دراسة: مشروبات شائعة الاستهلاك قد تسبب سرطان الفم القاتل
تاريخ النشر: 15th, March 2025 GMT
الولايات المتحدة – كشف فريق من الباحثين الأمريكيين عن ارتباط بين بعض العادات الغذائية وزيادة خطر الإصابة بسرطان الفم، ما قد يفسّر الارتفاع غير المبرر لحالات الإصابة بالمرض في السنوات الأخيرة.
حلّل الباحثون بيانات أكثر من 160 ألف امرأة على مدار 30 عاما، حيث طُلب من المشاركات الإبلاغ عن عدد المشروبات السكرية التي يستهلكونها شهريا عبر استبيانات دورية أجريت كل 4 سنوات.
وبعد مقارنة هذه البيانات بحالات سرطان الفم المسجلة، والتي بلغت 124 حالة خلال فترة الدراسة، وجد الباحثون أن النساء اللواتي تناولن مشروبا سكريا واحدا على الأقل يوميا، كنّ أكثر عرضة للإصابة بسرطان الفم بمقدار 4.87 مرة مقارنة بمن شربن أقل من مشروب واحد شهريا.
وظل هذا الخطر المتزايد قائما حتى بين النساء اللواتي لا يدخنّ أو يستهلكن الكحول بانتظام، وهما عاملان معروفان بزيادة خطر الإصابة بسرطان الفم.
ورغم أهمية النتائج، أقر الباحثون بأن الدراسة لم تتمكن من قياس محتوى السكر الفعلي في المشروبات المستهلكة، حيث استندت إلى إفادات المشاركات حول عاداتهن الغذائية. كما أن التحليل لم يشمل المشروبات الغازية التي تحتوي على بدائل السكر، مثل المحليات الصناعية.
ويعتقد الباحثون أن بعض المكونات، مثل شراب الذرة عالي الفركتوز المستخدم في تحلية العديد من المشروبات في الولايات المتحدة، قد تلعب دورا في زيادة خطر الإصابة بالمرض. إذ أظهرت أبحاث سابقة أن هذا النوع من السكر قد يساهم في أمراض اللثة ويؤثر على توازن البكتيريا الفموية، ما قد يؤدي إلى التهابات وتغيرات في الخلايا قد تصبح سرطانية.
وأشار الخبراء إلى أن العقود الأخيرة شهدت ارتفاعا عالميا غير مبرر في حالات سرطان الفم بين غير المدخنين. وبينما ترجّح بعض الدراسات أن فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، الذي ينتقل عبر الجنس الفموي، قد يكون أحد الأسباب، إلا أن العديد من الحالات لا تزال غير مفسرة.
ونظرا لأهمية هذه النتائج، يخطط فريق البحث لإجراء دراسة جديدة تشمل مجموعة أكبر من المشاركين للتحقق من صحة الارتباط بين استهلاك المشروبات السكرية وسرطان الفم. كما أقر الباحثون بأن اقتصار العينة على النساء فقط قد يكون من بين قيود الدراسة، ما يعني أن النتائج قد لا تنطبق بالضرورة على الرجال.
ورغم أن خطر الإصابة بسرطان الفم لا يزال منخفضا نسبيا، إلا أن الباحثين يؤكدون أن الوقاية من خلال التعديلات الغذائية يمكن أن تلعب دورا مهما في الحد من المخاطر.
ويشدد الخبراء على أهمية الفحوصات الدورية للأسنان، حيث تعدّ وسيلة أساسية لاكتشاف سرطان الفم في مراحله المبكرة، ما يحسن فرص العلاج.
المصدر: ديلي ميل
Previous روسيا تطور قمرا صناعيا عالي الدقة لرصد الأرض Related Postsليبية يومية شاملة
جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all resultsالمصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: خطر الإصابة بسرطان الفم سرطان الفم
إقرأ أيضاً:
هل نجح الباحثون الأردنيون في توثيق هوية القدس وحمايتها معرفيا؟
عمّان- شكلت مدينة القدس محورا مركزيا في الوجدان العربي والإسلامي، كما حظيت المدينة المقدسة بمكانة خاصة في الفكر والاهتمام الأكاديمي الأردني، لما تمثله من رمزية دينية وتاريخية وحضارية قل نظيرها، الأمر الذي دفع الباحثين في الأردن للاهتمام بصورة كبيرة بدراسة مدينة القدس عبر تأليف الكتب المتخصصة من مختلف الجوانب التاريخية، والسياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والقانونية، والثقافية، والفنية، والدينية، والأدبية، والعمرانية.
واستحوذ تاريخ مدينة القدس على اهتمام الباحثين والمؤلفين والمؤرخين والسياسيين والمثقفين والفنانين ورجال الدين منذ أقدم الأزمنة باعتبار أنَّ الصراع على المدينة قديم متجدِّد، في حين يراهن الاحتلال عبر سعيه المستمر لتغيير روح المدينة وهويتها التاريخية من خلال طمس المعالم وتبديل الحقائق وخلق واقع ثقافي وسياسي جديد يستهدف أصالتها والعبث بواقعها الديني والحضاري والتاريخي.
