بقلم الخبير المهندس:- حيدر عبد الجبار البطاط ..

تواجه الدول التي تعاني من الانهيار الاقتصادي تحدياً كبيراً في إعادة بناء أسسها الاقتصادية واستعادة الاستقرار المالي.

وغالباً ما يكون الفساد الإداري أحد العوامل الرئيسية التي تقود إلى هذا الانهيار حيث يؤدي إلى هدر الموارد وضعف الإنتاجية، وغياب العدالة في توزيع الفرص والثروات.

ولذلك، فإن أي عملية إصلاح اقتصادي حقيقية يجب أن تبدأ بإصلاح الإدارة والتخلص من القيادات الفاسدة التي تسببت في الخراب.

القيادة الحكيمة في مواجهة الأزمات

التاريخ مليء بالدروس التي تؤكد أن الإصلاح الإداري هو المفتاح للنهوض الاقتصادي ولعل من أبرز هذه الدروس ما ورد في القرآن الكريم عن قصة نبي الله يوسف عليه السلام.

عندما واجهت مصر أزمة اقتصادية كبرى بسبب المجاعة، أدرك عزيز مصر أن إنقاذ الدولة لا يمكن أن يتم من خلال الاعتماد على إدارات فاسدة أو غير كفؤة، بل يحتاج إلى قيادة حكيمة ونزيهة تستطيع إدارة الموارد بذكاء وعدالة. وهكذا، وضع يوسف عليه السلام في موقع المسؤولية، لأنه كان معروفًا بحكمته ونزاهته ورؤيته الاقتصادية البعيدة المدى.

إصلاح الإدارة قبل إصلاح الاقتصاد

من خلال تأمل هذه القصة في القرآن الكريم نجد أن الحل لم يكن مجرد ضخ الأموال أو البحث عن موارد جديدة بل كان في اختيار قيادة كفؤة قادرة على إدارة الأزمة بفعالية. وهذا ما تحتاجه الدول التي تعاني اليوم من أزمات اقتصادية

1 - القضاء على الفساد الإداري

الفساد هو العائق الأكبر أمام أي عملية إصلاح اقتصادي، لأنه يؤدي إلى نهب الثروات وضياع الفرص وتعطيل عجلة التنمية.

2 - الاعتماد على الكفاءات

كما اختار عزيز مصر يوسف عليه السلام لإدارة الأزمة تحتاج الدول إلى تمكين الشخصيات الكفؤة والنزيهة من مواقع القيادة.

3 - التخطيط الاقتصادي طويل الأمد

أظهر يوسف عليه السلام بعد نظره عندما وضع خطة سبع السنوات العجاف وهذا يؤكد أهمية وجود خطط اقتصادية واضحة تعتمد على استراتيجيات مستدامة.

4 - إعادة بناء الثقة

عندما يكون المسؤولون معروفين بالنزاهة والعدل
فإن الشعب يثق في القرارات الاقتصادية مما يعزز الاستقرار ويحفز النمو.

لا يمكن لأي دولة أن تتعافى اقتصاديًا إذا استمرت في الاعتماد على نفس الإدارات الفاسدة التي جلبت لها الخراب.
الإصلاح الإداري هو الخطوة الأولى والأساسية لأي عملية إصلاح اقتصادي ناجح.

وتقدم لنا القرآن في قصة يوسف عليه السلام نموذجًا عمليًا عن كيفية إنقاذ الدول من الأزمات عبر اختيار القادة الأكفاء وهو درس يجب أن تستفيد منه الدول التي تسعى للنجاة من أزماتها الاقتصادية اليوم.

حيدر عبد الجبار البطاط

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات یوسف علیه السلام

إقرأ أيضاً:

سيارة إسعاف تصعد عبر مصعد داخل منشأة الجمرات لإنقاذ حاج تعرض لأزمة صحية.. فيديو

مكة المكرمة

في مشهد نادر وملفت، رُصدت اليوم سيارة إسعاف وهي تتحرك عبر أحد المصاعد داخل منشأة الجمرات بمكة المكرمة، في إطار عملية إخلاء طبي لحاج تعرض لأزمة صحية مفاجئة.

وأظهرت المقاطع المصورة انتقال المركبة الإسعافية داخل مبنى الجمرات بواسطة مصعد مصمم لاستيعاب المركبات، ما مكن الفرق الطبية من الوصول السريع إلى الحالة ونقلها دون تأخير، في خطوة تُعد الأولى من نوعها بهذا الشكل داخل المشاعر المقدسة.

وجاء الاستعانة بالمصعد كخيار تكتيكي لتفادي الازدحام وتسهيل حركة الإخلاء في منطقة تشهد كثافة بشرية عالية خلال موسم الحج. ويؤكد ذلك على جاهزية فرق الطوارئ، وتكامل خطط الإغاثة الصحية داخل منشآت الحج، بما يشمل المعدات، الكوادر، ومسارات التدخل السريع.

وتُعد منشأة الجمرات من أكثر المواقع ازدحامًا خلال موسم الحج، ولهذا تُسخر الجهات المعنية كافة الإمكانات لضمان الاستجابة الفورية.

وتشير الإحصاءات الرسمية إلى تجهيز الموقع هذا العام بأكثر من 900 سيارة إسعاف و11 طائرة إخلاء طبي، ضمن خطة طوارئ موسّعة تراعي جميع السيناريوهات.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/06/X2Twitter.com_7eGJQMMpsDII6B8V_852p.mp4

مقالات مشابهة

  • متحف المستقبل يستضيف سلسلة فعاليات إبداعية في يونيو الجاري
  • “رؤية” تطلق مبادرة “هَلّها” لإنقاذ الجبل الأخضر
  • بشرى للموظفين.. 1100 جنيه زيادة شهرية لأقل درجة في الجهاز الإداري
  • ما هي الشبكات التي تحكم كوكبنا حقا؟
  • دراما الإصلاح على الطريقة اللبنانية
  • غيانا.. الدولة الوحيدة في العالم التي تُطعم شعبها بالكامل دون استيراد!
  • سيارة إسعاف تصعد عبر مصعد داخل منشأة الجمرات لإنقاذ حاج تعرض لأزمة صحية.. فيديو
  • لجنة كفرحزير البيئية: لاستيراد الإسمنت لإنقاذ من بقي حيا من أهالي الكورة وشكا
  • ضياء السيد: بيراميدز تأثر بدنيًا بنهائي إفريقيا.. والزمالك عليه إصلاح المسار بعد التتويج بالكأس
  • قبسات من نور المحاضرة السادسة للسيد القائد «دروس من القصص القرآني»