10 إعدادات في خيار المطورين ينبغي عليك معرفتها
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
تحتوي الهواتف التي تعمل بنظام أندرويد على إعداد مخفي يحوي الكثير من الخيارات التي تسمح بتجاوز الوظائف العادية وتوفر تحكما أكبر في الجهاز، وهذا الإعداد هو خيارات المطورين، ولكن إن بحثت عنها في إعدادات الهاتف فلن تجدها لأن نظام أندرويد لن يعرضها للمستخدم العادي الذي قد يُعدل عليها ويتسبب بمشاكل في هاتفه دون قصد.
وإذا أردت تخصيص تجربتك بشكل أفضل فيمكنك البدء من خيار المطورين، ويمكن الوصول إليه في أغلب الهواتف من الإعدادات، ثم الضغط على "حول الهاتف"، ثم معلومات البرنامج وستجد رقم الإصدار، اضغط عليه 7 مرات متتالية وسيفتح خيار المطورين وتظهر رسالة تقول "أنت الآن مطور".
وسيظهر خيار المطورين أسفل صفحة الإعدادات، وعند الدخول إليه ستجد الكثير من الخيارات التي قد تكون غير مفهومة بالنسبة لك، ولهذا سنشرح أهم 10 خيارات قد تغير تجربتك.
تصحيح أخطاء "يو إس بي"إذا كنت مطورا لنظام أندرويد أو شخصا هاويا يحب التجربة، فإن تفعيل تصحيح أخطاء "يو إس بي" (USB) هو الخيار الأول الذي تحتاجه في خيارات المطورين، إذ يوفر هذا الخيار وصولا عالي المستوى إلى جهازك، مما يجعله مفيدا في أغراض التصحيح واستكشاف الأخطاء.
ومع هذا الخيار يمكنك استخدام "إيه دي بي" (ADB) لتشغيل أوامر متقدمة واستخراج سجلات الأخطاء وتثبيت تطبيقات بشكل مباشر والمزيد.
إعلانوفي الإصدارات القديمة من أندرويد كان بإمكانك فقط التصحيح عبر اتصال "يو إس بي". ومع ذلك، تدعم الإصدارات الأحدث التصحيح اللاسلكي عبر الواي فاي، مما يتيح لك تشغيل أوامر "إيه دي بي" لاسلكيا.
إعداد "يو إس بي" الافتراضيقد توصل هاتفك الذي يعمل بنظام أندرويد مع حاسوبك بهدف نقل ملفات أو صور أو فيديوهات، ولكن الهاتف سيقوم بالشحن ولن يفعل أي شيء آخر، وإذا واجهت هذه المشكلة فإن إعداد "يو إس بي" الافتراضي في خيارات المطورين هو الحل، إذ يوفر لك خيارات للاتصال بين هاتفك والحاسوب، منها نقل الملفات ونقل الصور وتقييد "يو إس بي" وخيار شحن الهاتف فقط، ومن المهم أن تعرف أن الخيار لن يعمل إلا عند فتح قفل الهاتف وتوصيله بحاسوب موثوق.
يستخدم نظام أندرويد رسوما متحركة عند فتح التطبيقات أو التبديل بينها، وقد لا تلاحظ هذه الأشياء إذا كان هاتفك سريعا، ويمكن ضبط هذه الرسوم من خلال 3 خيارات، وهي حجم الرسوم المتحركة للنافذة وحجم الرسوم المتحركة للنقل وطول مدة الرسوم المتحركة.
وعند اختيار أحدها ستظهر العديد من القيم، وخذ بالحسبان أن القيم الأقل هي الأسرع والقيم الأعلى أبطأ، ويمكنك تجربة القيمة "إكس 0.5" (x0.5) لجعل هاتفك يبدو أكثر استجابة.
ومع ذلك قد تختفي الرسوم المتحركة عند التبديل بين التطبيقات خاصة إذا كان هاتفك بطيئا، لذا من الأفضل إعادتها إلى سرعتها الطبيعية إذا بدا هاتفك غير سلس بعد تسريعها.
