ترامب يرحّل أكثر من 230 فردًا من عصابة "ترين دي أراغوا" إلى السلفادور
تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT
في خطوة غير مسبوقة، أقدمت الولايات المتحدة على ترحيل أكثر من 230 فردًا من عصابة "ترين دي أراغوا" الفنزويلية إلى السلفادور، حيث أُودعوا في سجن شديد الحراسة، رغم صدور قرار قضائي يحظر تنفيذ العملية.
وأكد رئيس السلفادور نجيب أبو كيلة، يوم الأحد، أن بلاده استقبلت المرحّلين، الذين أُودعوا في مركز "سيكوت" لاحتجاز الإرهابيين، وهو سجن ضخم يستوعب 40 ألف سجين، حيث سيبقى المحتجزون لمدة عام واحد، مع إمكانية تمديد فترة احتجازهم.
واستند الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في قرار الترحيل إلى قانون "الأجانب الأعداء" لعام 1798، الذي يتيح ترحيل أفراد يُنظر إليهم على أنهم يشكلون تهديدًا للأمن القومي، وهو ما سمح له بالتعامل بسرعة مع أفراد العصابة الذين يُزعم تورطهم في جرائم خطف وابتزاز وقتل.
ولكن بعد يوم واحد فقط من تنفيذ القرار، أوقف قاضٍ فيدرالي في العاصمة واشنطن العمل بالقانون لمدة 14 يومًا، معتبرًا أن الترحيل استند إلى تفسير خاطئ، إذ ينص القانون على ضرورة وجود "أعمال عدائية" ترتكبها دولة أخرى ضد الولايات المتحدة، بحيث "ترقى إلى مستوى الحرب"، وهو ما لم ينطبق على هذه الحالة.
ونشر أبو كيلة مقطع فيديو عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، يُظهر لحظة وصول أفراد العصابة إلى السلفادور، حيث ظهروا مكبّلي الأيدي والأرجل، وتحت حراسة مشددة من قوات الأمن المدججة بالسلاح.
وأظهر الفيديو نقل بعضهم عبر عربات مصفحة، فيما أُجبر آخرون، وقد انحنوا برؤوسهم، على دخول الحافلات تحت رقابة الضباط الذين كانوا يدفعونهم بقوة.
التسلسل الزمني وردود الفعلجاءت عملية الترحيل بعد ساعات فقط من إصدار قاضٍ أمريكي قرارًا يمنع إدارة ترامب من تنفيذها. فقد أمر القاضي جيمس بواسبرغ بوقف عمليات الترحيل التي شملها إعلان ترامب، إلا أن القرار جاء متأخرًا، حيث كانت الطائرات قد أقلعت بالفعل متجهة إلى السلفادور.
من جانبه، علّق الرئيس أبو كيلة بسخرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي قائلاً: "عذرًا... فات الأوان".
وأكد وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، وصول أفراد العصابة المشتبه بهم إلى السلفادور، موجهاً شكره للرئيس السلفادوري، واصفًا إياه بـ"أقوى قائد أمني في منطقتنا".
وتأتي هذه العملية في إطار حملة ترامب المستمرة ضد الهجرة غير النظامية إلى الولايات المتحدة. ففي كانون الثاني/ يناير، وقع ترامب أمرًا تنفيذيًا أعلن فيه أن عصابتي "ترين دي أراغوا" وMS-13 منظمتان إرهابيتان أجنبيتان.
وخلال حملته الانتخابية، تعهد ترامب بتنفيذ أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة. ومع ذلك، أشار تقرير حديث إلى أن عدد المرحّلين من قبل إدارة الهجرة والجمارك (ICE) كان أقل في شباط/ فبراير 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق خلال إدارة جو بايدن، حيث بلغ عدد المرحّلين 11,000 شخص في شباط/ فبراير 2025، مقارنة بـ 12,000 في الشهر نفسه من عام 2024.
