لبنان ٢٤:
2025-08-01@15:33:24 GMT

الجماعة الإسلامية أقامت ندوة في ذكرى تحرير صيدا

تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT

أقامت "الجماعة الإسلامية" في صيدا، لمناسبة الذكرى ال٤٠ لتحرير مدينة صيدا وجوارها من الإحتلال الصهيوني عام ١٩٨٥، ندوة بعنوان "صيدا بين الأسر والتحرير" في قاعة الشيخ محرم عارفي، تحدث فيها النائب عماد الحوت، ونائب رئيس المكتب السياسي للجماعة بسام حمود، بحضور حشد من أبناء المدينة ومناصري الجماعة في صيدا.



وقال الحوت: "شكّل تحرير صيدا عام 1985 إنتصاراً للإرادة اللبنانية في مقاومة الإحتلال الإسرائيلي، وهو محطة رئيسية في النضال الوطني. في ذكرى هذا الحدث، يُطرح واقع لبنان اليوم بمواجهة تحديات كبرى تستدعي إستراتيجيات شاملة. التحدي الأول مواجهة العدو الإسرائيلي، فلبنان يواجه تهديدات إسرائيلية متزايدة، تشمل خطط توسعية وحرباً إعلامية تهدف إلى التأثير على الهوية الوطنية مما يوجب لمواجهتها، توسيع مفهوم المقاومة ليشمل المجتمع، الثقافة، والإقتصاد، بناء وعي وطني حول المخاطر التي تواجه لبنان، تحقيق الإستقرار الإقتصادي لدعم صمود اللبنانيين، تعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة محاولات زرع الفتن وبناء دولة قوية وعادلة قادرة على وضع إستراتيجية دفاعية فعّالة".

أضاف: "التحدي الثاني الأزمة الإقتصادية، فلبنان يواجه أزمة عميقة بدأت قبل 2019، نتيجة سوء الإدارة، الفساد، والتدخلات الإقليمية. سقوط النظام السوري أدى إلى تحولات إيجابية في فك الحصار الإقتصادي الأمريكي الذي طال لبنان، لكن يبقى التحدي الأكبر هو الإصلاح الداخلي، محاربة الفساد، واستعادة الثقة بالتعاون مع الدول العربية. التحدي الثالث بناء الإستقرار وإصلاح المؤسسات، فالأزمات في لبنان تشمل إنعدام الثقة بين اللبنانيين وبين المواطن والسلطة، أزمة إقتصادية معقدة تتطلب إصلاحات وإعادة أموال المودعين، إعادة الإعمار وتنفيذ القرار 1701 بعد العدوان الإسرائيلي، تشكيل الحكومة الجديدة التي تضم كفاءات لكنها تعاني من إستنسابية في التوزيع الوزاري. لهذا فإن أولويات الحكومة يجب أن تشمل تحرير الأراضي المحتلة، إعادة الإعمار، إصلاح القطاع العام، وتصحيح الأجور".

وتابع: "التحدي الرابع الإنتقال من هيمنة إلى أخرى، فلقد عانى لبنان من هيمنة المحور الإيراني، الذي أدى إلى تعطيل القرار الوطني والتورط في صراعات إقليمية ولكنه بالمقابل يعاني من محاولات هيمنة أمريكية منحازة لإسرائيل. المطلوب لمنع هذه الهيمنة رفض التطبيع وبناء سياسة وطنية مستقلة، تحصين القرار السياسي من التدخلات الخارجية وتبنّي سياسة إنفتاح دولية متوازنة".

وختم: "صمود غزة وتحرير صيدا تؤكدان على أن الإحتلال لا يستطيع القضاء على إرادة الشعوب الحرة. والمقاومة لم تعد فقط عسكرية، بل تشمل الإقتصاد، الثقافة، والسياسة، ولبنان بحاجة إلى رؤية وطنية موحدة تستند إلى الإستقلال الحقيقي، بناء المؤسسات، تحقيق الإستقرار، والإستعداد لمواكبة معركة تحرير المسجد الأقصى وسائر المقدسات".

