وسط عاصفة من الانتقادات والاتهامات بالتطهير العرقي، قال تقرير إن موظفين من معهد توني بلير (TBI)، وهو مركز أبحاث بريطاني، شاركوا في مشروع لتطوير غزة بعد انتهاء الحرب مع إسرائيل.

يبدو أن المشروع، الذي ينأى المعهد بنفسه عن نتائجه، يتوخى إقامة "ريفييرا ترامب" و"منطقة تصنيع ذكية على غرار منطقة إيلون ماسك".

وذكرت صحيفة (فاينانشال تايمز) البريطانية أن الخطة مُقدمة في عرض تقديمي، يقوده رجل أعمال إسرائيلي، وتُستخدم في النماذج المالية التي طورتها مجموعة بوسطن الاستشارية (BCG).

وأفادت فاينانشال تايمز أن الخطة، التي أُطلق عليها اسم "الثقة الكبرى"، والتي تم تبادلها مع إدارة ترامب، تُعيد تصور غزة كمركز تجاري مزدهر.

ويُقال أيضًا إنها تقترح دفع نصف مليون فلسطيني لمغادرة المنطقة، مع جذب مستثمرين من القطاع الخاص لتطوير غزة. ارتبط اسم معهد توني بلير (TBI) بمشروع أُدين على نطاق واسع لاقتراحه التطهير العرقي لغزة، والذي يتضمن إعادة تطوير شاملة للقطاع المحاصر بعد الحرب.

الثقة الكبرى

وتتضمن الخطط "ريفييرا ترامب" وبنية تحتية تحمل أسماء ملوك الخليج الأثرياء، وفقًا لوثائق اطلعت عليها صحيفة (فاينانشال تايمز) (FT) وكُشف عنها يوم الأحد.

وضعت هذه الرؤية، الموضحة في عرض تقديمي بعنوان "الثقة الكبرى"، مجموعة من رجال الأعمال الإسرائيليين بدعم من مستشارين في مجموعة بوسطن الاستشارية (BCG).

وافترضت خطة مجموعة بوسطن الاستشارية أن 25% على الأقل من الفلسطينيين سيغادرون "طواعية"، وأن معظمهم لن يعود أبدًا.

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان للفلسطينيين أي خيار في هذا الشأن، لكن المقترح أُدين على نطاق واسع باعتباره تطهيرًا عرقيًا لسكان المنطقة الأصليين.

ويهدف المشروع إلى تحويل القطاع الذي حوّلته إسرائيل إلى أنقاض إلى مركز استثماري مربح. كان محور الاقتراح هو مخططات تجارية قائمة على تقنية بلوكتشين، ومناطق اقتصادية خاصة بضرائب منخفضة، وجزر اصطناعية على غرار ساحل دبي.

وعلى الرغم من إصرار معهد توني بلير على عدم تأييده أو تأليفه لهذه الشريحة، إلا أن اثنين من موظفيه شاركا في مناقشات متعلقة بالمبادرة.

يشار إلى أن معهد توني بلير كان تأسس على يد رئيس الوزراء البريطاني العمالي السابق توني بلير عام ٢٠١٦ بهدف الترويج لإصلاح السياسات العالمية ومكافحة التطرف.

وثيقة داخلية

ووُزِّعت وثيقة داخلية لمعهد توني بلير - بعنوان "المخطط الاقتصادي لغزة" - ضمن فريق المشروع، وحددت مقترحات اقتصادية وبنية تحتية طموحة.

وشملت هذه المقترحات إنشاء ميناء عميق يربط غزة بالممر بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، ورؤى لإنشاء جزر اصطناعية قبالة الساحل.

يذكر أنه على عكس مقترح رجال الأعمال الإسرائيليين، لم تقترح وثيقة معهد توني بلير نقل الفلسطينيين - وهي فكرة أيدها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأُدينت دوليًا باعتبارها خطة لتطهير غزة عرقيًا.

وبينما تداخلت بعض الأفكار، يُصرّ معهد بلير على أنه لم يلعب أي دور في صياغة أو الموافقة على العرض التقديمي المدعوم من مجموعة بوسطن الاستشارية.

