انتخابات حاسمة في غرينلاند على وقع أطماع ترامب
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
واصل سكان غرينلاند التصويت في انتخابات تشريعية قد تفرز جدولا زمنيا للاستقلال الكلي عن الدانمارك، في استحقاق طغت عليه تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي بلغ إصراره ضم الجزيرة القطبية الشمالية حد التهديد.
وحاول ترامب -الواثق من أنه سيتمكن من وضع يده على الجزيرة الإستراتيجية "بطريقة أو بأخرى"- التأثير على المسار الانتخابي، مثيرا الدهشة والرفض، وفي حالات نادرة الحماسة بين سكانها الـ57 ألفا.
وقد فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي (11 صباحا بتوقيت غرينيتش)، على أن تغلق في الساعة العاشرة بتوقيت غرينتش، ومن
المتوقع أن تعلن النتائج الأولية بداية من مساء اليوم والنتائج النهائية غدا الأربعاء بين الساعة 01:00 و03:00 بعد الظهر بتوقيت غرينتش.
وقال رئيس وزراء غرينلاند المنتهية ولايته ميوت إيغده، زعيم حزب "إنويت أتاكاتيجيت" اليساري البيئي، إن "بلادنا في عين العاصفة". وأوضح في مقطع فيديو على فيسبوك "العالم الخارجي يراقبنا عن كثب، وقد رأينا مؤخرا إلى أي مدى يحاولون التأثير على بلدنا".
وتركزت الحملة الانتخابية على مسائل الصحة والتعليم والاقتصاد ومستقبل العلاقات مع الدانمارك التي لا تزال رغم الحكم الذاتي الممنوح للمستعمرة السابقة منذ العام 1979، تمسك بالقرار في المسائل السيادية مثل الخارجية والدفاع.
ويشكو سكان غرينلاند -الذين تشكل عرقية الإنويت حوالي 90% منهم- من معاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية من جانب السلطة المركزية الدانماركية المتهمة بقمع ثقافتهم وإجراء عمليات تعقيم قسرية وانتزاع أطفال من عائلاتهم.
إعلانوتعزز هذا الشعور بعد أن بث التلفزيون الدانماركي العام مؤخرا فيلما وثائقيا -تعرّض لانتقادات دفعت إلى سحبه في نهاية المطاف- يزعم أن الدانمارك حققت أرباحا هائلة من استغلال منجم للكريوليت في الجزيرة، رغم أنه يُصوَّر في كثير من الأحيان على أنه عبء مالي.
وعلى غرار الأغلبية الساحقة من السكان، تنادي كل الأحزاب الرئيسية بالاستقلال عن الدانمارك، لكن مواقفها تتباين حيال الجدول الزمني اللازم اعتماده لبلوغ هذا المطلب.
وترغب جهات في غرينلاند بالاستقلال بأسرع وقت، بينها حزب "ناليراك" المعارض الرئيسي، فيما تربط جهات أخرى هذا الجدول بالتقدم الاقتصادي في غرينلاند، مثل المكونين في الائتلاف المنتهية ولايته "إنويت أتاكاتيجيت" و"سيوموت" (ديمقراطيون اشتراكيون).
وتعتمد غرينلاند التي يغطي الجليد 80% من مساحة أراضيها، في اقتصادها على الصيد الذي تمثل المنتجات المرتبطة به القسم الأكبر من صادراتها، وعلى المساعدات السنوية التي تناهز 580 مليون دولار من كوبنهاغن، أي ما نسبته 20% من الناتج الإجمالي المحلي.
ويرى أنصار الاستقلال الأكثر حماسة أن غرينلاند قادرة على التقدم ذاتيا بفضل مواردها المعدنية، خصوصا المعادن النادرة التي تشكل ضرورة أساسية للتحول البيئي، لكن قطاع التعدين لا يزال في مراحل غير متقدمة ويعاني من ارتفاع التكلفة.
مطامع ترامبوبعد أن طرح شراء غرينلاند خلال ولايته الأولى، في فكرة قوبلت برفض شديد من سلطات الدانمارك وغرينلاند، عاود ترامب خلال الأشهر الأخيرة التأكيد على رغبته في وضع اليد، وبالقوة إن لزم، على المنطقة التي يعتبرها مهمة للأمن الأميركي في مواجهة روسيا والصين.
