الوجه المزدوج لأمريكا: دعم الإرهاب وتزييف الحقائق في فلسطين واليمن
تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT
في عالم تُسيطر عليه الخطابات السياسية المزدوجة، تبرز الولايات المتحدة الأمريكية كـ”راعية رسمية للإرهاب” بامتياز، حيث تتحالف مع الكيان الصهيوني المُحتل، وتزوِّده بأحدث الأسلحة لارتكاب مجازر ممنهجة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة وفلسطين المحتلة بينما تُصنّف المقاومين للاحتلال والمدافعين عن الحقوق المشروعة كـ”إرهابيين”.
هذا التناقض الصارخ ليس سوى غيض من فيض سياسة خارجية أمريكية قائمة على التمييز العنصري، وتغذية الصراعات، وتبييض جرائم حلفائها ..أمريكا والصهاينة شراكة في الإبادة منذ النكبة الفلسطينية عام 1948، لم تتوقف الولايات المتحدة عن دعم المشروع الصهيوني عسكريًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا، متجاهلةً كل مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان، فالأسلحة الأمريكية المتطوّرة، من القنابل الذكية إلى الطائرات الحربية، تُستخدم يوميًّا لقتل المدنيين في غزة، وتدمير البنى التحتية، وتهجير الأسر من منازلها تحت ذرائع “الدفاع عن النفس” أما صمت المجتمع الدولي، فما هو إلا نتاج ضغوط أمريكية تمنع إدانة الكيان المحتل، بل وتحوّل الضحية إلى جلاد، والمقاومة إلى “إرهاب” جرائم الحرب الصهيونية في غزة — التي خلفت آلاف الشهداء من الأطفال والنساء — لم تَنتُج عن فراغ، بل عن دعم أمريكي غير مشروط، يتجلى في الفيتو الدائم في مجلس الأمن ضد أي قرار يدين الاحتلال، وفي صفقات الأسلحة التي تتخطى مليارات الدولارات. فكيف تُدين أمريكا “الإرهاب” وهي ترسل بذخيرة الموت إلى قوات تحتل أرضًا وتنتهك حرمة البشر منذ عقود؟
معايير عنصرية: الإرهاب مقاومة حين يصدر من الحلفاء! .. في تناقضٍ صارخ، تُصنّف الولايات المتحدة حركات المقاومة مثل “أنصار الله” (حكومة صنعاء ) في اليمن ضمن قوائم الإرهاب، ليس لأنها تهدد الأمن العالمي، بل لأنها ترفض الهيمنة الأمريكية وتدعم القضية الفلسطينية. فـ”أنصار الله”، الذين يواجهون عدوانًا سعوديًّا مدعومًا أمريكيًّا منذ سنوات، أصبحوا “إرهابيين” لأنهم يوجهون صواريخهم نحو مواقع الاحتلال الصهيوني، نصرة لأهل غزة جراء العدوان الإسرائيلي على عليهم منذ عام ونصف بينما تُقدّم واشنطن للصهاينة كل أنواع الدعم لاستكمال احتلالهم…
هذه المعايير المزدوجة تكشف جوهر السياسة الأمريكية: تبرير جرائم الحلفاء، وتجريم كل من يقف ضد مصالحها. فالدولة التي غزت العراق وأفغانستان بحجج واهية، ودعمت ديكتاتوريات عربية، هي نفسها التي ترفض الاعتراف بحق الشعوب في الدفاع عن نفسها.
لماذا تتجاهل أمريكا إرهابها الخاص؟ … التاريخ الأمريكي حافل بالتدخلات العسكرية والانقلابات التي خلّفت ملايين الضحايا ، من فيتنام إلى العراق، ومن أمريكا اللاتينية إلى الشرق الأوسط ومع ذلك، ترفع واشنطن شعار “محاربة الإرهاب” لتبرير هيمنتها على مقدرات الشعوب. اليوم، تُضيف إدارة بايدن فصلًا جديدًا من النفاق عبر إدانة المقاومة الفلسطينية واليمنية، بينما تُجدد التزامها بـ”الأمن الإسرائيلي”، الذي يعني استمرار الاحتلال والإفلات من العقاب
ختامًا : الكيل بمكيالين .. الوجه الحقيقي لأمريكا ليس سرًّا: إنه دعم الإرهاب المنظم حين ينفذه حلفاؤها، وتشويه صورة من يقفون في وجه الظلم. التحدي اليوم هو فضح هذه السياسة الخبيثة، ودعم الجهود الدولية لإيقاف جرائم الحرب في غزة، والضغط على واشنطن لإلغاء معاييرها العنصرية. فالشعوب التي تُذبح بأسلحة أمريكية لن تصمت، والمقاومة — بكل أشكالها المشروعة — ستظل شاهدًا على أن الظلم مهما طال، فالنهاية تكون لصالح الحق.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
توكل كرمان: اليمن يُدار خارج منطق الدولة... والقرار الوطني يُباع بثمن بخس وهناك تسعةُ أو عشرةُ رؤساء واليمن تعاني من فراغٍ كبيرٍ في السلطةِ.