لا تورط

ويقول موقع (ميدل إيست آي) إنه في البداية، نفى معهد بلير أي تورط له، حيث صرّح متحدث باسمه لصحيفة فاينانشال تايمز: "روايتكم خاطئة تمامًا... لم يشارك معهد بلير في إعداد العرض التقديمي". ومع ذلك، بعد أن قدمت فاينانشال تايمز أدلة على وجود مجموعة رسائل مكونة من 12 شخصًا، تضم موظفي معهد بلير ومستشاري مجموعة بوسطن الاستشارية ومنظمين إسرائيليين، أقرّ المعهد بأن موظفيه كانوا على دراية بالمناقشات ذات الصلة وحاضرين فيها. وأوضح المتحدث باسم المعهد: "لم نقل قط إن معهد بلير يعلم شيئًا عما تعمل عليه هذه المجموعة".

ويزعم معهد بلير أنه كان في "وضع استماع" وأن ورقته الداخلية كانت واحدة من العديد من التحليلات لسيناريوهات ما بعد الحرب قيد الدراسة.

وتضم المجموعة التي تقف وراء الاقتراح مستثمرين إسرائيليين بارزين في مجال التكنولوجيا، مثل ليران تانكمان ورجل الأعمال مايكل آيزنبرغ. ويُقال إن كلاهما لعب دورًا في إنشاء مؤسسة غزة الإنسانية (GHF).

شوّه الجدل مصداقية مؤسسة GHF. فقد شهد إطلاق البرنامج بشكل فوضوي مقتل ما لا يقل عن 700 فلسطيني وإصابة أكثر من 4000 آخرين على يد القوات الإسرائيلية أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين إسرائيل وحماس تستأنفان المحادثات غير المباشرة ونتنياهو يلتقي ترمب القوى: وقف حرب الإبادة في غزة أولوية وطنية صحة غزة تعلن حصيلة شهداء وإصابات العدوان الأكثر قراءة حماس تُعقّب على التصعيد الإسرائيلي الكبير في مناطق قطاع غزة كافة رئيس جمعية الهلال الأحمر يلتقي الأمير ويليام لبحث الاستجابة الإنسانية في غزة انقسام داخل الكابينت بشأن مستقبل الحرب في غزة الجيش الإسرائيلي يقر باستهداف منتظري المساعدات في غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: مجموعة بوسطن الاستشاریة فاینانشال تایمز معهد تونی بلیر معهد بلیر فی غزة

إقرأ أيضاً:

تايمز: هذه العوامل تجعل الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة مستحيلا

#سواليف

يتزايد الحديث عن تعقيد #الانتقال إلى #المرحلة_الثانية من #اتفاق_وقف_إطلاق_النار في قطاع #غزة، في ظل تأكيد حركة حماس التزامها ببنود الاتفاق كاملة، رغم #خرق ” #إسرائيل ” المتواصل للاتفاق، وتشددها في عدم إبداء أي مرونة في هذا الملف قبل تسليم آخر جثة إسرائيلية، وسط استمرار عمليات البحث عنها في القطاع.

وفي هذا السياق، تناولت صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية، الأسباب التي تعيق الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة. وقال الصحفي مارك أوربان، المتخصص في شؤون الدفاع والشؤون الخارجية، في مقاله إنه رغم الجهود المبذولة لتحديد مستقبل غزة ومن سيعزز السيطرة عليها قبل لقاء مقرر بين الرئيس الأميركي دونالد #ترامب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين #نتنياهو نهاية الشهر الجاري، تبدو المرحلة الثانية مستحيلة في ظل الظروف الحالية.

ولفت أوربان إلى تحذير رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني من عواقب تجميد الانسحاب الإسرائيلي، مؤكدا احتمال تجدد الصراع.

مقالات ذات صلة تصعيد مرتقب في القدس.. جماعات المعبد تحشد لاقتحامات واسعة خلال عيد “الحانوكاه” 2025/12/14

وفي هذا السياق، قال الكاتب إن الاحتلال قتلت قائدا كبيرا في حركة حماس، في إشارة إلى اغتيال رائد سعد، أمس السبت، وهذا يعكس مخاطر الجمود المستمر. وفي المقابل، عبّر نتنياهو عن تفاؤله، ولكن إران إيتزيون نائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، أشار إلى أن نتنياهو قد يكون يستهدف تفشيل الخطة واستغلال “تردد” حماس من أجل تجميد العملية.

