رغم أن خيرها من شرها لم يتظهر بعد، إلا أن حكومة "الإصلاح والإنقاد"، تختلف حولها القراءات، بين من يعتبر أن هذه الحكومة ستجلب الكوارث وأن مشهدية التغيير شكلية، وبين من يظن أنها قد تؤسس لمرحلة جديدة على مستوى إعادة العلاقات مع الدول العربية واستعادة الاستقرار السياسي والاقتصادي، في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها البلد.



في إطلالته التلفزيونية أمس سلط رئيس الحكومة نواف سلام الضوء على قضايا عدة تواجه لبنان وتمسك بلدستور والقانون، مؤكداً أن حكومته ستعمل على معالجة هذه التحديات لا سيما في ما خص الاحتلال الاسرائيلي وأهمية انسحاب جيش العدو من جنوب لبنان وتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته وبسط سلطة الدولة على كافة أراضي البلاد، لكن الواقع الراهن لا يشي حتى الساعة بأن اسرائيل تنوي الانسحاب من جنوب لبنان في 18 شباط أو في 16 منه، وثمة معلومات تشير إلى أن تمديداً لاتفاق وقف إطلاق النار سوف يصدر، مستننداً إلى الذرائع الإسرائيلية، ومن دون إكتراث للجهود الدبلوماسية اللبنانية التي سوف تستمر في الايام الفاصلة عن تاريخ 18 الجاري من أجل تحقيق المنشود لبنانياً في هذا الخصوص، لا سيما أن ثمة قلق يعبر عنه أكثر من سياسي من أن تستمر اسرائيل في انتهاكاتها وأن تنجح في استفزاز الحزب وجره مجدداً إلى الحرب، علماً أن المعلومات تتحدث ان نائبة المبعوث الخاص الى الشرق الاوسط مورغان أورتاغوس ستعود الى لبنان قبل الثلاثاء، لمعالجة المطلب الإسرائيلي المرفوض لبنانياً.
في سياق ما تقدم، يمكن القول أن البيان الوزاري الذي سيصدر عن مجلس الوزراء سيكون مقتضبا وسينصّ على تطبيق القرار 1701 ووقف إطلاق النار وإعادة الإعمار، فضلاً عن أهمية تحقيق الإصلاح المالي والاقتصادي والإصلاح السياسي وحل أزمة الودائع، من منطلق رغبة العهد في تحقيق إصلاح شامل يعيد الثقة المحلية والدولية والعربية بالبلد، ربطاً بتعزيز العلاقات مع العالم العربي.

من المؤكد أن الوقت قد حان للرهان على بناء الدولة من خلال الدستور واتفاق الطائف، وضرورة استكمال الإصلاحات التي نص عليها الاتفاق لا سيما وأن التأخير بتطبيق اللامركزية الادارية الموسعة أدى، بحسب الرئيس سلام، إلى جنح البعض نحو الفيدرالية.

إحدى أولويات الرئيس سلام ستكون تشكيل "الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية"، باعتبار أن هناك عملية تخويف من تشكيل هذه الهيئة، وفيما يتلاقى في هذا الطرح مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي كان قد أرسل مذكرة دبلوماسية إلى السفراء عن إنشاء هذه الهيئة في العام 2010، الأكيد أن ثمة فريقاً كبيراً في البلد يرفض هذا الطرح ويربطه بتحقيق الدولة المدنية بالكامل، لا سيما أن إلغاءها في ظل الواقع الراهن يعني كسرت للمناصفة وإلغاء للطائفة المسيحية.

وبناء على ما تقدم، يشدد سلام على أهمية تحصين الدستور وتفسيره وإبعاده عن التجاذبات السياسية ومفهوم الأكثرية والاقلية. وبحسب المقربين منه فإن سلام من خلال هذه الحكومة أسقط ما كان يعرف بالأعراف ومنطق القوة لفريق على حساب فرقاء آخرين، علماً أن بقاء وزارة المال مع حركة أمل مرده، بحسب رئيس الحكومة، أن "أبناء الجنوب، وبعد الحرب، اعتبروا أنفسهم مجروحين، ويجب مراعاة هذه الجروح وتضميدها، ولو تم تغيير وزير المالية، لكان ذلك اعتُبر انقضاضًا سياسيًا على الطائفة الشيعية"، مشددا على ضرورة عدم وجوب أن يشعر أي فريق بأنه منكسر".

تناول الرئيس سلام في إطلالته أمس موضوع العلاقات اللبنانية السورية، مشيرًا إلى وجود العديد من القضايا الثنائية، وعلى رأسها تحديد الحدود والنازحين السوريين، معلنًا عن زيارة قريبة لسوريا لمناقشة هذه الملفات مع الحكومة السورية الجديدة، وهنا تشير أوساط سياسية إلى ما يطرح في الأروقة الدبلوماسية عن أهمية وضرورة العمل لتوسيع نطاق عمل قوات الطوارئ الدولية إلى ما هو أبعد من جنوب الليطاني وصولا الى الحدود الشرقية والشمالية، الأمر الذي يثير الريبة في الداخل اللبناني خصوصاً أن ثمة من يظن أن خطوة كهذه مردها تطويق حزب الله من كل الجهات، مع الإشارة إلى أن فرنسا في العام 2016 سعت إلى تسويق توسيع نطاق تنفيذ الـ1701 فيشمل نشر قوات دولية على الحدود اللبنانية - السورية بما يضبط أمنها.

