16 مارس، 2025

بغداد/المسلة: مركبات فارهة تثير الجدل في المجتمع العربي، حيث باتت رمزاً للنفوذ السياسي والمالي في ظل تصاعد ثقافة الاستعراض والمظاهر.

وتقود هذه السيارات المظللة، التي غالباً ما تتجاوز القوانين المرورية، شخصيات بارزة في الطبقة الحاكمة والثرية، بينما ينظر إليها المواطن العادي كدليل على اتساع الفجوة الطبقية.

وفي الآونة الأخيرة، لم يعد الأمر مقتصراً على الرجال، بل امتد ليشمل نساء الطبقة الراقية وحتى نجمات الموضة “الفاشنستات”، مما يعزز الانطباع بأن هذه المركبات ليست مجرد وسيلة نقل، بل أداة للتعبير عن الهيمنة الاجتماعية.

وتتجلى هذه الظاهرة بوضوح في انتشار سيارات مثل “جي كلاس” و”تاهو”، التي أصبحت مرتبطة بطبقة النخبة.

وعلى منصة إكس، تداول مغردون صوراً وتعليقات ساخرة حول هذه المركبات، حيث كتب أحد المستخدمين: “الجي كلاس ما عاد سيارة، صارت بطاقة تعريف للي فوق القانون”. فيما علق آخر: “شوف التاهو المظللة وأعرف مين وراها من غير ما تسأل”.

هذه التعليقات تعكس شعوراً شعبياً متزايداً بالغضب تجاه ما يرونه استغلالاً للسلطة والثروة، في وقت تكافح فيه شرائح واسعة من المجتمع لتلبية احتياجاتها الأساسية.

وليس هذا التباين مجرد انعكاس للثروة، بل يحمل أبعاداً سياسية وثقافية أعمق. ففي ظل الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها العديد من الدول العربية، يرى مراقبون أن استخدام هذه المركبات الفارهة يعزز الانقسام الاجتماعي فيما مبيعات السيارات الفاخرة في المنطقة ارتفعت بنسبة 12% خلال العام الماضي، رغم تراجع القدرة الشرائية للطبقة الوسطى بنسبة 18% في الفترة ذاتها.

وتؤكد هذه الأرقام أن السوق يتجه نحو تلبية احتياجات فئة محددة، مما يثير تساؤلات حول عدالة التوزيع الاقتصادي.

ويبرز دور وسائل التواصل الاجتماعي في تضخيم هذه الظاهرة. الفاشنستات، على سبيل المثال، يستخدمن هذه السيارات كجزء من هويتهن الرقمية، حيث تنتشر صورهن أمام “جي كلاس” أو داخلها كدليل على الفخامة.

وفي منشور  كتبت إحدى المؤثرات: “السيارة مش بس مواصلة، هي ستايل حياة”. هذا التوجه يعكس تحولاً في القيم الاجتماعية نحو الاستهلاك الواضح، وهو ما يرى فيه البعض تهديداً للهوية الثقافية التقليدية التي كانت تقدر البساطة.

في المقابل، يحذر خبراء من أن تفشي هذه الثقافة قد يؤدي إلى تصاعد التوترات الاجتماعية.

الباحث الاقتصادي د. أحمد الخالدي، في مقال  أشار إلى أن “الاستعراض بالثروة في ظل الفقر المتزايد قد يشعل شرارة احتجاجات جديدة”. هذا التحذير يتماشى مع ما يُرصد على الأرض، حيث بدأت دعوات شعبية تطالب بفرض قوانين أكثر صرامة على استخدام السيارات المظللة غير المرخصة.
 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

تنظيم مُلتقى لحكام النخبة تحسبا للموسم الكروي الجديد

نظمت المديرية الوطنية للتحكيم، ملتقى ما قبل الموسم لحكام النخبة بالقرية المتوسطية بوهران، تحضيرا للموسم الجديد 2025-2026.

وترأس مراسم افتتاح الملتقى الذي انطلق أمس الاثنين 11 أوت ويختتم بعد غدٍ الخميس. 14 من نفس الشهر، المدير الوطني للتحكيم، مهدي عبيد شارف، مع تسجيل حضور الحكم الدولي السابق، محمد حنصال.

وحسب بيان نشرته “الفاف” حث عبيد شارف، الحكام على مواصلة الجهود للارتقاء بمستوى التحكيم الوطني.

كما أبرزت الاتحادية أن اليوم الأول، خصص للاختبارات البدنية التي جرت بملحق مركب ميلود هدفي، متبوعة بالجانب النظري خلال فترة ما بعد الظهيرة، حيث تم عرض التحديثات القانونية والإرشادات التقنية الخاصة بالموسم القادم.

مشيرة في المقابل، إلى أن برنامج اليوم الثلاثاء، يتضمن الجانب التطبيقي الذي يشمل استخدام تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR).

مقالات مشابهة

  • تنظيم مُلتقى لحكام النخبة تحسبا للموسم الكروي الجديد
  • انطلاق تصفيات دوري أبطال النخبة وآسيا 2
  • «رافد لحلول المركبات» تحصد تصنيف 5 نجوم
  • أمانة بغداد تعيد المعمار والتراث الى شارع الرشيد
  • عبور الواقع الافتراضي.. كيف تعيد هذه التقنية تشكيل علاقتنا بالعالم؟
  • دعوة السوداني.. هل تعيد تشكيل علاقة دولة العراق بالفصائل المسلحة؟
  • تسبب حوادِث فُجائية.. ما هى غرامة المُراوغة بين المركبات؟
  • منافسات قوية ومشاركة نوعية ببطولة النخبة لألعاب القوى التي تقام في ملعب تشرين بدمشق
  • نفط العراق يبتلع ثلث التكوين الرأسمالي والخدمات الاجتماعية في المرتبة الثالثة
  • المرور: غرامة المراوغة بين المركبات تصل إلى 6 آلاف ريال