رمضان في اليمن.. معاناة الأسر تحت وطأة الأزمات
تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT
في ظل أزمات اقتصادية متلاحقة، يستقبل اليمنيون شهر رمضان هذا العام بأوجاع مضاعفة، حيث لا تكاد تطاق معاناة العيش في بلد يعاني من انهيار عملته المحلية. تتأرجح الأسعار في الأسواق بشكل جنوني، والريال اليمني يتهاوى أمام الدولار الأمريكي إضافة إلى عدم وجود سيولة مالية كافية ومنع التعامل بفئة الألف ريال، ما رفع أسعار المواد الغذائية الأساسية، ليجعل رمضان هذا العام مختلفاً عن كل الأعوام التي سبقته.
مع بداية شهر رمضان، الذي كان يعد موسماً للفرح والتجمعات الأسرية، تبدو المدينة خالية من النشاط المعتاد. الناس لا يجرؤون على شراء أكثر من الضروري، في حين أن الأسواق تنبعث منها رائحة الكساد، ولا يتجرأ كثيرون على مغادرتها إلا وهم محملون بأعباء ثقيلة من القلق والمخاوف.
ما كان يوماً لذة رمضان أصبح اليوم معاناة تلو الأخرى، فلم تعد الأسر قادرة على توفير احتياجاتها المعتادة. تدهور العملة جعل الأسر تقتصر على ما هو ضروري للغاية، وما كان في الماضي يعتبر كماليات أصبح رفاهية بعيدة عن متناول اليد. ومع ارتفاع أسعار المواد الأساسية، أصبح من الصعب تأمين مكونات الإفطار والسحور، حتى الزبادي الذي كان يُعتبر عنصراً أساسياً في مائدة اليمنيين أصبح حلاً بعيداً لمن لا يملك ثمنه.
في هذا السياق، يشتد وقع الأزمة على الفئات الأكثر ضعفاً، التي تجد نفسها بين فكي كماشة من ارتفاع الأسعار وانقطاع الرواتب. في ظل هذا الواقع، لم يعد الشهر الكريم يحمل له معناه السابق، بل تحول إلى تحدٍ كبير في حياة الجميع، حيث تكاد كل أسرة أن تضع خطة تقشفية صارمة لتتمكن من تجاوز هذه الفترة العصيبة.
التجار أنفسهم ليسوا في أفضل حال. فمع ضعف القدرة الشرائية للمواطنين، بدأت الأسواق تشهد تراجعاً في حجم المبيعات. فلم يعد بإمكان معظم الناس شراء حاجياتهم كما كانوا يفعلون في السابق. الكميات التي كانوا يشترونها أصبحت الآن مجرد ذكرى، وأصبح لكل سلعة وزنها الثمين الذي يفرض نفسه على حساب المتطلبات اليومية. واقتصرت الأسواق الغذائية الكبيرة ومحلات البهارات المعروفة حصراً لطبقة معينة في المجتمع.
ففي خضم هذا التدهور المستمر، تزداد التساؤلات حول ما إذا كانت الحكومة قادرة على اتخاذ خطوات حاسمة لوقف هذا الانهيار الذي يمس حياة ملايين اليمنيين، أم أن المعاناة ستستمر لسنوات قادمة، تاركة وراءها جراحاً عميقة في قلوب الناس الذين يكافحون للبقاء على قيد الحياة.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق كتابات خاصةهل يوجد قيادة محترمة قوية مؤهلة للقيام بمهمة استعادة الدولة...
ضرب مبرح او لا اسمه عنف و في اوقات تقولون يعني الاضراب سئمنا...
ذهب غالي جدا...
نعم يؤثر...
ان لله وان اليه راجعون...
المصدر: يمن مونيتور
إقرأ أيضاً:
الزنداني يؤكد حرص الحكومة على تحقيق السلام في اليمن
أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين، شائع الزنداني، الإثنين، حرص الحكومة اليمنية، على انهاء الانقلاب الحوثي، وتحقيق السلام والاستقرار والتنمية.
جاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية شائع الزنداني، مع المبعوثة الخاصة لمملكة النرويج إلى اليمن، هايدي يوهانسن، والسفيرة غير مقيمة لمملكة النرويج لدى اليمن، كيرستي ترومسدال.
وذكرت وكالة سبأ الحكومية، أن اللقاء بحث آخر المستجدات في اليمن والتطورات الإقليمية، بما في ذلك التصعيد العسكري لجماعة الحوثي في البحر الأحمر.
وأشاد الزنداني، بدور النرويج في مساعدة الحكومة اليمنية في الجانب الإنساني ودعم الخطة الوطنية للمرأة والأمن والسلام في اليمن.
بدورها جددت المبعوثة النرويجية تأكيد دعم بلادها لجهود إحلال السلام في اليمن، مؤكدة أهمية تعزيز التعاون المشترك بما يسهم في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة.