أعلنت هيئة الطيران المدني الروسية إن يفغيني بريغوجين، مؤسس مجموعة فاغنر الروسية العسكرية الخاصة، كان ضمن قائمة ركاب طائرة سقطت شمالي موسكو الأربعاء.

وفيما يلي بعض الحقائق الأساسية عن بريغوجين:

صعد بريغوجين (62 عاما) إلى واجهة الأحداث بعد العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا في فبراير 2022، حيث قاد مقاتلوه، ومن بينهم آلاف المدانين الذين جندهم من السجون، الهجوم الروسي على مدينة باخموت في أطول المعارك أمدا وأكثرها دموية في الحرب.

واستخدم بريغوجين وسائل التواصل الاجتماعي لبث نجاحات فاغنر ولمهاجمة المؤسسة العسكرية، متهما إياها بعدم الكفاءة بل والخيانة. في يونيو 2023، قاد بريغوجين تمردا سيطر فيه مقاتلو فاغنر على مدينة روستوف في الجنوب وأسقطوا عددا من المروحيات العسكرية، مما أودى بحياة طياريها أثناء تقدمهم نحو موسكو. ووصف الرئيس فلاديمير بوتين ذلك بأنه عمل من أعمال الخيانة التي ستقابل برد قاس. انتهى التمرد في صفقة قال الكرملين إنها تستهدف حقن الدماء. وقضت الصفقة بأن يغادر بريغوجين وبعض قوات فاغنر إلى بيلاروسيا شريطة إسقاط القضية الجنائية المرفوعة ضده لاتهامه بالتمرد المسلح. اكتنف الغموض تنفيذ الصفقة ومستقبل بريغوجين. وقال الكرملين إن بريغوجين اجتمع مع الرئيس فلاديمير بوتين بعد 5 أيام من التمرد. وفي الخامس من يوليو، قال التلفزيون الرسمي إن التحقيق معه ما زال جاريا، وبث لقطات تظهر أموالا وجوازات سفر وأسلحة وأشياء أخرى قال إنها صودرت في مداهمة لإحدى عقاراته. لكنفي أواخر يوليو، ظهرت صورة لبريغوجين في سان بطرسبرج أثناء انعقاد القمة الروسية الأفريقية في المدينة. وظهر هذا الأسبوع في مقطع مصور يعتقد أنه صُوَر في أفريقيا حيث تدير فاغنر عمليات في عدة دول.

ولد بريغوجين في سان بطرسبرج في الأول من يونيو عام 1961 وقضى 9 سنوات في السجون السوفيتية لارتكابه جرائم من بينها السرقة والاحتيال. وأفرج عنه في 1990 بينما كان الاتحاد السوفيتي يلفظ أنفاسه الأخيرة، وبدأ حياته المهنية طاهيا وصاحب مطعم في مسقط رأسه. ويُعتقد أنه اجتمع حينذاك ببوتين الذي كان أحد كبار مساعدي رئيس بلدية سان بطرسبرج. حصل بريغوجين ، مستغلا علاقاته السياسية، على تعاقدات حكومية كبيرة، وأصبح يعرف باسم "طباخ بوتين" بعد تقديم الطعام لمناسبات الكرملين. ومزح في الآونة الأخيرة قائلا إن وصف "جزار بوتين" أكثر ملاءمة. في عام 2014، أسس بريغوجين مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة التي انتشر مقاتلوها لدعم حلفاء موسكو في دول من بينها سوريا وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على المجموعة واتهمتها بارتكاب فظائع، وهو ما نفاه بريغوجين. اعترف بريغوجين بأنه أسس ومول (وكالة أبحاث الإنترنت)، وهي شركة تقول واشنطن إنها تدخلت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام2016. وفي نوفمبر 2022 قال بريغوجين إنه تدخل في الانتخابات الأميركية وسيفعل هذا ثانية.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات بريغوجين أوكرانيا بيلاروسيا سان بطرسبرج بريغوجين مقتل بريغوجين تمرد بريغوجين روسيا بريغوجين أوكرانيا بيلاروسيا سان بطرسبرج أخبار روسيا

إقرأ أيضاً:

وقفة بين الثورات الشعبية والانقلابات العسكرية

عبد النبي الشعلة

نَشرتُ الأسبوع الماضي مقالًا بعنوان "انقلابات أشهُر يوليو.. جراح لم تندمل". تناولت فيه ذكرى أول انقلاب عسكري أطاح بالنظام الملكي في أفغانستان، وما خلّفه من تداعيات. وقارنت ذلك الحدث بمجموعة من الانقلابات العسكرية التي شهدتها بعض الدول العربية، والتي وقع جلها في أشهر يوليو من سنوات مختلفة.

وقد تلقيت إثر نشر المقال سيلًا من الاتصالات والتعليقات، غلبت عليها عبارات الإشادة والتأييد لمضمون المقال وتحليلاته، لكن عددًا محدودًا من القراء عبّر عن رأي مغاير، معتبرًا أن ما وقع في العراق عام 1958، وفي اليمن عام 1962، وفي ليبيا عام 1969، على سبيل المثال، لم يكن مجرد انقلابات عسكرية، بل ثورات شعبية مكتملة الأركان.

ومع احترامي لتلك الرؤى، فإنني أرى أن من المهم التمييز بين "الثورة" و"الانقلاب" ليس فقط على مستوى الاصطلاح، بل أيضًا في البنية الفكرية والاجتماعية التي تسبق كل منهما وتنتج عنه.

