عربي21:
2025-08-01@10:11:14 GMT

هكذا الحب يا فتى..

تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT

ذهب أحد الشباب في سن المراهقة حيث يعيش مع والدته إلى أحد الاستشاريين النفسيين، تعوّد على الكلام معه، يفضفض ويعبر عما بداخله، تلك المرة كانت الشكوى أو الاستشارة على وجه خاص في علاقته مع أبيه المتوفَى، أخذ يحكي عن حبه لأبيه وتكريمه له..

تساءل الطبيب: لكن لماذا يبدو عليك الحيرة والقلق؟

الشاب: أحسست من كلام والدتي أن والدي غاضب مني.



الطبيب: لماذا تقول هذا؟

الشاب: اتهمتني رغم كل ما أفعله، أنه غير راض عني.

الطبيب: ماذا فعلت له؟

الشاب: أنا يا دكتور لا أنساه في مناسبة، دائما اضع صورة له على غرفتي بل وداخل كشكول محاضراتي تجد صوره، أحتفل بذكراه وأجعلها يوما خاصا لي في حياتي، يكون عطلة من العمل. دائما ما أذكره وأتغنى بسيرته، أحتفل بكل مناسباته، وفي ذكراه أوزع الطعام على الفقراء، رغم كل هذا والدتي تؤكد لي أنه غاضب مني.

الطبيب: الوالدة على حق.

الشاب: لماذا تقول هذا؟

الطبيب: حكت لي الوالدة الكثير عن والدك وحكت لي أكثر عن وصاياه لك، كان يتمنى أن تذاكر وتتخرج طبيبا ترفع من اسمه لكنك لم تتجاوز الستين في المائة في الثانوية العامة وبالكاد دخلت معهد سنتين، كان يوصيك على أختك التي تركتها ولا تزورها إلا كل عام. أوصاك على والدتك نفسها التي تتركها تعيش وحدها وتتضايق من زيارتها لبيتك لأن زوجتك على خلاف معها، أوصاك بترك صديق لك في الجامعة لسوء خلقه وأنت لا تفارقه حتى الآن.

الحب لا يكون بإحياء الذكرى أو تعليق الصور.. الحب يا صديقي يكون بالطاعة والتزام وصايا من تحب، عندما تذكر أنك تحب شخصا وتبّجله وتحترمه وأنت لا تسير على منهجه ولا وصاياه وكل علاقتك به مجرد احتفالات واهية لذكراه؛ فأنت لست محبا ولكنك مدعي الحب.

وكما قيل سابقا عمن يقيمون الليالي والحفلات لمولد الرسول الكريم، وهم أبعد ما يكون عن سنته وهديه: "من يدعي حب النبي ولم يفد من هديه فسفاهة وهراء، فالحب أول شرطه وفروضه إن كان صدقا طاعة ووفاء".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الحب وصية الحب آلآم الأب مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

عندما يكون هناك «خداع بصري وتلوث صوتي»!

بدر بن صالح القاسمي

أحتاج في بعض الأحيان إلى حالة صمت طويلة، وإلى سكون أشبه بجمود نفسي وعقلي من أجل أن أستوعب ما يأتي به بعض البشر أو بالأحرى ما يروجونه من أفكار مسمومة وحديث لبق منمق، لكنه عبارة عن «خداع بصري وتلوث صوتي» لا يسمن ولا يغني من جوع.

عندما أستفيق مما أنا فيه، أشرع في صب أعمدة الأسئلة في مكانها الصحيح، هل الذين يدعون معرفة كل شيء في هذا الوجود هم أشخاص عقلاء مثل بقية البشر أم أن حديث الوهم والخداع الذي يلفظونه بألسنتهم الطويلة، يأتي من أدمغة غسلت تماما من أي فكر مستنير؟! في بعض الأحيان أعلن ما بيني وبين نفسي، أن ثمة خطأ بشريا يرتكبه البعض عندما يدعون الناس إلى الاستسلام والتخلص من كل طاقتهم وتحطيم إرادتهم بأيديهم، معربين لهم عن ثقتهم بأن «الحياة ليس بها مستقبل»، وبأن الذي منحهم الله إياه من نعم، عليهم التخلص منه وأن يذروه بعيدا عنهم لأنهم «سيموتون»!.

لا أعتقد بأن حتمية الموت هي من يجب أن تدفعنا نحو اعتزال كل شكل من أشكال الحياة، وأعتقد بأن مثل هذه النداءات مضللة وإن كان أصحابها ينعقون فوق كل شجرة وحجر، الحياة لم توجد من أجل جلب التعاسة للبشر، بل هي أرض خصبة للعمل والجد والاجتهاد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ثم توضع الموازين ويثاب المجد ويعاقب المخطئ، أما حتمية الموت فهي الحقيقة التي لا مناص منها وهي القدر الذي يلاقيه كل البشر والكائنات الحية الأخرى، فلما نرمي كل شيء على هذه الحقيقة أي «الموت»!.

تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي مجموعة من المقاطع الصوتية والمرئية لبعض الأشخاص الذين يدعون المعرفة بالحياة، ويدعون الناس إلى التراخي والاستسلام للقدر المحتوم، بل يطالبونهم بان يكبلوا أنفسهم بالأغلال والأصفاد، ويصطفون في طابور انتظار لحظة خروج الروح.

الموت هو اللحظة التي لا نعرف متى ستأتي لاي شخص منا، أما الترويج للأفكار السوداء فهي فعل شيطاني لا يمت للواقع بصلة، وما الذين يرفعون أصواتهم ويدعون المعرفة ويلبسون ثوب النصح والإرشاد ما هم إلا زوابع تأتي وتذهب مع الوقت!.

والبعض يهرف بما لا يعرف، يفتي في كل الأمور دون وعي أو يقين أو دراية علمية أو دينية، يصدحون ليل نهار فقط من أجل أن يتابعهم الملايين، ويتأثر بحديثهم الناس، يجدون في البحث عن «ضحايا» يصغون إلى تخاريفهم ومسرحياتهم الهزلية.

منذ فترة زمنية ماضية سمعنا عن شخص فارق الحياة، ثم اكتشف أمره بأنه أنفق كل ما كان يملك من مال، تاركا أبناءه في عوز ومشقة وبلاء، لكنه لم يترك الدنيا مديونا لأحد، بل ترك أبناءه يطلبون العون والمساعدة من الآخرين!.

عندما بحث الأبناء عن أموال أبيهم التي كان يدخرها على مدى سنوات طويلة، اكتشفوا أن ثمة شخص «أفتى له بأن الإنسان يعذب على المال الذي يتركه بعد موته حتى وإن كان حلالا»، وعليه صدق الرجل حديثه، وقام بإنفاق كل ما يملك لوجه الله، ولم يترك شيئا لأولاده!.

وهذا الذي أفتى بهذه الفتوى، نسي ما ورد في السيرة النبوية الشريفة: فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه قال: «يا رسول الله، أنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنه لي واحدة، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: لا، قلت: أفأتصدق بشطره ؟ قال: لا، قلت: أفأتصدق بثلثه؟ قال: الثلث، والثلث كثير، إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس» متفق عليه.

قرأت ذات مرة حديثا يقول: «الدنيا لا تستحق أي حرب نفسية سواء كانت مع نفسك أو مع أي شخص آخر، لأنها تتقلب من لحظة إلى أخرى، صحتك قد تخونك واحبابك سيتركونك لا محالة، لا يوجد ضمان لا يشي ولو لدقيقة واحدة، فالأحوال كلها تتبدل في ثوان معدودة، لذا لا داعي مطلقا لإشعال الصراعات في حياتك»..، كلام جميل، ولكن هذا ليس معناه أن يتخلى الإنسان عن أي رابط يربطه بالحياة، ويلقي بكل الهزائم على القدر أو الآخرين.

يقول الله تعالى في كتابه العزيز: «لقد خلقنا الإنسان في كبد»، فمكابدة الحياة ليس معناها الاستسلام والانهزام من مواجهة الأزمات والصعوبات، ولكن طالما أن الانسان لا يزال على قيد الحياة عليه بالعمل، وأن يصارع رغباته ونزواته من أجل أن يخرج من دار الفناء إلى دار القرار آمنا مطمئنا.

هناك الكثير من الحقائق التي لا يتحدث عنها الناس، بل يركزون على نقطة سواء واحدة، يلفون حولها الحبال غليظة، وينصبون المشانق في رقاب البسطاء، يخرجوهم من رحلة الكفاح والنجاح إلى طرق المظلمة التي لا ترى فيها شمسا ولا قمرا.

مقالات مشابهة

  • اضمن شغلك وأنت في الكلية.. جامعة الغردقة: 90% من الطلاب يعملون أثناء دراستهم
  • عندما يكون هناك «خداع بصري وتلوث صوتي»!
  • هل كلام الحب بين المخطوبين حرام؟.. الإفتاء تجيب
  • "الصحة بغزة": الاحتلال يواصل إخفاء الطبيب مروان الهمص قسريًا منذ 10 أيام
  • الطيور تمتلك ثقافة وتراثا تتناقله الأجيال
  • حدث وأنت نائم| شاب يهتك عرض طالبة وتحمل «سفاحًا».. وأب يقتل ابنته بسبب «الخطوبة»
  • حدث وأنت نائم| إحالة سارة خليفة وآخرين لـ المحاكمة بسبب «المخدرات».. وضبط صاحبة صفحة «بنت مبارك»
  • حين يتحوّل الحنان إلى سلاح نفسي صامت.. كيف تؤذي الأم النرجسية أبناءها؟
  • أدعية الحر الشديد مكتوبة.. «اللهم الطف بنا وارحمنا وأنت ‏خير الراحمين»‏
  • الاعتصام بحبل الله.. اعرف كيف يكون وماذا يتضمن وما ثمراته