يواصل الأزهر الشريف، برعاية الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، فعالياته وملتقياته الفكرية والفقهية، إلى جانب حلقات تعليم القرآن الكريم، في تاسع أيام شهر رمضان المبارك، سعيًا لاستثمار فضائل هذا الشهر الكريم في تعزيز الوعي الديني، وترسيخ قيم الوسطية، ونشر العلم والمعرفة.

 

وتشهد أروقة الأزهر إقبالًا واسعًا على الملتقيات الفكرية والفقهية للرجال والنساء، التي تُثري العقول وتفتح آفاق الفهم الصحيح للإسلام، إلى جانب مقارئ القرآن الكريم التي تجمع الحريصين على تعاهد كتاب الله وتجويده وفق الروايات المتواترة، ويواصل الأزهر في هذا الشهر المبارك،  أداء رسالته العالمية، ليكون منارةً للعلم والهداية لكل من ينشد نور المعرفة.

شيخ الأزهر: تعلم اللغة العربية عبادة لأنها تُعين على فهم كتاب الله تعالىشيخ الأزهر يوضح الدلالات اللغوية والشرعية لاسم الله «المقيت»شيخ الأزهر: المرأة الفلسطينية ضربت المثل في الشجاعة والتاريخ سيقف طويلاً وهو يحني لها الرأسفي اليوم العالمي لها.. شيخ الأزهر: التاريخ سيقف طويلا يحني الرأس للمرأة الفلسطينية

وفي درس جديد من ملتقى "رياض الصائمين" بالجامع الأزهر، تناول العلماء خطورة الغيبة والنميمة، مؤكدين أثر الكلمة في بناء المجتمع أو هدمه، وحذَّر الشيخ محمد أبو جبل، عضو إدارة شؤون الأروقة، من خطورة الكلمة الخبيثة، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: “إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالًا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالًا، يهوي بها في جهنم” (رواه البخاري). 

وفي السياق ذاته، أكد الشيخ محمد السيد حسين الصاوي، الواعظ بمنطقة وعظ الغربية، أن الصيام تهذيبٌ للنفس وحفظٌ للجوارح، مشيرًا إلى قول النبي ﷺ: “إذا كان أحدكم صائمًا فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤٌ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم” (متفق عليه)، 

وشدَّد على أن الغيبة والنميمة من أخطر الأدواء التي تهدد المجتمعات، استنادًا إلى قول الله تعالى: (ولا يغتب بعضكم بعضًا، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا فكرهتموه). 

ودعا العلماء في الملتقى إلى التحلي بالكلمة الطيبة التي ترفع صاحبها في الدنيا والآخرة، مشددين على ضرورة اجتناب النميمة والتثبت من الكلام قبل نقله، حفاظًا على تماسك المجتمع وأخلاق المسلمين.

كما واصل الجامع الأزهر عقد ملتقى "رمضانيات نسائية" تحت عنوان " كيف نربي أبناءنا على الصيام؟"، حيث أكدت أ.د. حنان مدبولي، أستاذ التربية بجامعة الأزهر، على أهمية دور الوالدين في غرس حب العبادات في نفوس الأطفال، مع مراعاة قدرة الطفل الجسدية وعدم إجباره على الصيام إن كان يضرّه. 

وأوضحت أن الصيام يعزز قيمًا تربوية مثل الانضباط الذاتي والتعاطف وقوة الإرادة، من جانبها، شددت د. سماح حمدي، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، على ضرورة غرس العقيدة الصحيحة  في الأولاد منذ الصغر، مما يساعد على ترسيخ العبادات تدريجيًا وفق النهج النبوي، الذي يعتمد على التدرج في تعليم العبادات كالصلاة والصيام، وجعلها عادة محببة للأطفال. 

وفي ختام الملتقى، أوضحت د. سناء السيد، الباحثة بوحدة ملتقى المرأة بالجامع الأزهر، أن شهر رمضان فرصة عظيمة لتربية الأطفال على العبادات بأسلوب متوازن، بعيدًا عن القسوة، حتى لا ينفروا من الطاعات، كما أكدت أن التربية الصالحة للأبناء من أعظم ما يورثه الوالدان، مستشهدة بحديث النبي ﷺ: “إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأزهر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب المزيد شیخ الأزهر

إقرأ أيضاً:

كيف وسع النبي مفهوم العبادة وجعل الخير في كل عمل.. علي جمعة يوضح

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن سيدُنا رسولُ الله ﷺ حررنا من الضيق إلى السَّعة، ونقلَ مفهومَ العبادة من الاقتصار على الطقوس والشعائر، إلى شمولِ معاملةِ الناس.

واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ان النبي صلى الله عليه وسلم جعل الذكرَ، والأمرَ بالمعروف، والنهيَ عن المنكر صدقة، قال ﷺ: «يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ فِي كُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ: فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِمَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ».

دعاء نهاية العام الهجري .. كلمات تغفر ذنوبك وتدخلك الجنةدعاء استقبال العام الهجري الجديد.. للرزق والتيسير

وأشار الى انه جعل معاشرةَ الرجلِ لأهله صدقة، فقد قَالُوا: يا رسولَ الله، أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟ قال: «أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ، أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ».

