موقع 24:
2025-08-01@11:12:28 GMT

ترامب وبوتين.. بين قمتي «ريكيافيك» و«السعودية»!

تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT

ترامب وبوتين.. بين قمتي «ريكيافيك» و«السعودية»!

وكأن الزمان هو نفس الزمان والظروف هي نفس الظروف، فقبل أربعين عاماً عُقدت قمة عالمية في آيسلندا بين الزعيمين الرئيس الأمريكي رونالد ريغان والسوفيتي ميخائيل غورباتشوف، وهي قمة مشابهة إلى حد كبير في ظروفها وأسبابها مع القمة المزمع انعقادها خلال أسابيع بين ترامب وبوتين في السعودية.

ففي العام 1986، استضافت مدينة ريكيافيك في آيسلندا قمةً عالمية بين رئيس الولايات المتحدة رونالد ريغان والسكرتير العام للحزب الشيوعي السوفييتي ميخائيل غورباتشوف، في وقت كان العالم على شفا صراع نووي مرير إثر ما سمي بحرب النجوم، والسباق النووي المحموم، إضافة إلى استقطاب دولي شديد بين معسكرين، الليبرالي الغربي، والاشتراكي الشيوعي، كذلك يجب أن لا ننسى الصراع بين ثلاث أيديولوجيات كبرى «الشيوعية – المسيحية الغربية – الإسلام»، والذي ظهر جلياً في الحرب الأفغانية السوفيتية.


كان العنوان الرئيس لمفاوضات ريكيافيك الاستثنائية تفكيك أزمة دولية حادة، وتخفيف التوتر بين القطبين، ونزع الأسلحة النووية أو على الأقل الحد من انتشارها، وإيقاف حرب النجوم، لكن الحقيقة أن الحرب الأفغانية السوفيتية كانت هي البند الخفي الذي دفع الطرفين للجلوس على طاولة المفاوضات.
اليوم والعالم يترقب انعقاد قمة مشابهة لتلك القمة العالمية -في المملكة العربية السعودية- بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وريثة الاتحاد السوفيتي، تبدو الظروف فيها مشابهة للظروف في العام 1986،
فهناك حرب روسية غربية تمثلها أوكرانيا، قريبة إلى حد ما من الحرب الأفغانية السوفيتية، وهناك صراع اقتصادي مرير بين معسكرين، من جهة الصين بسبب سباق التصنيع والنمو وخطوط الملاحة الدولية، والروسي بسبب الغاز، ومن جهة أخرى أمريكا وحلفاؤها.
حرص المنخرطون في قمة آيسلندا على عدم رفع سقف التوقعات، بل إن طاقمَي التفاوض أطلقا عليها (قمة تمهيدية)، في إشارة إلى عدم توقع صدور أي قرارات مهمة عنها، لكن المفاجئ أنها القمة التي شكلت في ما بعد وجه العالم ونتجت عنها الدولة الروسية الحالية إثر انهيار الدولة السوفيتية الأم.
لقد عدت كواحدة من أنجح لقاءات القمة في التاريخ الحديث، خاصة في ما يتعلق بالحد من التسلح النووي والتقارب الأمريكي السوفيتي وإقناع الرئيس جورباتشوف بضرورة تبني إصلاحات اقتصادية واجتماعية كانت ملحة جداً، في وقت وصل فيه المعسكر الشرقي إلى حالة تجمد تام.
وبسبب طبيعة الرئيس الأمريكي رونالد ريغان المتحدية، وفي الوقت نفسه الموضوعية والعاقلة، نجحت القمة لحد كبير على الرغم من حجم التحديات المحيطة بها وظروف الاستقطاب الحاد، ويجب أن نتذكر أن الرئيس رونالد ريغان هو الزعيم الأمريكي الذي وصف السوفييت بأنهم (إمبراطورية الشر)، وكان من أكثر الرؤساء الأمريكان عداء للعقيدة الحمرا، ومع ذلك كان براغماتياً في تعامله مع غورباتشوف.
اليوم يمر العالم بأزمة أمنية حادة ويكاد يقف على أطراف أصابعه بسببها خشية من الانزلاق لحرب عالمية ثالثة وأزمة أمنية تجر العالم كله، لكن المتغير أن هناك زعيماً ثالثاً سيكون هو الوسيط بين القطبين الحاليين –روسيا وأمريكا-، فالأمير محمد بن سلمان، الذي زعمت بعض الأوساط الإعلامية الغربية انحياز بلاده إلى الروس بداية الحرب الأوكرانية، استطاع أن يقود بلاده دون أن تنزلق لأي من المحورين المتصارعين، بل استطاع أن يمهّد الطريق لهذه الوساطة بعلاقاته الممتازة مع الطرفين وسط ذلك الاستقطاب والاتهامات المجانية وغير الحقيقية التي أطلقتها الصحافة الغربية من باب الكيد السياسي.
السعوديون أكدوا دائماً أنهم لم ولن يكونوا طرفاً في الحرب، ورأوا أن المفاوضات وتصفير الخلافات هو الحل الناجع، وقد نجحت مساعيهم عدة مرات في إطلاق سراح العديد من الأسرى الروس والأوكرانيين، والأمريكان والغربيين، وهو ما أكد نجاح التموضع السعودي الذي اتخذه ولي العهد الأمير محمد مشكّلاً زعامة عالمية له ولبلاده.
أما لماذا اختارت الدولتان الكبيرتان السعودية لاستضافة القمة العالمية؟ فلأن الجلوس مع الدولتين الكبيرتين على طاولة مفاوضات واحدة يتطلب أن تكون دولة في حجمهما بعمر يمتد لأكثر من ثلاثمائة عام، خبرت فيها السياسة وتقاليدها، ولديها دورها الدولي المتعاظم في السياسة الدولية، وحجمها الاقتصادي الكبير كإحدى دول العشرين، إضافة إلى مكانتها الإقليمية والعربية والإسلامية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: آيدكس ونافدكس رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية رونالد ریغان