اتفاقية بقيمة 6 ملايين دولار بين السلفادور والولايات المتحدةيُعد الاتفاق بين الولايات المتحدة والسلفادور خطوة لتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. ووفقًا لوكالة أسوشيتد برس، وافقت الولايات المتحدة على دفع 6 ملايين دولار للسلفادور مقابل احتجاز 300 عضو من عصابة "ترين دي أراغوا" لمدة عام.
وعلّق أبو كيلة على الاتفاق قائلاً: "بالنسبة للولايات المتحدة، المبلغ ضئيل، لكنه كبير بالنسبة لنا"، مشيرًا إلى أن هذه الصفقة ستساعد أيضًا في تمويل سجن "سيكوت" الضخم.
ووصف روبيو الاتفاق بأنه صفقة تتيح ترحيل الأفراد الذين انتهكوا قوانين الهجرة الأمريكية. وبموجب هذا الاتفاق، يمكن للحكومة الأمريكية ترحيل مهاجرين من دول أخرى، حتى وإن لم يكونوا من حاملي الجنسية السلفادورية، إلى السلفادور.
من جهتها، رفضت حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو اللجوء إلى القانون الأمريكي "الذي ينطوي على مفارقة تاريخية" لترحيل المشتبه في انتمائهم إلى عصابات، معتبرة أن ذلك يشكل انتهاكًا لحقوق المهاجرين.
المصادر الإضافية • AP
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية السلفادور تفتح أبوابها لـ "المجرمين الخطرين" المرحّلين من الولايات المتحدة بايدن يستبق ولاية ترامب ويمدد ل 18 شهرا إقامة 800 ألف مهاجر من فنزويلا والسلفادور وأوكرانيا والسودان السلفادور: منظمات غير حكومية تدق ناقوس الخطر.. كل يوم يختفي شخص بسبب الحملة الأمنية ترحيل - طردفنزويلاالإرهابدونالد ترامبعصاباتالسلفادورالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب سوريا فرنسا قطاع غزة بلغراد إسرائيل دونالد ترامب سوريا فرنسا قطاع غزة بلغراد ترحيل طرد فنزويلا الإرهاب دونالد ترامب عصابات السلفادور إسرائيل دونالد ترامب سوريا فرنسا ألكسندر فوتشيتش صربيا سياسة قطاع غزة حركة حماس فلاديمير بوتين ضحايا احتجاجات بلغراد الولایات المتحدة إلى السلفادور یعرض الآنNext المرح لین أبو کیلة
إقرأ أيضاً:
واشنطن تعلن زيادة عدد الدول المحظورة بالسفر إلى أكثر من 30
أكدت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية كريستي نويم أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تخطط لزيادة قائمة الدول التي يشملها حظر السفر إلى الولايات المتحدة، وقالت نويم، لشبكة "فوكس نيوز"، إن: "القائمة ستشمل أكثر من 30 دولة، دون تحديد العدد الدقيق".
President Trump and Secretary Noem stand with the men and women of @ICEgov as they continue to protect and defend our homeland.
To the violent rioters and sanctuary politicians: You will not stop us. This administration will not be intimidated. pic.twitter.com/buJwz2aX7I — Homeland Security (@DHSgov) December 5, 2025
وأضافت: "الرئيس يواصل تقييم الدول وإذا لم تكن لديهم حكومة مستقرة، والدولة قادرة على دعم نفسها وتُطلعنا على هوية هؤلاء الأفراد وتساعدنا في التحقق من هوياتهم، فلماذا نسمح لأشخاص من تلك الدولة بالقدوم إلى الولايات المتحدة؟"، فيما ألقت باللوم على إدارة بايدن في أزمة الهجرة الحالية، بما في ذلك تراكم أكثر من مليون طلب لجوء.
وتابعت: "حتى لو أراد الناس القدوم وطلب اللجوء بشكل موثوق، لم يتمكنوا من ذلك لأن إدارة الرئيس السابق جو بايدن سمحت لهم بالقدوم إلى هنا، وتركتهم يتصرفون بحرية تامة في الولايات المتحدة وأراضينا وبلدنا، ثم لم يدققوا في ملفاتهم وتراكموا طلباتهم".
