ستارمر يحمل إلى واشنطن حقيبة مثقلة بالملفات لبحثها مع ترامب
تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT
يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب -اليوم الخميس في البيت الأبيض- رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الذي يقوم بمهمة دبلوماسية شاقة في واشنطن محاولا إقناع ترامب بإعطاء ضمانات أمنية من أجل التوصل إلى سلام دائم في أوكرانيا وحمايتها من أي هجوم روسي جديد في المستقبل.
واستبق ستارمر محادثاته في البيت الأبيض بالقول "إن ترامب يمكن الوثوق به ويفهم أن (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين بدأ الحرب في أوكرانيا".
وتحدث لمرافقيه في الطائرة التي كانت تقله إلى واشنطن قائلا "أريد سلاما دائما ولا أعتقد أن هذا ممكن بدون آلية ردع فعالة بمواجهة بوتين" مؤكدا أن "المملكة المتحدة ستلعب دورها مع أطراف أخرى، لكننا بحاجة إلى شبكة أمان أميركية".
وقال "جميعنا يريد السلام. المسألة أن نتثبت من أنه سيكون سلاما دائما".
وقال رئيس الوزراء البريطاني "من الواضح أن بوتين هو المعتدي" ولا توجد "مشاكل" مع ترامب في هذا الشأن.
وأضاف للصحفيين الذين سافروا معه "إنهم المعتدون. لقد غزوا واحتلوا دولة ذات سيادة في أوروبا، وهم يتحملون المسؤولية الكاملة عن الصراع".
وعندما سُئل عما إذا كان ترامب يعرف ذلك، قال ستارمر "بالطبع، كان الرئيس واضحا جدًا بشأن السلام الذي يريده. إنه محق في ذلك. نحن جميعًا نريد السلام.. السؤال: كيف نتأكد من أنه سلام دائم. لا توجد مشكلة بيننا في هذا الشأن".
إعلانوقال رئيس الوزراء البريطاني في معرض دعوته لالتزامات أميركية تجاه أوكرانيا بعد التوصل إلى اتفاق سلام "السبب الذي يجعلني أقول إن الشبكة الخلفية مهمة للغاية أن الضمان الأمني يجب أن يكون كافياً لردع بوتين عن العودة مرة أخرى".
وأثناء توجه ستارمر إلى واشنطن، قال الرئيس الأميركي "لن أقدم ضمانات أمنية تتجاوز الحد الأقصى. سنجعل أوروبا تفعل ذلك، لأننا نتحدث عن أوروبا باعتبارها الجار المجاور".
وقال ستارمر إن عرض القوات البريطانية لمهمة حفظ السلام إذا كان هناك اتفاق -مع خطر الوجود على خط المواجهة إذا غزت روسيا مرة أخرى- كان "قرارًا لم أتخذه باستخفاف".
قلقوتعكس رحلة ستارمر، التي تأتي بعد أيام قليلة من زيارة رئيس الوزراء الفرنسي إيمانويل ماكرون، القلق المتزايد الذي تشعر به أغلب أوروبا من أن الدفع الملحوظ لترامب لإيجاد نهاية لحرب روسيا في أوكرانيا يشير إلى استعداده للتنازل كثيرا لبوتين.
ويأتي اجتماع ترامب مع ستارمر قبل يوم واحد من اجتماعه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي غدا الجمعة، ومن المتوقع أن يوقع الاثنان (ترامب وزيلينسكي) على اتفاقية مثيرة للجدل من شأنها أن تمنح الولايات المتحدة حق الوصول إلى المعادن الحيوية بأوكرانيا، والتي تستخدم في صناعات الطيران والدفاع والطاقة النووية.
وأكد رئيس الوزراء البريطاني أمس أنه سيستضيف اجتماعًا لقادة دوليين في المملكة المتحدة الأحد المقبل، يركز على أوكرانيا، ومن المتوقع أن يحضر زيلينسكي.
وأعلن ستارمر هذا الأسبوع عن خطط لتعزيز جهود المملكة المتحدة للإنفاق الدفاعي، وهي قضية يجب أن تلائم ترامب الذي انتقد أن الحلفاء الأوروبيين ينفقون القليل جدًا على الدفاع.
وستزيد حكومة ستارمر الإنفاق العسكري للمملكة المتحدة إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2027، قبل سنوات من المتوقع، وستهدف إلى الوصول إلى 3% بحلول عام 2035.
