شبكة انباء العراق:
2025-06-13@15:32:28 GMT

السياسة.. طبخة تحتاج لطباخ ماهر

تاريخ النشر: 15th, March 2025 GMT

بقلم : جعفر العلوجي ..

السياسة ليست مجرد قرارات وخطابات ، بل هي فن بحد ذاته تمامًا كالفنون الأخرى ، لكنها تختلف في طريقة عرضها ، هناك ما هو علني يُصقل ليبدو براقًا وجذابًا ، وهناك ما هو مخفي يُطبخ على نار هادئة خلف الكواليس ، حيث لا يرى الناس سوى النتائج ، بينما تظل الوصفات والأسرار حبيسة الغرف المغلقة .


السياسة كأي طبخة تحتاج إلى طباخ ماهر يعرف ماذا يضع في القدر ويدرك جيدًا التوقيت المناسب لإضافة كل مكون ، ويفهم النكهات التي ستروق للذوق العام .
القائد السياسي هو ذلك الطباخ الذي لا يستعجل نضوج الطبخة ، بل يتأنى، يقرأ المواقف جيدًا ، ويختار ما يخدم شعبه ، حتى وإن اضطر لتجرّع المرارة مرحليًا
ولعل تاريخ العراق الحديث يقدم درسًا واضحًا ، فبعد حربٍ ضروس استمرت لثمان سنوات مع إيران في عهد النظام البائد ، وسقوط نظام صدام حسين ، عادت العلاقات العراقية الإيرانية أكثر قوة ، ولم تكن هذه العودة نتيجة انصياع أو ضعف بل ثمرة لقراءة سياسية عميقة أدركت أن المصالح المشتركة والجغرافيا والتاريخ تحتم على البلدين تجاوز الماضي والانطلاق نحو المستقبل ، رغم ما سال من دماء وما خلفته الحرب من جراح .
ومع ذلك لم يخلُ المشهد من أصوات نشاز ، اعترضت واحتجت لكنها كانت في الغالب أصوات من فقدوا امتيازاتهم ومواقعهم ، أولئك الذين يرتزقون من الأزمات ، ويقتاتون على بقايا الخلافات
واليوم ، تتكرر المعضلة السياسية لكن مع جار آخر ، سوريا فزيارة وزير الخارجية السوري إلى بغداد ولقاؤه برئيس الوزراء والتأكيد على التعاون في كافة المجالات تطرح أسئلة جريئة ومؤلمة هل سيغلق العراق صفحة الماضي ، رغم الجراح النازفة جراء العمليات الإرهابية التي عصفت بأبناء شعبنا ، والتي لم يكن للشارع السوري يدٌ مباشرة فيها ، لكنها جاءت كجزء من حرب بالوكالة فرضتها الظروف السياسية والأمنية؟
هل سيكون العراق قادرًا على تجاوز الأحزان والبدء بمرحلة جديدة من العلاقات مع الحكومة السورية ، خاصة في ظل التحولات الإقليمية والدولية؟
القرار هنا يتطلب حكمة سياسية لا تعني النسيان ، بل تعني التطلع للمستقبل ، فالمواقف لا تُبنى على العواطف وحدها ، بل على المصلحة الوطنية العليا ، وعلى استيعاب أن الشعوب لا تختار دائمًا حكامها ، وأن الشعوب سواء في العراق أو سوريا دفعت أثمانًا باهظة بسبب صراعات تتجاوز حدودها .
السياسة لا تعني التنازل عن الحقوق، لكنها أيضًا لا تعني البقاء أسرى الماضي والمصلحة الوطنية قد تتطلب أحيانًا فتح صفحة جديدة دون أن يُمحى ما كُتب في الصفحات السابقة .
إن العراق اليوم بحاجة إلى سياسة تجمع لا تفرق ، تبني لا تهدم ، تقرأ المتغيرات لا تتجاهلها فهل سنشهد عراقًا يطوي جراح الأمس ليرسم خارطة جديدة من العلاقات الإقليمية ، أم سنظل ندور في ذات الدائرة ، نحمل أوزار الماضي ونعجز عن المضي قدمًا؟
الجواب مرهون بمهارة الطباخ السياسي الذي عليه أن يحسن اختيار المكونات ، ويدرك متى يضع الملح ، ومتى يطفئ النار ، ومتى يقدم الطبق لشعبه .

