كأس سلطانية.. شرقية شمالية
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
المعتصم البوسعيدي
من مسجد القبلتين، وغزالة المضيبي وسناو العريقتين، من نخلةٍ شامخة في واحة دماء والطائيين إلى شقيقةٍ لها في بدية الرمال الذهبية، من صهيل الخيل في قابل الخير، ومجرى الماء المتدفق بوادي بني خالد ملاذ المتعبين، يسطعُ كأس الجلالة ساميًا يعانق خضرة الملعب كما يعانق القلوب، وعلى سمائه تحلِّق صقور السيب والشباب، جيران البقعة الجغرافية وجيران المحافظتين، وجيران الرحلة الختامية لبطولةٍ خامسة طعمها "السكر والحليب"، أو بطولة أولى طعمها الحلوى وموائد رمضان المطلة على عتبات باب الحنين، ونافذة العشاق لأجمل هلال ترتقبه دنيا البشر.
قد يكون المشهد غير معتاد؛ بطولة الكأس الغالية تحولت إلى مهرجان وكرنفال في محافظة شمال الشرقية، تطواف على ولايات المحافظة، برًا وجوًا، كبارًا وصغارًا، ونجوم لامعة وشخصيات بارزة واحتفاء رسمي ومجتمعي، ربما وصفه البعض بالمبالغة والترف، لكن فيه ما فيه من الإبداع والاحتفاء الذي ينطوي على عمل حقيقي، ربما يُؤسِّس إلى استدامة واهتمام يليقان بالرياضة العُمانية التي تعيش أيامًا صعبة على مستوياتها كافةً.
السيب، النادي النموذجي في سلطنة عُمان، و"الإمبراطور" الذي بسط سطوته في السنوات الماضية، ومحل الفخر والممثل الأفضل للكرة العُمانية؛ إذ إنه لامس الذهب القاريّ، وعانق المجد المحليّ، في مواجهة الشباب العائد إلى شبابه بعد فترة غياب ومرحلة تراجع، مواجهة مرت من نفق "العق" إلى هالة ضوء أحدث المجمعات الرياضية في البلاد، والتي من الضرورة بمكان -أي المجمعات الرياضية-استغلالها على أكمل وجه، وتطويرها لتواكب الأحداث المحلية والدولية على حد سواء.
في صفرة السيب، ذهب "دما" المنسكب من عطر التأريخ التليد، وفي زرقة الشباب، شراع بركاء الممتد بصره إلى عبق الزمان الغابر في وادي المعاول، عينان تنظران بحِدَّة الصقر، وطموح التوييج الذي "يزغلل" العيون، وبينهما يقف المبتهجون بفرح الضيافة وسعادة الحضور واحتفاء الاسم السلطاني على أغلى الكؤوس. في السيب إدارة مُحنَّكة صاحبة سُمو، وفي الشباب إدارة يافعة تطمح للنمو، وأسماء لامعة في الفريقين، واختلاف تدريب مدرستين، وإعلام يجمع الخيوط ليشكل الصورة المثالية تحت رماد ينتظر الاشتعال بين اليأس والأمل.
يدٌ بيدٍ نحو أفضل نسخة من بطولة الكأس الغالية، فنحن في الوسط الرياضي يهمنا كثيرًا أن تحظى بطولاتنا الرياضية بالاهتمام والمتابعة، بالاحتفاء الجمعي، بالتنافس الرياضي الشريف والأداء الفني الممتع، ولا يتأتى ذلك إلّا بالعمل ثم العمل، والاستفادة من التجارب ومحاولة البعث الجديد، لعلَّ الله يُحدث بعد ذلك أمرًا، وشمال الشرقية قدمت حكايتها للكأس السلطانية، في انتظار الفصل الأخير مساء الخميس الحادي والعشرين من فبراير، والفوز واحدٌ.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تتويج السيب بطلًا لكأس الاتحاد العُماني لكرة القدم
الرؤية- أحمد السلماني- سالم المحروقي
تُوّج نادي السيب بلقب كأس الاتحاد العُماني لكرة القدم للموسم الرياضي الحالي، بعد فوزه المثير على نادي بهلاء بهدفين مقابل هدف، في المباراة النهائية التي أقيمت مساء الاحد تحت رعاية سعادة باسل بن أحمد الرواس وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب.
وتمكن بهلاء من التقدم أولًا عن طريق لاعبه عبدالسلام الشكيلي، واضعًا فريقه في المقدمة، إلا أن السيب عاد بقوة وسجّل هدفين عن طريق النجم أبوكمار، ثم أضاف عمر المالكي هدف الفوز، ليقودا "الإمبراطور" لتحقيق اللقب الثالث تواليًا في هذه البطولة، وسط أداء منظم وحاسم في الشوط الثاني.
ويمثل هذا التتويج تتويجًا مزدوجًا لموسم استثنائي قدمه السيب، حيث حقق بطولة دوري عمانتل ووصافة كأس جلالة السلطان المعظم لكرة القدم، ووصل إلى نهائي كأس السوبر العماني، وكان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق رباعية تاريخية لولا خسارة السوبر والكأس.
من جانبه، قدّم نادي بهلاء موسمًا استثنائيًا بكل المقاييس، إذ استُدعي للمشاركة في دوري عمانتل كبديل عن نادي ظفار، وتمكن من البقاء في الدوري بعد أن أنهى موسمه في منتصف جدول الترتيب، كما بلغ نهائي كأس الاتحاد العُماني للمرة الرابعة في تاريخه. وكان بهلاء قد تُوّج بالبطولة في نسخة 2021، إلا أنه خسر ثلاث نهائيات متتالية بعدها، جميعها أمام السيب، الذي بات عقدته في هذه المسابقة.
ويُعد فوز السيب استمرارًا لهيمنته على البطولات المحلية، ويعكس عمق الاستقرار الفني والإداري في النادي، فيما يبقى بهلاء مثالًا يُحتذى في الطموح والإصرار، بعدما فرض نفسه رقمًا صعبًا في الكرة العمانية هذا الموسم.