هل تتأثر شريحة مصر الرابعة من صندوق النقد بالأحداث الجارية؟.. خبيرة تجيب
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
تترقب مصر منذ انتهاء بعثة صندوق النقد الدولي من إجراءات مراجعتها الرابعة على اقتصاد البلاد ديسمبر الماضي، من الحصول على موافقة المجلس التنفيذي بالصندوق، تمهيداً لصرف شريحة بقيمة 1.2 مليار دولار.
وتأخر صرف الشريحة الرابعة مع اقتراب موعد المراجعة الخامسة في منتصف مارس المقبل، ضمن قرض صندوق النقد الدولي بحزمة تمويل قيمتها 8 مليارات دولار، جرى زيادتها في مارس الماضي بعد اتخاذ البلاد حزمة إصلاحات اقتصادية على مستوى سعر الصرف وإعادة هيكلة المؤسسات الإنتاجية وتوسيع مساحة تحرك القطاع الخاص.
قالت جولي كوزاك المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي، أن التحضيرات تتم لعرض ملف المراجعة الرابعة لمصر على المجلس التنفيذي بالصندوق للحصول على موافقته، متوقعه أن يجرى إدراج مصر على لائحة اجتماعات المجلس خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وأكدت ذلك أيضًا مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجييفا، والتي قالت خلال مقابلة تليفزيونية على هامش أعمال المنتدى التاسع للمالية العامة في الدول العربية «بدبى»: "ننتظر موافقة المجلس التنفيذي بالصندوق على صرف تمويل إضافي لمصر بقيمة 1.3 مليار دولار ضمن برنامج صندوق الصلابة والاستدامة.. الصندوق انتهي من المراجعة الرابعة مع مصر ونحن بصدد أخذ موافقة المجلس التنفيذي خلال فبراير الجاري".
دارت في الفترة الأخيرة تساؤلات حول أسباب تأخر الشريحة الرابعة من قرض صندوق النقد الدولي لمصر، وهل يعكس ذلك ضغوطًا اقتصادية أم اعتبارات سياسية؟، وفي الإجابة على هذه التساؤلات تقول مني بدير، كبير الاقتصاديين بقطاع البحوث بأحد البنوك الخاصة، إن «الإجابة تستند إلى تحليل آلية عمل الصندوق، والتوزيع النسبي لقوة التصويت داخله، وسوابق قراراته في حالات مشابهة والخيارات أمام مصر.»
وفي السؤال عن مدى ارتباط تأخر الشريحة بالضغوط الاقتصادية التي كان الصندوق يمارسها على مصر من أجل مسار زمني للإصلاحات وذلك حتى قبل تصاعد ضغوط الإدارة الأمريكية الجديدة؟، قالت: "في اعتقادي إن هذه الإشكالية تم تجاوزها ولكننا نتذكر أن مفاوضات هذه الشريحة بالتحديد كان من المتوقع أن تأخذ بعض الوقت لمناقشة بعض التعديلات التي طلبتها مصر، وفي اعتقادي أنها حصلت عليها خاصه مع التوجهات الأخيرة المرتبطة بحزم الانفاق الاجتماعي."
وتابعت، "كما أنه عند مراجعة الوضع، يتضح أن تأخر المراجعة لا يعكس بالضرورة ضغوطًا مباشرة أو عدم التزام بشروط البرنامج، فبحسب آلية عمل صندوق النقد، فإن تأكيد الاتفاق على مستوى الخبراء لا يعني تلقائيًا صرف الدفعة، حيث يجب أن يُرفع التقرير إلى مجلس الصندوق التنفيذي، الذي يقوم بالمراجعة والتصويت على القرار النهائي."
وأوضحت، أن هذا التأخير غالبًا قد يعود لأسباب إدارية ولوجستية تتعلق بجدول اجتماعات المجلس التنفيذي للصندوق، وليس بالضرورة بسبب ضغوط سياسية.
وفي جانب إمكانية قيام الولايات المتحدة بعرقلة الشريحة، قالت بدير: "الولايات المتحدة تمتلك القوة التصويتية الأكبر داخل صندوق النقد الدولي، بحصة تقدر بحوالي 16.5% من إجمالي الأصوات، مما يمنحها تأثيرًا كبيرًا على القرارات الرئيسية، لكن مع ذلك، لا تمتلك واشنطن حق الفيتو المنفرد على قرارات الصندوق، بل يجب أن يكون هناك دعم أوسع من الدول الأعضاء لتحقيق الأغلبية اللازمة."
وتابعت، في الحالات السابقة، مثل اليونان خلال أزمة الديون، وأوكرانيا في ظل التوترات الجيوسياسية، أظهرت قرارات الصندوق أن المعارضة من دولة واحدة - حتى لو كانت الولايات المتحدة - لا تعني بالضرورة إسقاط التمويل بالكامل.