جعفر العلوجي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

جينجر تشابمان: إدارة ترامب فقدت السيطرة على السياسة الخارجية

قالت جينجر تشابمان، عضو الحزب الجمهوري الأمريكي، إن الضربة العسكرية الأخيرة التي استهدفت إيران، رغم نفي واشنطن مشاركتها المباشرة، تمت بعلم ودعم غير مباشر من الإدارة الأمريكية، كما أن التغريدة الأخيرة لوزير الخارجية ماركو روبيو كانت بمثابة مؤشر على علم الإدارة بشيء ما يتم التحضير له من جانب إسرائيل بشكل منفرد، وربما دون تنسيق مباشر مع البيت الأبيض".

الخارجية الأمريكي: ترامب وإدارته اتخذوا الخطوات اللازمة لحماية قواتناترامب: ننتظر رد فعل إيران وسندافع عن إسرائيل إذا لزم الأمرترامب يترأس اجتماعا لمجلس الأمن القومي بعد الضربات الإسرائيلية على إيرانالهجوم الإسرائيلي على إيران.. ترامب يعقد اجتماعا طارئا

 وأضافت أن تحركات دبلوماسية وعسكرية رُصدت مؤخراً في المنطقة كانت تشير إلى توقع حدوث تطور كبير، مشيرة إلى أن الرئيس دونالد ترامب لم يكن على علم دقيق بتوقيت الضربة، ما يعكس فقداناً للسيطرة داخل أروقة صنع القرار في السياسة الخارجية.

وأضافت تشابمان، خلال مداخلة هاتفية على شاشة "القاهرة الإخبارية"،  أن ترامب تلقى معلومات متضاربة بشأن المفاوضات المقررة مع الجانب الإيراني، والتي كان من المفترض أن تنطلق قريباً، وقالت: "ترامب كان يراهن على المسار الدبلوماسي، لكن ما حدث أظهر أنه يتم تهميشه، وهناك جهات داخل إدارته أو على صلة بالمؤسسة العسكرية تتخذ قرارات استراتيجية دون علمه". وأكدت أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اتخاذ قرارات حاسمة دون تنسيق مع الرئيس، مشيرة إلى واقعة محاولة اغتيال سابقة ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يكن ترامب على علم بها رغم تورط استخبارات أمريكية في سياقات موازية.

وأكدت تشابمان أن إدارة ترامب تواجه حالة من الانقسام والتخبط، خاصة في ما يتعلق بإيران وروسيا، مشيرة إلى أن الضربة العسكرية الأخيرة جاءت بينما الرئيس منشغل بأعمال شغب في كاليفورنيا على خلفية سياسات الترحيل والهجرة. وقالت: "الوضع في الشرق الأوسط بات أداة لتصفية حسابات داخلية بين مراكز القوة في واشنطن وتل أبيب، وقد رأينا وثائق إيرانية تؤكد تعاوناً استخباراتياً بين إسرائيل وجهات دولية، بينها الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وختمت تشابمان بأن "نتنياهو طالما تعامل مع الإدارات الأمريكية كأدوات لخدمة أجندته، وترامب لم يكن مستثنًى من ذلك، وهو الآن يدفع ثمن فقدان السيطرة على السياسة الخارجية".

طباعة شارك إيران الإدارة الأمريكية وزير الخارجية البيت الأبيض الرئيس دونالد ترامب ترامب واشنطن

مقالات مشابهة

  • الصدر محذراً من اتساع الحرب بين إيران وإسرائيل: العراق ليس بحاجة لصراعات جديدة
  • أرنولد يقرر البقاء في العراق لمتابعة دوري النجوم واختيار عناصر جديدة للمنتخب
  • جينجر تشابمان: إدارة ترامب فقدت السيطرة على السياسة الخارجية
  • سيراميكا كليوباترا بطلاً لكأس عاصمة مصر
  • جراح خارج السرب.. مشاهير في حفل توقيع كتاب السير مجدي يعقوب
  • سبايكر لم تنتهِ بعد شباب العراق بين رصاص الماضي وخنادق الحاضر
  • المخرجة سعاد جارا: فيلم حطام يوثق جراح ما بعد الحرب بلغة مهددة بالاندثار
  • حلم الميت يعطي الحي.. 5 أطعمة تعني الرزق.. والهم بهذه الفاكهة
  • «رؤيــة فلـسفيــة» السياسة الحيوية والديموغرافيا بين التنمية والسيطرة
  • محللون: العقوبات على بن غفير وسموتريتش متأخرة لكنها مهمة وتداعياتها خطيرة على إسرائيل