 

وكانت كلمة لحمود عن تاريخ الحركة الإسلامية منذ النكبة عام ٤٨ مروراً بكل الإعتداءات الصهيونية حتى إجتياح لبنان عام ٨٢ الذي شهد إنطلاق المقاومة في وجه المحتل، وعن محطات في مقاومة الجماعة حتى التحرير عام ١٩٨٥ وصولاً حتى التحرير عام ٢٠٠٠ حيث كان للجماعة دور في إستكمال تحرير كل حبة تراب من أرض الوطن. وتناول عدوان ٢٠٠٦ ومشاركة الجماعة في التصدي للعدوان وصولاً إلى طوفان الأقصى. وشدّد على أن "العدوان على لبنان كان مبيتاً من قبل العدو الذي أجرى تدريبات مكثفة عليه قبل أشهر من بدء طوفان الأقصى في بيئة تشابه طبيعة التضاريس اللبنانية". وأكد أن الدفاع عن سيادة لبنان ليست وجهة نظر، وأن الإعتداء على أي شبر من لبنان هو إعتداء على كل الوطن."

وختم: "نحن نؤمن بأن هذا العدو يحمل عقيدة إجرامية إستعمارية توسعية، وهو يطمع بأرضنا وبحرنا وثرواتنا، وأن مواجهته الآن ولاحقاً حتمية، ويجب أن نستعد لها على كافة الصعد الثقافية والسياسية والإعلامية والتربويّة والجهادية، وسنواجه المشروع الأميركي الصهيوني الجديد بكل الطرق المشروعة، ومن ناحية أخرى، سنكون إلى جانب كل الشرفاء في تحصين أمننا الداخلي، وسنبني بالتعاون مع كل أبناء الوطن دولة المواطنة والمؤسسات والعدالة الإجتماعية".

 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

التلاعب بالانتخابات…التحدي المزمن أمام الديمقراطية.

1 أغسطس، 2025

بغداد/المسلة:

محمد حسن الساعدي

تعاني العملية الانتخابية في العراق من تحديات كبيرة، أبرزها التزوير المنظم الذي شوه إرادة الناخب وأفقد الانتخابات معناها الحقيقي، إذ تتنوع أساليب التزوير بين شراء الأصوات والتلاعب بالنتائج واستخدام بطاقات مزورة،والضغط على الناخبين،وكلها تتم في ظل ضعف الرقابة وتسييس مفوضية الانتخابات، إذ تسهم عمليات التلاعب وتفشي هذه الظاهرة غياب المحاسبة، وهيمنة الأحزاب المتنفذة، وضعف الوعي الانتخابي،ما يؤدي إلى إعادة إنتاج نفس الطبقة السياسية الفاسدة. والنتيجة هي فقدان الثقة الشعبية بالعملية الديمقراطية، وارتفاع نسب العزوف عن التصويت.

لقد تطورت أساليب التزوير في العراق من التلاعب اليدوي البسيط إلى أنماط أكثر تعقيدًا، شملت عمليات تزوير في نتائج العد والفرزمن خلال تدخلات في مراكز العد أو التلاعب بالبرمجيات المرتبطة بنقل البيانات،وشراء الأصوات حيث يُستخدم المال السياسي لشراء ذمم الناخبين، خاصة في المناطق الفقيرة، بالاضافة الى البطاقات الانتخابية المزورة أو غير الفعالة،إذ يُبلّغ الكثير من المواطنين عن اختفاء بطاقاتهم أو استخدامها من قبل آخرين، والضغط على الناخبين سواء بالترهيب أو عبر استغلال النفوذ الحزبي في دوائر الدولة لتوجيه التصويت، وعمليات التلاعب بتوزيع المقاعد من خلال استخدام طرق حسابية غامضة وغير شفافة، ما يتيح لبعض القوى الحصول على تمثيل يفوق حجمها الفعلي.
يرتبط انتشار التزوير بعدة عوامل بنيوية، منها ضعف الرقابة القضائية المستقلة، وتسييس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات،وتغلغل الأحزاب في أجهزة الدولة، ما يسمح بالتلاعب في مفاصل الانتخابات،وغياب تطبيق القانون بحق المزورين، حيث نادرًا ما يُحاكم شخص بتهمة التزوير رغم كثرة الأدلة، بالاضافة الى الفراغ الثقافي والجهل الانتخابي في بعض المناطق، مما يجعل الناس عرضة للاستغلال.