إقرأ أيضاً:

يعنينا فهم روسيا وليس أن تفهمنا

 

 

 

من الواضح أن أمريكا لم تعد القطب الأوحد ولم تعد من يحكم العالم كما كان منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، ولكن الواضح أيضاً هو أن أمريكا تتصرف كأنها الحاكم لمنطقة ما تسمى الشرق الأوسط..
ولا أستطيع فهم تصرف الأقطاب الأخرى مثل الصين وروسيا تجاه هذا الوضع أو التموضع الأمريكي وبما لم يعد في أي منطقة..
الطريقة التي دخلت بها روسيا إلى سوريا للمشاركة في الحرب ضد الإرهاب ـ كما قيل ـ كانت غامضة، ولكن الأكثر غموضاً، بل واللغز المحير كان في الطريقة التي تم بها ترحيل وإسقاط نظام بشار الأسد..
في العدوان على إيران طرحت علامات استفهام حول ما إذا كانت روسيا أدت دورها بالحد الأدني كحليف مع إيران في ظل ما تمثله إيران من مصالح كبرى لروسيا وللأمن القومي الروسي، فهل مثل هذا يمثل إضافة للغموض أم هو شيء غير ذلك؟..
عندما نتابع حالة الأنظمة العربية ومواقفها من جرائم الإبادة الجماعية واستعمال التجويع كسلاح وهو ما لم يحدث مثله في العصر الحديث فهذا يعيدنا ربطاً بالغموض الذي أشرنا إليه إلى سايكس بيكو القديم كمخاض لجديد أو للجديد، وهذا بين الاستنتاجات والاحتمالات، مع أنه بات صعباً كثيراً السير في مقايضات، بل إن العصر وواقع العالم المتغير يفقد مثل هذه المقايضات المحتملة واقعها وواقعيتها ولكنها تظل غير مستحيلة «على الأقل»..
ولهذا يعنينا أن لا نغرس رؤوسنا في الرمال تجاه هذا الاحتمال أو غيره في هذه المرحلة المفصلية والصعبة..
المفكر الروسي الكبير «الكسندر دوجين» بين طرحه عن المنطقة يركز على أهمية وضرورة توحد المسلمين وهو يعرف أكثر مما أعرف صعوبة واستعصاء هذا التوحد وبسبب المتراكم الأمريكي، فإذا الهدف تحميل العرب والمسلمين المسؤولية فذلك متحقق ـ مع الأسف ـ ولكن ماذا عن المصالح الكبرى لروسيا والصين بالمنطقة وفى ظل الأمر الواقع للمتراكم الأمريكي؟..
إنني بهذا التعاطي لا أريد التأثير بأي قدر على إنجازات المنطقة بالتحالف وحتى العلاقات مع الصين وروسيا والتواصل القوي والمستمر بل إن الاجتماع الثلاثي بين الصين وروسيا وإيران في طهران يؤكد شراكة استراتيجية إن لم تكن تحالفات استراتيجية..
طرح مستوى من الغموض أو طرق علامات استفهام يمثّل حاجيات للفهم والتفكير في إطار الحرية الواعية أو المقيدة بالوعي..
في خيار العالم المتعدد الأقطاب والأكثر عدالة فإن الصين وروسيا والاصطفاف العالمي هما في حاجة لهذه المنطقة مثلما المنطقة بأمس الحاجة للسير في خيار العالم المتعدد الأقطاب..
مثل هذا الهدف العالمي الكبير يحتاج لتجاوز تموضعات المنطقة بل وإلى مواجهة بكل الوسائل والسبل للمتراكم الأمريكي أياً كان تجذره أو تأثيره..
