صحيفة البلاد:
2025-06-04@00:16:30 GMT

المعلم الغامدي وطلابه

تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT

المعلم الغامدي وطلابه

قبل كل شيء، أقول ما شاء الله ولا قوة إلا بالله، بارك الله له ولطلابه وفي جهوده وعطائه، وأنا أتصفح التيك توك، طلعت لي رسالة محتواها معلم يحتفل مع طلابه طلاب الصف السادس الابتدائي (المرحلة الأخطر والأهم في التعليم العام) المعلم اسمه عبدالله الغامدي في مدرسة الفيحاء بتعليم جدة. شدَّني الفيديو، فدخلت حساب المعلم.

كان حساباً ثرياً، وأجمل ما فيه أنه مهتم بالمناسبات الوطنية كالتأسيس واليوم الوطني، وكذلك المناسبات العامة كيوم اللغة العربية وغيرها من المناسبات، ومهتم أيضاً بإنجازات المملكة وتميزها،، كترشحها لمعرض اكسبو، وكذلك لكأس العالم. وذكر بهذه المناسبة، أن طلابه -كتب الله له ولهم العمر المديد-، سيكونون في الثانية والعشرين، أو أقل بقليل، وهو سيكون في الخامسة والأربعين تقريباً.
الحساب غني بالأفكار الجميلة، والأغاني الوطنية التي تشعل الحماس للوطن. والأجمل حب أولئك الطلاب لمعلمهم الملهم الذي حوَّل قاعة درسه لمسرح تعليمي، مقروناً بالمتعة. وقد عبروا له عن حبهم بعبارات كثيرة صادقة بريئة لا يشوبها نفاق ولا مجاملة، وحتى مع التصوير فالحقيقة معهم واضحة جليَّة، قالوا له: أنت أحسن معلم، وأضافوا في العالم شهادة لتاريخ هذا المعلم لن ينساها كما لن ينساه طلابه.
التعليم رسالة تربوية قبل أن تكون تعليمية، وما أروع أن تقترن التربية بالتعليم، وكلاهما بالشغف والحب. المعلم الغامدي أحب مهنته، واستطاع أن يدخل لقلوب طلابه كمعلم، ورائد نشاط، وصديق، وأخ، وهذه الأدوار إذا تقمَّصها المعلم المتمكِّن في مادته بحب، سيكون له تأثير إيجابي عميق، التعليم بالترفيه أكثر وقعاً وأثراً في نفوس النشء في التعليم العام خاصةً مع كثرة الملهيات عنه، مثل هذا المعلم -ولله الحمد- كثير، سواء معلمون أو معلمات تزخر بهم مدارس المملكة ، لكن معظمهم قد لا يفضل الظهور، أو تسجيل يومياته التربوية التعليمية مع طلابه في فيديوهات مشابهة لما عليه الأستاذ الغامدي، فقد لا يسعفهم الوقت، أو البيئة المدرسية أو غير ذلك من العوامل، وليس مهماً التسجيل في فيديوهات تنشر، لكن يكفي أن يكون المعلم والمعلمة شغوفيْن بمهنتهما ليتمكنا من غرس العلم والتربية بحب في نفوس طلابهم وطالباتهم. يكفي أن يعشق الطالب والطالبة المدرسة واليوم الدراسي بها، لأن التعليم فيها كله حيوية ونشاط وترفيه بمشاركة الطلاب والطالبات مع معلميهم ومعلماتهم ، حماس المعلم وشغفه يكبر ويتوهج حين تكون هناك بيئة محفِّزة داعمة، متمثلة في طاقم إداري وتعليمي متميز، وميدان خصب.
أمثال المعلم الغامدي، محور حديثي، يجب أن تستفيد الأجيال من عطائه التربوي والتعليمي، وألا تخسرهم المدارس وتفتقدهم الأجيال، فالمرحلة الابتدائية هي مصنع الشخصيات، لذا لابد أن يكون معلموها ومعلماتها هم الأكثر تميزاً على الاطلاق، فتخيلوا وضع الطلاب في التعليم العام حين ينتقلون من مرحلة إلى مرحلة، ومن صف إلى صف، ويجدون في كل انتقال لهم، معلمين متميزين يعشقون مهنتهم، ويؤمنون بدورهم، كيف سيكون مستواهم الفكري والتربوي والتعليمي؟ لا شك سيكون مبهراً. وتخيلوا العكس: حين يكون المعلم أو المعلمة يفتقران للشغف ومشاركة طلابهما ويدخلان للحصة والملل يكسو الوجوه، هؤلاء كيف سيكون طلابهما؟ اعتقد لا يحتاج لشرح.
الحقيقة متابعة المعلمين والمعلمات، وتقدير العاملين منهم بحماس وشغف وإخلاص، مسؤولية الوزارة، فهي مشرفة على مديري التعليم، وهم بدورهم مشرفون على مديري المدارس، الذين بدورهم إمَّا محفزون للكفاءات أو محبطون لها، وهنا المتابعة الميدانية الدقيقة ستكشف الأوضاع، ليتخلَّص الميدان التعليمي من كل المعرقلين للجهود، المسيطرين الذين تهمهم مصلحتهم أكثر مما يهمهم صلاح الميادين.
التربية والتعليم يا سادة: ليست صفحةً نتصفحها في كتاب، إنما هي سطور ناطقة في الميادين نراها ونتعامل معها، وتنهض بالوطن، ونفخر بها ثمار التعليم الممتاز.
لذلك، حين يكون هناك معلم كهذا المعلم، لابد أن يستوقف الجميع، وكما عرفت، أنه معلم شامل مبدع في مجالات عدة: كالتصوير والتنظيم والاشراف والإعداد والإخراج، بالإضافة لإبداعه في اللغة العربية، كما يقول عن طريقته أنه مزج دروسه بعلم النفس، ليصل لقلوب طلابه قبل عقولهم.
لله درك أيها الأستاذ المبدع، وهنيئاً لمدرسة أنت من طاقمها، وهنيئاً لطلاب نهلوا العلم والمحبة على يديك، فكنت لهم الصديق المعلم.
أمثال هؤلاء المتميزين ذوي المهارات المتعددة، هم من يستحقون الدعم والمساندة، والاستفادة من مهاراتهم في الحفلات الرسمية العامة، وفي المسرح، ومهرجانات ونشاطات التعليم المتنوعة على مستوى المملكة.
شكراً للأستاذ المبدع عبدالله الغامدي، وشكراً لطلبته وذويهم، وشكراً لمدرسته وللمنطقة التعليمية التي ينتمي إليها. ودمتم.( اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً).