وذكرت أن الإدارة تراجع "كل تأشيرة" و"كل طلب لجوء"، فيما زعمت بوجود احتيال واسع النطاق من قبل المهاجرين الصوماليين، الذين لطالما انتقدهم ترامب، وقالت: "إذا كان قد مُنح خلال إدارة بايدن، فسننظر فيه، وإذا كان احتيالًا يا لورا، فسنطرد هؤلاء الأشخاص من بلدنا".
وفي الـ2 من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، أعلنت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية كريستي نويم، عقب اجتماعها مع الرئيس ترامب، عن توصيتها بفرض "حظر سفر كامل" على كل دولة تعتبرها مسؤولة عن إرسال قتلة إلى الولايات المتحدة، على حد تعبيرها، وقالت نويم في منشور على منصة "إكس": "الولايات المتحدة لم تُنشأ لغزاة أجانب يذبحون أبطالنا، أو يمتصون أموال دافعي الضرائب التي كسبناها بشق الأنفس، أو ينتزعون المزايا المستحقة للأمريكيين. لا نريدهم ولا أحد منهم".
I just met with the President.
I am recommending a full travel ban on every damn country that's been flooding our nation with killers, leeches, and entitlement junkies.
Our forefathers built this nation on blood, sweat, and the unyielding love of freedom—not for foreign… — Kristi Noem (@KristiNoem) December 1, 2025
وأكدت نويم أن "القدوم إلى الولايات المتحدة امتياز وليس حقًا، ومن لا يلتزم بقيم الولايات المتحدة، ولا يحترم قوانينها وثقافتها، لن يكون موضع ترحيب هنا تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب"، وجاءت تصريحات نويم بعد يوم من دفاعها عن تهديد الرئيس ترامب بـ"إيقاف دائم" للهجرة مما سماه "دول العالم الثالث"، دون الكشف عن أسماء هذه الدول، وذكرت نويم في برنامج "لقاء الصحافة" على شبكة NBC، أن: "عدم الاستقرار في دول العالم الثالث خلق مخاطر غير مقبولة".
واقترح ترامب مفهوم "الهجرة العكسية"، موضحًا أنه يشمل "طرد الأشخاص الموجودين في البلاد والذين لا ينبغي لهم أن يكونوا هنا"، وكتب على منصة Truth Social: "أوقف الهجرة بشكل دائم من جميع دول العالم الثالث للسماح للنظام الأمريكي بالتعافي الكامل، وإنهاء ملايين القبولات غير القانونية لبايدن، بما في ذلك تلك التي وقعها جو بايدن النعسان، وإزالة أي شخص ليس أصلًا صافيًا للولايات المتحدة، أو غير قادر على حب بلدنا، وإنهاء جميع المزايا والإعانات الفيدرالية لغير المواطنين في بلدنا، وإلغاء جنسية المهاجرين الذين يقوضون الهدوء المحلي، وترحيل أي مواطن أجنبي يشكل عبئًا على العامة، أو خطرًا أمنيًا، أو غير متوافق مع الحضارة الغربية".
ويأتي هذا التصعيد في أعقاب حادثة إطلاق النار على اثنين من أفراد الحرس الوطني في واشنطن قبل أيام، والتي دفع ترامب وإدارته إلى تشديد إجراءات الهجرة وتصعيد خطابهم المناهض للهجرة بشكل واضح، حيث أوقفت وزارة الخارجية الأمريكية مؤخرًا إصدار التأشيرات لحاملي جوازات السفر الأفغانية، بينما أعلنت دائرة الهجرة الأمريكية مراجعة جميع البطاقات الخضراء الممنوحة لأشخاص من 19 دولة وصفتها بالـ"مثيرة للقلق"، من ضمنها أربع دول عربية.