عرض معدل التحديثتتميز هواتف أندرويد الحديثة بشاشات ذات معدلات تحديث عالية وقدرة على ضبط معدل التحديث ديناميكيا بحسب المحتوى الذي تشاهده، مما يساعد في توفير عمر البطارية وتقديم تجربة مشاهدة أفضل.
وقد تكون مهتما كمطور أو هاوٍ بمعرفة معدل تحديث شاشة هاتفك عند بث المحتوى أو تشغيل تطبيقات معينة، ويمكنك ذلك من خيار "إظهار معدل التحديث" في خيارات المطورين، الذي يعرض معدل التحديث في الزاوية العلوية اليسرى.
إعلانويمكن تفعيل خيار فرض معدل التحديث الأقصى للحصول على سلاسة إضافية، ولكن ذلك سيؤثر على عمر البطارية لأن هذا الخيار سيُجبر هاتفك على استخدام أعلى معدل تحديث لتحسين تجربة العرض.
بيانات الهاتف نشطة دائمافي الكثير من الأحيان تكون بيانات الهاتف المحمول نشطة للتبديل السريع بين الشبكات حتى عندما يكون هاتفك متصلا بشبكة واي فاي، وهذا خيار مفيد إذا كنت تتنقل بين الشبكات بشكل منتظم، ولكن بالنسبة لمعظم الأشخاص يمكن أن يؤثر هذا على عمر البطارية.
وهذا الخيار يكون مُفعلا في أغلب هواتف أندرويد مما يضمن التنقل السلس بين شبكة الهاتف وشبكة الواي فاي مع الحد الأدنى من انقطاع الاتصال ولكن على حساب البطارية، وإذا كُنت تستخدم شبكة الواي فاي دائما فلا داعي لهذا الخيار.
يشبه هذا الإعداد بشكل كبير مدير المهام الموجود على الحاسوب والذي يعرض الخدمات والعمليات الجارية مع حالة الذاكرة، وإذا وجدت هاتفك يعمل بشكل غريب أو أردت الاطلاع على التطبيقات والعمليات التي تستنزف ذاكرة الجهاز، فإن "الخدمات قيد التشغيل" هي المكان المناسب لذلك، ومن خلالها يمكنك إنهاء مهمة أي عملية لا ترغب بها.
فرض الوضع الداكنيُعد الوضع الداكن أو الوضع المظلم من أفضل الإضافات التي أصدرتها أندرويد في السنوات الأخيرة، وقد لاقى رواجا كبيرا بين المستخدمين وخاصة محبي التكنولوجيا، ولكن هناك بعض التطبيقات لا تدعم الوضع الداكن، مما جعل العديد من المستخدمين مستائين من وجود تطبيق متوهج بين تطبيقاتهم الداكنة.
ولكن أندرويد وجدت حلا لهذه الحالة من خلال إعداد "فرض الوضع الداكن" في خيار المطورين والذي يفرض هذا الوضع في التطبيقات حتى ولو لم تكن مدعومة بالكامل، ولكن قد تواجه بعض المشاكل عند تفعيله مثل أن يصبح الخط والخلفية بلون داكن، مما يجعل الكلام صعب القراءة وبالتالي صعوبة في استخدام التطبيق.
إعلان عرض أجهزة البلوتوث دون أسماءفي بعض الأحيان قد يفشل هاتفك في اكتشاف جهاز البلوتوث الذي تحاول الاقتران به، ورغم وجود عدة أسباب لذلك، فإن المشكلة قد تحدث أحيانا لأن جهاز البلوتوث ليس له اسم معين، فنظام أندرويد لا يعرض الأجهزة التي لا تتضمن أسماء، ولحل هذه المشكلة يمكن تفعيل خيار "عرض أجهزة البلوتوث بدون أسماء" والذي يعرض العناوين الفيزيائية "ماك أدريس" (MAC Address) لأجهزة البلوتوث التي لا تتضمن أسماء، ويُعد هذا الخيار مفيدا إذا كنت تستخدم أجهزة بلوتوث مختلفة.
