بهيّة الحريري الى الاضواء مجددا: أول زعيمة سنّية
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
كتبت لينا فخر الدين في" الاخبار": من جديد، سيغيب الرئيس سعد الحريري عن المشهد الدّاخلي، بعدما نجح في «الاختبار الشعبي» بحشدٍ أثبت أنّ تيّار المستقبل لا يزال موجوداً وقادراً على خوْض الاستحقاقات. سيعود «الزرق» إلى الحياة السياسيّة، ولكن هذه المرّة عبر بهيّة الحريري التي ستنتقل إلى «بيت الوسط» للإشراف على آليات العمل في الانتخابات البلديّة، ومن بعدها النيابيّة، على أن تكون رئيسة كتلة «المستقبل» في ما بعد.
«أمّ نادر» ليست طارئة على هذا العالم، هي التي دخلته منذ أكثر من 35 عاماً بعد سنوات من العمل الاجتماعي والتربوي، إلى جانب شقيقها الأكبر، الرئيس رفيق الحريري، ثم إلى جانب نجله. على مدى أكثر من نصف قرن، مثّلت «سيّدة مجدليون» وجدان الحريريّة الشعبيّة وكانت أمينة على العهد والإرث، على الأرض، كما داخل العائلة.
بعد عام 2005، تحوّلت «أمّ نادر» إلى قياديّة سياسية حديدية، ما مكّنها من الوقوف أمام أولياء الأمر في السعودية، ورفض الدّعوة الهاتفيّة من الديوان الملكي لبيعة بهاء بدلاً من سعد عام 2017، قائلة: «نحن مع سعد». الرابط بين بهيّة و«ابنها» الخامس، سعد، يفرض عليها التواصل اليومي معه أو حتّى زيارة سريعة إلى أبو ظبي للاطمئنان إلى صحّته، بعدما علّق عمله السياسي.
الاعتكاف لم يسرِ على بهيّة، التي وإن التزمت بقرار ابن شقيقها في السياسة، واصلت العمل الاجتماعي، واحترفت الاحتفاظ بأوراقها السياسيّة بانتظار عودة سعد. ولثقتها به، لم تحل عاطفتها دون صد الشقيق الأكبر الطامح إلى الإمساك بالإرث السياسي. لذلك مرّرت «عاصفة بهاء» برويّة وحنكة من دون أن تؤجّج الحرب بين الشقيقين.
وعليه، وقفت بهيّة إلى جانب سعد في الذكرى العشرين لاغتيال والده، وسارعت إلى الإيماء برأسها حينما استنجد بها لتحل مكانه في «غيبته الطوعيّة»، متيقّناً بأنّها الأوفى في إعادة الإرث متى سقطت أسباب اعتكافه. سيعود سعد إلى أبو ظبي، وستنتقل «أمّ نادر» إلى بيت الوسط للإشراف على التحضيرات للانتخابات البلديّة التي سيخوضها تيار المستقبل في طرابلس وبيروت وصيدا، ومن ثم لخوض معركة الانتخابات النيابيّة، لتكون الوصيّة الشرعيّة على «الحريريّة» وأوّل امرأة تتزعّم السنّة، بعدما كانت أوّل سنيّة تدخل المجلس النيابي.
غير أن بهية لن تكون سعد وإن حلّت محلّه مؤقّتاً. شخصيّتها المُستقلّة ومرونتها تقودانها حتماً إلى وقعٍ مختلف في المعترك السياسي، فهي أقلّ حدّة في الممارسة وأكثر وسطيّة، وهو ما مهّد له سعد في مواقفه الأخيرة. كما سيكون لها فريقها الخاص في «بيت الوسط»، بغضّ النّظر عن المُعارضين في الدّاخل.
العارفون بمضمون نقاشات «بيت الوسط» يقولون إنّ القرار حول مُشاركة رئيس «تيّار المستقبل» في الانتخابات لم يُحسم بعد، مرجّحين بأن يولي عمّته أمر رئاسة كتلته النيابيّة بعد أن تترشح في بيروت، على أن يكون نجلها الأمين العام للتيّار، أحمد نائباً عن صيدا، إلى جانب اهتمامه بتفعيل نشاطات «التيار»، بعدما قاد عمليّات انفتاح سياسي مع عددٍ من الشخصيّات السياسيّة التي لم تكن تدور في «الفلك الأزرق»، أو كانت حتى الأمس القريب تُعد في «محور الخصوم».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: بیت الوسط إلى جانب
إقرأ أيضاً:
جنوب لبنان تحت النار الإسرائيلية مجدداً: قتيل وجريح في غارات مستمرّة
شهد جنوب لبنان اليوم غارات إسرائيلية جديدة أسفرت عن مقتل شخص وإصابة آخر، وسط تصاعد في التوتر رغم سريان إتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله منذ تشرين الثاني 2024. اعلان
قُتل شخص وأُصيب آخر، الأحد، جراء غارتين إسرائيليتين استهدفتا مناطق في جنوب لبنان، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، وذلك رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله منذ أواخر تشرين الثاني/نوفمبر 2024.
وذكرت الوزارة أن الغارة الأولى استهدفت دراجة نارية في بلدة أرنون الشقيف (قضاء النبطية)، على بُعد خمسة كيلومترات من الحدود، فيما أصيب شخص آخر في غارة ثانية طالت سيارة في بلدة بيت ليف (قضاء بنت جبيل). وتأتي هذه التطورات بعد مقتل ثلاثة أشخاص في ضربات إسرائيلية مماثلة خلال الأيام الماضية.
عون: نعوّل على "مؤتمر نيويورك"
في السياق السياسي، شدّد رئيس الجمهورية اللبناني جوزيف عون، خلال مؤتمر صحافي مشترك في بغداد مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، على ضرورة تعزيز المصلحة العربية المشتركة، معتبرًا أن الحل الإقليمي الشامل يبدأ من الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، داعيًا إلى خطوات عملية ضمن مؤتمر مرتقب دعت إليه السعودية وفرنسا في نيويورك.
وكان الجنرال أرولدو لاثارو، رئيس بعثة "اليونيفيل"، حذر، في وقت سابق من الشهر المنصرم، من خطورة التصعيد المستمر على طول الخط الأزرق، مؤكداً خلال احتفال باليوم الدولي لحفظة السلام، أنّ الوضع لا يزال هشًا وقابلًا للانفجار، وأن أي خطأ ميداني قد يؤدي إلى تداعيات كارثية. ودعا إلى دعم العملية السياسية واستمرار التعاون بين اليونيفيل والجيش اللبناني لتعزيز الأمن والاستقرار.
يُشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله نصّ على انسحاب مقاتلي الحزب من جنوب نهر الليطاني وتفكيك البُنى العسكرية هناك، مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل". في المقابل، يواصل لبنان مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وانسحابها من المناطق التي لا تزال تحتلها داخل الأراضي اللبنانية.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة