فاينانشال تايمز ترصد الاقتصادات الصاعدة التي ولدت خلال الأزمة المالية
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
نشرت صحيفة "فاينانشال تايمز" تقريرًا يناقش كيف تؤدي الأزمات المالية إلى إصلاحات اقتصادية تُمهّد للتعافي في بعض الدول الناشئة، مشيرًا إلى أن العديد من البلدان النامية اضطرت إلى تبني سياسات تقشف صارمة بعد الجائحة، مما أدى إلى تحسن الأسواق المالية وتقليص العجز فيها.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن ظهور علامات التباطؤ في الولايات المتحدة الأمريكية والهند وغيرهما من النجوم الاقتصادية الحديثة جعل الكثيرين يبحثون عن قصص النمو الواعدة القادمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الركود التضخمي في السبعينيات أدى إلى إصلاح السوق الحرة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين، وألهمت الانهيارات التي شهدتها الدول الناشئة في الثمانينيات والتسعينيات الموجة الكبيرة التالية من التجديد، من البرازيل إلى المكسيك وروسيا وتركيا. واليوم، نجد أيضًا تغييرات مدفوعة بالأزمات نحو الأفضل في جميع أنحاء العالم.
فقد أدت أزمة منطقة اليورو في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين إلى إجراء إصلاحات، بالأخص في إسبانيا واليونان. ومؤخرًا، فرضت صدمات الجائحة عملية تطهير مالي في العديد من الدول الناشئة، بما في ذلك الأرجنتين وجنوب أفريقيا ونيجيريا وسريلانكا؛ حيث يظهر الانتعاش في جميع هذه الدول مع ارتفاع أسواق الأسهم وتحسن ظروف الائتمان.
وأوضحت الصحيفة أن هذه البلدان اضطرت إلى الإصلاح وضبط ميزانيتها لأن مواردها المالية كانت مرهقة للغاية بسبب الجائحة، مما أدى إلى تحقيق أرباح في الميزان الأولي - وهو مقياس رئيسي للعجز الحكومي الذي يركز على الإنفاق فقط - وهي في طريقها الآن لتحقيق فائض أولي للمرة الأولى منذ أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وحسب الصحيفة، فإن كل دولة لها أسلوبها الخاص في ضبط النفس؛ حيث فرضت اليونان تخفيضات في الإنفاق وزيادات ضريبية كبيرة بما يكفي لعكس سجل من التخلف المزمن عن السداد يعود إلى تأسيسها كدولة مستقلة.
أما إسبانيا فقد خفضت مزايا المتقاعدين، وحولتهم لواحدة من أكثر فئات السكان فقرًا في أوروبا، لكنه نهج أدى إلى انخفاض العجز والدين بشكل كبير. ونظرًا لصعوبة استقطاب المواهب في عالم يتقدم في السن، فإنها ترحب بالمهاجرين في الوقت الذي تغلق فيه الكثير من الدول الأوروبية أبوابها، وخففت من قواعد التوظيف والفصل من العمل والعمل بدوام جزئي.
وأضافت الصحيفة أن سريلانكا، التي تخلفت عن سداد ديونها في سنة 2022 وسط أسوأ أزمة اقتصادية لها على الإطلاق، قامت بإعادة هيكلة نظامها بشكل جذري؛ حيث ألغت جميع الإعانات وفرضت ضرائب أعلى على الممتلكات والثروات الموروثة وصناعة القمار.
وخفضت نيجيريا أيضًا دعم الوقود ورفعت الإيرادات الحكومية عن طريق زيادة إنتاج النفط، وعملت البلاد على استقرار عملتها المتذبذبة من خلال السماح بتداول النيرة بحرية أكبر في الأسواق العالمية والقضاء إلى حد كبير على السوق السوداء المحلية.
واعتبرت الصحيفة أن الحالة الأكثر إثارة للاهتمام هي عملية "فولندليلا" في جنوب أفريقيا، وهي كلمة من الزولو تعني "مسح الطريق"؛ حيث صُممت هذه العملية لإزالة العوائق في أنظمة السكك الحديدية والطرق والمياه والطاقة الكهربائية، مما قلل بشكل كبير من حالات انقطاع التيار الكهربائي المزمن.
والهدف من كل ذلك هو تعزيز الإنتاجية - وهي مفتاح النمو المستدام على المدى الطويل - بدلاً من الاستمرار في تعزيزها بشكل مصطنع بالإنفاق الحكومي. ومن المقرر أن يرتفع نصيب الفرد من الدخل في جميع هذه الدول بعد انخفاضه أو ركوده لسنوات، وقد بدأت أسواق الأسهم في هذه البلدان تعكس هذا التحول الإيجابي؛ حيث تفوقت على المؤشر العالمي بنسبة 20 بالمائة خلال السنتين الماضيتين، وكانت الأرجنتين وسريلانكا هما السوقان الأفضل أداءً في العالم من حيث القيمة الدولارية خلال هذه الفترة.
وأفادت الصحيفة أن التصنيفات الائتمانية السيادية لهذه الدول اتجهت إلى الارتفاع باستثناء جنوب أفريقيا ونيجيريا، لكن الأنباء المتداولة تشير إلى أن الدولتين قد تكونان في طريقهما إلى رفع التصنيف الائتماني أيضًا.
ولا تقتصر هذه القائمة على تلك الدول؛ حيث تشمل الدول الأخرى التي تقوم بالإصلاح تحت الضغط تركيا ومصر وباكستان، وتعد ألمانيا هي أحدث مثال على "دائرة الحياة": فقد كانت ألمانيا نموذجًا يُحتذى به قبل 10 سنوات، ثم تهاونت وسقطت في حالة من التدهور، وبحلول الأسبوع الماضي كانت تبذل جهودًا كبيرة للإصلاح لدرجة أدت إلى رفع معنويات السوق في جميع أنحاء أوروبا.
وختمت الصحيفة التقرير بأن أيًا من تجارب هذه الدول الناشئة لا تخلو من العيوب؛ فمن المتوقع أن يتضاعف النمو في جنوب أفريقيا ثلاث مرات في السنوات القادمة، ولكن بنسبة 2 بالمئة فقط، وهي نسبة بعيدة كل البعد عن الإبهار. لكن هناك ميلًا انعكاسيًا للعثور على أخطاء أي بلد وقيادته، خاصة في عصر تتفشى فيه السلبية والاستقطاب الشديد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الدول الناشئة الجائحة الأسواق المالية الركود التضخمي التضخم الركود الأسواق المالية الدول الناشئة الجائحة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدول الناشئة الصحیفة أن هذه الدول أدى إلى فی جمیع
إقرأ أيضاً:
ما هي نسب الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب؟
أعلن الرئيس الأميريكي دونالد ترامب الخميس فرض رسوم جمركية جديدة تصل إلى 41 بالمئة على السلع المستوردة من العشرات من الدول، مستغلا سلطات يقول إنه يستخدمها لتقليص العجز التجاري لبلاده مع الكثير من شركائها التجاريين.
وقال مسؤول أميركي كبير إن الرسوم الجمركية الإضافية الجديدة التي فرضها ترامب الخميس على عشرات الدول سيبدأ سريانها في 7 أغسطس، أي بعد سبعة أيام من الموعد الذي كان محددا أساسا.
وأوضح المسؤول للصحافيين أن هذا التأجيل لمدة أسبوع يهدف لمنح الجمارك الأميركية الوقت الكافي للاستعداد لتحصيل هذه الرسوم.
وفيما يلي نسب الرسوم الجمركية المعدلة الجديدة التي أعلنها ترامب، علما أن الواردات من بعض الدول، مثل البرازيل، تخضع لرسوم جمركية إضافية ستضاف إلى الرسوم الجمركية المضادة المدرجة أدناه.
- أفغانستان 15 في المئة
- الجزائر 30 في المئة
- أنغولا 15 في المئة
- بنغلاديش 20 في المئة
- بوليفيا 15 في المئة
- البوسنة والهرسك 30 في المئة
- بوتسوانا 15 في المئة
- البرازيل 10 في المئة
- بروناي 25 في المئة
- كمبوديا 19 في المئة
- الكاميرون 15 في المئة
- تشاد 15 في المئة
- كوستاريكا 15 في المئة
- كوت ديفوار 15 في المئة
- جمهورية الكونغو الديمقراطية 15 في المئة
- الإكوادور 15 في المئة
- الاتحاد الأوروبي 0-15 في المئة
- غينيا الاستوائية 15 في المئة
- جزر فوكلاند 10 في المئة
- فيجي 15 في المئة
- غانا 15 في المئة
- غيانا 15 في المئة
- أيسلندا 15 في المئة
- الهند 25 في المئة
- إندونيسيا 19 في المئة
- العراق 35 في المئة
- إسرائيل 15 في المئة
- اليابان 15 في المئة
- الأردن 15 في المئة
- كازاخستان 25 في المئة
- لاوس 40 في المئة
- ليسوتو 15 في المئة
- ليبيا 30 في المئة
- ليختنشتاين 15 في المئة
- مدغشقر 15 في المئة
- مالاوي 15 في المئة
- ماليزيا 19 في المئة
- موريشيوس 15 في المئة
- مولدوفا 25 في المئة
- موزامبيق 15 في المئة
- ميانمار 40 في المئة
- ناميبيا 15 في المئة
- ناورو 15 في المئة
- نيوزيلندا 15 في المئة
- نيكاراغوا 18 في المئة
- نيجيريا 15 في المئة
- مقدونيا الشمالية 15 في المئة
- النرويج 15 في المئة
- باكستان 19 في المئة
- بابوا غينيا الجديدة 15 في المئة
- الفلبين 19 في المئة
- صربيا 35 في المئة
- جنوب إفريقيا 30 في المئة
- كوريا الجنوبية 15 في المئة
- سريلانكا 20 في المئة
- سويسرا 39 في المئة
- سوريا 41 في المئة
- تايوان 20 في المئة
- تايلاند 19 في المئة
- ترينيداد وتوباغو 15 في المئة
- تونس 25 في المئة
- تركيا 15 في المئة
- أوغندا 15 في المئة
- المملكة المتحدة 10 في المئة
- فانواتو 15 في المئة
- فنزويلا 15 في المئة
- فيتنام 20 في المئة
- زامبيا 15 في المئة
- زيمبابوي 15 في المئة