احتفلت الصحافة الإسرائيلية الخميس الماضي بالاستقبال الحافل الذي حظي به عدد من كبار قادة الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة خلال زيارتهم الأسبوع الماضي إلى أبوظبي، واصفةً هذه الزيارة بأنها "سابقة تاريخية".

ونقلت وكالة أنباء اليهود أن مجموعة من قادة ما يُعرف بالمجلس الإقليمي للمستوطنات (يشع)، وهي منظمة تضم المجالس البلدية للمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، قاموا بـ"سابقة تاريخية" بزيارة أبوظبي، في أول رحلة رسمية من نوعها إلى دولة إسلامية، وفقًا لما أعلنه المجلس.





ونشرت الوكالة صورا لقادة المستوطنين خلال مشاركتهم في إفطار رمضاني في منزل عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان٬ علي راشد النعيمي. وأشار المجلس إلى أن رئيسه يسرائيل غانز، والرئيس التنفيذي عمر رحاميم، ورئيس المجلس الإقليمي في تلال الخليل، إيليرام أزولاي، عادوا الأربعاء الماضي من زيارتهم الأولى للإمارات، برفقة الحاخام متانيا يديد، رئيس معهد "سفرا" المهتم بالصهيونية الدينية.

وأضاف المجلس أن الوفد التقى خلال الزيارة مسؤولين حكوميين وقادة أعمال وشخصيات مؤثرة، بالإضافة إلى السفير الإسرائيلي في أبوظبي، يوسي شيلي، حيث أجروا "مناقشات مباشرة حول الفرص الاقتصادية والسياسية في المنطقة". كما تمت دعوتهم إلى إفطار رمضاني في منزل النعيمي، عضو المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي ورئيس لجنة الدفاع والداخلية والشؤون الخارجية.


وقال رئيس المجلس يسرائيل غانز: "زيارتنا للإمارات دليل على التحول الإقليمي والحاجة إلى تفكير جديد. يتطلب النظام العالمي الجديد تحالفات جديدة وفكرًا خارج الصندوق. إن التعاون بين الدول، القائم على الاحترام المتبادل والاعتراف بالواقع، هو مفتاح تقوية مجتمعاتنا وضمان مستقبل مزدهر لكلا البلدين". 
وأعرب عن شكره للنعيمي على دعوته الكريمة، مؤكدًا أن هذه الزيارة تمثل "خطوة أولى نحو تعاون مثمر يعود بالنفع على المنطقة بأسرها".
For the first time, we were invited as heads of the Yesha Council for an official meeting in a Muslim country.

The meeting with Dr. Ali Rashid Al Nuaimi in UAE was fascinating and opened a window to a genuine partnership based on principles of truth, thank you Dr. Rashid! ???????????????? pic.twitter.com/IiTWGBYkS3 — ישראל גנץ - Israel Ganz (@israelganz) March 13, 2025
وتأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه الضفة الغربية تصعيدًا إسرائيليًا ملحوظًا، حيث تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية التي بدأت قبل أسابيع، متسببة في تدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية.

وأطلق الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة النطاق في الضفة الغربية أُطلق عليها اسم "السور الحديدي"، مستهدفة مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم ونور شمس، مما أدى إلى نزوح نحو 40 ألف شخص وتدمير واسع للبنية التحتية والمنازل.

وقال وزير الحرب الإسرائيلي إسرائيل كاتس إن الهدف من العملية هو تعزيز أمن المستوطنات اليهودية، بينما يرى منتقدون أنها تهدف إلى فرض سيطرة أشد على المنطقة وتهجير السكان الفلسطينيين.

من جانبه، قال إيليرام أزولاي خلال الزيارة إلى أبوظبي: "من المذهل أن نرى قادة شجعانا يريدون سماع أخبار مباشرة عن مجتمعاتنا ومدننا وتطور يهودا والسامرة (الضفة الغربية)". 


وأضاف: "التقيت بقادة يشاركوننا في حربنا ضد حماس وحزب الله والإخوان المسلمين وإيران، بما في ذلك أذرعهم المدنية العاملة في يهودا والسامرة".

وأكدت وكالة أنباء اليهود أن هؤلاء القادة لا يخشون التصريح صراحةً بوجوب مكافحة نظام التعليم التابع للسلطة الفلسطينية، الذي يُروّج لمحاربة اليهود كمحتلين.

واعتبرت أن "العلاقة المباشرة بين مجتمعاتنا وكبار الشخصيات في الإمارات تفتح آفاقًا جديدة لتطبيق اتفاقيات إبراهيم في الضفة الغربية".

وأشارت الوكالة إلى أن عدد المستوطنين في الضفة الغربية بلغ 529 ألفا و704 إسرائيليين اعتبارًا من بداية العام الجاري٬ وهو ما يمثل حوالي 5.28 بالمئة من إجمالي الإسرائيليين. كما أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد سياسة الشعب اليهودي أن 58 بالمئة من الإسرائيليين يعتقدون أن المستوطنات تساهم في أمن "إسرائيل" بأكملها.

يذكر أن أبوظبي وقعت اتفاقية تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي في 15 أيلول/سبتمبر 2020، والمعروفة باسم "اتفاقيات أبراهام"، برعاية الولايات المتحدة الأمريكية.