almethag@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

نقابة المعلمين: تنعى معلم توفى بحادث أثناء عودته كملاحظ بإحدى لجان الإعدادية بالقاهرة

تلقت غرفة عمليات النقابة العامة للمهن التعليمية، برئاسة خلف الزناتي نقيب المعلمين ورئيس اتحاد المعلمين العرب، إخطاراً من النقابة الفرعية بالمعادي يفيد بوفاة المعلم محمد رشدي محمد حسين، معلم خبير بمدرسة أبو بكر الصديق التابعة لإدارة دار السلام التعليمية، إثر حادث سيارة على الطريق الدائري أثناء عودته من عمله كملاحظ بلجنة الإعدادية بمدرسة الخلفاء الراشدين.

وعلى الفور، كلف خلف الزناتي، نقيب المعلمين، رئيس اتحاد المعلمين العرب، تمام محمد رئيس النقابة الفرعية للمعلمين بالمعادي، بالتوجه إلى المستشفى ومساندة أسرة المعلم في هذه الظروف العصيبة.

وشدد الزناتي على سرعة صرف كافة المستحقات المالية الخاصة بالمعلم الراحل وتسليمها إلى أسرته، حرصًا على تخفيف الأعباء المالية عليهم في هذه المحنة.

ويتقدم خلف الزناتي نقيب المعلمين ورئيس اتحاد المعلمين العرب بخالص العزاء لأسرة الفقيد، داعين الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، ويلهم ذويه الصبر والسلوان.

اقرأ أيضاًنقابة المعلمين: 3 ملايين جنيه إعانات صحية للمعلمين خلال أبريل 2025

نقابة المعلمين: الثلاثاء المقبل صرف دفعة معاشات للأعضاء والورثة

مقالات مشابهة

  • المعلمين تنعى مدرسا توفي في حادثة سير أعلى الدائري
  • نقابة المعلمين: تنعى معلم توفى بحادث أثناء عودته كملاحظ بإحدى لجان الإعدادية بالقاهرة
  • "تعليمية ظفار".. حين يُكرِّم المجدُ صنّاعه وورثته
  • وظائف شاغرة بجامعة جدة
  • وزير التعليم: 70 ألف معلم خارجين معاش.. وسنسد أماكنهم بهذه الطريقة
  • التعليم تدرس زيادة نسبة المعلم من رسوم مجموعات التقوية
  • جليلاتي: سوق دمشق للأوراق المالية لن يكون مجرد منصة لتداول الأسهم والسندات، بل سيكون له دور فاعل في إعادة الإعمار والنمو الاقتصادي وجذب الاستثمارات المحلية والدولية، كما سيسهم في استقرار العملة الوطنية وربط الاقتصاد السوري بالاقتصادات العالمية
  • وزير التربية: اتفاق على تخصيص نصف دونم لكل معلم وزيادة المستفيدين من مكرمة المعلمين الى 10%
  • معلمو عُمان والذكاء الاصطناعي.. قيادة تحويلية نحو المستقبل
  • المعلم العُماني.. من صمته يولد القادة ومن ظله تُبنى الحضارات (1- 2)