افتتح الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والمهندس عادل النجار، محافظ الجيزة، فعاليات الدورة الثالثة عشرة من معرض فيصل الرمضاني للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، بأرض هيئة الكتاب بمنطقة الطالبية بشارع فيصل، بالتعاون مع محافظة الجيزة. 

جاء ذلك بحضور الدكتور محمد البيومي، أمين عام المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والدكتور أسامة طلعت، رئيس دار الكتب والوثائق القومية، والدكتورة كرمة سامي، رئيس المركز القومي للترجمة.

وأكد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، أن معرض فيصل الرمضاني للكتاب يُعد من الفعاليات الثقافية المهمة التي تحرص الوزارة على تنظيمها سنويًا خلال الشهر الكريم، لما يمثله من فرصة متميزة لنشر المعرفة وتعزيز الوعي الثقافي بين المواطنين
وأعلن وزير الثقافة عن خصم 50% على إصدارات وزارة الثقافة المشاركة بالمعرض، في إطار جهود الوزارة لدعم القراءة وتشجيع المواطنين على اقتناء الكتب.


وأشار الوزير إلى أن المعرض بات يُمثل حدثًا ثقافيًا بارزًا ينتظره أبناء محافظة الجيزة سنويًا، حيث يتيح لهم فرصة ثمينة للاطلاع على أحدث الإصدارات في مختلف المجالات، إلى جانب ما يقدمه من أنشطة ثقافية وفنية تثري الحياة الفكرية داخل المحافظة. وأضاف أن المعرض يلعب دورًا مهمًا في دعم الأجيال الشابة من خلال توفير مصادر معرفية تسهم في تنمية وعيهم وصقل مهاراتهم.

كما دعا الوزير جميع المواطنين إلى زيارة المعرض والاستمتاع بفعالياته المصاحبة، التي تشمل ندوات فكرية وأمسيات رمضانية وعروضًا فنية متنوعة، مؤكدًا أن الثقافة والفنون هما ركيزتان أساسيتان في بناء المجتمع وتعزيز الهوية الوطنية.

من جانبه، عبر المهندس عادل النجار، محافظ الجيزة، عن سعادته بافتتاح الدورة الثالثة عشرة من معرض فيصل الرمضاني للكتاب، مؤكدًا أنه يُعد نافذة سنوية لمحبي الكتاب والثقافة والفنون، وأوضح أن المعرض أصبح يُمثل رئة ثقافية، ومتنفسًا لأهالي الجيزة ومنطقة فيصل، ودورة بعد الأخرى يتأكد لنا الدور المهم الذي يلعبه المعرض في بناء وعي المواطنين من أهالي المحافظة، وخاصة الفئات العمرية من الأطفال والشباب، وفي تطوير مهاراتهم، وتنمية قدراتهم، من خلال القيمة التي تحملها الكتب كأحد المصادر المهمة للمعرفة، وهو ما يتسق مع رؤية الدولة المصرية وقيادتها السياسية في تحقيق رؤية التنمية المستدامة 2030.

وأشاد المحافظ بالتنسيق الدائم بين وزارة الثقافة والمحافظة لفتح آفاق ثقافية جديدة، وإخراجها بالصورة التي تتسق مع تطلعات مواطني المحافظة، وهو ما انعكس اليوم على التنظيم الرائع للمعرض. كما أوضح أنه يتوقع إقبالًا جماهيريًا كبيرًا على المعرض في دورته الجديدة، طوال أيامه التي تستمر لمدة 10 أيام، بدءًا من اليوم الخميس 13 مارس وحتى السبت الموافق 22 من الشهر ذاته.

ويشارك في الدورة الحالية للمعرض مجموعة من دور النشر المصرية، إلى جانب قطاعات وزارة الثقافة، والمؤسسات المختلفة، وسور الأزبكية.

ويصاحب المعرض برنامجًا ثقافيًا وفنيًا متنوعًا، يُقام على هامشه طوال أيامه عقب الإفطار، من الساعة الثامنة مساءً وحتى الثانية عشرة منتصف الليل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: محافظ الجيزة اخبار المحافظات اخبار الجيزة المزيد وزیر الثقافة معرض فیصل

إقرأ أيضاً:

أمة تأكل أكثر مما تقرأ!

حمود بن سعيد البطاشي

 

يُحكى أن معرضًا للكتاب أُقيم في إحدى الدول العربية، وتم الترويج له بكثافة عبر القنوات التلفزيونية والإذاعات والمواقع.. جهَّز المنظمون آلاف العناوين في شتى المجالات، واستُدعيت دور النشر، وازدانت القاعات استعدادًا لاحتضان الزوار.

