معارك البحر الأحمر تشتعل بين أنصار الله والولايات المتحدة.. ودعوات دولية للتهدئة والحوار
تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT
صنعاء"وكالات": اشتعلت معارك البحر الأحمر مجددا بين "أنصار الله" والولايات المتحدة في تصعيد خطير فيما دعت أوساط دولية للتهدئة والحوار.و تبنت جماعة "أنصار الله" في اليمن هجوما ثانيا ضد حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر خلال أربع وعشرين ساعة ردّا على ضربات أميركية على اليمن أوقعت 53 قتيلا فيما شنت الولايات المتحدة غارات جوية جديدة على اليمن اليوم الاثنين موسعة بذلك أكبر عملية عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط منذ تولي الرئيس دونالد ترامب.
ودعا زعيم "أنصار الله"عبد الملك الحوثي في كلمة متلفزة أنصاره إلى الخروج في مسيرات "مليونية" في صنعاء ومختلف المدن اليمنية، تنديدا بالضربات التي تعد الأولى في ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأعلن "أنصار الله" فجرا في بيان على تلغرام عن استهداف حاملة طائرات أميركية للمرة الثانية.
وقال البيان أن "أنصار الله" استهدفوا "بعون الله تعالى وللمرة الثانية خلال 24 ساعة حاملة الطائرات الأميركية يو اس اس هاري ترومان في شمال البحر الأحمر وذلك بعدد من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيّرة في اشتباك استمر لعدة ساعات".
وكانت قناة المسيرة التابعة "أنصار الله" قد أفادت ليل الأحد الاثنين بأنّ محافظة الحديدة الساحلية الخاضعة لسيطرتهم في غرب اليمن تعرضت لغارتين أميركيتين، وذكرت قناة المسيرة أن الغارات استهدفت مدينة الحديدة ومحافظة الجوف شمالي العاصمة صنعاء غداة غارات مماثلة استهدفت صنعاء ومناطق أخرى بالبلاد أسفرت عن استشهاد 53 شخصا بينهم نساء وأطفال وإصابة نحو 100 بجروح، وفق وزارة الصحة التابعة ل"أنصار الله".
وأشارت القناة إلى وقوع "عدوان أمريكي بغارتين استهدفتا محلجا للقطن في مديرية زبيد" في محافظة الحديدة التي سبق أن تعرضت لضربات إسرائيلية العام الماضي، إضافة إلى سفينة "غالاكسي ليدر" التي استولى عليها "أنصار الله" في تنوفمبر 2023.
وتأتي الغارات التي قال مسؤول أمريكي إنها قد تستمر أسابيع في وقت تكثف فيه واشنطن ضغوطها على إيران من خلال فرض عقوبات لإجبارها على التفاوض بشأن برنامجها النووي.
وذكر زعيم "أنصار الله" عبد الملك الحوثي الأحد أن الجماعة ستستهدف السفن الأمريكية في البحر الأحمر ما دامت الولايات المتحدة مستمرة في هجماتها على اليمن.وقال في كلمة بثها التلفزيون "إذا استمر في عدوانه، سنستمر في التصعيد".
وقال مسؤول أمريكي إن طائرات حربية أمريكية أسقطت 11 طائرة مسيرة تابعة للأنصار الله الأحد، ووزعم ان مسيرات "أنصار الله" لم يقترب أي منها من حاملة الطائرات الأمريكية ترومان. وأضاف المسؤول أن القوات الأمريكية تعقبت أيضا صاروخا سقط قبالة سواحل اليمن.
وقال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث لبرنامج (صنداي مورنينج فيوتشرز) على قناة فوكس نيوز "في اللحظة التي يقول فيها "أنصار الله" إننا سنتوقف عن إطلاق النار على سفنكم، سنتوقف عن إطلاق النار على طائراتكم المسيرة. ستنتهي هذه الحملة، ولكن حتى ذلك الحين، ستستمر (الحملة) بلا هوادة".
وأضاف أن عودة حرية الملاحة يمثل مصلحة وطنية أساسية للولايات المتحدة، وأن إيران "تدعم الحوثيين منذ فترة طويلة جدا".وتابع قائلا "من الأفضل لهم أن يتراجعوا".