وقد شكّلت هذه الاتفاقية تحولًا كبيرًا في المشهد السياسي والاقتصادي في المنطقة، بينما اعتبرها كثيرون طعنةً في القضية الفلسطينية. وسوّقت أبوظبي للاتفاقية باعتبارها خطوة نحو تعزيز "السلام والاستقرار" في المنطقة، بما في ذلك وقف الاستيطان الإسرائيلي، لكنها لم تحقق أي تقدم في القضية الفلسطينية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الضفة الغربية اليهودية الإماراتي المستوطنات الضفة الغربية الإمارات المستوطنات التطبيع اليهود المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

فرنسا تصف جرائم المستوطنين بالأعمال الإرهابية بعد استشهاد الناشط الهذالين

أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن أعمال العنف والجرائم التي يرتكبها مستوطنون إسرائيليون في الضفة الغربية المحتلة هي أعمال إرهابية، بعد عملية قتل ناشط مناهض للاحتلال نسبت إلى مستوطنين.

وقال ناطق باسم الوزارة "تشجب فرنسا جريمة القتل هذه بأشد العبارات فضلا عن كل أعمال العنف المتعمدة التي يرتكبها مستوطنون متطرفون بحق الفلسطينيين والتي تكثر في أرجاء الضفة الغربية".

وأضاف أضاف أن "أعمال العنف هذه هي أعمال إرهابية"، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس".

والاثنين، أعلنت السلطة الفلسطينية استشهاد ناشط مناهض للاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية برصاص مستوطنين، بينما أشارت شرطة الاحتلال من جهتها إلى تحقيق جارٍ، لكن من دون تأكيد وقوع "جريمة قتل".

وقالت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية في منشور، إنّها "تنعى والأسرة التربوية الشهيد المربّي عودة محمد الهذالين، المعلّم في مدرسة الصرايعة الثانوية في تربية يطا". 


وأضافت أنّ المعلّم البالغ من العمر 31 عاماً ارتقى برصاص مستوطنين اليوم (الاثنين)، أثناء اعتدائهم على قرية أم الخير، قرب الخليل جنوب الضفة الغربية.

وكانت شرطة الاحتلال أعلنت في وقت سابق، أنها فتحت تحقيقاً في أعقاب "حادثة وقعت بالقرب من الكرمل"، المستوطنة المجاورة لقرية أم الخير.

وقالت الشرطة في بيانها: "أُلقي القبض على إسرائيلي في مكان الحادث، ثم احتجزته الشرطة لاستجوابه (...). وفي أعقاب الحادث، أُبلغ عن مقتل فلسطيني. ويجري حالياً التحقّق من مدى تورطّه (الموقوف الإسرائيلي) في الحادثة".

ووفق المخرج والصحفي الإسرائيلي يوفال إبراهام، فإن عودة الهذالين أحد المساهمين في إنتاج فيلم "لا أرض أخرى" من منطقة مسافر يطا، والحائز على جائزة أوسكار.

ونشر إبراهام مقطع فيديو على حسابه بمنصة "إكس" يظهر المستوطن الإسرائيلي وهو يطلق النار على الهذالين.

ويأتي القرار الفرنسي، بعدما أعلنت الحكومة الهولندية حظر دخول وزيري ما يعرف بـالأمن القومي" للاحتلال والمالية، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، لتحريضهما على العنف والانتهاكات بحق الفلسطينيين.

وقال وزير الخارجية الهولندي، هانك فالدفامب، إن حكومته قررت اعتبار الوزيرين "شخصين غير مرغوب فيهما"، موضحا أنه تم تسجيل اسميهما في نظام منطقة شنغن كـ"أجانب غير مرحب بهم".


وأوضح أن القرار اتخذ بسبب "تحريضهما المتكرر على عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، وتأييدهما المستمر لتوسيع المستوطنات غير القانونية، ودعوتهما لتطهير عرقي في قطاع غزة" في إطار حرب الإبادة على القطاع.

وأشار إلى أنه من المتوقع أن يستدعى السفير الإسرائيلي في لاهاي، مودي أفرايم، إلى جلسة توبيخ رسمية في وزارة الخارجية الهولندية، حيث سيتم، "مطالبة إسرائيل مجددا بتغيير اتجاه سياساتها"، مشيرا إلى أن "الوضع الحالي غير محتمل ولا يمكن الدفاع عنه، مع التأكيد على مواصلة الضغط من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة".

وكان رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف، صرح بأن بلاده ستدعم فكرة تعليق مشاركة الاحتلال في برنامج أبحاث "هورايزون" التابع للاتحاد الأوروبي إذا اتخذ الاتحاد الأوروبي مثل هذا القرار.

ولفتت صحيفة "هآرتس" العبرية، إلى أن الاتحاد الأوروبي سيناقش مقترحا لتعليق مشاركة الاحتلال في برنامج تمويل الأبحاث "هورايزون".

مقالات مشابهة

  • اعتقالات تطال قادة الحراك السلمي في لحج
  • أزمة مياه في الضفة الغربية: سكان سوسيا يتهمون مستوطنين بتخريب مصادر الإمداد
  • الصحة: استشهاد مواطن في سلواد اختناقًا بفعل اعتداءات المستوطنين
  • المجلس الوطني: هجوم المستوطنين على سلواد هدفه الترهيب والتطهير العرقي
  • الخارجية الفلسطينية: نواصل التحرك لردع اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 21 فلسطينيًا على الأقل من الضفة الغربية
  • فرنسا : هجمات المستوطنين بالضفة أعمال إرهابية
  • فرنسا تصف جرائم المستوطنين بالأعمال الإرهابية بعد استشهاد الناشط الهذالين
  • فرنسا تصنف عنف المستوطنين بالضفة أعمالا إرهابية
  • فرنسا تصف عنف المستوطنين في الضفة الغربية بـ"الأعمال الإرهابية"