قلق أوروبي من المحادثات الأمريكية-الروسية في الرياض.. ما أسبابه؟
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
شهدت العاصمة السعودية، يوم الثلاثاء، لقاءً جمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو لمناقشة سبل التوصل إلى تسوية للأزمة الأوكرانية، في خطوة أثارت استياء أوروبا وأوكرانيا، اللتين وجدتا نفسيهما مستبعدتين من المفاوضات التي قد ترسم مستقبل النزاع دون مشاركتهما.
وقد وصف لافروف أجواء الاجتماع بالإيجابية، فيما صرّحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن هذه المحادثات تمثل بداية لمعالجة القضايا الدولية التي نشأت خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن.
في الوقت ذاته، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالًا بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، معربًا عن تقديره لجهود الرياض في استضافة المحادثات بين واشنطن وموسكو.
وعقب الاجتماع، أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات مثيرة للجدل، حيث ألقى باللوم على أوكرانيا في استمرار النزاع، معتبرًا أنه كان على الرئيس فولوديمير زيلينسكي إنهاء الأزمة قبل ثلاث سنوات.
وقال ترامب عبر منصته "تروث سوشيال": "ديكتاتور بلا انتخابات.. من الأفضل لزيلينسكي أن يتحرك بسرعة وإلا فلن يبق له بلد".
وأدت هذه التصريحات إلى تصعيد التوتر بين ترامب وزيلينسكي، حيث ردّ الأخير باتهام الرئيس الأمريكي بأنه متأثر بـ"رواية مضللة صاغتها روسيا"، معربًا عن استيائه من استبعاد أوكرانيا من المحادثات التي جرت في السعودية.
تحرك لمواجهة التغيرات في الموقف الأمريكيفي ظل التطورات المتسارعة، يستعد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر للسفر إلى واشنطن الأسبوع المقبل للقاء ترامب، تزامنًا مع زيارة مرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الولايات المتحدة، وفقًا لما أعلنه مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز.
وقد سببت التحركات الأخيرة للإدارة الأمريكية حالة من القلق بين المسؤولين الأوروبيين، الذين اعتبروا أن أي اتفاق قد تتوصل إليه واشنطن وموسكو قد يغير موازين القوى في القارة الأوروبية ويؤثر على مستقبل أوكرانيا.
وقد جاءت تصريحات عدد من وزراء الدفاع الأوروبيين لتعكس حجم هذا القلق. فقد أكد وزير الدفاع البريطاني أن روسيا هي المسؤولة عن اندلاع الحرب من خلال غزوها الأراضي الأوكرانية، وأنه بإمكانها إنهاء النزاع بسحب قواتها. كما شدد على أن أوروبا تتحمل مسؤولية دعم كييف، ليس فقط لحماية سيادتها، ولكن أيضًا لضمان أمن القارة الأوروبية ككل. وأضاف أن التهديد الروسي لا يقتصر على أوكرانيا فحسب، بل يمتد إلى مناطق أخرى، مما يستوجب موقفًا أوروبيًا حازمًا في التصدي له.
Relatedنظام "غريف هوك": سلاح جديد قد يساعد أوكرانيا على التصدي للهجمات الروسيةالقادة الأوروبيون يؤكدون دعمهم لأوكرانيا ويختلفون بشأن مهمة حفظ السلاممعرض الدفاع الدولي في أبوظبي يجمع روسيا وأوكرانيا تحت سقف واحدأما وزير الدفاع النرويجي، فقد شدد على أن دعم أوكرانيا ضرورة استراتيجية، معتبرًا أن أمن أوروبا مرتبط ارتباطًا وثيقًا بحرّية وأمن كييف. وأكد أن دول القارة العجوز بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتعزيز دفاعاتها وتقوية الناتو، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تبقى عنصرًا أساسيًا في هذه المعادلة، ما يستدعي استمرار التنسيق الوثيق مع واشنطن.