طروحات الرئيس سلام واسعة، والأمال كثيرة، لكن الواقع الراهن المتصل بعمر الحكومة القصير ربطاً بانهماكها بإنجاز استحقاقي الانتخابات البلدية والنيابية سيجعل ما يؤمل إنجازه متعذراً في وقت قصير، وجل ما في الأمر أن هذه الحكومة سوف تؤسس للمشاريع الإصلاحية وتضع المداميك لها، إذا لم تعترضها الحسابات السياسية ومناكفات الأحزاب. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الرئیس سلام لا سیما

إقرأ أيضاً:

رامي عياش: المشاكل السياسية في لبنان السبب وراء تأخر إصدار ألبومي الأخير وهذا موعد طرحه

قال الفنان اللبناني رامي عياش، إن ظهوره الأول على الساحة الغنائية كان لحظة فارقة في مسيرته، وإن التفاعل الكبير الذي لقيه من الجمهور منذ بداياته شكّل دافعًا قويًا للاستمرار وتقديم أعمال تحمل طابعًا خاصًا، موضحا أن نشأته في الجبل انعكست على إحساسه وطريقة أدائه، ما أضفى على صوته لونًا طربيًا ميزه في معظم أغانيه.

النجم اللبناني "رامي عياش" يحيي حفل زفاف فخم بحضور نجوم الفن المصري

واعتبر عياش، أن سر نجاح أعماله يكمن في أنها لا ترتبط بمناسبة محددة، بل تبقى صالحة للسمع في كل الأوقات، مشيرًا إلى أن هذا ما حدث مع أغنياته الشهيرة مثل "يا مسهر عيني" و"الناس الرايقة"، التي ما زالت تحافظ على حضور جماهيري كبير منذ سنوات طويلة.

رامي عياش

وأضاف رامي عياش خلال حديثه في برنامج "صباح جديد"، على شاشة "القاهرة الإخبارية"،  مع الإعلامية رشا عماد، أن سبب طرحه أغنيتين فقط من ألبومه الأخير لم يكن قرارًا فنيًا خالصًا، بل جاء نتيجة ظروف خارجة عن إرادة فريق العمل.

الأوضاع السياسية 

وأوضح أن شركة الإنتاج "مزيكا" كانت تخطط لإصدار الألبوم كاملًا، إلا أن الأوضاع السياسية والظروف غير المستقرة في لبنان دفعتهم إلى تأجيل طرحه الكامل. وقال إن الأيام الماضية شهدت كثيرًا من التعقيدات التي استدعت التروي وانتظار اللحظة المناسبة لإطلاق العمل بصورة تضمن وصوله إلى الجمهور العربي بالشكل المطلوب.

وأكد الفنان رامي عياش أنه يحرص دائمًا على المشاركة في القرارات المتعلقة بأعماله الفنية، لكنه في الوقت ذاته يثق بخبرة شركة الإنتاج التي تتولى الجانب التقني والتسويقي.

وشدد على أن دوره الأساسي كفنان يتمثل في تقديم أغنية جيدة والعمل بجد على تفاصيلها، بينما يتولى الفريق المختص إدارة بقية الجوانب. وكشف عياش أن الألبوم سيصدر كاملًا خلال الأسبوعين المقبلين، متوقعًا أن يلقى قبولًا واسعًا نظرًا لتنويع ألحانه وكلماته، ومؤكدًا سعادته بعودته القوية إلى جمهوره بعد فترة من التحضيرات والعمل المكثف.

طباعة شارك الفنان اللبناني رامي عياش رامي عياش الساحة الغنائية يا مسهر عيني الناس الرايقة

مقالات مشابهة

  • سلام يترأس جلسة مجلس الوزراء في السرايا
  • رامي عياش: المشاكل السياسية في لبنان السبب وراء تأخر إصدار ألبومي الأخير
  • رامي عياش: المشاكل السياسية في لبنان السبب وراء تأخر إصدار ألبومي الأخير وهذا موعد طرحه
  • سلام: القطاع الصحي في لبنان صمد أمام الأزمات
  • تعاون بين تاتش وقوى الأمن الداخلي
  • سلام استقبل مجموعة العمل الأميركية لأجل لبنان بحضور السفير الأميركي
  • الحكومة اللبنانية تطلق عملية «إعادة ضبط وطنية»!
  • نواف سلام: الدولة وحدها تقرر الحرب والسلم والانتهاكات الإسرائيلية تقوض الاستقرار
  • بالفيديو... من منطقة ترامب إلى اقتصاد السلام.. ماذا يُخطط للجنوب؟
  • الرئيس الفلسطيني وملك إسبانيا يبحثان آخر التطورات السياسية والأوضاع الميدانية