وسيدُنا النبي ﷺ ـ وهو يوسّع لنا مفهومَ الصدقة ـ يبيّن أن الله قد تصدق علينا، فلما جُعلت الصلاة في السفر ركعتين، قال ﷺ: «صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْكُمْ، فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ».

فإذا فهمتَ ذلك، عرفتَ حينئذٍ قولَه ﷺ: «ما من يومٍ ولا ليلةٍ إلا ولله فيه صدقةٌ يمنُّ بها على من يشاء من عباده، وما مَنَّ الله على عبدٍ بمثل أن يُلهمه ذكره».

نعم، صدقاته ومننه سبحانه علينا لا تتناهى ولا نُحصيها، بل نعجز عن عَدِّها، كما قال تعالى: ﴿وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ [النحل: 18]،
وعلمنا ﷺ أن نقول: «لا نُحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيتَ على نفسك». فليس من صدقةٍ أعظم من أن يوفّقك الله لذكره.

فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن فقراءَ المهاجرين أتوا رسول الله ﷺ فقالوا: ذهب أهلُ الدثور بالدرجات العُلى والنعيم المقيم.
قال: «وما ذاك؟».
قالوا: يُصلّون كما نُصلّي، ويصومون كما نصوم، ويتصدّقون ولا نتصدّق، ويُعتقون ولا نُعتق.
فقال ﷺ: «أفلا أُعلّمكم شيئًا تُدرِكون به من سبقكم، وتسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحدٌ أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم؟».
قالوا: بلى يا رسول الله.
قال: «تُسبّحون وتُكبّرون وتَحمدون دبرَ كلّ صلاة ثلاثًا وثلاثين مرة».
فرجع فقراء المهاجرين إلى النبي ﷺ وقالوا: سَمِعَ إِخْوَانُنَا أَهْلُ الأَمْوَالِ بِمَا فَعَلْنَا فَفَعَلُوا مِثْلَهُ.
فقال رسول الله ﷺ: «ذلك فضلُ الله يؤتيه من يشاء».
دينٌ منفتحٌ على الفقراء والأغنياء، يرضى برضى الله وفعله في الأكوان، لا يعرف تفاضلًا بجنس أو لون، لا يفرّق بين حاكم ومحكوم، ولا بين عربي وأعجمي.

دينٌ دعا إلى عبادة الله، وردَّ الناس إلى الأمر الأول ، وفتح لهم مفاهيم العبادة، حتى جعل في كل خير صدقة، وفي كل خير ثوابًا.
قال ﷺ: «إنك مهما أنفقتَ على أهلكَ من نفقةٍ فإنك تؤجرُ عليها، حتى اللقمةَ ترفعها إلى فِي امرأتِك».
ويقول ﷺ: «دينارٌ أنفقتَه في سبيل الله، ودينارٌ أنفقتَه في رقبة، ودينارٌ تصدّقتَ به على مسكين، ودينارٌ أنفقتَه على أهلك؛ أعظمُها أجرًا الذي أنفقتَه على أهلك».
قال العلماء: ما أنفقتَه على أهلك، وما جعلتَه في أهلك مأجورٌ عليه ولو لم تنوِ، فإن نويتَ فلك أجران: أجرُ النية، وأجرُ الفعل.

ومن واسع فضل الله أن جعل التعليم صدقة، فقد قال ﷺ: «أفضلُ الصدقةِ أن يتعلّم المسلمُ علمًا ثم يعلّمه أخاه المسلم».

والدعاء لأخيك صدقة، وكذلك قال ﷺ: «وإماطةُ الأذى عن الطريق صدقة»، وشدُّ ساقيك لإغاثة الملهوف صدقة، وشدُّ ذراعيك لإعانة الضعيف صدقة.

طباعة شارك الصدقة الامر بالمعروف والنهى عن المنكر ذكر الله

مقالات مشابهة

  • أذكار المساء الواردة عن النبي.. رددها من بعد صلاة العصر
  • بدء النسخة الرابعة من "ملتقى نور على نور" لتعزيز القيم التربوية في نخل
  • حث عليها النبي .. أفضل الدعوات لا يعادلها شيء
  • كيف وسع النبي مفهوم العبادة وجعل الخير في كل عمل.. علي جمعة يوضح
  • المفتي يزور جامع الجزائر الكبير..ويؤكد: الدين دعوة لاتباع الحق على بصيرة
  • لماذا حذر النبي من النوم بعد الفجر؟.. لـ9 أسباب فانتبه
  • 4 عبادات تطفئ غضب الله.. لا تفوت أجرها
  • يسري جبر: النبي أول خلق الله من جهة نوره وروحه وليس جسده
  • ما حكم من يصدق كلام العرافين؟.. عالم أزهري يحذر
  • الحوثي يوجه رسالة إلى الدول التي “تستبيح” إسرائيل أجواءها ويؤكد: عملياتنا العسكرية مستمرة