هل يقف العمال الكردستاني وراء احتجاجات كردستان العراق؟
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
على وقع الاحتجاجات التي شهدتها مدن إقليم كردستان العراق منذ أسبوع، اتهمت السلطات الأمنية في أربيل، حزب العمال الكردستاني وجماعات وصفتها بـ"الخارجة عن القانون"، بالسعي إلى "الإخلال بأمن واستقرار مناطق في الإقليم"، في إشارة إلى وقوفها خلف التظاهرات.
الاتهامات ذاتها، وجهها الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود البارزاني، إلى حزب "العمال" بتأجيج الاحتجاجات في السليمانية، مستغلا أزمة مطالب الموظفين المشروعة لأغراضها الخاصة، وتهدف إلى زعزعة أمن الإقليم"، بحسب القيادي في الحزب، فرهاد راوندوزي.
وشهدت مدينة السليمانية، التي يديرها الاتحاد الوطني الكردستاني، احتجاجات للموظفين استمرت مدة أسبوعين، طالبوا بصرف رواتبهم المتأخرة لأكثر من شهر، ليبدأوا بالإضراب عن الطعام داخل خيام الاعتصام، قبل أن يعلقوه بعد أيام قليلة جرّاء تدهور صحة البعض منهم.
أوراق للضغط
وتعليقا على ذلك، قال الباحث والمحلل السياسي، كاظم ياور، لـ"عربي21" إن "أزمة رواتب موظفي الإقليم تُعد ثنائية التقصير، كون تتحملها حكومتي أربيل وبغداد، وأن الاحتجاجات التي اندلعت في السليمانية كان طابعها مدني وضمن السياقات الدستورية والقانونية".
وأضاف ياور أن "المظاهرات تطورت وأطلقت مطالب سياسية لبعض الأحزاب بطريقة غير مباشرة، ورفع بعض المتظاهرين عبارات وبيانات تحمل طابعا سياسيا، وظهور أخرين في قنوات عراقية تابعة إلى جهات لديها خصومات مع الحزب الديمقراطي الحاكم في الإقليم".
وبحسب الباحث، فإنه "رغم أن حزب العمال الكردستاني ليس لديه عناصر على أرض الواقع ضمن المتظاهرين، لكن خطابه قريب من بعض الأحزاب الكردية الأخرى- غير الحزب الديمقراطي- جعل المسألة تخرج من نطاقها الحكومي، والذهاب إلى أمور ذات طابع سياسي يتبناها الحزب الحاكم".
وأكد ياور أن "تدخل حزب العمال الكردستاني في مظاهرات السليمانية جاء من هذا السياق، وأن الأخير لديه مشكلات عميقة داخلية، وحتى ضغوطات خارجية من تركيا، خصوصا أن الحزب الديمقراطي منسجم مع الطروحات الجديدة للدولة التركية بخصوص الحوار والسلام وإلقاء السلاح".
وتابع: "كل هذه الأمور ليست في مصلحة حزب العمال الكردستاني، بالتالي يحاول الأخير إيجاد أوراق ضغط، ومنها استغلال هذه الاحتجاجات في الإقليم بطريقة مباشرة، أو من خلال زج الإعلام المقرب منهم، وإظهار شخصيات تركب موجة الأحداث الحاصلة".
وفي المقابل، قال المحلل السياسي من إقليم كردستان، ياسين عزيز إنه "ليس هناك ما يثبت وقوف حزب العمال الكردستاني خلف الاحتجاجات التي حدثت في السليمانية، وإن كانت هذه الاحتجاجات يمكن أن تجتمع فيها مصالح أطراف عدة".
وأوضح عزيز في حديث لـ"عربي21" أن "المصالح التي تجمع العديد من الأطراف في هذه المظاهرات، هي أنها تذهب باتجاه الضغط على حكومة إقليم كردستان العراق، والحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يقود هذه الحكومة خلال المرحلة الحالية".
خلافات الحزبين
وفي سياق آخر، قال المحلل السياسي الكردي، ياسين عزيز، إنه "مع تطور العلاقات بين الحزبين الرئيسيين في الإقليم (الديمقراطي الكردستاني، الاتحاد الوطني) سيكون هناك جو من تراجع الأزمات وتقارب وجهات النظر بينهما لمعالجة الأمور العالقة".
وبحسب عزيز، فإن الحزبين الرئيسين، منشغلان بمفاوضات تشكيل الحكومة المقبلة في الإقليم وتقاسم المناصب العليا، لذا جاء التوجه بإنهاء الاحتجاجات بصورة سلمية لتهيئة الأجواء في الإقليم للتفاهم مع بغداد بموقف موحد، مع عدم وجود ما يعكر صفو اجتماعات الحزبين من أجل تفعيل برلمان الإقليم وتشكيل الحكومة".
وشدد عزيز على أن "الإقليم يتعرض بين الحين والآخر إلى ضغوطات سياسية من الداخل والخارج مستغلين مشاكل عدة، منها أزمة الرواتب أو عدم استقرار العلاقات السياسية بين الأحزاب السياسية في الإقليم من جهة، وعدم استقرار تلك العلاقة مع بغداد من جهة أخرى".
وأردف: "لكن في العموم هناك الآن أجواء إيجابية سواء داخل الإقليم أو مع الحكومة الاتحادية مما يوحي بمرحلة من الهدوء سواء في الشارع الكردي أو في علاقات الأطراف السياسية مع بعضها".
