أمين عام علماء المسلمين: تهديد نتنياهو لسوريا استعلاء مؤذن بخراب كيان الاحتلال
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
انتقدت الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، التهديدات التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي للشعب السوري، ومطالبته السلطات السورية الجديدة بجعل جنوب دمشق منطقة خالية من السلاح.. واعتبرت ذلك استمرارا في نهج الغرور والاستعلاء الذي يتعامل به الاحتلال مع شعوب المنطقة، وهو استعلاء مؤذن بخراب كيان الاحتلال.
وقال علي محمد الصلابي في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، تعقيبا على تهديدات نتنياهو للسلطات السورية: "يبدو أن كثيرا من الناس، ومنهم رئيس كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو لم يستوعبوا أن سوريا الجديدة ليست سوريا النظام السابق، وأيضا إذا أراد الله أمرا هيأ له أسبابه، يبدو أن زعماء الكيان الصهيوني الغاصب للأراضي المحتلة غرهم حِلم الله واستدراجه لهم، ويتعاملون مع شعوب الشام وشعوب المنطقة باستخفاف عجيب، فتصريحات نتنياهو تدل على الغرور والكبرياء وهذا ليس غريبا على كيان غاصب ظالم".
وأضاف: "تصريحات نتنياهو بشأن الجنوب السوري تدل أيضا أنه لم يستوعب بعد أن الله سبحانه وتعالى يهيئ أسبابا عظيمة لمرحلة حضارية مقبلة في التدافع بين الخير والشر وبين الهدى وبين الضلال، وبين الحق وبين الباطل، واضح أن نتنياهو لم يستوعب هذه التغيرات الكبيرة التي جرت وتجري في سوريا، ويبدو أن هذا يسري أيضا على كثير ممن هم أمثاله، غرتهم القوة المادية الزائلة".
وأكد الصلابي أن "شعب سوريا بقيادته الجديدة أذن له الله بالتخلص من نظام الظلم والجور ومن الغزاة، وهذا عند علماء الاجتماع والمتخصصين في قيام الدول وسقوطها وفقه الحضارات واستيعاب المحطات التاريخية التي تمر بها الإنسانية، والذين رزقهم الله البصيرة والعقل، وبعد النظر، يعني أن بلاد الشام وخصوصا سوريا وفلسطين وهذه المنطقة على أعتاب مرحلة جديدة".
وقال: "بالنسبة لسوريا التي دخلت في علاقة جديدة بين الحاكم والمحكوم على المستوى المحلي، فهي اليوم ليست سوريا الأمس بقواها المتعددة الروحية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والثقافية إلخ..، فهي تغيرات جذرية.. هذا على المستوى المحلي بالإضافة إلى تطلعات الشعب السوري واستعداده للدفاع عن مكتسباته التي نالها بعد تضحيات كبيرة، ليس من السهل أن يسلم لأي قوة ظالمة".
وأضاف: "أيضا في التحالفات الاستراتيجية على المستوى الإقليمي، فقد دخلت سوريا الجديدة في تحالفات استراتيجية يصعب أن تضعف، وهذه تحالفات ستكون لها انعكاسات إيجابية لصالح الشعب السوري والشعوب المستضعفة".
وأشار الصلابي إلى "أن رعاية الله لهذا الشعب ستجعله مع قيادته الجديدة، يتعامل مع سنن الله الجارية، كالتدافع والأخذ بالأسباب وسنن النصر والتمكين والتصدي للمخططات والمكر، وقريبا ستتغير بإذن الله موازين القوى السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والحضارية لصالح هذا الشعب العزيز".
وقال: "إن نقطة الصعود في بلاد الشام انطلقت من أغلالها بإذن ربها، وتجري وفق أقدار الله نحو القوة والسيادة، فالأحداث جمعت بين السنن الجارية والتوفيقات الربانية العظيمة، التي تدخل في قول الله تعالى: ﴿ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم﴾، وفي تدبير الله العجيب ومكره بخصومه لصالح أوليائه من أحفاد خالد بن الوليد وأبي عبيدة بن الجراح وهم على نهج نور الدين وصلاح الدين سائرون"، وفق تعبيره.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد دعا إلى نزع السلاح جنوبي دمشق. وقال في كلمة له خلال مؤتمر صحفي أثناء حفل تخريج ضباط أقيم في مدينة حولون قرب "تل أبيب"، مساء أمس الأحد: "نطالب بجعل المنطقة إلى الجنوب من دمشق منزوعة السلاح".
وأردف: "ولن نسمح للجيش السوري الجديد بالانتشار في هذه المنطقة، كما أننا لن نقبل بأي تهديد لأبناء الطائفة الدرزية في جنوب سوريا"، على حد زعمه.
وأضاف: "قواتنا ستبقى في قمة جبل الشيخ وفي المنطقة العازلة (السورية) إلى أجل غير مسمى".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، خلال الفعالية نفسها، إن "الجيش سيبقى متمركزًا لفترة طويلة في المنطقة العازلة مع سوريا".
وتابع: "الجيش لن يسمح لقوات معادية بالتمركز في المنطقة الأمنية الواقعة جنوب سوريا".
وأردف كاتس: "لن نسمح بتموضع أي قوة تهدد أمن إسرائيل في المنطقة الممتدة من هنا حتى طريق السويداء-دمشق، والجيش سيتحرك ضد أي تهديد محتمل".
وشدد على أن "قوات الجيش ستظل متمركزة في جبل الشيخ" السوري، بزعم "ضمان أمن (مستوطنات) الجولان وشمال إسرائيل وسكان الدولة كافة"، وفق تعبيره.
ومنذ 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في سوريا واحتلت المنطقة السورية العازلة، كما أنها شنت غارات جوية دمرت مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.
وبسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق، في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، منهيةً 61 عاما من حكم حزب البعث الدموي و53 عاما من سيطرة أسرة الأسد.
اقرأ أيضا: نتنياهو يتحدث عن "نزع السلاح" جنوب سوريا.. وكاتس: سنركز على المجتمع الدرزي
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية التهديدات السورية تصريحات نتنياهو تصريحات نتنياهو سورية تهديدات المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
الجامع الأزهر: الحج جسر روحي يجمع المسلمين ويعمق وحدة الأمة وتماسكها
عقد الجامع الأزهر أمس الاثنين، اللقاء الأسبوعي للملتقى الفقهي (رؤية معاصرة) تحت عنوان "آداب وواجبات الحج في الفقه الإسلامي"، واستضاف الملتقى: الدكتور حسن الصغير، الأستاذ بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، والمشرف العام على لجان الفتوى بالأزهر الشريف، والأمين المساعد للبحوث بمجمع البحوث الإسلامية، ود. محمد محمد عبد الستار الجبالي، أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، وأدار الحوار الدكتور مصطفى شيشي، مدير إدارة الرواق بالجامع الأزهر.
وافتتح الدكتور حسن الصغير، الأستاذ بكلية الشريعة والقانون، والمشرف العام على لجان الفتوى بالأزهر، حديثه بتوضيح آداب الحج التي تعد سننا مستحبة للحجيج، وواجبات الحج التي لا يصح الحج إلا بها، كما تطرق فضيلته إلى إمكانية إسقاط هذه الآداب والواجبات على غير الحجاج أيضا، فكما أن أول ما نعلمه للحاج هو التوبة النصوح بشروطها المعروفة، فإن هذا الواجب ينطبق على كل مسلم في مكانه، وتذكير الحاج بها ينبع من قدسية رحلة الحج والحرص على ألا يضيع الحاج أجرها، وأن يستفيد منها بالابتعاد عن كل ما ينقص من ثوابه، كذلك فإن هذه الأمور واجبة علينا جميعًا، و كما نأمر الحاج بـصلة الرحم التي قد يكون قطعها، وهو كذلك أمر واجب على الجميع، وما يدل على هذا قول الحق سبحانه وتعالى: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾، وكما نوجه الحاج إلى تحري طيب النفقة، فإن هذا المبدأ يعد واجبًا على المسلم في كل زمان ومكان، وفي أي عمل يقوم به ﴿ وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ﴾، وكما يحظر على الحج اللغط والرفث ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾، كذلك مأمور بها كل إنسان سواء كان في الحج أو في أي مكان.
