التيار يعيد ترتيب اولوياته.. الانتخابات اولا
تاريخ النشر: 8th, March 2025 GMT
بعد تشكيل حكومة نواف سلام، دخل "التيار الوطني الحر" في مرحلة سياسية جديدة تمثلت بالتحوّل إلى موقع المعارضة، بعد سنوات من المشاركة في الحكومات المتعاقبة. جاء هذا التحوّل تماشيا مع تراجع نفوذ "التيار"في المشهد السياسي اللبناني، لا سيما في ظلّ الخسائر التي مُني بها في الانتخابات النيابية الأخيرة، وتقلّص تحالفاته الوطنية مع قوى سياسية تقليدية.
تتمحور أولوية "التيار" اليوم حول الاستعداد للانتخابات البلدية، التي يراها بوابةً لتعزيز وجوده على الأرض، عبر بناء تحالفات محلية مع شخصيات مؤثرة في المناطق، تمتلك قاعدة شعبية وقدرة على حصد الأصوات. يهدف هذا التوجّه إلى تعويض تراجع التحالفات الوطنية الكبرى، والتي كانت تشكل سابقًا جزءًا من خطة "التيار" لضمان تمثيل واسع في المؤسسات. وفي هذا الإطار، يسعى "التيار" إلى تعديل سياساته، عبر التركيز على القضايا الخدماتية المباشرة، مثل الكهرباء والنفايات والبنى التحتية، والتي تُعتبر شواغل رئيسية للناخبين على المستوى المحلي، ما قد يمنحه ورقةً ضاغطة في المعادلة الانتخابية، خصوصا انه لم يعد في السلطة.
أمّا على صعيد الاستراتيجية العامة، فيعوّل "التيار" على عقد تحالفات مناطقية مع وجوه تمتلك ثقلًا تمثيليًا، خصوصًا في المناطق التي يشهد تنافسًا مع خصومه التقليديين، مثل الشمال والبقاع وجبل لبنان. وتكمن فكرة هذه التحالفات في تأمين رافعة انتخابية لمرشحيه والانطلاق من المصالح المشتركة على مستوى القضاء أو البلدة، ما يسمح ببناء شبكة دعم مرنة قادرة على التكيّف مع المتغيّرات. كما يسعى "التيار" من خلال هذه الخطوة إلى إعادة إنتاج خطابه السياسي بشكلٍ يتلاءم مع هموم المجتمعات المحلية، مع الحفاظ على شعارات الإصلاح ومحاربة الفساد التي يرفعها منذ سنوات.
في المقابل، لا يخفي "التيار" انتقاده اللاذع لأداء حكومة سلام، خصوصا أنها لم تقدّم حلولًا جذرية للأزمات الاقتصادية والمالية، بل اكتفت بالاستمرار بسياسة ادارة الانهيار عبر سياسات ممجوجة. وسيُترجم هذا النقد عبر تحرّكات معارضة علنية، من خلال تصريحات قيادييه ومساعيه لتشكيل جبهة معارضة مسيحية تحديدا، تضمّ قوى غير راضية عن أداء السلطة. لكنّ هذه الجبهة ما تزال في طور التشكّل، إذ تواجه تحديات داخلية مرتبطة بتباين الأولويات بين الأطراف التي قد تنضم إليها.
رغم هذه الاستراتيجيات، يواجه "التيار الوطني الحر" تحدياتٍ عدّة، أبرزها انقسام الرأي العام حول صدقية خطابه الإصلاحي، في ظلّ اتهاماتٍ بالفساد وعدم القدرة على تقديم نموذجٍ مختلف خلال فترة مشاركته السابقة في الحكم. كما أن تحالفاته المناطقية الجديدة قد تضعفه، عبر تحوّله إلى تيارٍ مجزّء يعتمد على مصالح محلية متفاوتة، بدلًا من مشروع وطني موحّد. مع ذلك، يبدو أن خيار المعارضة والتركيز على الانتخابات هو المحور الأبرز في مرحلةٍ تحاول فيها القوى التقليدية إعادة ترتيب أوراقها، استعدادًا لاستحقاقاتٍ ستحدّد شكل الخريطة السياسية اللبنانية في السنوات المقبلة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
قصف أوكراني يتسبب بانقطاع شامل للكهرباء في زابوروجيه ومساعٍ روسية لإعادة التيار
أعلن حاكم مقاطعة زابوروجيه، يفغيني باليتسكي، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء، انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل في المقاطعة، نتيجة قصف أوكراني استهدف معدات الجهد العالي في الجزء الشمالي الغربي من المنطقة.
وأوضح باليتسكي، عبر قناته الرسمية على "تليغرام"، أن القصف الأوكراني ألحق أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية الكهربائية، ما أدى إلى توقف شبكة الكهرباء في كامل المقاطعة، مؤكدًا أنه تم توجيه وزارة الطاقة المحلية لتفعيل مصادر الطاقة الاحتياطية بأقصى سرعة ممكنة.
تركيا تدعو لعقد قمة تشمل رؤساء أوكرانيا وروسيا وأمريكا
أوكرانيا تكشف تفاصيل المفاوضات مع روسيا في اسطنبول
وأشار إلى أن المرافق الطبية والخدمية الأساسية قد جرى تحويلها إلى أنظمة تغذية طارئة، لضمان استمرارية الخدمات الحيوية في ظل الظرف الطارئ.
ويأتي هذا التصعيد في سياق التوترات المتصاعدة بين موسكو وكييف، حيث تتهم روسيا القوات الأوكرانية باتباع ما تصفه بـ"أساليب إرهابية"، تشمل استخدام الطائرات المسيّرة الهجومية والقصف المدفعي ضد أهداف مدنية داخل الأراضي الروسية، وذلك في محاولة لصرف الأنظار عن إخفاق ما تسميه كييف بـ"الهجوم المضاد"، الذي أُعلن عنه في يونيو من العام الماضي.
وتواصل روسيا منذ 24 فبراير 2022 تنفيذ عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا، والتي تقول إنها تهدف إلى نزع سلاح أوكرانيا، وضمان أمنها القومي، إلى جانب حماية سكان إقليم دونباس، الذين تؤكد موسكو أنهم تعرضوا لسنوات من الاضطهاد من قبل الحكومة الأوكرانية.