من جهته، قال الباحث كاظم ياور إن "الاتحاد الوطني الكردستاني لديه خلافات جوهرية ومطالب كبيرة مع الحزب الديمقراطي بخصوص تشكيل حكومة إقليم كردستان، وأن مفاوضات تشكيلها تجري بينهما فقط".
وأشار ياور إلى أن "عدد مقاعدهما في برلمان الإقليم فيه فارق كبير، وهذا يؤثر في رغبة الاتحاد الوطني بالحصول على نسبة 50 بالمئة لكلا الطرفين في حكومة كردستان العراق المرتقبة، أو أن يأخذ مناصب سيادية عليا ضمن الإقليم الكردي".
ولفت إلى أن "هذه الأمور بحاجة إلى أوراق ضغط من الاتحاد الوطني على الديمقراطي الكردستاني، لذلك رأينا أن هناك محاولات لذهاب المحتجين من السليمانية إلى أربيل للاعتصام هناك، وهذه أكيد بطريقة أو بأخرى تستثمرها الأحزاب سياسيا".
وخلص ياور إلى أن "حكومة الإقليم تقر بمشروعية المطالب للمعتصمين، لكنها ترمي الالتزامات هذه على الحكومة العراقية ووزارة المالية فيها، وتتنصل عن هي المسؤولية، وهذا ليس أمرا صحيحا، لأن التقصير يحسب عليها أيضا، كونها هي من تقود المفاوضات مع السلطات في بغداد".
وقبل أسبوع، أعلن وزير المالية في حكومة كردستان العراق، آوات شيخ جناب، خلال مؤتمر صحفي من العاصمة بغداد التوصل إلى اتفاق مع الحكومة الاتحادية على صرف رواتب موظفي الإقليم لعام 2025 دون مشاكل.
وفيما يتعلق براتب شهر كانون الثاني الماضي، والذي لم يتسلمه موظفي الإقليم حتى اليوم وكان سببا في خروج الاحتجاجات، أوضح وزير المالية في حكومة إقليم كردستان أنه "سيتم البدء في توزيعه خلال الأيام القلية المقبلة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية كردستان العراق العمال الكردستاني البارزاني العراق كردستان العمال الكردستاني البارزاني المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدیمقراطی الکردستانی حزب العمال الکردستانی الحزب الدیمقراطی کردستان العراق الاتحاد الوطنی إقلیم کردستان فی الإقلیم
إقرأ أيضاً:
المصري الديمقراطي: التظاهر ضد مصر تزييف للحقائق وخدمة مجانية للاحتلال
أدان النائب د. فريدي البياضي، عضو مجلس النواب ونائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، بشدة الدعوات التي تم تداولها مؤخرًا للتظاهر أمام السفارات المصرية أو محاصرتها بزعم الضغط لفتح معبر رفح أو إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في غزة، واصفًا هذه الدعوات بـ”غير المسؤولة والمضللة”.
وقال البياضي في تصريح صحفي إن “الحديث عن مسؤولية مصر عن المجاعة أو إغلاق المعبر يمثل تزييفًا متعمدًا للواقع، ويُبرّئ الاحتلال الإسرائيلي من مسؤولياته القانونية والإنسانية، ويمنحه ذريعة للهروب من التزاماته كقوة احتلال، عبر تحميل مصر مسؤولية لا تملكها فعليًا”.
وأشار إلى أن معبر رفح يخضع منذ مايو 2024 لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي من الجهة الفلسطينية، مؤكدًا أن الشاحنات الإنسانية والمساعدات لا تمر إلى غزة مباشرة من المعبر، بل تمر وفقًا لترتيبات معقدة تتطلب موافقة الاحتلال.
وانتقد البياضي تجاهل الدور المصري الكبير في دعم الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن مصر كانت دائمًا ولا تزال تستقبل المصابين والمبعدين وتُدخِل المساعدات ضمن الإمكانيات والظروف المتاحة، بينما لم تُوجَّه أي دعوات مشابهة للتظاهر أمام سفارات دول أخرى لها علاقات وطيدة بالاحتلال.
وفي تعليقه على تصريحات القيادي في حركة حماس خليل الحية، قال البياضي إن التصريحات الأخيرة افتقرت إلى الحكمة والتوقيت السليم، خاصة في ظل تعرض السفارات المصرية لحملات استهداف بالخارج، معتبرًا أن “ما قيل يمثل سوء تقدير، وتصريحًا غير موفق في مضمونه وصياغته”.
كما أعرب النائب عن استيائه من المشهد الذي ظهر فيه الشيخ رائد صلاح أمام السفارة المصرية في تل أبيب، واصفًا ذلك بأنه “سقوط سياسي ومعنوي لرجل كان ينظر اليه البعض كرمز من رموز النضال”، متسائلًا: “لماذا لم يكن الاحتجاج أمام الكنيست أو السفارة الأمريكية بدلًا من توجيه السهام لمصر؟”.
واختتم البياضي تصريحه مؤكدًا أن “مصر ليست هدفًا للتخوين أو شماعة للفشل السياسي لبعض الأطراف”، داعيًا الجميع إلى تغليب صوت العقل، والتوقف عن بث الفتنة التي لا تخدم سوى أعداء القضية الفلسطينية، مشددًا على أن وحدة الصف العربي والدفاع عن أمننا القومي لا يتحققان عبر الهجوم على الدولة الوحيدة التي لا تزال تتحمل عبء القضية الفلسطينية منذ بدايتها