ووعد ترامب مجددا عبر شبكته الاجتماعية "تروث سوشيال" بالأمن والازدهار لمواطني غرينلاند الذين يرغبون في "أن يكونوا جزءا من أعظم أمة في العالم". وبحسب استطلاع للرأي نُشر في يناير/كانون الثاني الماضي، يرفض نحو 85% من سكان غرينلاند هذا الاحتمال.
إعلانوتعتبر غرينلاند جزءا من الكومنولث الدانماركي، ورئيسها الرسمي هو ملك الدانمارك فريديريك العاشر، بموجب قانون الحكم الذاتي الذي دخل حيز التنفيذ في 21 يونيو/حزيران 2009، والذي حل قانون عام 1979 المعمول به كأساس دستوري لموقف الجزيرة داخل مملكة الدانمارك.
وقد صدر قانون الحكم الذاتي في أعقاب استفتاء بالجزيرة القطبية الشمالية في نوفمبر/تشرين الثاني 2008، وصوت لصالحه 75.5% من الناخبين، ويتمثل هدفه الأساسي بنقل المسؤولية والسلطة من السلطات الدانماركية إلى غرينلاند في المناطق التي يسمح الدستور بتنفيذها، مع التأكيد على التوازن بين الحقوق والالتزامات.
ويحق للجزيرة إعلان الاستقلال، إذ يعترف قانون الحكم الذاتي بغرينلاند كشعب أو أمة يحق لها تقرير المصير، ويضمن أن أي تحرك نحو الاستقلال سيكون قرارا ديمقراطيا من قبل شعب غرينلاند.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان الحکم الذاتی
إقرأ أيضاً:
عاهل الدانمارك يودّع سفير مصر ويشيد بالعلاقات الثنائية بين القاهرة وكوبنهاجن
استقبل جلالة الملك فريدريك العاشر، ملك مملكة الدنمارك، السفير محمد كريم شريف، سفير جمهورية مصر العربية لدى كوبنهاغن، في لقاء وداعي جرى أمس بمناسبة قرب انتهاء مهام عمله.
وخلال اللقاء، أعرب الملك عن تقديره العميق للمستوى المتطور الذي بلغته العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيرًا إلى أن زيارة الدولة التي أجراها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الدنمارك في ديسمبر 2024 – كأول زيارة رئاسية مصرية منذ بدء العلاقات الرسمية عام 1922 وافتتاح السفارة المصرية في كوبنهاغن عام 1958 – كانت لحظة فارقة ومحورية في مسار التعاون الثنائي.
وأشاد العاهل الدنماركي بالحكمة التي يتسم بها الرئيس المصري في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية، معربًا عن تطلعه لاستمرار الزخم في العلاقات المصرية-الدنماركية، لا سيّما في ظل اتفاقية التعاون الاستراتيجي التي تم توقيعها خلال الزيارة الرئاسية، وكذلك مجلس الأعمال المصري-الدنماركي، اللذين وصفهما بأنهما يمثلان حجر الزاوية في تعزيز التعاون المشترك والتصدي للتحديات الإقليمية والدولية.
وزير الخارجية يحذر من التداعيات الخطيرة لتوسع رقعة الصراع بالشرق الأوسط
من جهته، أعرب السفير المصري عن بالغ شكره وامتنانه لجلالة الملك، ولجلالة الملكة الأم مارجريت الثانية، ورئيسة الوزراء ميتا فريدريكسن، وكبار المسؤولين الدنماركيين على الدعم والتعاون المستمر خلال فترة عمله، والذي ساهم في تعزيز الشراكة بين البلدين.
كما جدّد السفير الدعوة لجلالة الملك والملكة لزيارة مصر في أقرب وقت ممكن، معربًا عن اعتزازه العميق بتكريمه بمنحه "وسام دانبروغ" – ثاني أعلى وسام دنماركي – تقديرًا لجهوده في دعم العلاقات الثنائية والمساهمة في إنجاح زيارة الرئيس السيسي التاريخية إلى الدنمارك.
وفي ختام اللقاء، استعرض السفير كريم شريف الموقف المصري من التطورات الإقليمية، مؤكدًا على حرص القاهرة المستمر على خفض التصعيد في الشرق الأوسط وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.