ماذا يريد الاحتلال بنشره عناصره بين المصلين في الأقصى؟
تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT
بحلول شهر رمضان المبارك حرصت شرطة الاحتلال والقوات الخاصة على الوجود والانتشار بين المصلين في المسجد الأقصى، بمدينة القدس المحتلة، خاصة خلال صلوات الفجر والعشاء والتراويح، وهو الانتشار الذي حرصت على تكريسه منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2023 أثناء صلاة الجمعة من كل أسبوع.
ويشاهد عناصر راجلة من قوات الاحتلال تتجول في الساحات، لكنها تكثف وجودها عند البوائك وخاصة تلك المطلّة على المصلى القبلي الذي ذاع صيته خلال رمضان في الأعوام الماضية بالتصدي لاقتحامات المستوطنين، والحرص على تثبيت عبادة الاعتكاف فيه منذ بداية الشهر وهو ما منعه الاحتلال بالقوة.
الأكاديمي ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة السابق بالمسجد الأقصى عبد الله معروف قال للجزيرة نت إنه منذ بداية الحرب على غزة لوحظ تغيير جذري في طريقة تعامل شرطة الاحتلال مع الأقصى "وذلك عبر فرض الوجود الدائم داخله بشكل يستفز المصلين خاصة خلال أوقات الصلوات الكبرى كالجمعة والتراويح".
وسط انتشار مكثف لقوات الاحتلال، أدى نحو 75 ألفا صلاة تراويح ثالث ليالي رمضان في رحاب المسجد الأقصى المبارك.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية إن "أكثر من 75 ألف مصل أدوا صلاتي العشاء والتراويح في رحاب المسجد الأقصى" جلهم من مدينة القدس وأراضي عام 1948.
وفي اليوم الثاني من رمضان… pic.twitter.com/nNSEGkSOyV
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) March 3, 2025
إعلان صورة وسيطرةويرى معروف أن سلطات الاحتلال ومن خلال هذا الإجراء تحاول فرض صورتها باعتبارها المسيطر الفعلي على شؤون الأقصى، والمشرف الحقيقي على ما يجري فيه، كما أن الشرطة تريد إيصال رسالة مفادها أنها هي التي تدير الجموع المسلمة في هذا المكان.
ووصف الأكاديمي المقدسي ذلك بـ"التحول الخطير" في طريقة تعامل الشرطة مع هذا المقدس، إذ يريد الاحتلال من خلاله تثبيت وجوده باعتباره المرجعية الوحيدة من الناحية الإدارية والسياسية على الأقصى.
و"تكمن الخطورة في أن هذه التصرفات فيها سحب للبساط من تحت أقدام دائرة الأوقاف الإسلامية وتحييد دورها بشكل كامل، وتحويلها لمجرد مدير لبعض شؤون المسلمين في الأقصى لا مدير للمسجد نفسه" يضيف معروف.
عاجل| شرطة الاحتـ.ـلال تستنفر من أمام المصلى القبلي في المسجد الأقصى قبيل أذان المغرب pic.twitter.com/fbSjtPcPhT
— شبكة العاصمة الإخبارية (@alasimannews) March 4, 2025
تغييرات جوهريةوبالنظر إلى سلوك الاحتلال في المسجد، فإن معروف يشير إلى أن الأمر قد يصل إلى درجة تحويل الإشراف على الأقصى إلى يد الاحتلال بشكل كامل، في مقدمة لإجراء تغييرات جوهرية لن يكون أقلها محاولة تغيير الوضع القائم ببناء كنيس فيه.
"نية الاحتلال واضحة بهذا الاتجاه وهو يحضر لهذه الخطوة منذ أكثر من عامين، ويريد أن ينفذها بأسرع وقت ممكن الآن في ظل وقف إطلاق النار الحالي والأوضاع المتوترة في المنطقة بشكل عام" وفق ما قال أستاذ دراسات بيت المقدس بجامعة إسطنبول 29 مايو.
وبالنظر إلى ذلك فإن معروف يرى ضرورة بالتعامل مع قضية المسجد الأقصى وفقا لأصولها، فالأمر لا يتعلق بالدرجة الأولى بالأعداد التي يسمح لها الاحتلال بالدخول والصلاة في هذا المقدس، وإنما بفكرة وجود الاحتلال وسيادته داخل المسجد وإقحام نفسه في شؤونه وإدارته، وهذه هي المشكلة الأساسية التي ينبغي التعامل معها.
عاجل| انتشار قوات الاحتلال في منطقة باب العامود وسط تفتيش المركبات بالتزامن مع توافد المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك pic.twitter.com/yuFzKCw5d9
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) March 3, 2025
إعلان تفتيش وترهيبوبالإضافة لحرص شرطة الاحتلال على التغلغل بين المصلين والسير بينهم، فإنها تتجول بمركبات كهربائية تحمل لوحات خاصة بها.
وفي بداية شهر رمضان الجاري تعمدت الشرطة تفتيش المصليات المسقوفة والساحات بعد صلاة التراويح للتأكد من خلوها من المصلين لوأد أي محاولات للاعتكاف منذ بداية الشهر بادعاء أن هذه العبادة غير مسموح بها سوى في العشر الأواخر من الشهر الفضيل في تدخل سافر بشؤون المسلمين وطقوسهم الدينية.