على مدار العقود الماضية، تجلّى الاهتمام الأكاديمي الأردني في السعي نحو توثيق مدينة القدس، ودراستها بمختلف أبعادها، وشكلت الجامعات الأردنية حاضنة لهذا الجهد العلمي، عبر ما أُنجز من رسائل ماجستير ودكتوراه، إضافة إلى مئات المؤلفات الفردية والجماعية التي حاولت تأصيل المعرفة المقدسية من زاوية علمية وطنية ملتزمة.
ورغم حالة الزخم الأكاديمي والعلمي المتعلق بمدينة القدس، فإن الإنتاج المعرفي -حسب أكاديميين أردنيين- واجه عديدا من التحديات التي هددت فاعليته واستدامته، وهي على النحو التالي:
صعوبة دخول مدينة القدس المحتلة نتيجة الإجراءات الإسرائيلية المشددة، مما يعوق إجراء الدراسات الميدانية. محدودية الوصول إلى الوثائق الأرشيفية الخاصة كالأرشيف العثماني أو سجلات الأوقاف التي تحتاج إلى تراخيص خاصة. شُح الموارد الرقمية إذ لا تزال عديد من الوثائق والمراجع المهمة غير متاحة إلكترونيا. ضعف الدعم المؤسسي وقلة تمويل الدراسات البحثية المتخصصة عن مدينة القدس. إعلانوقد صدرت عشرات الكتب عن القدس على يد باحثين وأكاديميين أردنيين، تناولت المدينة من زوايا مختلفة، من بينها:
القدس في القانون الدولي. تاريخ القدس السياسي والحضاري. القدس في الأدب العربي الحديث في فلسطين والأردن. الهوية الثقافية والمعمارية للقدس. السياسات الإسرائيلية في القدس وتهويد المدينة.وفي ظل اشتداد معركة الروايات حول مدينة القدس، يؤكد نائب رئيس رابطة الكتّاب الأردنيين، وأستاذ التاريخ والحضارة بجامعة اليرموك الدكتور رياض ياسين، أن تناول مدينة القدس أكاديميًا ليس لمجرد أنها قضية بحثية أو معرفية، بل لأنها تمثل "صراعا وجوديا وهويّاتيا يمسّ عمق الوعي العربي والإسلامي في مواجهة الأدلجة الصهيونية".
ويقول الدكتور ياسين -الذي ألّف عديدا من الكتب المتخصصة عن مدينة القدس في حديثه للجزيرة نت- إن "الموضوع ليس سهلا، فنحن العرب مسكونون بالقدس، لا على المستوى السياسي أو الجغرافي فقط، بل في عمقنا الديني والروحي والثقافي، فالقدس تختلف عن أي مدينة أخرى، لأنها محمّلة بكل هذه المعاني في وجداننا".
ويرى الدكتور ياسين الذي ألف كتاب "التكوين السياسي والتاريخي لمدينة القدس" أن معضلة الرواية العربية والإسلامية حول القدس تكمن في انتشار الرواية الإسرائيلية كـ"النار في الهشيم"، خاصة في الموسوعات الرقمية الضخمة والمواقع الغربية ذات التأثير، التي تُعرِّف القدس باعتبارها "عاصمة لإسرائيل" ضمن منظومات معرفية تستند إلى مواقف سياسية منحازة من الدول الكبرى، تعيد إنتاج السردية الإسرائيلية في الوعي العالمي.
وتابع الأكاديمي الأردني: "إذا كنت أمثّل الحق العربي والإسلامي، فأنا بالضرورة أقف على الطرف الآخر من هذه السردية، وأسعى لتثبيت الرواية الأصلية بأن هذه مدينة عربية وإسلامية في تكوينها التاريخي والثقافي والسياسي".
ويشير الدكتور ياسين إلى أن ما يجري على الأرض من محاولة محو للهوية العربية في القدس يُقابَل بصراع حقيقي ومركّب، يتداخل فيه البعد السياسي، بالمشهد الإعلامي.
عرض لدراسة صدرت عن اللجنة الملكية لشؤون #القدس الأردنية تؤكد أهمية الوثائق التاريخية في حفظ الموروث الثقافي والاجتماعي لمدينة القدس في مواجهة محاولات الاحتلال طمس الإرث الحضاري للمدينة. https://t.co/11f8KFDEZS
— الجزيرة نت | ثقافة (@AJA_culture) July 20, 2025
توثيق الروايةوتحدث الدكتور ياسين عن جهود المؤسسات الأردنية التي تسعى لتوثيق الرواية الأصلية للمدينة، وعلى رأسها اللجنة الملكية لشؤون القدس، التي تقوم برصد الصحافة والمتابعات اليومية لكل ما يجري داخل مدينة القدس، إضافة إلى الدور الفاعل لمؤسسة القدس الدولية في بيروت، التي تعمل بشكل احترافي في توثيق الروايات والملفات التي تُغفلها المؤسسات الدولية.