إيقاف مستوى الصوت المطلقإن تمكين مستوى الصوت المطلق للبلوتوث على أجهزة أندرويد يكون مفعلا بشكل افتراضي، مما يعني أن أزرار الصوت على هاتفك وجهاز البلوتوث الخاص بك تتحكم في المستوى نفسه للصوت، ورغم أنه عادة ما يكون مريحا، فإنه قد يسبب مشاكل مع بعض أجهزة البلوتوث.
ولكن تفعيل خيار "إيقاف مستوى الصوت المطلق" يعني أن مستوى صوت هاتفك وجهاز البلوتوث سيستخدمان مستويين منفصلين من الصوت، وهذا مفيد إذا كانت سماعات البلوتوث لا تعمل بشكل صحيح مع هاتفك أو إذا كان الصوت فيها مرتفعا جدا أو هادئا جدا، وإذا فعّلت هذا الخير قد تحتاج لفصل وإعادة توصيل جهاز البلوتوث وأحيانا إعادة تشغيل هاتفك حتى يتفعل الوضع الجديد.
عدم الاحتفاظ بالأنشطةإذا كنت مطور تطبيقات فقد تجد إعداد "عدم الاحتفاظ بالأنشطة" في خيارات المطور مفيدا جدا، لأنه عند تفعيله سيقوم نظام أندرويد بتدمير العمليات في كل تطبيق بمجرد مغادرتك له، ويمكنك استخدام هذا لاختبار سلوك التطبيق تحت ظروف مختلفة.
ولا تُفعّل هذا الخيار لزيادة مساحة ذاكرة الوصول العشوائي في هاتفك، لأن إغلاق عمليات الخلفية باستمرار قد يضر بأداء الهاتف في أنظمة أندرويد الحديثة أكثر مما يفيده.
وفي النهاية، يجب أن تعرف أن خيارات المطورين لا تقتصر على هذه الـ10 إعدادات بل هناك الكثير، ولكن ما لم تكن مطورا أو هاوي تكنولوجيا وتحب العبث بإعدادات نظام التشغيل فلن تجدها مفيدة، غير أنه من الرائع أن توفر غوغل هذه الأدوات للمطورين التي تختصر لهم وقتا كبيرا في عملهم.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان الرسوم المتحرکة نظام أندروید هذا الخیار فی خیارات یو إس بی إذا کنت إذا کان
إقرأ أيضاً:
إيران وإسرائيل وأمريكا بعد الحرب: لا رابح.. ولكن معادلات جديدة
بعد أسبوعين من التصعيد العسكري الخطير بين إيران وإسرائيل، بدعم أمريكي غير مباشر، ومع دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، تبرز حقيقة واضحة: لا أحد خرج منتصرًا من هذه الحرب، لكن الجميع خرج بدروس عميقة. فقد كشفت المعركة أن القوة وحدها لا تكفي، وأن الشرق الأوسط يدخل مرحلة جديدة من إعادة التوازنات، وربما التفاهمات غير المعلنة.
إيران: باقية وقادرة على الرد
رغم الخسائر البشرية والمادية التي تكبّدتها إيران، خصوصًا في منشآت حساسة وقيادات عسكرية، إلا أنها أثبتت أنها لا تزال قادرة على الرد بقوة، وتمتلك شبكة إقليمية معقدة من الحلفاء قادرة على فتح عدة جبهات في وقت واحد. حزب الله، الحشد الشعبي، والحوثيون جميعهم باتوا عناصر ضغط في يد طهران.
الرسالة الأهم التي بعثت بها إيران عبر هجماتها الصاروخية والمسيّرات: “لسنا لقمة سائغة”. ورغم التفاوت الكبير في الإمكانيات، فإن مبدأ الردع تحقق بشكل غير مسبوق.
إيران: بين الخسائر التقنية والانتصار الرمزي
رغم أن الحرب كشفت عن اختراقات استخباراتية وأمنية مؤلمة داخل إيران، خصوصًا استهداف قيادات عسكرية حساسة ومواقع استراتيجية، إلا أن النتيجة الاستراتيجية تميل لصالحها.
لقد أثبتت إيران أنها تملك صواريخ دقيقة، وتكنولوجيا طائرات مسيّرة متقدمة، وقادرة على اختراق الدفاعات الإسرائيلية المتطورة.
وهذا ما أعاد صياغة الصورة الذهنية لقدراتها العسكرية، ليس فقط في المنطقة، بل حتى على مستوى المجتمع الاستخباراتي والعسكري الغربي.
إيران الآن، وبعد هذه المواجهة، مرشحة لأن تصبح قوة ردع إقليمية فاعلة، بل وربما سوقًا مفتوحًا لإنتاج وبيع السلاح لحلفائها وشركائها من الدول والتنظيمات. ومن المتوقع أن تستثمر هذه التجربة في تسريع تطوير صناعاتها العسكرية، وفرض معادلة جديدة: “لسنا فقط مقاومة… بل نملك منظومة ردع كاملة وقابلة للتصدير”.
إسرائيل: القوة لا تكفي
لأول مرة منذ عقود، تواجه إسرائيل تهديدًا مباشرًا من إيران على أراضيها، في وقت تعاني فيه من أزمة سياسية داخلية وانقسام شعبي متزايد. ورغم تفوقها العسكري، أدركت تل أبيب أن الحرب ضد إيران لا يمكن حسمها بضربات خاطفة.
فشل حكومة نتنياهو في تحقيق نصر حاسم، وتزايد الضغوط الداخلية، جميعها عوامل دفعت نحو قبول وقف إطلاق النار، وإن بدا مشروطًا وغير مستقر. لقد فهمت إسرائيل أن حسم المعركة مع إيران يتجاوز قدراتها المنفردة.
الولايات المتحدة: بين الردع وعدم التورط
رغم دعمها الثابت لإسرائيل، فإن الولايات المتحدة لم تكن راغبة في الانخراط المباشر في حرب شاملة، خصوصًا مع انشغالها بملفات الصين وروسيا. لذلك اكتفت واشنطن بتقديم الدعم اللوجستي والدبلوماسي، ودفعت باتجاه وقف التصعيد.
تدرك واشنطن اليوم أن القوة وحدها لا تصنع الاستقرار، وأن التفاهم مع إيران، رغم صعوبته، قد يكون أكثر واقعية من خوض حروب لا يمكن ضمان مآلاتها، ولا تتحمل تكاليفها في هذا التوقيت الجيوسياسي الحرج.
التكاليف الباهظة… وصدع شعار “أمريكا أولًا”
منذ بداية عملية “طوفان الأقصى”، سارعت الولايات المتحدة إلى دعم إسرائيل بشكل مباشر، وبلغ حجم المساعدات العسكرية والمالية حتى الآن أكثر من 22 مليار دولار، شملت منظومات دفاع جوي، ذخائر دقيقة، ودعم استخباراتي ولوجستي.
كما أن واشنطن لا تزال تتحمل الجزء الأكبر من ميزانية حلف الناتو، والتي بلغت خلال السنوات الأخيرة ما يزيد عن 35 تريليون دولار كمجموع التزامات أمنية وعسكرية في أوروبا وحول العالم.
هذا الانخراط المكثف خارج الحدود، يُضعف من صدقية شعار “أمريكا أولًا”، خاصة في نظر الرأي العام الأمريكي، الذي يُطالب منذ سنوات بتقليص الإنفاق الخارجي، والتركيز على التحديات الداخلية مثل التضخم، الحدود، التعليم، والبنية التحتية.
وتواجه الإدارة الأمريكية سؤالًا صعبًا: كيف يمكنها الاستمرار في الدفاع عن إسرائيل والناتو، والانخراط في صراعات بعيدة، بينما تعاني الداخل الأمريكي من انقسامات اقتصادية وسياسية عميقة؟
سؤال حرج: لماذا لم تشترط إيران وقف العدوان على غزة؟
من أكثر التساؤلات حساسية بعد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل هو:
لماذا لم تُصرّ إيران على وقف العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين كشرط أساسي في تفاهمات التهدئة؟
رغم أن إيران ترفع شعار “دعم المقاومة” منذ عقود، إلا أن غياب اشتراط وقف الحرب على غزة في أي تفاهم أو مساعٍ للتهدئة أثار شكوكًا حول أولويات طهران الحقيقية.