وفي إجراء خطير أيضا تجولت شرطة الاحتلال في رمضان المنصرم بين خيام المعتكفين في العشر الأواخر، وأرغمتهم على إبراز هوياتهم الشخصية بعد تفتيش الخيام للتأكد من خلوّها من شبّان وصلوا للاعتكاف في أولى القبلتين من محافظات الضفة الغربية التي يُمنع أهلها بقوة الاحتلال من الوصول إلى القدس.
ومع توقيف عشرات الشبان المقدسيين خلال خروجهم من المسجد الأقصى بعد أداء صلوات التراويح، أو الاتصال بهم هاتفيا لتهديدهم بعدم الوصول للمسجد الأقصى وإبعادهم شفهيا عنه منذ السبت المنصرم، لا يبدو أن رمضان هذا العام سيمرُّ بهدوء مع استمرار محاولات إحكام القبضة عليه وعلى روّاده.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات شرطة الاحتلال المسجد الأقصى
إقرأ أيضاً:
مستوطنون يقتحمون الأقصى بحماية الشرطة.. وتصعيد وعمليات هدم بالضفة
اقتحم مستوطنون إسرائيليون صباح الخميس، باحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت مصادر محلية، بأن مستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية، بحسب ما نقلت "وكالة الأنباء الفلسطينية".
???? المستوطنون يواصلون اقتحام المسجد الأقصى بحراسة من قوات الاحتلال#فلسطين pic.twitter.com/ABE8y1aw1A — ساحات - عاجل ???????? (@Sa7atPlBreaking) June 12, 2025
مجددا.. مستوطنون رقصوا وغنوا وصلوا داخل المسجد الأقصى، صباح اليوم، وثّقوا ذلك، ثم نشروه على مواقع التواصل الاجتماعي قائلين "شكرا بن غفير".
يذكر أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي (إيتمار بن غفير) اقتحم المسجد الأقصى، أمس الأربعاء، وأصدر تعليمات مباشرة إلى قادة الشرطة بمنح… pic.twitter.com/DtdzGDalkC — القدس البوصلة (@alqudsalbawsala) June 12, 2025
احتجزت قوات الاحتلال، عددا من المواطنين خلال اقتحامها بلدة سعير شمال شرق الخليل، بعدما اقتحمت البلدة بعدد كبير من الآليات العسكرية، واحتجزت عددا من المواطنين، وأخضعتهم للتحقيق الميداني في أحد المقاهي بعد أن استولت عليه وسط البلدة.
وداهمت قوات الاحتلال أيضا العديد من المنازل وفتشتها وعبثت بمحتوياتها.
وفي السياق ذاته، اقتحمت قوات الاحتلال بلدتي يطا والسموع جنوبا، وانتشرت في عدة أحياء، وأغلقت الطرق وفتشت عددا من منازل المواطنين، دون أن يبلغ عن اعتقالات.
واستولت قوات الاحتلال، على مركبة ومبلغ من المال لمواطن من بيت لحم، وداهمت منازل في قرية حوسان غربا.
وقالت مصادر أمنية إن قوات الاحتلال استولت على مركبة ومبلغ 1000 دينار أردني للمواطن إبراهيم عوض مسالمه أثناء مروره على حاجز "الكونتينر" شمال شرق بيت لحم، بعد أن احتجزته لفترة ومن ثم أطلقت سراحه.
وأفادت مصادر محلية وأمنية بأن قوات الاحتلال اقتحمت حوسان بعد منتصف الليلة الماضية، وتمركزت في مختلف أحيائها وشوارعها، ونشرت فيها عشرات الجنود الذين شنوا حملة دهم واسعة النطاق لمنازل المواطنين، وعبثوا بمحتوياتها، وأخضعوا سكانها لتحقيق قاسٍ تخلله الاعتداء بالضرب عليهم، دون أن يبلغ عن اعتقالات.
وكانت قوات الاحتلال قد داهمت أمس الأول عددا من المنازل في حوسان وفتشتها وعبثت بمحتوياتها، واعتدت على سكانها.
ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية وجرافات إلى مخيم جنين، شمال الضفة الغربية، تمهيداً لعملية هدم المنازل، التي أخطرتها مساء الاثنين الماضي.
وكانت قوات الاحتلال، قد أعلنت نيتها هدم 95 منزلا في عدة مناطق في مخيم جنين، خاصة في الحارة الغربية وشارعي السكة وعبد الله عزام.
وبحسب بلدية جنين، فإن قوات الاحتلال هدمت نحو 600 منزل بشكل كامل وجزئي، داخل المخيم المحاصر، منذ بدء العدوان في 21 كانون الثاني/ يناير الماضي.
وتشهد مخيمات شمال الضفة، تصاعدا كبيرا في عدوان الاحتلال، خاصة مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، التي زاد عدد النازحين منها إلى 50 ألف نازح، فيما تواصل قوات الاحتلال أعمال تدمير المنازل والمباني والبنية التحتية، وسط مخططات لتغيير بنية المخيمات وطمس معالمها.
واقتحمت قوات الاحتلال أيضا مدينة قلقيلة من مدخلها الجنوبي، وانتشرت بحي نزال، وأجرت تحقيقات ميدانية مع عدد من الشبان قبل انسحابها، دون أن يبلغ عن اعتقالات.