أسباب القلق الأوروبي من المحادثات الأمريكية-الروسيةتشعر الحكومات الأوروبية بقلق متزايد إزاء استبعادها، إلى جانب أوكرانيا، من المحادثات التي تجري بين الولايات المتحدة وروسيا، حيث تخشى أن تؤدي هذه المفاوضات إلى تغييرات عدة، فما هي؟
1- التوازن الأمني في أوروباترى الدول الأوروبية أن غيابها عن هذه المحادثات قد يؤدي إلى تهديد استقرارها الأمني في المستقبل، حيث ستجد نفسها مضطرة للدفاع عن نفسها دون دعم أمريكي في حال تصاعد التوتر مع روسيا.
وقد نقلت صحيفة "بيلد" الألمانية عن مسؤولين أوروبيين اعتقادهم بأن الرئيس الأمريكي قد يوافق على سحب القوات الأمريكية من دول البلطيق، وهو ما قد يترك أوروبا عرضة لأي تهديد روسي محتمل.
كما يخشى القادة الأوروبيون أن يؤدي تقليص الوجود العسكري الأمريكي في القارة إلى تحولات استراتيجية عميقة، قد تحتاج الدول الأوروبية إلى مواجهتها بمفردها.
تبرز مخاوف من أن تضغط الولايات المتحدة على أوكرانيا للتفاوض مع روسيا، ما قد يجبر كييف على التنازل عن أراضٍ سيطرت عليها موسكو منذ ضم شبه جزيرة القرم عام 2014.
وقد صرّح المبعوث الأمريكي الخاص لأوكرانيا وروسيا، كيث كيلوغ، بأن أي تسوية للنزاع قد تتضمن "خسارة محتملة للأراضي" من قبل أوكرانيا، مشيرًا إلى أن العودة إلى الحدود التي كانت قائمة قبل عام 2014 قد لا تكون ممكنة. وكان وزير الدفاع وزيرالأمريكي بيت هيغسيت قد سبقه إلى هذا الموقف حين قال قبل أيام في مؤتمر ميونيخ للأمن إن العودة إلى حدود ما قبل 2014 غير واقعية.
تعتمد أوكرانيا بشكل كبير على المساعدات العسكرية الأمريكية، التي بلغت عشرات المليارات من الدولارات، وسمحت لها بمواصلة القتال ضد القوات الروسية. غير أن هناك مؤشرات على أن الإدارة الجديدة قد تخفض هذا الدعم، أو تربطه بشروط اقتصادية وسياسية جديدة.
فقد أبدى ترامب في أكثر من مناسبة رغبته في تحقيق مكاسب اقتصادية من وراء دعم أوكرانيا، مشيرًا إلى أنه طلب من كييف تقديم ضمانات تشمل موارد بقيمة 500 مليار دولار من المعادن النادرة مقابل استمرار المساعدات.
هذا الطلب قوبل برفض شديد من قبل زيلينسكي، الذي أكد أن المساعدات الأمريكية لم تصل حتى الآن إلى هذا الرقم، وأن بلاده لم تحصل على أي ضمانات أمنية حقيقية في المقابل.
وفي ضوء هذه التوترات، شهدت الساحة الدبلوماسية تطورًا جديدًا، حيث أُلغي المؤتمر الصحفي المشترك بين المبعوث الأمريكي الخاص والرئيس الأوكراني بشكل مفاجئ، بناءً على طلب أمريكي، ما يعكس تعقيد المشهد السياسي وتزايد الخلافات بين الجانبين.
المصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب قطاع غزة أسرى حركة حماس فولوديمير زيلينسكي دونالد ترامب قطاع غزة أسرى حركة حماس فولوديمير زيلينسكي دونالد ترامب روسيا السعودية أوكرانيا أوروبا الحرب في أوكرانيا دونالد ترامب أسرى قطاع غزة حركة حماس السياسة الأوروبية فولوديمير زيلينسكي ضحايا إسبانيا واشنطن ألمانيا الصحة الولایات المتحدة من المحادثات یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
روسيا: عضوية أوكرانيا في الناتو غير مقبولة
قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن عضوية أوكرانيا في الناتو غير مقبولة بالنسبة لروسيا.
