مع اقتراب عامها الثالث وقف الحرب واستعادة مسار الثورة

تاج السر عثمان بابو

1

بدخولها  شهرها الرابع والعشرين، يكون قد مضي حوالي عامين على الحرب اللعينة وتدخل عامها الثالث التي انفجرت في 15 ابريل 2023، تدخل الحرب شهرها الـ 24 بكل ما تحمله من خراب ودمار..فقد تم تشريد أكثر من 12 مليون داخل وخارج البلاد في ظروف غير إنسانية، ويخيم شبح المجاعة الذي يهدد 26 مليون سوداني حسب بيانات الأمم المتحدة، إضافة لانهيار الخدمات الصحية والتعليم وتدمير البنية التحتية والصناعة والزراعة وخدمات الكهرباء والماء التي استهدفتها المسيرات، و قطع خدمة الاتصالات والانترنت التي أصبحت من الحقوق الأساسية للإنسان.

فضلا عن تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية التدهور المستمر في قيمة الجنية السوداني، وعدم صرف المرتبات، والارتفاع المستمر في الأسعار والخدمات والجمارك ، كما حدث أخيرا في الزيادات في تعريفة الكهرباء والماء، علما بأن زيادة الكهرباء مع الانقطاع المستمر فيها تؤدي إلى ارتفاع بقية الأسعار، اضافة للفساد في تصدير النحاس المنهوب من كوابل الكهرباء، مما أدى لخسائر كبيرة في قطاع الكهرباء، إضافة للخسائر في الصناعة والبنوك، ونهب ممتلكات وعربات ومنازل المواطنين من طرفي الحرب. فضلا عن أن إطالة  أمد الحرب وتصاعد الخطاب الاثني والعرقي  يهدد بتمزيق وحدة البلاد، وخطر تكوين حكومة موازية من الدعم السريع غير شرعية تهدد وحدة البلاد، والتعديلات في الدستور لتكريس الحكم العسكري في بورتسودان، اضافة للمزيد من تكوين المليشيات الإرهابية التي ارتكبت أبشع المجازر كما في التطهير العرقي وقطع الرؤوس وبقر البطون باسم الحهاد، مما يطيل ويهدد بالمزيد من الدمار واطالة أمد الحرب، ويهدد الأمن الإقليمي والدولي

2

لقد أكدت تطورات الأحداث بعد الحرب ان الهدف منها تصفية ثورة ديسمبر عميقة الجذور، ونهب ثروات البلاد من المحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب، وأن المتضرر الرئيسي  المواطن الذي استهدفه، طيران ومدافع  الجيش ومليشيات الدعم السريع، اضافة لتصفية واعتقال وتعذيب السياسيين والناشطين في لجان المقاومة والخدمات، في سجون طرفي الحرب.

جاءت الحرب امتدادا لانقلاب اللجنة الأمنية في 11 أبريل 2019 الذي قطع الطريق أمام الثورة وتحقيق أهدافها، ومجزرة فض الاعتصام التي كانت انقلابا دمويا، لكنه فشل بعد موكب 30 يونيو الذي كان ردا حاسما، ثم بعد ذلك تدخلت المحاور الاقليمية والدولية التي تحالفت مع العسكر والدعم السريع و”قوى الهبوط الناعم”، مما أدي للتراجع عن ميثاق إعلان قوى الحرية والتغيير، بالتوقيع على الوثيقة الدستورية المعيبة التي كرست الشراكة مع العسكر والدعم السريع، وقننت الدعم السريع دستوريا، وابقت على الاتفاقات الخارجية للنظام المدحور ومنها البقاء في حلف اليمن، وحتى الوثيقة الدستورية لم يتم الالتزام وتم خرقها كما في التوقيع على اتفاق جوبا الذي يعلو عليها، واستمر الخرق حتى انقلاب 25 أكتوبر 2021 الذي  أعاد التمكين وبعض ما تم استرداد من.اموال الشعب المنهوبة، ويخطط حاليا الإسلامويون للعودة للسلطة، والاستمرار في نهب ممتلكات وأراضي وثروات البلاد من الرأسمالية الطفيلية الاسلاموية، كما في محاولة نهب مشروع الجزيرة، ومحاولة  بيع أراضي وموانئ البلاد للمستثمرين الأجانب بثمن بخس، الخ.

3

لقد رفض المجتمع الإقليمي والدولي الحكومة الموازية التي تهدد وحدة البلاد وإشعال المنطقة، وتكرر تجربة انفصال الجنوب، اضافة لرفض حكومة بورتسودان الانقلابية غير الشرعية و المتورطة مع الدعم السريع في جرائم الحرب، فلا بديل غير  وقف الحرب والحل السلمي التفاوضي وخروج العسكر والدعم السريع من السياسة والاقتصاد والحكم المدني الديمقراطي.

4

مع التقدير للجهود الخارجية الهادفة لوقف الحرب، وتوصيل المساعدات الإنسانية، إلا أن الجهد الداخلي هو الحاسم، فمن خلال اوسع تحالف قاعدي جماهيري لوقف الحرب واسترداد الثورة، امتدادا لتجارب إجماع شعبنا في تحقيق الاستقلال 1956، وثورة أكتوبر 1964م، وانتفاضة مارس أبريل 1985، وثورة ديسمبر 2018، واستمراره في الصراع ضد الحلقة الشريرة للانقلابات العسكرية، التي صادرت الديمقراطية وقادت مع تفاقم الأزمة الوطنية العامة بعد الاستقلال للحرب الجارية حاليا.