هذا الموقف أو غيابه، فتح الباب أمام أصوات تقول إن إيران – في لحظات معينة – قد تُقدّم مصالحها الاستراتيجية على حساب القضية الفلسطينية، وإنها مستعدة لتفاهمات تُحصّن أمنها دون شرط حماية حلفائها.
لكن بالمقابل، لا يمكن تجاهل أن إيران ما تزال تعتبر ورقة فلسطين رصيدًا دائمًا في خطابها الإقليمي، وربما تسعى في المرحلة المقبلة إلى العودة للعب هذا الدور بشكل أوضح، من خلال الضغط السياسي والدعم العسكري غير المباشر، خصوصًا إن تعثرت تفاهماتها مع واشنطن.
وإذا أرادت إيران الحفاظ على شرعيتها كـ”راعية للمقاومة”، فعليها أن تربط أي تهدئة مستقبلية بملف فلسطين، وإلا ستخسر هذا الرصيد الرمزي أمام حلفائها وشعوب المنطقة.
ما بعد الحرب: توازنات جديدة وتحالفات قيد التشكل
ما يمكن قوله بثقة بعد هذه الحرب، هو أن الأوضاع في المنطقة والعالم لن تعود كما كانت. فهذه المواجهة لم تكن مجرد اشتباك محدود، بل لحظة كاشفة لحدود القوة الأمريكية، ولعجز إسرائيل عن فرض معادلة ردع من طرف واحد، ولقدرة إيران على الصمود والرد.
الدول التي لا تتفق مع إسرائيل والولايات المتحدة، سواء في الشرق الأوسط أو خارجه، ستأخذ هذه النتائج بعين الاعتبار، وستعمل على بناء قدراتها الذاتية، وتطوير تحالفات جديدة، لا تقوم فقط على الردع العسكري، بل على توازنات تشمل الاقتصاد، الطاقة، والتحالفات السياسية.
العالم يبدو متجهًا نحو نظام دولي متعدد الأقطاب، حيث لم تعد واشنطن قادرة على رسم المسارات وحدها، ولم تعد إسرائيل محصّنة من الرد، وهو ما يدفع قوى دولية صاعدة مثل إيران، وروسيا، والصين، إلى إعادة تعريف موازين القوى انطلاقًا من هذه المعطيات الجديدة.
تركيا بين المحورين: البحث عن مكان في التوازن الجديد
في خضم هذه التحولات، تبرز تركيا كقوة إقليمية طموحة تسعى لإعادة ضبط موقعها بين القوى الكبرى. فبينما هي عضو فعّال في حلف الناتو، إلا أن علاقاتها المتوترة مع إسرائيل، وتفاهماتها السياسية والاقتصادية المتزايدة مع إيران، تجعلها في موقع حساس.
تركيا لا ترغب في القطيعة مع الغرب، لكنها أيضًا لا تثق بالكامل في واشنطن أو تل أبيب. ومن هذا المنطلق، من المرجّح أن تسعى أنقرة إلى تعزيز مكانتها عبر مقاربة براغماتية، تُوازن بين شراكتها مع الغرب ومصالحها في الشرق، خاصة في ظل المتغيرات الجديدة.
ستسعى تركيا للعب دور الوسيط حينًا، والشريك حينًا آخر، وربما تتحوّل إلى فاعل مستقل في معادلة الشرق الأوسط الجديد، مستفيدة من موقعها الجغرافي، وقوتها الاقتصادية والعسكرية، وطموحاتها السياسية.
الخلاصة:
لقد خاضت إيران وإسرائيل وأمريكا اختبار القوة، وخرجت بنتيجة واحدة: لا مجال للحسم العسكري الكامل، بل إعادة تموضع، وبحث عن صيغ تعايش غير مباشر.
المرحلة القادمة ستكون مرحلة الضغط السياسي، وتفاهمات غير مباشرة، وردع متبادل هش. فالحرب أثبتت أن الشرق الأوسط لا يحتمل مغامرات كبرى جديدة، بل يحتاج إلى عقلانية نادرة في زمن الغليان.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.