أن استمرار التزوير في الانتخابات له تداعيات خطيرة على المستوى السياسي والاجتماعي،وهي انعدام الثقة بالعملية الديمقراطية، وارتفاع معدلات العزوف عن التصويت، وشرعنة تمثيل قوى لا تعكس إرادة الشعب الحقيقي،وإعادة إنتاج الفساد السياسي عبر بقاء نفس الطبقة الحاكمة، وتغذية الانقسامات الطائفية والعرقية، حيث تُستخدم الانتخابات وسيلة لتكريس المحاصصة.

تبقى عمليات التزوير في الانتخابات العراقية عقبة كبرى أمام التحول الديمقراطي الحقيقي،ما لم تتكاتف الجهود الرسمية والشعبية لتجفيف منابع التزوير، فإن العملية السياسية ستظل رهينة القوى المتنفذة،وسيبقى المواطن يعاني من غياب التمثيل الحقيقي وسوء الإدارة، لذلك فان مستقبل العراق الديمقراطي يتطلب شجاعة في مواجهة هذه الآفة، وإرادة سياسية حقيقية لإصلاح ما أفسده الفساد والمال السياسي.

لمعالجة هذا الواقع السياسي والانتخابي المتراجع لا بد من إصلاح جذري للمفوضية العليا للانتخابات واختيار أعضاء مستقلين حقًا،وتفعيل الرقابة المحلية والدولية على كل مراحل العملية الانتخابية، وتحديث النظام الانتخابي بما يضمن عدالة التمثيل ويغلق منافذ التزوير، وفرض عقوبات صارمة وفعلية على من يثبت تورطه في التزوير،و رفع الوعي الانتخابي لدى المواطنين من خلال حملات تثقيفية وتدريبية.

الحل يكمن في إصلاح المفوضية، تحديث النظام الانتخابي، فرض رقابة دولية ومحلية صارمة، ومعاقبة المزورين بجدية بدون هذه الإصلاحات، ستبقى الانتخابات أداة لتكريس النفوذ لا للتغيير الحقيقي، ولا يعطي فسحة وأمل للتغيير الذي يحمي مصالح البلاد العليا ولايهدد وجودها ويحمي القرار السياسي من التدخل والهيمنة.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الحكومة السورية الجديدة بين التحدي والأمل: دعوة للصبر والبناء
  • التلاعب بالانتخابات…التحدي المزمن أمام الديمقراطية.
  • جنبلاط استقبل وفداً من الجماعة الإسلامية
  • في ذكرى انفجار المرفأ... الرابطة المارونية تدعو للإسراع بالقرار الاتهامي
  • بعنوان: التحولات الإقليمية والدولية: الواقع والمآلات.. ندوة حوارية لمركز ن في مركز طبارة في بيروت
  • القضاء العسكري يباشر درس ملف خلية حماس والجماعة الإسلامية
  • رئيس اتحاد بلديات صيدا الزهراني شارك في فعاليات ليلة المتاحف في المدينة
  • إجتماع موسع في بلدية صيدا.. وهذا ما بحثه
  • تمام سلام استقبل وفد جمعية متخرجي المقاصد الإسلامية في بيروت لبحث الشؤون البيروتية
  • بعد زلزال روسيا والتسونامي الذي ضرب عدداً من البلدان... هذا ما كشفه خبير جيولوجي عن لبنان