قالت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان "إن ما يحدث اليوم في اليمن لا يمكن وصفه إلا بأنه "خروج عن كل القيم والمصالح الوطنية"، متهمة من وصفتهم بـ"العصابات المنفلتة" بإدارة البلاد خارج منطق الدولة والمسؤولية والمصلحة العامة.
واتهمت الطبقة الحاكمة الحالية بالفشل في بناء الدولة، والتخلي عن قيم السيادة والوحدة، قائلة إن اليمن يدار حاليا من قبل 9 أو 10 رؤساء معلنين وغير معلنين.
وأضافت أن اليمنيين بحاجة في هذه المرحلة الصعبة من تاريخنا إلى روح ثورة 14 أكتوبر الممتلئة بالتحدي والعنفوان.
ودعت توكل كرمان إلى استلهام مبادئ ثورتي 14 من أكتوبر و26 من سبتمبر الخالدتين نظرا لعودة الإمامة والاحتلال الأجنبي من جديد.
وقالت في كلمة لها بمناسبة ذكرى ثورة 14 أكتوبر "ليست مصادفة أبدا أن تأتي الإمامة بالاحتلال؛ هذا هو التاريخ، فالطغاة يجلبون الغزاة كما يجلبون الخراب".
معتبرة أن ثورة أكتوبر غيرت وجه التاريخ، وأعادت إلى الإنسان اليمني استقلال بلاده وكرامته.
وشددت بأن الانتماء لليمن يفرض على كل حر أن ينشر الوعي بين أبناء شعبنا وأن يحذر من الانقسامات العدائية التي تغذى كل يوم.
وتابعت "علينا أن ننبذ الكراهيات والعداوات، علينا ان نرفض الانقسامات".
موضحة أنه لا كرامة لأي شطر، ولا لأي منطقة، ولا لأي قبيلة، ولا لأي محافظة إلا بكرامة الوطن الواحد.
وأضافت "الذين يضيقون باليمن ولا يرونها بلدا يستحق التضحية والوفاء لا يمكنهم أن يصنعوا لها شيئا، لا تحرير، ولا بناء، ولا استقلال، ولا سيادة، ولا حتى كلمة طيبة".
وأوضحت أن قدر الله الأقدار، فجعل اليمن من جملة البلاد التي تستعصي على الأفول، مهما تكالبت عليها المصائب.
وعدت ثورات اليمنيين على أنظمة الحكم المتخلفة والاحتلالات الخارجية علامة على الحياة والإرادة التي لا تلين.
كما أكدت على أن اليمن يعيش اليوم حالة من الانقسام والتفكك غير المسبوق، محذرة من عودة الإمامة والاحتلال بصيغ جديدة، في ظل مشروعات غير وطنية تغذيها أطراف داخلية وخارجية.
مشيرة إلى ما تعيشه البلاد من فراغ كبير في السلطة، وما سببه من معاناة يومية للمواطنين وغياب تام للخدمات الأساسية.
ولفتت إلى وجود مشروعين متصارعين، الأول مشروع وطني يستلهم مبادئ ثورة 14 أكتوبر و26 سبتمبر، ويؤمن بالجمهورية ودولة المؤسسات ووحدة التراب اليمني.
أما الثاني فهو مشروع غير وطني يقوم على شعارات مذهبية ومناطقية ويعمل على تقسيم اليمن إلى كانتونات تدين بالولاء لقوى خارجية.
واتهمت القوى المسيطرة حاليا ببيع القرار الوطني بثمن بخس، والانشغال بجمع الثروات غير المشروعة على حساب كرامة اليمنيين وحقوقهم.
وأضافت "ليس من مصلحة أي يمني أن يتحول اليمن الكبير إلى مجموعة دويلات وظيفية".
وتابعت "التلاعب بالانقسام ليس طارئا على التاريخ السياسي للشعوب، بل هو أقدم وأمضى وأقوى أسلحة السيطرة".
وعدت الانقسام، حين يدار من القوى الخارجية، يتحول من تنوع وخلاف طبيعي إلى كراهيات عمياء وحرب الجميع ضد الجميع.
وقالت إن "مناطق النفوذ الموزعة بين جماعات النفوذ الممولة من الخارج ليست مجرد أعراض جانبية للحرب، ولكنها البيئة المناسبة لأعداء اليمن التي تضمن استمرار الاستنزاف، وتحول البلد إلى فراغ سياسي في الداخل وساحة نفوذ للطامعين من دول إقليمية ودول كبرى خلفها".
ودعت إلى وضع المفسدين والمفرطين بسيادة واستقلال البلاد، وأصحاب المشروعات المذهبية والمناطقية والقروية في معسكر واحد.