي، بل كان صرخةً مدويةً باسم مصر والعروبة والتاريخ، لم يكتفِ بإعلان الموقف، بل أرسله كرسالةٍ واضحة إلى الجميع.

مرت العواصف، وسقط كثيرون، لكن مصر بقيت كما كانت، جبلًا لا تهزه ريح، وإرادةً لا يطوعها الأقوياء، وسيفًا مشرعًا في وجه من يظنون أن بوسعهم ليّ ذراعها، لقد حاول ترامب، فسقط، حاول المتخاذلون، فذهبت ريحهم، وبقيت مصر، وبقي السيسي، وسيبقى التاريخ يكتب بأحرفٍ من ذهب أن هذا الرجل وقف حيث انحنى الآخرون، وحمى كرامة وطنٍ حينما سقطت كرامات البعض تحت أقدام سادتهم.

تحيةً إلى مصر، تحيةً إلى قائدها، تحيةً إلى موقفٍ سيظل شاهدًا على أن هناك رجالًا لا يُباعون، وأوطانًا لا تُكسر.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: عبد الفتاح السيسي الإرادة المصرية سيناء القضية الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

أحمد موسى: كلمة الرئيس السيسي جاءت من القلب وتعكس ثوابت مصر تجاه القضية الفلسطينية

أكد الإعلامي أحمد موسى أن الكلمة التي ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم تحمل دلالات عميقة، مشيرًا إلى أنها جاءت مرتجلة ودون إعداد مسبق، خلال اجتماع الرئيس مع الدكتور مصطفى مدبولي والدكتور أسامة الأزهري.

وأوضح موسى، خلال تقديمه برنامج “على مسئوليتي” على قناة صدى البلد، أن الكلمة عبرت بصدق عن مواقف الدولة المصرية، وجاءت من القلب والعقل بعيدًا عن أي نصوص مكتوبة، مؤكدًا أن الرئيس شدد خلالها على الدور المحوري والثابت لمصر تجاه القضية الفلسطينية.

وأشار إلى أن التاريخ يشهد على الموقف المصري، مستذكرًا مؤتمر مينا هاوس عام 1977، الذي بحث خلاله مع الجانب الأمريكي والإسرائيلي سُبل التوصل لحل نهائي لمدينة القدس، داعيًا المواطنين إلى الثقة في أن مصر لا تتخاذل أبدًا في هذا الملف، وأن رفضها لمخططات التهجير موقف راسخ لن يتغير.

وأضاف موسى أن الرئيس السيسي وجه مناشدة مباشرة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مؤكدًا أنه يمتلك القدرة على وقف الحرب، في الوقت الذي تتحمل فيه إسرائيل مسؤوليات قانونية واضحة بموجب القانون الدولي، وعلى رأسها توفير الأمن والغذاء للفلسطينيين.

وتطرق موسى إلى ملف المعابر، موضحًا أن معبر رفح مخصص فقط لعبور الأفراد، في حين تمر المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، بالإضافة إلى خمسة معابر أخرى مثل العودة، والمنطار، والقرارة، والشجاعية، وبيت حانون، التي قامت إسرائيل بإغلاقها جميعًا، بينما لم تغلق مصر معبر رفح في أي وقت.

وفي سياق حديثه، انتقد موسى ما وصفه بمحاولات جيش الاحتلال نشر الشائعات وتحميل مصر المسؤولية ضمن مخطط التهجير، متهمًا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وصفه بـ”مجرم حرب”، بأنه المسؤول الأول عن الحصار المفروض على الفلسطينيين.

واختتم موسى بالتأكيد على أن لا دولة في العالم قدّمت ما قدّمته مصر دعمًا للفلسطينيين، محذرًا من حملات إلكترونية منظمة تدعم رواية نتنياهو الكاذبة، ومشيدًا بصمود الشعب المصري والتفافه خلف قيادته، مؤكدًا أن المرحلة الراهنة شديدة الحساسية وتتطلب وعيًا جماهيريًا عاليًا لمواجهة التحديات.

طباعة شارك الجيش المصري السيسي المعبر غزة مصر أحمد موسى

مقالات مشابهة

  • مدبولي: كلمة الرئيس السيسي بشأن غزة تجدد ثوابت مصر في دعم القضية الفلسطينية
  • مدبولي: كلمة الرئيس السيسي عن غزة تؤكد ثوابت مصر في تعاملها مع القضية الفلسطينية
  • أستاذ علوم سياسية: كلمة الرئيس السيسي عن غزة أكدت ثوابت مصر تجاه فلسطين
  • الجبهة الوطنية عن كلمة الرئيس السيسي: تعكس موقف مصر الراسخ عبر التاريخ
  • أحمد موسى: كلمة الرئيس السيسي جاءت من القلب وتعكس ثوابت مصر تجاه القضية الفلسطينية
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • حماة الوطن: كلمة الرئيس السيسي جسدت ثوابت الدولة في دعم الشعب الفلسطيني
  • برلماني: كلمة السيسي بشأن غزة تعكس ثوابت مصر الراسخة تجاه القضية الفلسطينية
  • تيسير مطر: كلمة الرئيس السيسي عن غزة تؤكد دور مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية
  • حزب الاتحاد: تصريحات الرئيس السيسي تؤكد ثوابت مصر الوطنية تجاه القضية الفلسطينية