ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (هل إخبار المستفتي المفتي بالمعصية التي وقع فيها يُعدُّ من قبيل الجهر بالمعاصي؟

وقالت دار الإفتاء في إجابتها عن السؤال، إن إخبار المستفتي المفتي بما ابتُلي به من معصيةٍ لا يعدُّ من قبيل الجهر المذموم بالمعاصي، إذ ينبغي على الإنسان إذا نزلت به حادثة أن يسأل عنها حتى يعرف حكم الشرع فيها.

وذكرت دار الإفتاء، أن الإخبار بالمعصية في هذه الحالة هو من إجراءات بيان الحادثة بيانًا شافيًّا للمفتي، إذا كانت الحادثة المراد معرفة الحكم فيها متعلقة بتلك المعصية، أما الجهر المذموم شرعًا فهو الإعلان عن الوقوع في المعاصي تباهيًا واستهزاء.

وأشارت إلى أن الوقوع في المعاصي ممكن في حق جميع بني آدم إلا من عصمهم الله تعالى، ومن سواهم مُعرَّض للوقوع فيها قلَّت أو كثُرت، والإصرار على الذنوب وعدم التوبة منها مذموم شرعًا، وعواقبه وخيمة، وآثاره سيئة في الدنيا والآخرة، فيجب على الواقع فيها التوبة على الفور، مع الندم والعزم على عدم العود، فعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ» أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه.

وتابعت دار الإفتاء: ممَّا يعظُم به الذنب المجاهرة به، بأن يرتكب العاصي الذنب علانية، أو يرتكبه سرًّا فيستره الله عزَّ وجلَّ لكنَّه يُخبر به بعد ذلك مستهينًا بسِتْر الله له، فعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ الإِجْهَارِ أَنْ يَعْمَلَ الْعَبْدُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحُ قَدْ سَتَرَهُ رَبُّهُ فَيَقُولُ: يَا فُلَانُ قَدْ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، فَيَبِيتُ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللهِ عَنْهُ» متفق عليه.

ومن صور الضرورة والحاجة: طلب الفتوى، إذ ينبغي على الإنسان إذا نزلت به حادثة أن يسأل عنها حتى يعرف حكم الشرع فيها، وهذا يكون بإخبار المفتي بعين الحادثة التي ألمت به إخبارًا دقيقًا، إذ الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره، فإذا بيَّن للمفتي ما وقع فيه من المخالفة لا يكون بيانه حينئذٍ مذمومًا إن كان على جهة السؤال والاستفتاء، وإنَّما يكون مذمومًا إن كان على جهة المجاهرة والتباهي والاستهزاء.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء المفتي المعصية الذنب المستفتي العاصي المزيد دار الإفتاء إخبار ا الله ع

إقرأ أيضاً:

هل الذِّكر الجماعي بدعة؟ أمين الفتوى يجيب

قال الشيخ هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الذِّكْر الجماعي يعني: أن نجلس في جماعة نذكر الله تعالى سواء جهرًا أو سِرَّا،  والذِّكْر الجماعي بهذه الكيفية في المسجد وفي غيره أمرٌ مشروع لا بدعية فيه.

أذكار الصباح مكتوبة..ابدأ بها يومك بها يحفظك الله ويبارك لك رزقكأذكار المساء والتحصين كاملة.. رددها بعد العصر لتحفظك من كل سوءهل الذِّكر الجماعي بدعة؟

واستشهد أمين الفتوى في منشور له عن حكم الذكر الجماعي، بقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾[الأحزاب: 41-42].  

وقال تعالى: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ [الكهف: 28].  


فقد ورد الأمر الشرعي بذِكْر الله تعالى مطلقًا، وكما يقول العلماء: "الأمر المطلق يستلزم عموم الأزمنة والأمكنة والأشخاص والأحوال"... فالأمر فيه واسعٌ

وذكر أمين الفتوى، أن تبديع مَن يفعل ذلك هو في الحقيقة نوع من البدعة؛ لأنه تضييق لِمَا وسَّعه الشرع الشريف، ومخالفة لما ورد في الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح وعلماء الأمة المتبوعين.

وتابع في منشوره عن حكم الذكر الجماعي: لا تُحجِّر واسعًا، والأمر في ذلك لا وجوب فيه ولا حُرمَة، فمَن فَعَل أُثِيب، ومَن لم يفعل فلا إثم عليه، والخطأ كل الخطأ هو في "تأثيم مَن يفعل ذلك"، وقد ورد في الحديث: «وكونوا عباد الله إخوانًا».

حكم إقامة حلقات الذكر

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم حلقات الذكر الجماعي بصوت عالٍ وفي مكبرات الصوت داخل المساجد، وكذلك مجالس الصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟

وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إن مجالس الذكر الجماعي والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم من العبادات المشروعة؛ سواء في المساجد أو في غيرها، وتبديعُها لا يعدو أن يكون نوعًا مِن البدعة؛ لأنه تضييقٌ لِمَا وسَّعه الشرع الشريف.

وأضافت دار الإفتاء، أن الأمر بالذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد ورد في النصوص الشرعية على جهة الإطلاق والعموم، فكان الأمر في ذلك واسع، وكان القولُ ببدعية هذه المجالس تضييقًا لما وسعه الشرع، ومخالف للكتاب والسنة وهدي السلف الصالح.

وتابعت دار الإفتاء: إلا أنه يجب مراعاة النظام وأخذ موافقة القائمين على المساجد؛ حتى يتم ذلك بشكلٍ منظمٍ لا تشويشَ فيه على المصلين والذاكرين وقُرَّاء كتاب الله تعالى.

طباعة شارك الذكر الجماعي حكم الذكر الجماعي فتاوى أذكار تسابيح حكم إقامة حلقات الذكر

مقالات مشابهة

  • هل يجوز دفن الميت ليلا؟ احذر 3 أوقات لا تدفن فيها المتوفى
  • دعاء الاستفتاح في الصلاة.. اعرف ما ورد عنه في السنة النبوية
  • هل الذِّكر الجماعي بدعة؟ أمين الفتوى يجيب
  • حكم صلاة المنفرد خلف الصف في المسجد.. دار الإفتاء توضح
  • هل صيام أول يوم من السنة الهجرية بدعة؟ .. دار الإفتاء تُوضح
  • ما هي علامات الحسد والعين في الرزق؟.. الإفتاء: اتقوه بـ3 سور
  • هل قراءة سورة يس بعد صلاة الفجر تقضي الحوائج؟.. فيها 5 عجائب
  • ليبي يُعثر عليه متوفيًا في منزله بتركيا
  • آخر رسالة أميركية عن حزب الله ولبنان.. ماذا فيها؟
  • الإفتاء تنصح بـ 8 كلمات لمن تكاثرت عليه الهموم والمشاكل