ففي تجارب العراق واليمن وليبيا، كما في غيرها من التجارب المشابهة، أُطلقت تسميات مثل "الضباط الأحرار" وجرى توصيف التحركات العسكرية بأنها "ثورات" في إطار محاولة لإضفاء طابع شعبي وشرعي على ما حدث، رغم أن هذه التحركات انطلقت من داخل المؤسسة العسكرية، وفرضت نفسها بالقوة، ثم سعت لاحقًا إلى تسويق نفسها كثورات شعبية.

 

في "معجم اللغة العربية المعاصرة" تُعرَّف الثورة بأنها: "اندفاع عنيف من جماهير الشعب نحو تغيير الأوضاع السياسية والاجتماعية تغييرًا أساسيًا" وتذهب التعريفات الحديثة إلى أن الثورة هي حركة جماهيرية تنطلق من قاعدة شعبية واعية، وتستند إلى تراكم فكري واجتماعي، وتطمح إلى بناء نظام جديد يستجيب لتطلعات الناس. وغالبًا ما تكون القوى العسكرية في الثورات إما مترددة، أو في صف النظام القائم، لا في طليعة التغيير.

وفي المقابل، فإن الانقلاب العسكري يُعرف بأنه تحرك مفاجئ تقوم به مجموعة من العسكريين للسيطرة على السلطة، غالبًا دون مشاركة شعبية واسعة، ودون تقديم مشروع فكري متكامل، وغالبًا ما تكون الدوافع المباشرة مرتبطة بطموحات سلطوية أكثر منها بتطلعات وطنية نابعة من الناس.

إن أبرز الأمثلة على الثورات الشعبية الحقيقية هي الثورة الفرنسية (1789–1799)، التي سبقتها عقود من التمهيد الفكري، قادها مفكرون مثل فولتير وروسو ومونتسكيو، وأسّست لوعي شعبي جديد قائم على قيم الحرية والعدالة والمساواة. ولم يكن الجيش الفرنسي في طليعة هذا التغيير، بل على العكس، سعى في بداياته للدفاع عن النظام الملكي القائم.

وكذلك الثورة الأمريكية (1775–1783)، التي قادتها نخب مدنية وسياسية مثقفة، وارتكزت على أفكار الفيلسوف جون لوك حول الحقوق الطبيعية والعقد الاجتماعي.

 

أما الثورة البلشفية في روسيا عام 1917، فقد نشأت عن نضال طويل خاضه مفكرون ثوريون أمثال ماركس ولينين، وشهدت تعبئة جماهيرية واسعة للعمال والفلاحين، وتمثل بذلك نموذجًا ثوريًا فكريًا وتنظيميًا متكاملًا.

وعند مقارنة تلك الثورات الكبرى بالانقلابات التي شهدتها بعض الدول العربية، يتضح أن الأخيرة افتقرت إلى التمهيد الفكري والشعبي. ففي العراق (1958)، واليمن (1962)، وليبيا (1969)، انطلقت التغييرات من قلب المؤسسة العسكرية، دون سابق إنذار، ودون مشاركة جماهيرية منظمة أو مشروع فكري واضح. وغالبًا ما كانت تعبيرًا عن صراعات داخل النخبة أو طموحات سلطوية لمجموعات محددة، وليس تعبيرًا عن تطلعات مجتمعية ناضجة.

وهذا ما يفسّر لماذا لم تفضِ تلك الانقلابات إلى بناء دول ديمقراطية مستقرة، بل أدت في كثير من الأحيان إلى الاستبداد، أو إلى دورات جديدة من العنف والفوضى، نتيجة غياب الشرعية الشعبية، والفكر المؤسس، والبرنامج الوطني المتكامل.

لسنا هنا في معرض إصدار الأحكام القطعية أو النيل من نوايا من قادوا تلك التحركات، فلكل سياقه وظروفه، ولكننا نعيد التذكير بأهمية التمييز بين التغيير الذي ينبع من فكر وشعب، والتغيير الذي يُفرض من أعلى دون مشاركة المجتمع. فالكلمات ليست محايدة، والمصطلحات تصنع الذاكرة الجمعية، وتشكل طريقة فهمنا للماضي واستشرافنا للمستقبل.

 

ولذلك فإن إعادة توصيف ما جرى في بعض بلداننا، وقراءته بأدوات التحليل السياسي والاجتماعي الحديثة، ليس ترفًا فكريًا، بل ضرورة لفهم ما حدث، ولماذا أخفقت تلك التحولات في بناء أوطان مستقرة وعادلة، على الرغم من الوعود الكبرى التي صاحبتها.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • وقفة بين الثورات الشعبية والانقلابات العسكرية
  • المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تهريب كمية من المواد المخدرة بواسطة طائرة مسيرة
  • ما السيناريوهات المتوقعة للحرب الروسية الأوكرانية؟
  • بوتين يعلن تسلٌّّم القوات الروسية أول دفعة من صواريخ “أوريشنيك” المرعبة
  • سلوفينيا تقول إنها أول دولة أوروبية تحظر تجارة الأسلحة مع "إسرائيل"
  • الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستقبل وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني والوفد المرافق له في الكرملين بالعاصمة الروسية موسكو
  • مساعد بوتين: الغرب يطارد السفن الروسية.. ويعسكر بحر البلطيق
  • يولكا في حماية بوتين.. تعرّف على التقنية الروسية الجديدة المضادة لتهديدات الطائرات المسيّرة
  • فرسان الحقيقة في زمن الحرب الكبرى.. صمود غزة وتحديات الأمة
  • أم كادت تتسبب في بتر إصبع رضيعتها بسبب نصيحة على الانترنت