لبنان ٢٤:
2025-07-01@09:33:50 GMT

المعارضة أمام تحدي النجاح من داخل السلطة

تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT

في مشهدٍ سياسيٍ استثنائي، تمكنت "المعارضة اللبنانية" من تشكيل حكومة نواف سلام بقيادةٍ حاسمةٍ وأغلبيةٍ غير منقوصة، ربما للمرة الأولى منذ عقود ما بعد اتفاق الطائف. هذا التحول يعكس تغييراً جوهرياً في موازين القوى الداخلية، مع تحالفٍ غير مسبوق بين قوى سياسية متنوعة تهدف إلى تجاوز الاستقطابات التقليدية. لكن فرصة النجاح هذه ليست خالية من التحديات، بل تواجه اختباراً وجودياً في ظل أزمات لبنان المتراكمة، من انهيار اقتصادي واجتماعي إلى تحديات أمنية مرتبطة بسيادة الدولة.



أبرز تحدٍّ يواجه هذه المعارضة هو قدرتها على تحويل خطابها الإصلاحي إلى سياسات ملموسة. خطابها الحالي يركز على محاربة الفساد واستعادة الثقة الدولية عبر إصلاحات اقتصادية وقضائية، لكن العقبات هائلة. فبنية النظام الطائفي تعيق أي تحوّل جذري، كما أن الخلافات الداخلية ضمن التحالف الحاكم قد تطفو مع أول اختبار حقيقي، خاصةً حول قضايا مثل العلاقة مع "حزب الله" أو التعامل مع الملف الأمني. إضافة إلى ذلك، فإن توقعات الشارع مرتفعة بعد سنوات من الانهيار، وأي تأخر في تحقيق نتائج قد يُترجم خيبة أمل واسعة.

التحدي الآخر مرتبط بخطاب السيادة وقدرة الدولة على الحماية، وهو محور يُختبر في قضايا مثل تحرير الجنوب من دون الحاجة لسلاح "حزب الله". إذا فشلت الحكومة في تعزيز دور الجيش والأجهزة الأمنية كبديل عن سلاح المقاومة، فإن سردية الحزب عن "مقاومة الاحتلال" ستبقى مسيطرة. هنا، يصبح نجاح الحكومة في توحيد قرار السيادة شرطاً لتفكيك الخطاب الاخر، لكن هذا يتطلب دعمًا دولياً وإقليمياً قد لا يكون متوفراً بسهولة، خاصة في ظل تعقيدات الملف الإقليمي.

أما سيناريو الفشل، فيعني انهيار شرعية التحالف الحاكم قبل الانتخابات المقبلة، مما يعيد ترميم قوى الموالاة التقليدية، ويُعيد إنتاج الأزمة بأبعاد أكثر خطورة. الفشل هنا لن يكون مجرد خسارة سياسية، بل ضربةً لشرعية فكرة التغيير ذاتها، التي التفت حولها شرائح واسعة من اللبنانيين. كما سيعيد ترسيخ السردية التي تقول أن "البديل" غير قادر على الإدارة، مما يفتح الباب لعودة النخب القديمة تحت شعارات الاستقرار الوهمي.

فرصة هذه المعارضة التاريخية مرهونة بقدرتها على تحقيق معادلة مستحيلة: إصلاح النظام من الداخل من دون التفكك تحت وطأة تناقضاته، وإثبات أن الدولة قادرة على الحماية من دون الاعتماد على سلاح خارج مؤسساتها. النجاح، ولو جزئي، قد يغير وجه لبنان السياسي، لكن الفشل سينهي مشروعا سياسيا كاملا، ويُعيد البلاد إلى مربع الاستقطابات المألوف.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

تركيا.. اعتقال نحو 120 عضواً في بلدية أزمير معقل المعارضة

تركيا.. اعتقال نحو 120 عضواً في بلدية أزمير معقل المعارضة

مقالات مشابهة

  • تركيا.. اعتقال نحو 120 عضواً في بلدية أزمير معقل المعارضة
  • العدالة في توزيع السلطة ليست ترفاً سياسياً، بل حجر أساس لبناء الوطن
  • الاتحاد العمالي لنقابات عمال الجنوب يصعّد: هذه السلطة مفروضة ومؤقتة!
  • العدل والمساواة: “اتفاق جوبا” ليس تسوية سياسية بل خطوة لمعالجة الاختلالات التاريخية في السودان
  • إنزاغي: مواجهة السيتي تمثل تحديًا أمام أحد أقوى أندية العالم
  • حتى لا ننسى.. ذكرى اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات.. صفحات سوداء من تاريخ الجماعة الإرهابية في الاغتيالات.. والجناة كشفوا أسرارا عن التمويلات والتدريبات الخارجية واستخدام العنف بحثا عن السلطة
  • موزة المحرزي.. الأولى على الدولة.. تلقت خبر التفوق في السيارة وعينها على الذكاء الاصطناعي
  • السلطة القضائية الإيرانية: 71 قتيل داخل سجن إيفين
  • السعودية تحسم مصير مجلس القيادة بشخص واحد.. تفاصيل خطيرة
  • مفتي راشيا: على السلطة أن تتحمل مسوؤليتها بأمانة وأن تنفذ مندرجات الدستور واتفاق الطائف