وكان "أنصار الله" أعلنوا قبل أيام عزمهم على استئناف هجماتهم على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر امتدادا إلى بحر العرب، حتى "إعادة فتح المعابر" وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
وردا على هذا التصعيد في خط التجارة البحري هذا، دعت الأمم المتحدة الطرفين إلى "وقف كل الأنشطة العسكرية"، فيما جددت الصين دعوتها إلى الدبلوماسية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ إن "الأسباب خلف الوضع في البحر الأحمر ومسألة اليمن معقدة ويجب حلها بشكل مناسب عبر الحوار والتفاوض".
وهاجم "أنصار الله" إسرائيل وطرق الملاحة في البحر الأحمر خلال حرب غزة، تضامنا مع الفلسطينيين.
ونفّذ "أنصار الله" الذين ينتمون إلى "محور المقاومة" منذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر 2023، مئات الهجمات على سفن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وخليج عدن. وتوقفوا لبعض الوقت بعد بدء تطبيق الهدنة في 19 يناير.
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل والتز أعلن الأحد أن الضربات التي نفّذتها القوات الأميركية ليل السبت على مناطق واقعة تحت سيطرة "أنصار الله" في اليمن، قتلت "العديد" من قادة الحركة. ووجّه تحذيرا إلى إيران بوجوب التوقف عن دعم "أنصار الله" وهجماتهم على السفن في البحر الأحمر.
وقال لمحطة "إيه بي سي" إن الولايات المتحدة "لن تحاسب "أنصار الله" فحسب، بل سنحاسب إيران، داعمتهم، أيضا".
وأضاف "إذا كان هذا يعني استهداف السفن التي أرسلها مدرّبوهم الإيرانيون للمساعدة وأشياء أخرى أرسلوها لمساعدة "أنصار الله" على مهاجمة الاقتصاد العالمي، فإن هذه الأهداف ستكون على الطاولة أيضا".
وفي تصريح لمحطة "فوكس نيوز"، قال والتز إن الضربات "تحذير لإيران من أن الكيل قد طفح".
وتوعّد وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث الأحد "أنصار الله" بحملة صاروخية "لا هوادة فيها" حتى تتوقف هجماتهم.
وقال هيغسيث في مقابلة مع محطة "فوكس بيزنس"، "أريد أن أكون شديد الوضوح، زاعما هذه الحملة تتعلق بحرية الملاحة واستعادة الردع".
وزعم هيغسيث أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى الانخراط في حرب طويلة الأمد في الشرق الأوسط. وقال "لا يهمنا ما يحدث في الحرب الأهلية اليمنية".
وأضاف "الأمر يتعلق بوقف إطلاق النار على سفن في هذا الممر المائي الحيوي، وإعادة حرية الملاحة، وهي مصلحة وطنية أساسية للولايات المتحدة" دون أن يشير الى أصل الخلاف وعلاقته بالعدوان الاسرائيلي على غزة وحصار القطاع واغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات .
وكان ترامب أول من أعلن عبر منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشل"، شنّ الضربات الأميركية. وكتب مخاطبا "أنصار الله" : انتهى وقتكم، ويجب أن تتوقف هجماتكم، بدءا من اليوم. إذا لم تفعلوا ذلك، سينهمر عليكم الجحيم مثلما لم تروا من ذي قبل!".
ودعا من جهة أخرى طهران إلى الكفّ عن دعم "أنصار الله" "فورا".
وأضاف "دعم "أنصار الله" ينبغي أن يتوقف فورا. لا تهددوا الشعب الأميركي ورئيسه وطرق الملاحة البحرية العالمية. وإذا فعلتم ذلك، حذارِ، لأن أمريكا ستحملكم كامل المسؤولية".
وردّت طهران على لسان وزير خارجيتها عباس عراقجي بالقول على منصة إكس، إن الولايات المتحدة "ليس لها الحق في إملاء" سياسة إيران الخارجية.
وحذّر قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي من أن طهران ستردّ على أي هجوم قد تتعرض له.
وقال سلامي في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي الإيراني اليوم "إيران لن تشنّ حربا، لكن إذا هددها أحد، ستردّ بشكل مناسب وحاسم وقاطع".
وطالبت الأمم المتحدة الولايات المتحدة و"أنصار الله" في اليمن بوقف هجماتهما بعد تصعيد عسكري "يهدد بمفاقمة التوترات الإقليمية".وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش في بيان "ندعو إلى أقصى درجات ضبط النفس ووقف جميع الأنشطة العسكرية".