في هذا السياق، يلفت الدكتور ياسين إلى دراسته المنشورة في مجلة "أفكار"، التي تناول فيها الإنتاج المعرفي عن القدس في مجالات السياسة، والأدب، والتاريخ، والقانون، والتراث الثقافي، مشيرا إلى أن الكتب التي تناولت القدس كثيرة، لكنها تواجه تحديات تتعلق بالنشر والترويج والانتشار.
إعلانوبيّن الدكتور ياسين أن الصراع على القدس ليس قانونيا فقط، بل أيديولوجيا بامتياز، فالرؤية الإسرائيلية تقوم على "أسرلة" المدينة، بينما الرواية العربية تتعامل مع القدس كجزء لا يتجزأ من الهوية الحضارية الإسلامية، مؤكدا أن "الباحث العربي والمسلم مدعوّ لأن يكون حاضرا، لا فقط بموقفه، بل بأدواته المعرفية والبحثية، كي لا تنفرد الرواية الإسرائيلية بإعادة تشكيل الوعي العالمي".
من جانبه، أكد الباحث والأكاديمي الأردني الدكتور عبد الله الخباص أن الأردن يُعد من أكثر الدول العربية اهتماما بمدينة القدس على المستويين الأكاديمي والثقافي.
ويشير الدكتور الخباص -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن الجامعات الأردنية تبدي انفتاحا وتيسيرا كبيرين في ما يتعلق ببحوث الدراسات العليا المرتبطة بالقدس، إذ يشجع أعضاءُ هيئة التدريس الطلبة في مرحلتي الماجستير والدكتوراه على تناول المواضيع التي تتعلق بتاريخ مدينة القدس وحضارتها، بالإضافة إلى حضورها في الأدب العربي الحديث، خاصة في الشعر، والقصة، والرواية، والمسرح.
ويقول الدكتور الخباص إن "الإجراءات في الأردن ميسّرة إلى حد كبير، ولم أواجه شخصيا أي صعوبات إدارية أو أكاديمية، باستثناء الوصول إلى بعض المصادر والدراسات داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة".
ويضيف مستدركا: "مع ذلك، تمكنت من الحصول على عدد من المجموعات القصصية والدواوين الشعرية عبر المراسلات، رغم أن كثيرا من المنشورات في داخل الأراضي الفلسطينية لا تزال غير متاحة بسهولة".
ويستشهد الدكتور الخباص بتجربته الشخصية، مشيرا إلى أن كتابه، الذي نُشر عام 1996، تم اعتماده ضمن "مكتبة الأسرة" التابعة لوزارة الثقافة الأردنية، في خطوة تعكس الدعم المؤسسي الرسمي لنشر الإنتاج المعرفي المتعلق بالقدس.
ويضيف أن عددا من الجامعات الأردنية بادرت إلى اعتماد "مساق القدس" ضمن برامجها التدريسية لمختلف التخصصات، كما ناقشت أقسام التاريخ في الجامعات رسائل علمية تناولت موضوعات ذات صلة بالمدينة المقدسة، منها الأوقاف الإسلامية، والفترة العثمانية، إضافة إلى التاريخ الأردني المعاصر المرتبط بالقدس.
ولفت الدكتور الخباص إلى دور ملتقى القدس الثقافي، الذي يُعد منصة فاعلة في تعزيز المعرفة بالقدس من خلال تنظيم مسابقات، ودورات تدريبية، وورش عمل، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، موضحا أن الأنشطة المتنوعة المتعلقة بقضية القدس تشمل مجالات الرسم، والأدب، والشعر، والخاطرة، ويشارك فيها آلاف الطلبة من مختلف المراحل الدراسية، مما يعكس حالة الوعي المجتمعي والثقافي المستمرة تجاه المدينة المقدسة.
وكانت الحكومة الأردنية قد وقعت في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، اتفاقية مشروع وقفية القدس للبحث العلمي وجودة التعليم بالشراكة بين الجامعة الأردنية وجامعة القدس ومؤسسة منيب رشيد المصري للتنمية.
وتهدف الوقفة إلى توفير إطار مؤسسي منظم ومستدام لتأمين مصادر مالية متنامية لدعم إعداد وتأهيل الكوادر البشرية من فنيين وعلماء وباحثين من طلبة الجامعات الأردنية والفلسطينية، وإنتاج المعرفة والابتكارات والصناعات الإبداعية المتعلقة بمدينة القدس وغيرها من الموضوعات، وتأمين التمويل المالي لدعم الطلاب المتميزين، وذلك من خلال مئات المنح الدراسية.