شمسان بوست /خاص:

تشهد مدينة تعز تزايدًا ملحوظًا في عدد المركبات التي تعمل بالغاز المسال، بعد أن عمد أصحابها إلى تغيير أنظمتها في ورش خاصة. لكن هذه التحويلات، التي تتم غالبًا دون مراعاة معايير السلامة، جعلت من هذه السيارات قنابل موقوتة تهدد أرواح المواطنين.

دوافع التحويل: فرق السعر يدفع السائقين للمخاطرة
يعود الإقبال على الغاز إلى الفارق الكبير في أسعار الوقود، حيث يبلغ سعر أسطوانة الغاز سعة 20 لتراً 10 آلاف ريال، مقارنة بـ30 ألف ريال لسعة مماثلة من البنزين.

هذا التفاوت جعل الكثير من سائقي مركبات النقل يتجهون إلى الورش الخاصة لتحويل سياراتهم، رغم المخاطر المترتبة على ذلك.

خطر متزايد: حرائق ووفيات
بسبب غياب الرقابة، تسببت عمليات التحويل العشوائية في وقوع حوادث مميتة، حيث اندلعت حرائق في عدد من السيارات، ما أسفر عن سقوط قتيلين على الأقل وإصابة آخرين، إضافة إلى احتراق عدد كبير من المركبات.

الدفاع المدني: السيارات والمحطات تتحول إلى قنابل موقوتة
العقيد فؤاد المصباحي، مدير عام الدفاع المدني في تعز، أوضح أن السبب الرئيسي لهذه الكوارث هو استخدام منظومات غاز غير مطابقة للمواصفات. وأضاف أن محطات الغاز المنتشرة في المدينة، لا سيما القريبة من الأسواق والمباني السكنية، تمثل خطراً حقيقياً يستوجب التدخل العاجل.

لجنة الغاز: محطات وورش عشوائية بلا رقابة
بدوره، كشف المهندس ناظم العقلاني، رئيس قسم تموين كبار المستهلكين في فرع الشركة اليمنية للغاز بتعز، أن المحافظة تضم 164 محطة غاز، معظمها تعمل بشكل عشوائي دون الالتزام بالمواصفات الفنية المطلوبة. كما أكد أن فرق الرقابة رصدت ورشاً تركب منظومات تشغيل السيارات بأسطوانات وخزانات غاز غير آمنة، مما يزيد من احتمالات وقوع الحوادث.

إجراءات متأخرة: قرارات منع وتحذيرات لا تُنفذ
في محاولة للحد من المخاطر، أصدرت الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس في عدن، في 10 نوفمبر الماضي، تعميماً يمنع إدخال أسطوانات الغاز المخصصة للسيارات دون ترخيص من الشركة اليمنية للغاز. كما ألزمت الورش بالحصول على تصاريح لمزاولة النشاط، لكن على أرض الواقع، لا تزال الورش غير المرخصة تعمل دون رقابة، فيما تظل حياة السائقين والمواطنين مهددة بالخطر.

ختام

بينما يسعى المواطنون في تعز للهرب من غلاء الوقود عبر اللجوء إلى الغاز المسال، تتحول شوارع المدينة إلى ساحة للخطر بسبب الورش العشوائية ومحطات التعبئة غير الآمنة. ورغم التحذيرات الرسمية، تبقى الحاجة ملحة لتحرك أكثر صرامة قبل وقوع المزيد من الكوارث.

المصدر: شمسان بوست

إقرأ أيضاً:

تحويل الضفة إلى معازل يفسد أجواء العيد

الخليل- تحافظ كثير من العائلات الفلسطينية على عادات قديمة في الأعياد، بينها البدء بجولات جماعية لزيارة الأقارب والجيران وتهنئتهم بالعيد، ثم زيارة الأبعد فالأبعد من الأرحام والأقارب.

وفي عيد الأضحى يحرض المضحون على ذبح أضحياتهم باكرا، لتوزيع بعضها على الأرحام من أمهات وأخوات وبنات وعمات وخالات، لكن الوضع السياسي والأمني ألقى بظلاله على الزيارات وصلة الأرحام كشعيرة دينية.