وأضاف أن "أي تصعيد إضافي قد يفاقم التوترات الإقليمية، ويؤجج دورات الانتقام التي قد تؤدي إلى مزيد من زعزعة استقرار اليمن والمنطقة، وتشكل مخاطر جدية على الوضع الإنساني المتردي أصلا في البلاد".
ودعت الصين اليوم الاثنين إلى "الحوار" وخفض التصعيد في البحر الأحمر. وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ "تعارض الصين أي تحرّك يؤدي إلى تصعيد الوضع في البحر الأحمر".
وفي موسكو، أفادت الخارجية الروسية بأن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو تواصل هاتفيا مع نظيره سيرغي لافروف السبت، وأبلغه بأن واشنطن قررت شنّ ضربات ضد "أنصار الله" .
وقالت إن لافروف أبلغ روبيو بضرورة أن تمتنع واشنطن عن "استخدام القوة" في اليمن والشروع في "حوار سياسي".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی البحر الأحمر أنصار الله فی الیمن
إقرأ أيضاً:
«أنصار الله» تهدد بإغلاق باب المندب: خياراتنا المقبلة ستكون موجعة
هددت جماعة “أنصار الله” اليمنية، باتخاذ إجراءات عسكرية تصعيدية جديدة رداً على استمرار العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة، من بينها إغلاق مضيق باب المندب، أحد أهم الممرات البحرية العالمية، والواقع بين البحر الأحمر وخليج عدن.
وقال قائد “كتائب الوهبي”، اللواء بكيل الوهبي، في تصريحات نشرتها صحيفة “الثورة” الحكومية في صنعاء، إن “الخيارات العسكرية المقبلة ستكون موجعة للعدو الإسرائيلي وشركائه”، مؤكداً أن من بين هذه الخيارات “إغلاق مضيق باب المندب تدريجياً أو نهائياً إذا استمر العدوان على غزة”.
وأضاف الوهبي أن هذا الإجراء سيكون وسيلة “لإجبار العالم على تحمّل مسؤوليته تجاه المجاعة التي تضرب القطاع بفعل الحصار الإسرائيلي الأميركي”، مشدداً على أن “اليمن لن يقف مكتوف الأيدي أمام جرائم الحرب والإبادة الجماعية”.
ويأتي هذا التصعيد بعد يومين من إعلان المتحدث العسكري باسم الجماعة، العميد يحيى سريع، أن “أنصار الله تدرس مزيداً من الخيارات العسكرية التي من شأنها وقف الحرب على غزة”.
وكان زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، قد أعلن مؤخراً أن قواته نفّذت منذ نوفمبر 2023 أكثر من 1679 عملية هجومية باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة وزوارق حربية استهدفت إسرائيل والسفن المرتبطة بها، بالإضافة إلى أهداف تابعة للولايات المتحدة وبريطانيا.
وشملت العمليات الأخيرة استهداف مطار بن غوريون بصاروخ باليستي فرط صوتي من طراز “فلسطين2″، فضلاً عن هجمات متزامنة على ميناء إيلات ومطار رامون ومنشآت عسكرية في أسدود وتل أبيب.
وردّت إسرائيل بقصف جوي على ميناء الحديدة غرب اليمن، ما أسفر عن اندلاع حريق هائل وخسائر مادية، بحسب مصادر محلية.
وتواصل جماعة “أنصار الله” منذ نوفمبر الماضي شن هجمات على السفن الإسرائيلية والغربية في البحر الأحمر وخليج عدن، في إطار ما تصفه بـ”الرد الاستراتيجي على العدوان في غزة”، ورغم توصل الجماعة إلى اتفاق مع واشنطن في مايو الماضي لوقف إطلاق النار بين الجانبين، إلا أن “أنصار الله” أكدت أن الاتفاق لا يشمل وقف العمليات ضد إسرائيل، وتسيطر الجماعة على العاصمة صنعاء وأغلب مناطق شمال ووسط اليمن منذ 2014، في حين يقود تحالف عربي بقيادة السعودية عمليات دعم للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق منذ 2015.