وأكدت على أن هناك دائمًا مجال لمصر لحشد دعم كافٍ من الدول الأخرى داخل الصندوق للحصول على الموافقة النهائية على صرف الشريحة.
وعن وجود عوامل سياسية أخري وراء التأخير، تري «بدير» أن السياسة تلعب دورًا في قرارات المؤسسات الدولية، لكن وفقًا للمعطيات الحالية، لا يوجد دليل قوي على أن تأخر الشريحة الرابعة مرتبط بضغوط سياسية مباشرة من أي دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة أو غيرها.
وقالت عبر حسابها على منصة «لينكد إن»: "لو كان هناك توجه سياسي لتعطيل التمويل، لكان ذلك قد انعكس على مستوى التوصيات الأولية من خبراء الصندوق قبل إحالة الملف إلى المجلس التنفيذي، بالإضافة إلى التصريحات الأخيرة من قبل الصندوق بقرب الاتفاق مع مصر بشان تمويل المرونة والاستدامة والذي تقترب قيمته المبدئية من قيمه الشريحة الرابعة من التسهيل الائتماني الممتد."
وأكملت، "على الرغم من اعتقادي أن الولايات المتحدة لن ترغب بزعزعة استقرار أكبر دوله في المنطقة والدفع بمزيد من التصعيد معها، إلا إنه حتى لو مارست ضغوطًا داخل المجلس التنفيذي، فإن مصر لديها مساحة للمناورة عبر تعزيز دعم الدول الأخرى الأعضاء، خاصة أن قرارات الصندوق تتطلب إجماعًا أوسع من مجرد دولة واحدة."
وأوضحت أن المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي يعمل وفق آلية تصويت مرجحة، حيث يتناسب صوت كل مدير تنفيذي مع المساهمات المالية (الحصص) للدول الأعضاء التي يمثلها، لذلك تمتلك كل من الصين والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أيضا قوة تصويتية كبيرة
يتوقع صندوق النقد الدولي أن ينخفض التضخم في مصر بنهاية العام 2025 إلى 16%، وفي المقابل سينمو ينمو الاقتصاد المصري بنسبة 4.2% خلال العام المالي 2024 - 2025.
صندوق النقد الدولي ومصر في 2025من المقرر وفق الجدول المعلن من جانب صندوق النقد أن تحصل مصر خلال العام 2025 على شريحتين من قرض صندوق النقد الدولي، يحل موعد صرف الشريحة الأولي في يوم 15 مارس 2025، وهي أول شريحة في العام الجديد بقيمة 1.2 مليار دولار، وسيتم صرفها عقب اجتياز البلاد المراجعة الخامسة التي تسبق الصرف، أما عن موعد صرف الشريحة الثانية لقرض صندوق النقد مع مصر في العام 2025، فتأتي في منتصف سبتمبر 2025، وذلك بعد إتمام المراجعة السادسة من الصندوق على اقتصاد مصر، بقيمة تبلغ 1.2 مليار دولار.
تجدر الإشارة إلى أن مصر تمكنت من صرف 1.987 مليار دولار ضمن قرض صندوق النقد الدولي منذ منتصف ديسمبر 2022 حتى الآن، فيما يتبقى أمامها شرائح 6.013 مليار دولار حتى منتصف سبتمبر 2026.
اقرأ أيضاً«صندوق النقد»: نراقب الوضع عن كثب في سوريا ومن السابق إجراء تقييم اقتصادي
محافظ البنك المركزي يشارك في الاجتماع السنوي عالي المستوى لصندوق النقد العربي
منها رفع الحد الأدني للأجور 50%.. كيف شكل السيسي حياة البسطاء في 2024؟!
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: صندوق النقد صندوق النقد الدولي الاقتصاد المصري قرض صندوق النقد لمصر صندوق النقد الدولي ومصر المراجعة الرابعة من قرض صندوق النقد الدولی الولایات المتحدة الشریحة الرابعة المجلس التنفیذی صرف الشریحة ملیار دولار ضغوط ا
إقرأ أيضاً:
توقعات العملات 2026: صندوق النقد يتوقع تحولات كبرى للأسواق العربية
تشير توقعات الفوركس 2026 إلى تحولات مهمة في الاقتصاد العربي، حيث رفع صندوق النقد الدولي توقعات نمو السعودية إلى 4% لعامي 2025 و2026، مقارنة بتوقعات سابقة 3.6% و3.9% على التوالي.
تشير التوقعات إلى دور متزايد للعملات الرقمية في أسواق Forex مستقبلاً. وتوقع البنك الدولي نمو الاقتصاد السعودي بنسبة 3.2% في 2025، مع ارتفاع إلى 4.3% في 2026 و4.4% في 2027. عالمياً، يتوقع صندوق النقد الدولي نمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3.2% في 2025 و3.1% في 2026.
