زنقة 20 ا الرباط

أكد محمد ولد الرشيد، رئيس مجلس المستشارين، أن “جلالة الملك محمد السادس نصره الله يولي أهمية كبيرة لقضايا العدالة الاجتماعية والمجالية، باعتبارها مُحَدِدًا أساسيا لكل مشاريع الإصلاح والتنمية، ورافعة أساسية لضمان العيش الكريم، وتحصين الاستقرار الاجتماعي، وتعزيز التضامن الوطني”.

وأضاف ولد الرشيد صباح اليوم الإثنين، في كلمته الإفتتاحية بالمنتدى البرلماني الدولي التاسع للعدالة الاجتماعية تحت شعار تعميم الحماية الاجتماعية في المغرب، المنعقد بمجلس المستشارين، أن الحماية الاجتماعية تشكل عِمَاد الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، حيث من ضمن ما نصت عليه المادة 25 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في فقرتها الأولى، أنه : ” لكلِّ شخص حقٌّ في مستوى معيشة يكفي لضمان الصحة والرفاهة له ولأسرته، وخاصَّةً على صعيد المأكل والملبس والمسكن والعناية الطبية وصعيد الخدمات الاجتماعية الضرورية”، كما نصت المادة 22 من نفس الإعلان على أنه ” لكلِّ شخص، بوصفه عضوًا في المجتمع له حقٌّ في الضمان الاجتماعي، ومن حقِّه أن تُوفَّر له، من خلال المجهود القَومْي والتعاون الدولي، وبما يتَّفق مع هيكل كلِّ دولة ومواردها، الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، التي لا غنى عنها لكرامته ولتنامي شخصيته في حرِّية “.

وفي ذات السياق، يشير ولد الرشيد، تقر الدول الأطراف في العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بموجب المادة التاسعة منه، بحق كل شخص في الضمان الاجتماعي، بما في ذلك التأمينات الاجتماعية.

وقال رئيس مجلس المستشارين، إن ما يعزز وصف الحماية الاجتماعية، بكونها “عماد الحقوق الاجتماعية والاقتصادية”، يتجسد بشكل أساسي في إقرار المجتمع الدولي باعتبار الحماية الاجتماعية حق أساسي من حقوق الإنسان، يجب توسيع الاستفادة منه، حيث اعتبرت الاتفاقيات الصادرة عن منظمة العمل الدولية، وخاصة الاتفاقية رقم 102 المتعلقة بالمعايير الدُّنيا للضمان الاجتماعي، والتي تعتبر النص المرجعي للحقوق والواجبات المتعلقة بمجالات الحماية الاجتماعية، أنه يجب أن تتضمن برامج الحماية الاجتماعية كل الضمانات الأساسية التي تمنح للأفراد خلال فترات حياتهم، وتكفل لهم الوصول إلى الخدمات الصحية والتعليمية وحدا أدنى من الدخل يتماشى مع المستويات الوطنية، مع وجوب أن يتماشى ذلك مع برامج دعم للتمكين الاقتصادي واعتماد سياسات تحفز الإنتاجية وتساهم في خلق فرص الشغل المنظم واللائق، والذي يضمن حقوق العمال ومكتسباتهم الاجتماعية خلال أدائهم للعمل وبعد التقاعد.

وضمن نفس المنطق، أكد ولد الرشيد أنه وجب التذكير بأن أهداف التنمية المستدامة للعام 2030 تصف ورش الحماية الاجتماعية بأنه “فريد”، باعتباره يشكل مُنطلق ومُنتهى معظم الأهداف السبعة عشر المشكلة لهذه الخطة.

وشدد ولد الرشيد أن المملكة قد سهرت منذ الاستقلال، على عهد الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني طيب الله ثراهما، على بناء منظومة وطنية للحماية الاجتماعية همت إِقْرَارْ نظام للضمان الاجتماعي وإرساء نظام تعاضدي ونظام للتعويض عن حوادث الشغل، وغيرها من الأنظمة ذات الصلة”.

وعلى نفس النهج، يشدد ولد الرشيد، ومنذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس نصره الله عرش أسلافه المنعمين، دخل المغرب مرحلة جديدة عنوانها توطيد وتقوية وإثراء هذه المنظومة، بدءا من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أطلقت دينامية جديدة في مجال محاربة الفقر والهشاشة، مرورا بورش إصلاح أنظمة التغطية الصحية، ووصولا إلى إعطاء مولانا حفظه الله، ضمن خطاب العرش سنة 2020، الانطلاقة لتعميم الحماية الاجتماعية لفائدة كافة المغاربة، ضمن رؤية ملكية سامية تروم استكمال بناء أسس الدولة الاجتماعية”.