يعنينا ومن جانبنا أن نتعمق في قراءة التجارب، فالسوفيت مثلاً نصحوا عبدالناصر ـ مجرد نصيحه ـ أن لا يكون البادئ في الحرب ١٩67م لأن أمريكا تهدد باستعمال النووي ونتوقف عند نقطتين:
الأولى .. أن جمال عبد الناصر بطرد قوات الأمم المتحدة التي كانت تفصل بين مصر والكيان الصهيوني أصبح في الحرب فعلاً..
الثانية أن السوفيت قدموا لعبدالناصر مجرد نصيحة كان بمقدوره أن لا يأخذ بها..
وإذاً لا يفترض ربط أو تبرير فشلنا أو هزائمنا بالسوفيت أو بغيرهم..
مثل هذا علينا إسقاطه على الأحداث القائمة، وهاهي إيران على سبيل المثال استطاعت احتواء الصدمة لليوم الأول للعدوان أو ليومين واستطاعت أن تسير في رد هو الأقوى جعل إسرائيل من خلال أمريكا استجداء إيقاف الرد الإيراني حتى أن إسرائيل لم تعد تتحمل الحرب وليومين فقط..
ويكفي أن إيران ربما اشتكت أو احتاجت لتلميح عن قصور من الحليف الروسي في هذا، ولكنها أدت واجبها ونجحت في صد العدوان في ظل مشاركة أمريكية كاملة في الإعداد والتحضير للعدوان ثم بالمباشرة في هذا العدوان، والحديث عن نواقص أو قصور بعد ذلك جائز بل ومطلوب للسير إلى ثقة أكبر وأعلى وعلى طريقة «العتاب صابون القلوب»..
تموضع ومواقف أنظمة عربية كثيرة نعرفها وهي معروفة في السياق التاريخي والمتراكم مما يجعلها متوقعة..
الحرب النفسية الإعلامية على شعوب المنطقة باتت الفاعل الأهم، لأنها تمارس ترويض المنطقة إسرائيلياً من خلال الشعوب والمزيد من ترويض هذه الشعوب لأنظمة خائنة بالأمركة والصهينة هو بالتلقائية لصالح الكيان الصهيوني، وكل هذا يستوجب أن شراكة المصالح في تحالفاتنا واستمرار واستمراء خط الأمركة والصهينة عربياً هو خيانة الحاضر والمستقبل!!.

مقالات مشابهة

  • ماذا يمكن أن يفعل المرشح الذي عينه ترامب في بنك الاحتياطي الفيدرالي؟
  • ترامب: لا أعلم ما الذي كان يفعله إبستين مع الفتيات اللواتي أخذهن من منتجعي في مار إيه لاغو (فيديو)
  • موسكو تدعو الرئيس السوري لحضور القمة الروسية - العربية
  • أول تعليق لدمشق حول اللقاء التاريخي بين الشيباني وبوتين
  • الشيباني خلال لقائه لافروف بموسكو: سوريا تتطلع إلى إقامة علاقات سليمة مع روسيا.. لافروف: نعول على مشاركة الرئيس الشرع في القمة الروسية العربية بموسكو
  • ما مصدر المعلومات الذي يثق به ترامب وبه غير موقفه من تجويع غزة؟
  • ما الذي دفع ترامب لتغيير موقفه من المجاعة في غزة خلال 48 ساعة؟
  • هل الخيار المتطرف الذي تبحثه إسرائيل في غزة قابل للتنفيذ؟
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا
  • يعنينا فهم روسيا وليس أن تفهمنا