وأضاف المشرف على لجان الفتوى بالأزهر، إنه على الإنسان أن يتحلى بالأدب في كل وقت، فالأيام جميعها ملك لله سبحانه وتعالى، ولكن الأمر يكتسب أهمية خاصة في الأيام المباركة، حيث يضاعف الله فيها الأجر والثواب، وبالتالي ينبغي علينا مضاعفة اجتهادنا في الابتعاد عن المعاصي في هذه الأيام المباركة، وفي سياق هذه المشاركة الروحية مع الحجيج، ينبغي علينا أيضا أن نتعمق في فهم أمور ديننا ومناسك الحج، فهذا يعد مشاركة للحجاج في آدابهم، فالفقه الإسلامي، بجانب كونه مجموعة من القواعد المنظمة والضابطة لعباداتنا، يحمل في طياته جانبًا عميقا من الحكمة والمقاصد الشرعية التي تستدعي منا تأملاً بالغ الأهمية، فالحاج مطالب بأداء النسك على الوجه الصحيح، وغير الحاج مطالب بتطبيق الحكمة والغاية من هذه النسك لأن شعائر الله جاءت من أجل صلاح البشرية دون التقيد بزمان ومكان.
وأوضح المشرف على لجان الفتوى بالأزهر، أن الله سبحانه وتعالى قد خص أيام الحج بفضل عظيم للمسلمين، مستشهدا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام"، ويقصد بها الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة، وهذا الفضل لا يقتصر على الحجاج فحسب، بل يشمل غير الحجاج أيضا، مما يؤكد أن شعائر الله تحمل في طياتها دلائل خير وبركة لجميع المسلمين، وكأن الحق سبحانه وتعالى يريد أن يمنح جميع المسلمين فرصة المشاركة في الأجر والثواب، وليس لمن حج فقط.
من جانبه ، أشار الدكتور محمد عبد الستار الجبالي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إلى حكمة الله تعالى في جعل مواسم للطاعات؛ لكي نتمكن من خلالها تدارك ما فاتنا من خيرات، حيث يضاعف الله فيها الأجر على الطاعات إكراما لعباده "إن لله في أيام الدهر لنفحات، فتعرضوا لها لعل أحدكم أن تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبداً"، ومن هذه المواسم المباركة تلك الأيام الخاصة بشعائر الحج، فكما منح الله الحجيج شرف هذه العبادة وفضلها العظيم، شمل فضله جميع خلقه، فجعل أيام الحج أيام خير وبركة لجميع عباده.
وبين أن الحج يقوي الجانب الإيماني في نفس المؤمن، الذي يعد دعامة أساسية في بناء الشخصية المسلمة، لذا، من لم يتمكن من أداء فريضة الحج، فلا يزال بإمكانه مشاركة الحجاج الجانب الروحي من خلال اغتنام فضل هذه الأيام المباركة.
وبين عضو مجمع البحوث الإسلامية أن شعائر الحج تحمل معنى عظيمًا وحكمة بالغة، تكمن في أداء مناسك الحج بهذا الجمع من الناس من كل حدب وصوب، هذا التجمع الذي يعد دلالة عظمية على وحدة الأمة وتماسكها، وأنها مجتمعة على قلب رجل واحد في أداء منسك واحد لله رب العالمين، مستدلا على هذا المعنى السامي، الذي تحتاجه الإمة الإسلامية اليوم أكثر من أي وقت مضى، بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: "يا أيها الناس، ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر، إلا بالتقوى، أبلغت؟" قالوا: بلغ رسول الله. ثم قال: "أي يوم هذا؟" قالوا: يوم حرام. ثم قال: "أي شهر هذا؟" قالوا: شهر حرام. ثم قال: "أي بلد هذا؟" قالوا: بلد حرام. قال: "فإن الله قد حرّم بينكم دماءكم وأموالكم" قال: ولا أدري قال: "أو أعراضكم"، أم لا "كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا. أبلغت؟" قالوا: بلغ رسول الله. قال: "ليبلغ الشاهد الغائب"، كما أن هذا المعنى لم يكن خاص بالحجيج في حجة الوداع وإنما هو نداء نبوي من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى الأمة على امتداد مكانها وعلى اختلاف زمانها.
يُذكر أن الملتقى "الفقهي يُعقد الاثنين من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى الفقهي إلى مناقشة المسائل الفقهية المعاصرة التي تواجه المجتمعات الإسلامية، والعمل على إيجاد حلول لها وفقا للشريعة.