يمانيون../
في يومٍ تاريخيٍ لم تشهد العاصمة اللبنانية بيروت مثيلاً له من قبل، اجتمعت قلوب الملايين لتوديع رمزين من رموز المقاومة والإنسانية، السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، في مراسم تشييع مهيبة حملت في طياتها مشاعرَ إنسانيةً عميقةً، وإباءً وشموخاً يعكسان عظمة الراحلين وإرثهما الخالد.

منذ ساعات الصباح الباكر، امتلأت شوارع بيروت وساحاتها بحشود غفيرة، جاءت من مختلف أنحاء لبنان والعالم العربي والإسلامي، حاملةً في قلوبها الحزنَ والوفاء، وفي عيونها الدموعَ التي لم تمنعها من أن ترفع رؤوسها بإباء.

كانت الأجواء مفعمةً بالمشاعر الإنسانية التي تجاوزت الحدود الجغرافية والسياسية، لتؤكد أن الراحلين لم يكونا مجرد قائدين سياسيين، بل كانا رمزين للكرامة والمقاومة والإنسانية.

لم تكن الحشود التي توافقت إلى المدينة الرياضية في بيروت مجرد أعدادٍ كبيرة، بل كانت تعبيراً صادقاً عن الحب والوفاء لقائدين قدّما كلّ شيء في سبيل قضيةٍ آمنَا بها.

رفع المشاركون صور الشهيدين، وأعلام حزب الله، وأعلام اليمن والعراق، في مشهدٍ مهيبٍ يعكس وحدة الأمة في مواجهة التحديات. كانت الدموع تسيل، لكن الأيدي كانت ترفع الرؤوس بإصرار، وكأنها تقول للعالم: “إننا لن ننحني، ولن ننسى”.

في كلمةٍ مؤثرةٍ ألقاها ممثل قائد الثورة الإسلامية في إيران، السيد علي خامنئي، عبر السيد مجتبى الحسيني، تم التأكيد على أن روح الشهيدين ونهجهما سيظلان مناراً يضيء درب الأجيال القادمة. قال السيد خامنئي: “فليعلم العدو أن المقاومة في مواجهة الغصب والظلم والاستكبار باقية ولن تتوقف حتى بلوغ الغاية المنشودة”. هذه الكلمات لم تكن مجرد تعزية، بل كانت تأكيداً على أن إرث الشهيدين سيظل حياً في قلوب المؤمنين بالحرية والعدالة.

لم تخلُ المراسم من لمساتٍ إنسانيةٍ عميقة، حيث ألقى الشاعر اليمني معاذ الجنيد قصيدةً شعريةً رثاءً للشهيدين، ختمها بكلماتٍ تحمل في طياتها الأمل والإصرار: “لا لن يموت ففيه القدس موعود.. إن هدنا الحزن فالرحمن ملجأنا.. وظهرنا بابن بدر الدين مسنود”. هذه الكلمات لم تكن مجرد أبيات شعر، بل كانت تعبيراً عن روح الأمة التي ترفض الانكسار، وتؤمن بأن الشهداء أحياءٌ عند ربهم يرزقون.

وسط أجواءٍ من الحزن والوفاء، دخل نعشا الشهيدين إلى ساحة التشييع، محمولين على آليةٍ خاصة، وسُجيا بعلم حزب الله، في مشهدٍ يعكس الإباء والشموخ الذي عُرف به الراحلان. لم تكن مراسم التشييع مجرد وداعٍ لجسدين، بل كانت تأكيداً على أن أفكار الشهيدين ومسيرتهما ستظلان خالدتين، تسيران على درب المقاومة حتى تحقيق النصر.

مراسم تشييع السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين لم تكن مجرد حدثٍ عابر، بل كانت درساً في الإنسانية والإباء. لقد أثبتت هذه المراسم أن القيم التي آمن بها الراحلان، من مقاومة الظلم والدفاع عن المظلومين، هي قيمٌ خالدةٌ تتجاوز الزمان والمكان. وفي وداع الشهيدين، نرفع رؤوسنا بإباء، ونقول: “إنكم أحياءٌ في قلوبنا، وسيظل نهجكم شمعةً تضيء دربنا نحو الحرية والكرامة”.

محمد الأسدي – المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: بل کانت لم تکن

إقرأ أيضاً:

وفد من الصليب الأحمر يزور المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة ويثمن جهوده الطبية والإنسانية

صراحة نيوز- زار وفد من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، برئاسة مديرة البعثة الفرعية في قطاع غزة سارة أفريلود، اليوم الخميس، المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة/8، حيث كان في استقبالهم قائد قوة المستشفى.

واستمع الوفد خلال الزيارة إلى إيجاز شامل حول آليات عمل المستشفى ومختلف الاختصاصات الطبية المتوفرة فيه، إضافة إلى الإجراءات المتبعة في استقبال الحالات الطارئة، والخدمات العلاجية والإنسانية المقدمة لتلبية احتياجات أبناء قطاع غزة في ظل الظروف الصحية الصعبة التي يمر بها القطاع.

وأعرب الوفد عن تقديره للجهود الكبيرة التي يبذلها طاقم المستشفى الميداني الأردني، مشيدًا بدور مبادرة “استعادة الأمل” في رعاية مبتوري الأطراف واستقبال الحالات الحرجة التي تتطلب تدخلاً جراحياً فورياً، فضلاً عن إجراء عمليات نوعية غير متوفرة في مستشفيات القطاع.

وأكد الوفد حرص اللجنة الدولية للصليب الأحمر على استمرار التعاون بما يسهم في التخفيف من معاناة المرضى وتحسين مستوى الخدمات الصحية المقدمة في القطاع

مقالات مشابهة

  • عون رداً على الكلام عن وجود ورقة موقعة منه حول التزامه لـحزب الله بموضوع الاستراتيجية الدفاعية: فلينشروها اذا كانت موجودة
  • عالم بالأزهر يوضح مفهوم الوسطية في الإسلام (فيديو)
  • إبراهيم عيسى: الدين عند الله هو الإسلام.. ودخول الجنة أمر إلهي
  • وفد من الصليب الأحمر يزور المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة ويثمن جهوده الطبية والإنسانية
  • تهديد بهدم قبر عزّ الدين القسّام.. ما الرسالة التي يسعى بن غفير إلى إيصالها؟
  • أحمد زيور باشا.. الحاكم الذي جمع القوة والعقل والإنسانية
  • على صلة بحزب الله وايران.. اليكم آخر المعلومات عن ناقلة النفط التي احتجزتها أميركا في الكاريبي
  • بيروت تؤكد سيادتها واستقلال قرارها الداخلي.. رفض لبناني رسمي لدعوة إيران
  • ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر يكشف ملامح شخصية عمر بن الخطاب قبل إسلامه
  • تشييع جثمان الفقيد المجاهد محمد عبدالله العياني في صعدة