تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أصدرت رابطة الأبحاث والدراسات "أريس" كتابا بعنوان "فليَحيَ الشعر" جمعت فيه النصوص والمداخلات التي يتطرق فيها البابا فرنسيس إلى أهمية الشعر والأدب في التكوين والتربية وأيضا بالنسبة للحوار بين الكنيسة والثقافة المعاصرة. وقد أعد هذا الكتاب الأب اليسوعي أنطونيو سبادارو الذي كان مديرا للمجلة اليسوعية "الحضارة الكاثوليكية".

ومن بين ما يتضمن هذا الإصدار حديث قداسة البابا للمجلة في مقابلة أجراها معه الأب سبادارو سنة ٢٠١٦ عن قدرة الأدب على قراءة قلب الإنسان وعلى المساعدة في معانقة الأمنيات والبريق والسر. وأضاف البابا فرنسيس حينها أن الأدب ليس نظرية وهو يساعد على الكرازة وعلى معرفة قلب الإنسان.

وللتعريف بتعليم البابا فرنسيس حول أهمية الأدب والشعر يعود الأب اليسوعي، وهو لاهوتي وناقد أدبي إلى جانب كونه حاليا وكيلا في الدائرة الفاتيكانية للثقافة والتربية، إلى نصوص مختلفة للأب الأقدس ما بين رسائل عامة وإرشادات رسولية وكلمات ورسائل، هذا على جانب التذكير بما كتب قداسة البابا في تقديمه لبعض الكتب وما قال في مقابلات أُجريت مع قداسته أو حتى ما كتب في بعض رسائله الشخصية. ومن بين هذه الوثائق هناك على سبيل المثال الرسالة التي وجهها البابا فرنسيس في ١٧  يوليو ٢٠٢٤ حول دور الأدب في التنشئة، وأيضا رسالة الحبر الأعظم التي نُشرت في كتاب صدر السنة الماضية بعنوان "نحو الله. مختارات من الشعر الديني".

هذا وفي تقديمه للكتاب يحاول الأب أنطونيو سبادارو إعطاء القارئ مفتاحا لفهم المعرفة الأدبية للبابا فرنسيس الذي يعود في أحاديثه إلى الكثير من الكتاب الأرجنتينيين والعالميين الذين كانوا جزءً هانما من تكوينه مثل بورخيس ودستويفسكي، مانزوني ودانتي. وأشار الأب سبادارو إلى أن البابا يُدخل في تعلميه جوانب شعرية ورمزية وهو ما يعتبره الأب اليسوعي أمرا ذا أهمية كبيرة. وأراد هنا إعطاء مَثلا الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس حول الأمازون Querida Amazonia الذي استعار فيه البابا فرنسيس ما كتب ١٧ من الكُتاب والشعراء.

هذا ويُختتم الكتاب الذي يجمع نصوص البابا فرنسيس حول أهمية الشعر والأدب بمقابلة مع الصحفي الأرجنتيني خورخي ميليا والذي كان تلميذا للبروفيسور برغوليو حين كان يُدَرِّس في منتصف ستينيات القرن الماضي في مدرسة ثانوية في سانتا في الأرجنتينية. وكشف الصحفي عن بعض جوانب شغف البروفيسور اليسوعي الشاب برغوليو بالأدب والفن، كما وأشار إلى أسلوب تعليمي مميز شمل أيضا تحفيز الطلاب على كتابة قصص قصيرة كانت قد جُمعت في كتاب كتب مقدمته الشاعر الأرجنتيني الكبير خورخي لويس بورخيس. بل وقد ساهم البروفيسور برغوليو في تأسيس فرقة روك مدرسية تستلهم من فريق البيتلز الشهير.

ومن الجدير بالذكر أن ما يبدا به الكتاب، بعد مقدمة الأب سبادارو، رسالة قصيرة بخط الي كتبها البابا فرنسيس للأب اليسوعي يشدد فيها على أهمية الأدب والشعر وتتضمن العبارة التي أختيرت عنوانا للكتاب: "فليحيَ الشِعر". ويضيف الأب الأقدس في هذه الرسالة أن علينا استعادة مذاق الأدب في حياتنا وفي تنشئتنا وإلا فسنصبح كثمرة جافة، كما ويؤكد البابا أن الشِعر يساعدنا على أن نكون بشرا وهو ما نحن في حاجة كبيرة إليه اليوم، كتب قداسته.