إعلان ملفات أخرىوبعيدًا عن الحرب في أوكرانيا، ستشمل محادثات ستارمر مع ترامب مسألة أخرى تثير توترا في "العلاقة الخاصة" القائمة تقليديا بين لندن وواشنطن، وهي الهجوم الذي يشنه ترامب على شركاء الولايات المتحدة التجاريين.
وقال ستارمر إن المحادثات ستركز على "اقتصاد مستقر وحدود آمنة وأمن قومي بالإضافة إلى التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات المتطورة".
وأضاف رئيس الوزراء البريطاني "يصبح العالم أكثر خطورة من أي وقت مضى، ومن المهم أن نتحد مع حلفائنا.. هناك فرص هائلة لنا لتعميق علاقتنا الخاصة، وتحقيق النمو والأمن، وتحسين حياة العاملين في بلدينا العظيمين".
وقال مكتب ستارمر إن رئيس الوزراء حريص أيضا على مناقشة "الفرص التي يمكن أن توفرها الشراكات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي" بما في ذلك "مهام مشتركة طموحة ولكنها غامضة عبر أفضل التقنيات بما في ذلك الكم والذكاء الاصطناعي، وشراكة أعمق في الفضاء".
وأضاف أن رئيس الوزراء "سيدافع عن المزيد من التكامل بين قطاعي التكنولوجيا في البلدين لجعلهما أكثر قطاعات التكنولوجيا كفاءة وطموحًا في العالم".
يُذكر أن المملكة المتحدة انضمت إلى الولايات المتحدة في رفض التوقيع على إعلان مشترك في قمة الذكاء الاصطناعي التي استضافها ماكرون في باريس هذا الشهر فيما اعتبر محاولة لكسب ود واشنطن والسعي إلى الاستثمار من شركات التكنولوجيا الأميركية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رئیس الوزراء البریطانی المملکة المتحدة فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع الأمريكي: واشنطن ستخفض الأموال المخصصة لشراء الأسلحة لأوكرانيا في ميزانية 2026
أعلن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث اليوم الثلاثاء أن الولايات المتحدة ستخفض كمية الأموال المخصصة لشراء أسلحة جديدة لتسليمها إلى أوكرانيا في ميزانية السنة المالية 2026.
وقال هيغسيث خلال جلسة استماع في لجنة المخصصات بمجلس النواب الأمريكي عندما سُئل عن ميزانية البنتاغون لشراء أسلحة جديدة لإرسالها إلى كييف في السنة المالية 2026: "هناك تخفيضات في هذه الميزانية. كما تعلمون، الإدارة الحالية لديها وجهة نظر مختلفة تماما تجاه هذا النزاع".
وأضاف أنه وفقا لموقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإن التسوية السلمية للنزاع في أوكرانيا من خلال المفاوضات هي في مصلحة طرفي النزاع ومصلحة الولايات المتحدة.
ووصف نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس أمس ما حدث خلال فترة إدارة بايدن بأنه كان "جنونا". معتبرا أنها لم تعمل في الساحة الدبلوماسية بشكل كاف، بما في ذلك في ما يخص النزاع في أوكرانيا.
ولم يستبعد ترامب في 18 أبريل وقف المساعدات العسكرية لكييف إذا لم تنجح جهود حل النزاع، كما امتنع عن الإجابة مباشرة حول احتمال انسحاب واشنطن من مفاوضات السلام، كما لم يُجب بشكل مباشر عن سؤال حول إمكانية انسحاب واشنطن انسحابا كاملا من المفاوضات بشأن تسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا.
وكان ترامب قد انتقد سياسات سلفه جو بايدن تجاه أوكرانيا أكثر من مرة، واصفا النزاع بأنه "حرب جو بايدن"، التي "ما كان لها أن تبدأ" لو كان هو رئيسا للولايات المتحدة.
وتعتبر الولايات المتحدة أكبر داعم لأوكرانيا منذ بدء العملية العسكرية الروسية في فبراير عام 2022.
ويذكر أن موسكو صرحت عدة مرات بأن إمدادات الأسلحة لأوكرانيا تعيق التسوية وتُشرك حلف "الناتو" مباشرة في النزاع. وحذر الكرملين من أن التسلح الغربي لأوكرانيا يُعقد المفاوضات وستكون له آثار سلبية.