ومضى قائلا “وهي الرؤية التي تمت ترجمتها ضمن القانون الإطار رقم 09.21 المتعلق بالحماية الاجتماعية، والذي تمت صياغته استرشادا بالالتزامات الاتفاقية للمملكة المغربية المذكورة سلفا، واستنادا إلى أحكام دستور المملكة، الذي أفرد بابه الثاني للحريات والحقوق الأساسية، بما في ذلك التنصيص، في فصله الواحد والثلاثين، على الالتزام الإيجابي للدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية بتعبئة كل الوسائل المتاحة، لتيسير أسباب استفادة المواطنين والمواطنات، على قدم المساواة، من كافة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، وعلى رأسها الحق في العلاج والعناية الصحية، والحق في الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية والتضامن التَعَاضُدي أو المنظم من لدن الدولة”.

واشار إلى أنه “من بين نقاط قوة هذا القانون الإطار، تحديده للجدولة الزمنية لتنفيذه، والتي هي من اختصاص النصوص التنظيمية بالعادة، مما يؤكد بجلاء أن تنزيله بني على منهجية التدبير بالنتائج، التي لا تؤمن إلا بالتطبيق السليم على أرض الواقع وملامَسَتِهِ لحاجيات المستفيدين وتأمينهم الاجتماعي الفعلي”.

وقال ولد الرشيد، “ومع أن أحدا منا، لا يملك أن يَرْتَابْ في أهمية ما تحقق من منجزات في باب تعزيز الحماية الاجتماعية ببلادنا، إلا أن الذي لا شك فيه هو أن هذا الورش الإصلاحي، مهما بلغت متانته وصلابة أسسه، فإن تنزيله تكتنفه العديد من التحديات، إن على مستوى ملاءمة التشريعات الوطنية مع المعايير الدولية وتعزيز الإطار القانوني في شموليته بما يجنب التداخل بين النصوص ذات الصلة، أو على مستوى توفير شروط استدامة المنظومة في مواجهة التحولات الاقتصادية والاجتماعية والديمغرافية، لاسيما بالنظر إلى تنامي احتياجات وتطلعات المواطنات والمواطنين في ظل الإكراهات المالية والمؤسساتية الآنية والمستقبلية”.

وقال  “يحق لنا الحديث عن بَوَاكِير نهضة اجتماعية غير مسبوقة، لكن أحد شروط هذه النهضة يتمثل لا محالة في المواكبة بالتفكير الجماعي والنقاش العمومي البناء والرصين. ويعتبر هذا المنتدى فضاء مؤسساتيا سانحا لهذه المواكبة، بما يتيحه من فرص للتفصيل في التحديات المذكورة واستشراف حلول جماعية مبتكرة لرفعها”.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: الاقتصادیة والاجتماعیة الحمایة الاجتماعیة ولد الرشید

إقرأ أيضاً:

إنطلاق عملية مرحبا وسط دعوات لخفض تسعيرة عبور سيارات المهاجرين المغاربة بأوربا

زنقة 20. طنجة

بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، تطلق مؤسسة محمد الخامس للتضامن غدا الثلاثاء 10 يونيو 2025 عملية مرحبا لاستقبال المغاربة المقيمين بالخارج.

وأوضح بلاغ لمؤسسة محمد الخامس للتضامن أن المؤسسة، التي تساهم في العملية مع كافة الفاعلين والمتدخلين، قامت بتفعيل عدة متكاملة موجهة لاستقبال ومرافقة المغاربة المقيمين بالخارج بشكل متزامن في المغرب وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا.

وتتميز هذه النسخة الخامسة والعشرون، التي تنطلق تحت الرئاسة الفعلية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بتشغيل فضاءات وطنية جديدة، بمطاري العيون والداخلة، ليصل العدد الإجمالي لمواقع الاستقبال – مرحبا إلى ستة وعشرين (26).

وأضاف المصدر ذاته، أنه يوجد في المغرب عشرون (20) مركز ا في الخدمة. وتقع هذه المراكز في موانئ طنجة المتوسط، طنجة المدينة، الحسيمة، والناظور بني أنصار ، وفي مطارات الدار البيضاء محمد الخامس، الرباط – سلا، وجدة أنجاد، الناظور- العروي، أكادير المسيرة، فاس سايس، مراكش المنارة، طنجة ابن بطوطة، العيون الحسن الأول، والداخلة. وفي باحات الاستراحة طنجة المتوسط، الجبهة، تازاغين، وسمير- المضيق، بالإضافة إلى معبري باب سبتة ومليليه.

وفي الخارج، توجد ستة (6) مراكز الاستقبال – مرحبا في الموانئ الأوروبية التالية: جنوة (إيطاليا)، سيت ومرسيليا (فرنسا)، موتريل وألميريا والجزيرة الخضراء (إسبانيا).

وتتوفر خدمات المساعدة الاجتماعية والرعاية الطبية، الموضوعة رهن إشارة أفراد الجالية المغربية المقيمة في الخارج في الفترة الممتدة من 10 يونيو إلى 15 شتنبر، في كافة هذه المواقع السالفة الذكر من أجل مواكبتهم عن قرب خلال مرحلتي الوصول إلى أرض الوطن والعودة إلى ديار المهجر.

ولإنجاح العملية، عبئت المؤسسة أكثر من 1200 شخص من فرق المؤسسة من أطر ومساعدات اجتماعيات وأطباء وأطر شبه طبية ومتطوعين، للاستماع إلى مواطنينا القاطنين بالخارج ومساعدتهم ودعمهم بالإسعافات اللازمة.

ويتم تعزيز الخدمات الإنسانية المتاحة في مراكز الاستقبال “مرحبا” بتوفير مداومة مستمرة يسهر عليها مكتب التنسيق المركزي (BCC)، ومقره الرباط، تحت إشراف المؤسسة، ويتابع السير اليومي للعمليات الميدانية، ويعبئ الجهات المعنية لمعالجة الطلبات والشكايات، كما يسهر المكتب على المواكبة الهاتفية للإتصالات المباشرة.

وبهذا، خدمة الاتصال مرحبا متوفرة 7 أيام في الأسبوع و24 ساعة في اليوم طيلة مدة العملية. وذلك عبر الأرقام التالية:

66 55 20 537 212 00 و66 66 20 537 212 00 للتواصل من خارج المغرب.

للتواصل مباشرة من داخل المغرب على الرقم الأخضر المجاني 23 23 000 080 وعلى 93 70 968 080. كما يمكن الاتصال على أرقام الهواتف التالية: إيطاليا (جنوة) 89 94 1212 35 39 00. فرنسا (مرسيليا) 093 716 780 33 00. فرنسا (سيت) 161 299 617 33 00. إسبانيا (موتريل) 433 669 631 34 00. إسبانيا (ألميريا) 290 508 632 34 00. إسبانيا (الجزيرة الخضراء) 700 540 632 34 00.

الى ذلك تعالت مطالب أفراد الجالية المغربية المقيمة بالدول الأوربية، بتدخل السلطات الحكومية المغربية لخفض تسعيرة عبور سياراتهم عبر الموانئ الإسبانية والفرنسية والإيطالية نحو الموانئ المغربية، والتي تعتبر الأغلى على الإطلاق.

مرحبا 2025

مقالات مشابهة

  • إنطلاق عملية مرحبا وسط دعوات لخفض تسعيرة عبور سيارات المهاجرين المغاربة بأوربا
  • ألبوم منير الجديد يشهد أول تعاون مع منة القيعي ومصطفى حدوته
  • «نيمبوس» يطرق أبواب أوروبا وآسيا.. هل دخلنا مرحلة جديدة من الجائحة؟
  • شكاية جديدة في ملف زيوزيو ضد 11 شخصية منهم برلماني ومقاولون ومسؤولون سابقون في المغرب التطواني
  • اصطدام قطار بعجلة مدنية في ناحية الرشيد جنوب بغداد
  • الحكومة: "بداية جديدة" لبناء الإنسان استفادت منها 5.3 مليون مواطن ضمن جهود تعزيز العدالة الاجتماعية
  • خبير اقتصادي: الدولة تعزز الحماية الاجتماعية لدعم الفئات الأكثر احتياجا
  • بن حبتور: التحديات التي تواجه اليمن جعلت اليمنيين يقفون خلف قائد الثورة
  • دعوات عاجلة بمليلية المحتلة لفتح معابر جديدة بين المغرب وإنهاء شلل الحدود
  • حارس منتخب المغرب: محمد صلاح الأفضل في إفريقيا