يونيسف: وفاة 39 ألف طفل في اليمن العام الماضي بأمراض يمكن الوقاية منها وتحذير أممي من تفشي شلل الأطفال
كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، عن وفاة أكثر من 39 ألف طفل في اليمن خلال عام 2024، جراء إصابتهم بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات، ما يعادل وفاة طفل واحد كل 13.5 دقيقة، في ظل أزمة صحية متفاقمة يعاني منها البلد المنكوب بالحرب منذ عقد.
وذكرت المنظمة الأممية، في تقرير نُشر عبر موقعها، أن 242 ألف طفل لم يتلقوا جرعتهم الأولى من اللقاحات الروتينية، مما يعكس تدهورًا خطيرًا في برامج التحصين الأساسية في اليمن، التي تُعد من أولى خطوط الدفاع ضد الأمراض القاتلة والمعدية.
وأكدت “يونيسف” أن الوضع ازداد سوءاً مع تفشي سلالة من فيروس شلل الأطفال من النوع الثاني، تسببت بإصابة عشرات الأطفال بالشلل الدائم في مختلف أنحاء البلاد. واستجابة لذلك، أُطلقت حملة تلقيح وطنية استهدفت أكثر من 1.4 مليون طفل دون سن الخامسة، في 120 مديرية ضمن 12 محافظة يمنية.
ونفذت الحملة بقيادة وزارة الصحة اليمنية، وبدعم من “يونيسف”، منظمة الصحة العالمية، و”المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال”، واعتُبرت خطوة محورية لاحتواء الفيروس وتعزيز مناعة المجتمعات المعرضة للخطر.
وأشارت “يونيسف” إلى أن 282 إصابة مؤكدة بشلل الأطفال سُجلت منذ عام 2021، محذّرة من أن استمرار تسجيل إصابات جديدة يتطلب تحركاً عاجلاً لمنع مزيد من الوفيات والإعاقات بين الأطفال.
وسبق أن حذرت منظمة الصحة العالمية، في نوفمبر الماضي، من أن انخفاض التغطية التحصينية في اليمن يتفاقم بسبب عوامل عدة، أبرزها: الانهيار الاقتصادي، تراجع الدخل، النزوح الجماعي، تدهور أوضاع المعيشة في المخيمات، وضعف النظام الصحي، والنقص الحاد في التمويل الدولي.
وكانت الأمم المتحدة قد أطلقت في يناير الماضي نداءً إنسانياً طالبت فيه بتوفير 2.47 مليار دولار لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية للعام 2025، بهدف دعم نحو 19.5 مليون يمني بالمساعدات الطارئة وخدمات الحماية الأساسية، وسط تصاعد المخاوف من خطر المجاعة وانتشار الأمراض القاتلة.
ويشهد اليمن، منذ أكثر من عشر سنوات، صراعاً مستمراً على السلطة بين الحكومة المعترف بها دوليًا وجماعة “أنصار الله” (الحوثيين)، خلّف ما تصفه الأمم المتحدة بأنه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث لا تزال الجماعة تسيطر منذ عام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المحافظات الشمالية والوسطى، بينما يواصل التحالف العربي بقيادة السعودية، منذ 2015، عملياته العسكرية دعماً للحكومة لاستعادة السيطرة على تلك المناطق.
الاتحاد الأوروبي يحذر من خطر مجاعة حقيقي في اليمن ويعلن دعمًا عاجلًا بـ9 ملايين يورو
حذر الاتحاد الأوروبي، من أن خطر المجاعة في اليمن أصبح واقعا يلوح في الأفق، داعيًا إلى اتخاذ خطوات عاجلة لتفادي تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي.
وأكدت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، في بيان نشرته عبر منصة “إكس”، أن “خطر المجاعة في اليمن حقيقي ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة”، مشيرة إلى استمرار دعم الاتحاد للجهود الإنسانية في البلاد.
وأعلنت البعثة تخصيص مبلغ 9 ملايين يورو لصالح برنامج الأغذية العالمي، الذي وصفته بأنه “من بين المؤسسات القليلة التي ما زالت تنفذ عمليات حيوية لإنقاذ الأرواح في مختلف أنحاء اليمن”.
وشدد الاتحاد الأوروبي على ضرورة أن تُبنى المساعدات الإنسانية على أساس الاحتياجات الفعلية للمتضررين، معتبرًا أن مواجهة الأزمة “مسؤولية مشتركة تتطلب تنسيقًا دوليًا فوريًا”.