وذكرت رويترز أنّ منشأة روسية لتوليد الغاز في بحر قزوين تعطّلت نتيجة هجوم أوكراني.
فيما أكد مصدر أمني أوكراني أنّ القوات الأوكرانية استهدفت منصة نفط روسية في البحر للمرة الأولى، في تصعيد لوتيرة الضربات المتبادلة بين الطرفين.
وأفادت وكالة تاس بأنّ القوات الروسية أحكمت سيطرتها على إحدى القرى في منطقة خاركيف شرق أوكرانيا.
في وقت تتواصل فيه العمليات العسكرية بين الجانبين على طول خطوط التماس.
اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
وشدّد سيرجي لافروف، وزير خارجية روسيا، خلال لقائه ممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى موسكو، على ضرورة صياغة حزمة وثائق تضمن سلاماً دائماً مع أوكرانيا.
لافتاً إلى أن أي تسوية يجب أن تتضمن ضمانات أمنية لجميع الأطراف.
وأشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "بذل محاولات جادة" للتوصل إلى حل للنزاع الأوكراني خلال ولايته.
وأكد لافروف أن الولايات المتحدة، خلال إدارة الرئيس جو بايدن، كانت الداعم الأساسي لنظام كييف.
وأكد أن الدول الغربية فشلت في إلحاق خسائر استراتيجية بالاقتصاد الروسي على الرغم من العقوبات المتصاعدة.
واتهم لافروف الغرب بالسعي لتدمير الاقتصاد الروسي، مشيراً إلى أن قادة أوروبيين أقرّوا باستغلال اتفاقات مينسك لإعادة تجهيز أوكرانيا للحرب ضد موسكو.
وفي وقت سابق، قال الجيش الأوكراني إنه ضرب مصفاة ريازان النفطية الروسية في منطقة لوجانسك.
ويأتي ذلك في ضوء التصعيد الأوكراني الروسي للعام الثالث على التوالي.
وقال موقع أكسيوس الأمريكي إن المفاوضين الأمريكيين والأوكرانيين يستأنفون المحادثات لليوم الثاني في ميامي لبحث خطة ترمب للسلام.
واطلع ويتكوف وكوشنر الأوكرانيين على تفاصيل اجتماعهما مع بوتين وأفكار جديدة لسد الفجوات بين الطرفين.
وأصدرت وزارة الخارجية الألمانية بياناً قالت فيه إنه سيتعين على أوروبا الحوار مع روسيا في مرحلة ما.
يأتي ذلك في إطار المساعي الأوروبية لوضع حدٍ للحرب الأوكرانية المُستمرة منذ 3 سنوات.
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في وقتٍ سابق، إن مهمة بلاده الأساسية في الوقت الحالي هي الحصول على "صورة كاملة" عمّا جرى طرحه خلال المحادثات التي عُقدت في موسكو.
وأوضح زيلينسكي أن الوفد الأوكراني سيواصل محادثاته مع فريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في فلوريدا، بهدف الاطلاع على ما تم بحثه خلال الزيارة الروسية.
وأكد الرئيس الأوكراني استعداد بلاده للتعامل مع "أي سيناريوهات" قد تنشأ عن تطورات الأحداث، مشدداً على استمرار العمل مع الشركاء الدوليين للوصول إلى سلام عادل ومستدام.قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في وقتٍ سابق، إن وثيقة جنيف للسلام في أوكرانيا تم تطويرها بشكل جيد.
وقال ماركو روبيو، وزير الخارجية الأمريكي، إن النقاشات المتعلقة بإنهاء الحرب في أوكرانيا ستستمر خلال الأسبوع الجاري، مع استعداد المبعوث الأميركي ويتكوف للسفر إلى موسكو لإجراء جولة جديدة من المحادثات.