يمن مونيتور:
2025-07-07@19:38:50 GMT

بلد بلا قيادة وطنية

تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT

بلد بلا قيادة وطنية

 

ليس هناك أسوأ من أن يجد الإنسان نفسه في وطن بلا دولة، حتى في الحد الأدنى من مسؤولياتها الأساسية، وهذا هو الواقع الذي يعيشه اليمنيون اليوم، فهم يخسرون حاضرهم ومستقبلهم يوما بعد يوم، بينما تستأثر قيادات سلطات الأمر الواقع بالموارد، دون أي رقابة أو محاسبة.

تفتقر جميع سلطات الأمر الواقع إلى الشرعية، فالحوثيون، الذين وصلوا إلى السلطة عبر انقلاب، يحكمون بالحديد والنار دون أي شرعية دستورية أو قانونية أو حتى شعبية.

وعلى الجانب الآخر، لا يتمتع “المجلس الرئاسي” بشرعية حقيقية، باستثناء الاعتراف الدولي الذي يعتمد على إرادة الحلفاء الذين شكلوه، وقد يتلاشى هذا الاعتراف في أي لحظة إذا تخلى عنه داعموه.

بدلا من العمل على كسب تأييد المواطنين عبر تحسين الخدمات، وإرساء الأمن، وصرف المرتبات، انخرطت هذه السلطات في سباق محموم نحو الفشل والفساد، منشغلة بتبادل الاتهامات للهروب من الحد الأدنى من المسؤولية الوطنية.

أبرز مظاهر هذا الفساد يتجلى في النهب المنظم لموارد الدولة لصالح الممسكين بزمام السلطة هنا وهناك، بينما يعاني المواطن من انهيار الخدمات الأساسية، وغياب الرواتب، وتلاشي فرص العيش الكريم.

لقد أسهمت عوامل عدة في تدجين الرأي العام وتجريده من الأمل في التغيير، فقد كرّست الأحزاب السياسية الولاءات الأيديولوجية العمياء، ما دفع أنصارها إلى تبرير فساد قياداتهم، فيما أنتجت الحرب كيانات جديدة لا تختلف في نهجها عن القوى التقليدية، مما عمّق الإحباط في المجتمع وأفقده الثقة بأي مسار للتغيير رغم عدم وجود مبادرات جادة من هذا النوع لدى أي طرف.

وازدادت الأزمة تعقيدا مع غياب قيادات وطنية نزيهة تمتلك رؤية واضحة لمستقبل البلاد، إذ أن معظم الشخصيات البارزة إما متورطة في الفساد أو عاجزة عن تقديم حلول عملية.

في ظل هذا الفراغ القيادي ، ترّسخت النكسات السياسية والأمنية والاقتصادية، ولم تكن أي مرحلة جديدة سوى امتداد لمأساة مستمرة منذ 2011، حيث لم يتحقق أي من وعود الذين جاءوا للحكم في التغيير، بل تصاعدت موجات الفساد والاضطراب.

وعلى الرغم من تعاقب جهات مختلفة على الحكم بصرف النظر عن مشروعيتها، إلا أن القاسم المشترك بينها هو الفشل في إدارة الدولة وانعدام الرؤية للخروج من الأزمة، ما عزز القناعة بأن أي بديل قادم لن يكون سوى امتداد لمنظومة الفساد ذاتها. ونتيجة لذلك، أصبحت الدولة شبه غائبة عن أداء أبسط وظائفها، فيما ترزح المؤسسات الحكومية تحت وطأة الشلل، ويواجه المواطنون أزمات معيشية خانقة، وسط انهيار اقتصادي متسارع.

في ظل هذا الواقع، بات من الصعب إقناع اليمنيين بإمكانية حدوث تغيير إيجابي قريب، إذ فقدوا الثقة في النخب السياسية والأحزاب، فيما يكتفي المجتمع الدولي بإدارة الأزمة بدلا من البحث عن حلول جذرية. وبينما تزداد الأوضاع سوءا، تتعاظم التساؤلات حول مستقبل البلاد، وما إذا كان بالإمكان ظهور قوى وطنية جديدة قادرة على كسر هذه الحلقة المفرغة من الفساد والصراع.

نحن أمام مفترق طرق خطير؛ حيث يجد المواطن نفسه عالقا بين سلطات أمر واقع لا تمثله، ونخب سياسية عاجزة، وأوضاع معيشية تزداد قسوة، في ظل غياب أي بوادر للتغيير. ومع ذلك، فإن عجلة الزمن لا تتوقف، ولا يمكن لهذا الوضع أن يستمر إلى الأبد، ففي لحظة ما، خارج كل الحسابات، قد تنقلب الموازين رأسا على عقب، وحينها سيدرك أولئك الذين أغرتهم نشوة السلطة أن سُنن الحياة لا تستثني أحدا.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الأحزاب اليمنية الشرعية اليمن كتابات يمن مونيتور

إقرأ أيضاً:

العدو الصهيوني يستولي على 744 دونمًا من أراضي رام الله

الثورة نت /..

قالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إن سلطات الكيان الصهيوني الغاصب أعلنت اليوم الاثنين، استيلاءها على 744 دونمًا من أراضي المغير وجبعيت شمال شرقي رام الله، وفق إعلان جديد تحت مسمى “أراضي الدولة”.

وبينت الهيئة، أن الإعلان الجديد يستهدف المساحة التي تتموضع عليها بؤرة “ملاخي هشالوم” الاستيطانية التي أقيمت في عام 2015 على أراضي قرية المغير.

وأضافت أن سلطات الاحتلال تهدف من هذا الاستيلاء إلى تسوية أوضاع بؤرة استيطانية مقامة في المنطقة، وهي “ملاخي هشالوم”.

وبينت أن هذه البؤرة تشكل امتدادًا جديدًا لجملة البؤر المتموضعة في المنطقة، وهي البؤرة ذاتها التي جرى الإعلان عن نية حكومة الاحتلال تسوية أوضاعها قبل عامين، إبان تشكيل حكومة اليمين الفاشي المتطرف.

وتشير بيانات الهيئة إلى أنه بهذا الاستيلاء الذي أعلنته حكومة كيان العدو الصهيوني رسميًا اليوم، ترتفع المساحة المستولى عليها، بحجة “أراضي الدولة”، منذ تشكيل حكومة اليمين المتطرف مطلع عام 2023 إلى 25,824 دونمًا، من خلال 12 إعلانًا تحت هذا المسمى.

مقالات مشابهة

  • كيف قرأت الأطراف السياسية رد لبنان على المقترح الأميركي؟
  • بنك دم الهلال الأحمر: رفع درجة الاستعداد القصوى استجابة لحريق سنترال رمسيس
  • العدو الصهيوني يستولي على 744 دونمًا من أراضي رام الله
  • جامعة جنوب الوادي تعزز مكافحة الفساد وتدعم البحث العلمي بشراكات وطنية
  • برلماني: الدولة لا تتهاون في سلامة المواطن والانضباط المروري ضرورة وطنية
  • الكرملين: دول بريكس تتعاون فيما بينها بناء على مصالحها المشتركة
  • الدولة تواجه تهديدات مركبة.. وهذا ما فعلته القيادة السياسية لحماية مصر
  • وكيل نيابة الأموال العامة بذمار لـ “الثورة “: نعمل على استعادة المال العام وتطهير القضاء من الفساد
  • تركيا بين مكافحة الفساد وتصعيد الأزمة السياسية.. اعتقالات واسعة للمعارضة
  • وزير الإنتاج الحربي: ملف الصناعة يحظى باهتمام ودعم شديد من القيادة السياسية