ومن التحديات الكبرى، وفق أوربان، هو نزع سلاح حماس التي أشارت إلى أنها قد تتخلى عن الأسلحة الثقيلة ولكنها ترفض التخلص من الأسلحة النارية، مضيفا أن باسم نعيم، المسؤول في حماس، أشار إلى إمكانية تجميد أو تخزين الأسلحة.

ومن ضمن المشاكل التي تكتنف الانتقال إلى المرحلة الثانية، ويقول أوربان إن جزءا كبيرا من المشكلة يتركز في تحديد دور القوة الدولية المستقرة والجهات التي ستراقب عملية نزع السلاح. وينسب إلى نعيم رفضه وجود قوة دولية تقوم بالإشراف على نزع سلاح حماس، مؤكدا أن دورها يجب أن يكون على الحدود فقط لمنع التصعيد.

ويرى أوربان أن موقف حماس هذا يمثل إشكالا يؤثر على استعداد الدول لإرسال قوات لتستقر في غزة، إذ إن الدول مثل أذربيجان وإندونيسيا وباكستان تواجه تحديات سياسية داخلية تمنعها من المشاركة في هذه المهمة.

ويلفت أوربان إلى المقترحات المطروحة ومنها استبدال وحدات حماس المسلحة بقوة شرطة فلسطينية جديدة، ليقول إذا كانت هذه القوة تتكون من مقاتلين سابقين من الفصائل المسلحة، فإنه يشكك في قدرتها على نزع سلاح حماس، مضيفا أن هذه النقطة تزيد من تعقيد الوضع وتجعل الأمور أكثر غموضا حول مدى جدية واستدامة أي حلول مستقبلية.

ويبين أوربان إن الأمر الذي يزيد الشكوك حول استمرار وقف إطلاق النار والانتقال إلى المرحلة التالية من خطة السلام “هو استمرار العنف بين الجيش الإسرائيلي وحماس منذ بدء وقف إطلاق النار في العاشر من أكتوبر الماضي”.

ويوضح أن تصريحات قائد الجيش الإسرائيلي إيال زامير زادت من شكوك الدبلوماسيين، إذ أشار زامير إلى أن الخط الأصفر قد يصبح الحدود الجديدة مع غزة، وهذا يعني أن إسرائيل قد تحتفظ بنصف القطاع بشكل دائم، وهذا يعيق أي تقدم نحو السلام الشامل، وفق أوربان.

ويرى أوربان أنه من المشاكل الأساسية في تنفيذ الخطة هو معارضة حماس لوجود قوات أجنبية، وهذا يجعل من الصعب جذب الدول للمشاركة في قوة استقرار دولية. وحتى الآن، فإن الدول التي كانت مستعدة في البداية بدأت تشكك في مشاركتها بسبب الشروط غير المحددة لمهام وقوانين الاشتباك الخاصة بالقوة الدولية.

ويشير أوربان إلى أن العوامل السياسية الداخلية في الدول المساهمة مثل الولايات المتحدة، المملكة المتحدة وفرنسا تجعل من الصعب تقديم دعم مستدام لأي نوع من اتفاقية سلام في غزة.

ويختم أنه من غير المتوقع أن تقدم الولايات المتحدة قوات برية على الرغم من محاولتها تشجيع حلفائها عبر تقديم جنرال أميركي لقيادة القوة، وذلك بسبب معارضة قاعدة ترامب للحروب الخارجية.

مقالات مشابهة

  • سمو رئيس مجلس الوزراء يزور معالي المستشار الشيخ فيصل الحمود في بوسطن للاطمئنان على صحته
  • تايمز: هذه العوامل تجعل الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة مستحيلا
  • “وثائق إبستين”.. رئيس وزراء إسرائيلي سابق ضمن مجموعة صور نشرها الديمقراطيون / صورة
  • لماذا قلق الجميع من بلير؟
  • ظهور ترامب وكلينتون وغيتس في مجموعة جديدة من صور إبستين
  • ضبط ساحر في لحج.. قوات حزام الأمني توقف شخص متورط بأعمال السحر الشعوذة
  • ذا تايمز تكشف عن لقاءات سرية بين الانتقالي ومسئولين صهاينة
  • “ذا تايمز” تكشف عن لقاءات سرية بين الانتقالي وكيان العدو الصهيوني
  • ماذا وراء استبعاد توني بلير من مشهد إدارة غزة في المرحلة المقبلة؟
  • تقارير: ملادينوف بدلا من بلير وجنرال أمريكي عمل بلبنان على رأس “قوة دولية” في غزة