هذا ومن بين الأفكار الكثيرة التي ينقلها الكتاب من خلال كلمات البابا فرنسيس خلال حديثه عن الأدب والشعر ضرورة ألا تسقط الكنيسة في فخ اللغة الساذجة وما يصفها البابا فرنسيس بعبارات تتكرر بشكل آلي ومُجهَد. وقد تحدث البابا عن ضرورة أن يكون الإنجيل ينبوع إبداع ومفاجأة وقادرا على هز الأشخاص في الأعماق. هناك أيضا نداء قداسة البابا الذي وجهه مشددا فيه على حاجتنا إلى لغة جديدة إبداعية وإلى كُتاب وشعراء وفنانين قادرين على أن يجعلوا العالم يرى يسوع، وذلك في هذا الزمن الذي تطبعه الحروب والاستقطاب ويواجه تحديات كبيرة على الصعيدين الاقتصادي والبيئي. وينقل الكتاب أيضا النصوص التي تعكس اهتمام البابا فرنسيس بتنشئة الكهنة والعاملين الرعويين، هذا إلى جانب تشديد قداسته على كون الأدب الأداة الملائمة بشكل كبير لتعزيز الحوار بين الإيمان المسيحي والثقافة المعاصرة ومن أجل التعريف بالرسالة المسيحية ونقلها بشكل أفضل ومفهوم.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: فرنسيس 10 فرنسيين البابا فرنسیس الأدب فی

إقرأ أيضاً:

ثقافة أسيوط تنظم عددا من الفعاليات والندوات والمسابقات بالمحافظة

نظم بيت ثقافة منفلوط باسيوط ندوة تحت عنوان الأدب والرقمنة فى ظل التطورات الحديثة  وذلك ضمن فعاليات نادي الأدب برئاسة الدكتور يحيى محمد القفاص، في إطار اهتمام بيت ثقافة منفلوط بالتحولات الحديثة في المشهد الإبداعي ضمن برامج وزارة الثقافة

واقيم اللقاء ضمن خطة إقليم وسط الصعيد الثقافي بإدارة جمال عبدالناصر مدير عام الإقليم، وفرع ثقافة أسيوط بإدارة خالد خليل، وبإشراف الشاعر محمد شافع مدير إدارة الشئون الثقافية بالفرع، ونفذها بيت ثقافة منفلوط برئاسة الشاعر بهاء توفيق

وحاضر في الندوة الدكتور رمضان 
حسانين، أستاذ الأدب والنقد بجامعة الأزهر، الذي قدّم عرضًا وافيًا حول تأثير الرقمنة على الأدب ومفاهيمه المختلفة،مقدما شرح المصطلح والمفهوم المرتبطين بالرقمنة، موضحًا طبيعة الآفاق الجديدة التي أتاحها العالم الرقمي أمام المبدعين، وما أحدثه من تغيّر في طرق الكتابة وأساليب التلقي.

وكما تطرق إلى العلاقة بين اللغة والإبداع في ظل التطورات التقنية، مشيرًا إلى حضور الصورة والخيال كعنصرين أساسيين في بناء النص الحديث، بجانب ما أضافته الوسائط المصاحبة من جرافيك وموسيقى وأغانٍ باتت جزءًا من بعض الأعمال الأدبية المعاصرة.

 

 كما شهد بيت ثقافة القوصية اللقاء الأسبوعي لنادي الأدب برئاسة الشاعر عبد الغني مسعود، الذي أدار فعاليات الأمسية وألقى قصيدته قفلت الدفاتر وسط حضور أدبي من شعراء وقصّاصين ومبدعين من مختلف الأعمار. وجاء اللقاء تحت إشراف الشاعر أشرف رشاد، الذي قدم قصيدته "لمسة إيديه"، ليبدأ برنامجًا ثريًا امتد عبر فقرات متعددة.

واقيم اللقاء ضمن خطة إقليم وسط الصعيد الثقافي بإدارة جمال عبدالناصر مدير عام الإقليم، وفرع ثقافة أسيوط بإدارة خالد خليل، وبإشراف الشاعر محمد شافع مدير إدارة الشئون الثقافية بالفرع، ونفذها بيت ثقافة القوصية برئاسة ياسر ماهر

وشهدت الأمسية مشاركة لعدد من الشعراء، منهم الشاعر وجيه سعداوي بقصيدته "حسناء والتعليم"، والشاعر د. إبراهيم فرغل بقصيدته "يا ساكن"، والشاعر دياب محمود حسن بقصيدته "زهرة الحب"، إلى جانب الشاعر أحمد كامل الذي شارك بقصيدته "ملهمتي"، والشاعر محمد ظريف بقصيدته "عرقي"، كما قدّمت الشاعرة فاطمة محمد قصيدتها "حبيبي كيوت".

وفي فن السرد، قدمت القاصة سارة الشيخ قصتها القصيرة "أنا والليل"، كما شارك الشاعر عيون عنتر بقصيدته "الحياة"، وقدّمت الشاعرة بسمة عجاج قصيدتها "لك القلب"، ليكتمل النسيج الثقافي للقاء بتنوع لافت بين القصائد والرؤى والأساليب.

وكما أتاح نادي الأدب مساحة للمواهب الأدبية الصغيرة، حيث شاركت كل من أروى محمود، رضوى أحمد، ونوران وليد، في تقديم نماذج إبداعية عكست وعيًا وقدرة على التعبير، لتؤكد الأمسية دورها في دعم الأجيال الجديدة.

وجاء اللقاء متنوعًا بين الشعر والقصة والمربعات وفن الواو، في إطار حرص بيت ثقافة القوصية على تنشيط الحركة الأدبية وإفساح المجال أمام المبدعين لعرض إنتاجهم في أجواء ثقافية ثرية

 

وكما نظم قصر ثقافة أسيوط سلسلة من المسابقات الثقافية المتنوعة الموجهة للأطفال، في أجواء تفاعلية تهدف إلى تنمية الوعي وغرس روح المعرفة وحب القراءة

أقيمت الفاعليات بالمجان ضمن خطة إقليم وسط الصعيد الثقافي بإدارة جمال عبدالناصر مدير عام الإقليم، وفرع ثقافة أسيوط بإدارة خالد خليل، ونفذها قصر ثقافة أسيوط برئاسة د صفاء حمدان

قدمت الفعاليات هبة عبود أمينة المكتبة التي حرصت على إشراك الأطفال في مجموعة من الأسئلة والأنشطة الثقافية الملائمة لأعمارهم، حيث شملت المسابقات موضوعات معرفية وتاريخية ولغوية، إلى جانب ألعاب ذهنية تعزز القدرات العقلية وتشجع على التفكير الابتكاري.

وجاءت الفعالية لتؤكد دور قصر ثقافة أسيوط في توفير مساحات تعليمية وترفيهية، تمكنهم من التعبير عن مواهبهم، وتساعد على بناء جيل واعٍ قادر على التفاعل الإيجابي مع بيئته وثقافته.

مقالات مشابهة

  • بلاغ رسمي يسلط الضوء على اتهامات التحريض في قضية الفنان سعيد مختار
  • إيرادات فيلم السادة الأفاضل في آخر ليلة
  • «أسبوع ابوظبي المالي» يسلط الضوء على التكنولوجيا المالية والشؤون القانونية وحل النزاعات
  • معرض فوتوغرافي يسلط الضوء على 70 عامًا من شراكة الأردن والأمم المتحدة
  • هيئة الكتاب تعيد إصدار الخرز الملون لمحمد سلماوي
  • مدير معرض الكتاب يكشف تفاصيل الاستعداد لدورة نجيب محفوظ
  • إيرادات فيلم "السادة الأفاضل" في شباك التذاكر أمس
  • ذكرى رحيل يحيى حقي .. أيقونة الأدب العربي التي لا تغيب
  • ثقافة أسيوط تنظم عددا من الفعاليات والندوات والمسابقات بالمحافظة
  • تعرف على المجاز وحكمه فى القرآن الكريم