يمكن من خلال أوسع إجماع وقف الحرب واسترداد الثورة واستعادة الحكم المدني الديمقراطي، والمحاسبة وعدم الإفلات من العقاب، وعدم إعادة التسوية مع العسكر والدعم السريع التي تعيد إنتاج الازمة والحرب، وعودة النازحين لقراهم ومنازلهم وتعمير مناطقهم، وتوصيل الاغاثات للمتضررين، وإعادة تعمير ما دمرته الحرب، وخروج العسكر والدعم السريع والمليشيات من السياسة والاقتصاد، والترتيبات الأمنية لحل كل المليشيات وجيوش الحركات، وقيام الجيش القومي المهني الموحد الذي يعمل تحت إشراف الحكومة المدنية. وقيام المؤتمر الدستوري الذي يتم فيه الاتفاق على شكل الحكم ودستور ديمقراطي وقانون انتخابات يفضي لانتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية.

الوسومالاستقلال الحرب الحكم المدني الديمقراطي الحكومة الموازية السودان المجتمع الدولي تاج السر عثمان بابو ثورة أكتوبر 1964 ثورة ديسمبر

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الاستقلال الحرب الحكم المدني الديمقراطي الحكومة الموازية السودان المجتمع الدولي ثورة أكتوبر 1964 ثورة ديسمبر الدعم السریع وقف الحرب

إقرأ أيضاً:

"فيلارو" يصل في أغسطس.. ننشر زمن الرحلات عبر القطار الكهرباء السريع

في خطوة تعكس تحولًا استراتيجيًا في منظومة النقل الجماعي داخل مصر، أعلنت وزارة النقل استعدادها لاستقبال أول قطار كهربائي فائق السرعة من طراز "فيلارو"، ضمن مشروع القطار الكهربائي السريع الذي تنفذه الدولة بطول يتجاوز 2000 كيلومتر، عبر ثلاث خطوط رئيسية تربط مختلف أنحاء الجمهورية.

موعد وصول أول قطار "فيلارو" إلى مصر

من المنتظر أن يصل القطار الأول إلى مصر في أغسطس المقبل، بعد شحنه من مصانع شركة "سيمنز" العالمية، التي تتولى تصنيع جميع الوحدات المتحركة للمشروع، بما يشمل:


41 قطارًا فائق السرعة (فيلارو) بسرعة تصميمية 250 كم/س وتشغيلية 230 كم/س.

94 قطارًا إقليميًا (ديزيرو) بسرعة تشغيلية 160 كم/س.

41 جرارًا كهربائيًا (فيكترون) بسرعة تشغيلية 120 كم/س.

وفيما تتولى شركات مصرية وطنية تنفيذ الأعمال المدنية للمشروع، يتعاون تحالف (سيمنز – أوراسكوم – المقاولون العرب) في تنفيذ الأنظمة الإلكتروميكانيكية، بما في ذلك أنظمة الجر الكهربائي، والإشارات، والاتصالات، وأنظمة التحكم الذكية.

زمن الرحلات عبر القطار الكهرباء السريع

تعد شبكة القطارات فائقة السرعة نقلة نوعية في وسائل النقل داخل مصر، ليس فقط من حيث السرعة والأمان، بل من حيث تقليص زمن الرحلات بين المدن الكبرى، على النحو التالي:

- من العين السخنة إلى الإسكندرية: ساعتان و10 دقائق.
- من العاصمة الإدارية الجديدة إلى مرسى مطروح: ساعتان و50 دقيقة.
- من الإسكندرية إلى مرسى مطروح: ساعة و50 دقيقة.

وتوفر هذه الشبكة، رحلات أسرع، بلا زحام أو تأخير، حيث تعيد رسم خريطة التنقل داخل مصر وتوفر تجربة سفر ذكية وصديقة للبيئة، ضمن شبكة تمتد لتخدم المدن الجديدة وربطها بمحاور التنمية.

مستقبل النقل الذكي

أكدت وزارة النقل، أن مشروع القطار الكهربائي السريع يأتي في إطار خطة الدولة للتحول إلى منظومة نقل جماعي مستدامة وآمنة وحديثة، تدعم جهود التنمية العمرانية والاقتصادية، وتقلل من الانبعاثات الكربونية، بما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للنقل الذكي في الشرق الأوسط.

مقالات مشابهة

  • مخالفة مرورية رادعة.. تحذير من تجاوز مسار الأتوبيس الترددي السريع BRT
  • "فيلارو" يصل في أغسطس.. ننشر زمن الرحلات عبر القطار الكهرباء السريع
  • الباب المقفول
  • شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)
  • شاهد بالفيديو.. الكشف عن تفاصيل خطيرة في خلاف شيخ الأمين و”شارون”.. الشيخ يصف “شارون” بالجاسوس الذي يعمل ضد القضية ويهدده بالتصفية من القوات.. هل أثبت الخلاف مناصرة شيخ الأمين للدعم السريع؟
  • وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود “إماراتية”
  • الحكيم: رأيت الرسول في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوص
  • الجيش السوداني يصد هجوما غرب كردفان والدعم السريع يسيطر على الدبيبات
  • معارك عنيفة في كردفان والدعم السريع يسترد "الدبيبات"
  • شاهد بالفيديو.. بعد ظهوره وهو يقاتل مع جنود الدعم السريع.. أيقونة الثورة دسيس مان يصرح: (أعاني من ضغوطات نفسية ومعنوية) وساخرون: (طيب والقضية تستمر كيف مع ضغوطاتك دي)