وبعد انتهاء المعرض، أُجريت إحصائيات دقيقة فكانت الصدمة الكبرى: عدد الكتب المباعة لا يتجاوز 30 كتابًا فقط، بينما بلغت مبيعات المقاهي والمطاعم داخل المعرض آلاف الطلبات؛ ما يقرب من 2000 ساندويتش شاورما، 4 آلاف برجر، 2000 كوب قهوة، ناهيك عن العصائر والحلويات. مشهد جعل الكتاب يختفي خلف رائحة الشاورما، وحروف الفكر تُهزم أمام مذاق الكريمة.

هنا نتوقف ونسأل: هل ما زالت أمة "اقرأ" تقرأ؟

المؤسف أن ما حدث ليس حالة نادرة؛ بل أصبح واقعًا يتكرر. وأصبح الذهاب لمعرض الكتاب مناسبة لالتقاط الصور، وتوثيق الحضور، وربما تذوق القهوة من كشك جديد، أما الكتب؟ فيبقى مصيرها الانتظار على الأرفف حتى تنتهي الفعالية.

إنها أزمة وعي لا أزمة وقت. فحين تأكل الأمة أكثر مما تنتج، وتستهلك أكثر مما تزرع، وتنام أكثر مما تعمل، وتتكلم أكثر مما تفعل، فاعلم أن الكارثة لا تكمن في شحّ الموارد، بل في ضياع الأولويات.

أصبح البرجر والشاورما أهم من 1000 كتاب!

تغيب العقول وتنتفخ البطون. وكلما زاد انشغالنا بالاستهلاك، كلما قلّ تفكيرنا بالإنتاج. ثقافة الوجبات السريعة انتقلت من الطعام إلى الفكر، فصار كثيرون يريدون "معلومة سريعة" في مقطع قصير بدلًا من قراءة كتاب يمنحهم فهمًا عميقًا.

نحن لا نرفض الطعام، بل نستنكر أن يصبح هدف الزيارة إلى معرض كتاب هو ملء المعدة لا تغذية العقل. نحن لا نلوم من أكل، ولكن نأسف على من ترك غذاء الفكر جانبًا.

المعادلة في العالم المتقدم واضحة: الكتاب أولًا، لأنهم يؤمنون أن بناء الإنسان يبدأ من عقله. أما نحن، فقد خذلنا الحرف، وخذلنا أنفسنا، وبتنا نعيش في استهلاك يومي لا يضيف لحياتنا شيئًا سوى التخمة.

فمتى نفيق؟

حين نُعيد للكتاب هيبته، وللمعرفة قيمتها، ونربّي أبناءنا على السؤال لا على الشبع، وعلى البحث لا على الترف، سيكون لدينا مجتمع قادر على النهوض. فالأمم لا تتقدم بكثرة المطاعم، بل بغزارة الفكر.

وفي الختام.. إذا كان بيع 30 كتابًا في معرض ضخم مجرد تفصيل صغير؛ فاعلم أن مصير الأمة ليس بيد جيوشها ولا اقتصادها؛ بل بيد وعيها.. فإن جاعت العقول، ساد الظلام، حتى وإن امتلأت البطون.

مقالات مشابهة

  • أمة تأكل أكثر مما تقرأ!
  • انطلاق معرض “أيادي مصر” للحرف اليدوية بنادي المنيا الرياضي
  • خالد أبو الليل نائبًا لرئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب
  • وزير الثقافة ناعيًا سميحة أيوب: ستظل أعمالها منارات تضيء طريق الأجيال القادمة
  • وزير الاقتصاد والصناعة الدكتور محمد نضال الشعار ووزير الاتصالات وتقانة المعلومات السيد عبد السلام هيكل يلتقيان في الدوحة وزير التجارة والصناعة القطري الشيخ فيصل بن ثاني بن فيصل آل ثاني ويبحثان معه آفاق تعزيز التعاون والاستثمار في المجالات كافة
  • وزير الإسكان ومحافظ الجيزة يتابعان ملفات العمل المشتركة بمشروعات مياه الشرب والصرف الصحي
  • وزير الإسكان ومحافظ الجيزة يتابعان مشروعات مياه الشرب والطرق بالمحافظة
  • وزير الثقافة ومحافظ سوهاج يفتتحان بيت ثقافة أخميم بعد التطوير | صور
  • وزير الثقافة ومحافظ سوهاج يفتتحان بيت ثقافة أخميم بعد تطويره ورفع كفاءته
  • وزير الثقافة ومحافظ سوهاج يفتتحان بيت ثقافة أخميم بعد تطويره