صندوق النقد يرفع توقعاته لنمو السعودية
رفع صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد السعودي للمرة الثانية خلال ثلاثة أشهر. ويتوقع الصندوق نمواً بنسبة 4% لعامي 2025 و2026، بزيادة 0.4 و0.1 نقطة مئوية عن التقديرات السابقة.
تعكس هذه المراجعة ثقة الصندوق في قوة الاقتصاد السعودي، مع نمو الأنشطة غير النفطية وتعديلات إنتاج النفط في "أوبك+". كما رفع توقعاته لأسعار النفط إلى 68.9 دولار في 2025 و65.8 دولار في 2026.
وتتوقع وزارة المالية السعودية نمواً بنسبة 4.4% هذا العام و4.6% العام المقبل، مدفوعاً بـ:
نمو الأنشطة غير النفطية بنسبة 5.0%نمو القطاعات غير النفطية بنسبة 3.8%تحسن عائدات النفطتتوافق توقعات "موديز" مع تقديرات الحكومة السعودية، متوقعة نمواً بنسبة 4% هذا العام و4.5% في 2026. وسجل الناتج المحلي نمواً بنسبة 3.9% في الربع الثاني من 2025.
كيف تؤثر التوقعات على أسواق الخليج؟
"تظهر الأرقام تفاوتاً بين دول الخليج وبقية المنطقة، مؤكدة استمرار التحديات الاقتصادية" — صندوق النقد الدولي, المؤسسة المالية الدولية الرائدة.
رفع صندوق النقد الدولي توقعات نمو اقتصادات دول مجلس التعاون إلى 3.9% في 2025 و4.3% في 2026، مما أعطى دفعة قوية للأسواق المالية.
وتصدرت الإمارات المشهد بنمو متوقع 4.8%، تليها قطر والبحرين وعُمان بنسبة 2.9%، والكويت 2.6%.
وأكدت هذه التوقعات مرونة الاقتصادات الخليجية، مع توقع استقرار التضخم عند 1.7% في 2025، مما يعزز استقرار الأسواق ويحفز الاستثمار.
يتوقع التقرير انخفاض فوائض الحساب الجاري من 7.1% في 2024 إلى 3.7% بحلول 2030، مع تحسن نمو الناتج المحلي غير النفطي إلى 3.8% في 2025، مما يعكس نجاح التنويع الاقتصادي.
ما علاقة التوقعات بالاقتصاد العالمي؟
"تشير التوقعات إلى تباطؤ النمو العالمي من 3.3% في 2024 إلى 3.1% في 2026" — صندوق النقد الدولي, المؤسسة المالية الدولية الرائدة.
ترتبط توقعات صندوق النقد الدولي للأسواق العربية بالاقتصاد العالمي، حيث تؤثر القرارات الاقتصادية العالمية مباشرة على أسواق المنطقة.
يتوقع الصندوق نمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3.2% في 2025 و3.1% في 2026، مما يؤثر على المنطقة العربية بانخفاض توقعات نموها بنسبة 0.8% خلال العامين.
أظهرت اقتصادات الشرق الأوسط مرونة في مواجهة التقلبات العالمية، مستفيدة من محدودية علاقاتها التجارية المباشرة مع الولايات المتحدة وتطوير قطاعاتها غير النفطية.
تشير المؤشرات الاقتصادية إلى انخفاض متوقع في التضخم العالمي من 5.7% إلى 4.3% في 2025.
الخاتمة
تتوقع السعودية نمواً بنسبة 4% في 2025-2026، مدعومة بنجاح خطط التنويع الاقتصادي ونمو الأنشطة غير النفطية بنسبة 5%.
تتفاوت معدلات النمو بين دول الخليج، حيث تتصدر الإمارات المشهد بنمو 4.8%، بينما تسجل قطر والكويت والبحرين وعُمان معدلات بين 2.6% و2.9%.
ورغم تباطؤ النمو العالمي المتوقع إلى 3.1%، أظهرت المنطقة مرونة ملحوظة، مع توقع انخفاض التضخم إلى 1.7%.
تشير توقعات 2026 إلى مرحلة جديدة من النضج الاقتصادي للمنطقة العربية، مدعومة بسياسات مالية حكيمة وخطط للتنويع الاقتصادي.
النقاط الرئيسية
يكشف صندوق النقد الدولي عن تحولات مهمة في الاقتصاد العربي:
توقع نمو السعودية 4% في 2025-2026، مع نمو غير نفطي 5%دول الخليج تقود النمو الإقليمي بمعدل 3.9% في 2025 و4.3% في 2026مرونة الاقتصادات العربية أمام التحديات العالميةخطط التنويع الاقتصادي تدعم نمواً مستداماًمما يعزز استقرار أسواق الفوركس العربية ويفتح آفاقاً واعدة للمستثمرين.