وقد ساهم تحويل الضفة الغربية إلى معازل و"غيتوهات" -تفصل بينها الحواجز الإسرائيلية والشوارع الاستيطانية والمستوطنات- في اضطرار البعض إلى الاقتصار على المناطق القريبة جغرافيا ولا تتطلب المرور عبر حواجز عسكرية، وذلك عند زيارة أرحامهم.

الصبار: وجود الحواجز يزيد المشقة ويحول دون إتمام زيارات العيد (الجزيرة) مشقة صلة الرحم

عبد الله الصبار في العشرينيات من العمر، توفي والده منذ سنوات ويقع على عاتقه في العيد زيارة أخواته العشر، إضافة إلى خالتين و5 عمّات، وعدد كبير من بنات الأعمام والعمات.

ويوضح الشاب الفلسطيني، وهو من بلدة دورا (جنوبي الضفة) أنه اعتاد مع أقاربه على إتمام مهمة زيارة الأرحام خلال يوم أو يزيد قليلا، لكن بعد تصعيد جيش الاحتلال عدوانه على الضفة وإغلاق كافة القرى والمدن بالتزامن مع بدء العدوان على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 اضطر لاختصار كثير من الزيارات.

وأوضح أن عددا من شقيقاته متزوجات في قرى مجاورة لا يستغرق الوصول إليهن أكثر من ساعة في الوضع الطبيعي، لكن مع إقامة الحواجز والبوابات الحديدية بات الوصول إليهن يحتاج وقتا مضاعفا وربما ضياع يوم العيد كاملا في زيارات قليلة.

إعلان

وبما أن الكثير من البوابات الحديدية مثبتة على مداخل القرى والبلدات والمدن لمنع استخدام شوارع مشتركة مع المستوطنين، فإن كثيرين يضطرون لركن مركباتهم عند إحدى البوابات واجتياز الشوارع سيرا على الأقدام نحو بوابة القرية المقابلة، واستخدام مركبة أخرى لإتمام المهام، لكن هذا الخيار لا يخلو من خطر التعرض للاعتداء من قبل جيش الاحتلال أو المستوطنين خلال اجتياز الشارع أو إتلاف المركبة المتوقفة بالقرب منه، حسب الصبار.

ويضيف المواطن أن إحدى شقيقاته متزوجة في مدينة رام الله، التي تبعد عن بلدته نحو 100 كيلومتر، لكن زيارتها اليوم تستغرق 6 ساعات على الأقل للسفر نظرا لانتشار الحواجز والطرق البديلة.

ويعد الصبّار واحدا من آلاف الأسر الفلسطينية التي تعاني من انعكاسات وآثار اجتماعية لتحويل القرى والبلدات الفلسطينية إلى معازل، ومما يزيد الضغط الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الضفة.

جابر: لا يسمح بدخول المنطقة المغلقة من الخليل لغير سكانها ولا يستمتع الأطفال بالعيد (الجزيرة) حظر تجول في العيد

حكاية هذا الشاب تعكس جانبا يسيرا من معاناة الفلسطينيين إذ إن الحركة بين البلدات مقيدة، لكن داخل البلدة الواحدة ممكن. أما تجربة الفلسطيني عارف جابر من قلب مدينة الخليل فهي أكثر قساوة إذ تغيب مظاهر العيد تماما وينتظر أن تخضع 500 عائلة لحظر التجول من مساء أول أيام العيد وحتى مساء ثاني أيامه حيث يحل السبت يوم الإجازة الأسبوعية للمستوطنين.

ويقول جابر للجزيرة نت إن الاحتلال أغلق -بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023- عدة أحياء وسط مدينة الخليل، ويمنع تواصل عائلاتها مع الخارج أو تواصل الخارج معها إلا بقيود مشددة.

ويوضح أن الحياة قبل التصعيد الإسرائيلي كانت صعبة لكن الحركة كانت ممكنة ولو بالحد الأدنى، لكن بعد أكتوبر/تشرين الأول 2023 فرض الإغلاق الكامل على أحياء وادي الحصين والسلايمة وجابر، وأحيطت بحواجز إسرائيلية مأهولة ومجهزة ببوابات حديدية وإلكترونية.

إعلان

ويضيف جابر أن تلك الحواجز تمنع دخول أي مواطن من خارج المناطق المغلقة، أما الخروج فمقيد بساعات النهار حتى الرابعة مساء، مع الخضوع لحظر التجول التام من مساء الجمعة وحتى مساء السبت.

ويتابع أن هذا الوضع الأمني ألقى بظلال على علاقات السكان الاجتماعية، إذ أن النساء يغادرن بيوتهن في العيد إلى بيوت أقاربهن للمعايدة، كما أن فرحة الأطفال اختفت للقيود المفروضة على الحركة داخل الأحياء وملاحقة الجيش.

ويقول إن الكثير من العائلات تكتفي بالمعايدة بالاتصال الهاتفي أو عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهي أدوات لا تفي بالغرض خاصة في العيد، لكنها الممكنة في هذه الظروف.

ويضيف المواطن الفلسطيني أن حالة الإغلاق لا تلقي بظلالها على الأعياد فحسب، إنما أثرت على مراسم الزواج والجنائز.

جيش الاحتلال يغلق المناطق الفلسطينية ببوابات حديدية فيضطر المواطنون لاجتيازها مشيا (الجزيرة) 900 حاجز

ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، ازدادت القيود المفروضة على الحركة، وتضاعف عدد الحواجز العسكرية والبوابات، وتعرضت العديد من التجمعات الفلسطينية لعزلة شبه تامة.

ووفق معطيات هيئة "مقاومة الجدار والاستيطان" فإن جيش الاحتلال يقسم الضفة بنحو 900 حاجز عسكري أو بوابة أو عائق مادي.

ووفق دراسة -عرضت خلال ورشة عمل نظمها معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني (ماس) خلال مارس/آذار- فإن حركة النقل انخفضت بنسبة 51.7% بعد بدء العدوان على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023. وبعد تسجيل وقت الانتظار على 14 حاجزاً عسكرياً، وجد أن الوقت يتراوح بين 15 و50 دقيقة.

كما تظهر النتائج أن متوسط التأخير في الرحلات خارج محافظة نابلس -كمثال- يصل إلى 42 دقيقة، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 77.9% عن الوقت الأصلي للرحلة.

وقد خلفت هذه التطورات واقعًا جديدًا على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، مما ترتب عليه تداعيات عميقة على الاستقرار المجتمعي، والسلم الأهلي.

إعلان

وتلقي إجراءات الاحتلال في الضفة بظلالها على السياحة الداخلية، إذ تراجعت بشكل ملحوظ نظرا للإجراءات العسكرية من جهة وإحكام المستوطنين قبضتهم على المنطقة "ج" حيث أبرز المعالم السياحة من جهة ثانية.

ويحل عيد الأضحى هذا العام ونحو 50 ألف فلسطيني (في منطقة شمالي الضفة) نازحون من مخيمات جنين طولكرم، مع استمرار عمليات جيش الاحتلال العسكرية منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي.

مقالات مشابهة

  • خفر السواحل اليمنية بعدن يطلق حملة توعية للحد من حوادث الغرق خلال موسم الرياح
  • وفاة شخصين اختناقا بالغاز في بجاية
  • هل السيارات المحولة من بترول إلى غاز قنابل موقوتة؟
  • بالتزامن مع أزمة خانقة.. شركة الغاز ترفع تموين عدن بالغاز المنزلي إلى 60 %
  • بيان جديد من الشركة اليمنية للغاز بخصوص تموين الغاز المنزلي وتحديدا بعض محافظات الجنوب
  • مستغانم.. وفاة امرأة وتسمم 4 آخرين بالغاز
  • نفوق عشرات الدلافين على شواطئ سقطرى.. ظاهرة طبيعية أم أنشطة مشبوهة؟ (تقرير)
  • تحويل الضفة إلى معازل يفسد أجواء العيد
  • "الوقوف القمري العظيم".. ظاهرة فلكية نادرة تضيء سماء المملكة في 11 يونيو
  • الوقوف القمري العظيم.. ظاهرة نادرة تضيء سماء المملكة في 11 يونيو