جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-31@00:18:17 GMT

ليس سهلًا!

تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT

ليس سهلًا!

 

 

سارة البريكية

[email protected]

 

ليس سهلًا أن تخرج من عزلتك وانطوائيتك لتُعبِّر عن حبك لوطنك بقصيدة شعرية أو برسمة معينة أو بأغنية جديدة أو بمعزوفة تحمل الطابع التراثي، وليس سهلًا أن تخلق من اللاشيء واقعاً ومن الخيال حقيقة ومن الصعب ممكناً ومن الجماد حياة، وأيضا ليس سهلًا أن تشارك في إعداد وليمة معينة أو تعبر عن حبك لوطنك بزخرفة على بعض أنواع الكعك أو الحلويات أو أن تصعد قمة جبل لترفع علم بلدك عاليا أو ربما تشارك في انتمائك لهذا البلد بأن تكون رحالة تشد الرحال مشياً على الأقدام حاملا قلبك الذي يحمل بين نبضاته اسم بلدك.

هكذا ترتب أفكارك ناحية تقديم الأجمل لوطن احتوى مشاعرك وأفرز ذلك الاحتواء عن طريق طويل من الرؤى الإيجابية والأماني التي تعيشها لتتولد لديك طاقة هائلة من حب الوطن ورغبة صادقة في العطاء وكل العطاء لإيصال الرسالة الأسمى وحفر الصعاب وتخطي كل التحديات والمصاعب والعقبات التي تواجهك لتمضي في حب الوطن.

لكنك عندما تسعى للوصول وبلوغ هدفك تتعثر كثيرا حتى إنك تفكر بالوقوف وعدم مواصلة الشغف ولأنك إنسان من البشر ومواطن من المواطنين ولأنك تقدم الجميل فأنت تحتاج للمساندة والمساعدة لتحلق في سماوات أرحب ورغم كل ذلك فإنك تواجه العثرات من خلال قلة الداعمين والمساندين لتحتار في أمرك بل وربما تتعرض للهجوم وأنت تواصل المسير فهناك الكثيرون الذين يحاولون الوصول إلى تلك المكانة التي وصلت إليها بكدك وتعبك وسهرك الليالي الطويلة ولأنهم ببساطة هم أعداء النجاحات سيرمون السم في العسل وسيحاولون تشويه صورة هويتك وانتماءك ومحاولاتك الدائمة للوصول السالم .

هناك نوع من البشر مهمته في الحياة ممارسة التثبيط وإحباط الناس وافتعال المشكلات ونقل القيل والقال والفتنة ورمي الأحجار في الطريق والغيرة القاتلة المميتة، والتي تجعل من صاحبها "أرجوزا" يُمارس ما تسول له نفسه رغم علمه أنه في الطريق الخطأ إلا أنه يتفنن في فعل ذلك وعدم جعل الآخرين يعيشون بسلام وحب وتفاؤل.

أما النوع الآخر فالذي يحاول أن يكون شريكاً للنجاح ولكن بطريقة ملتوية يتقرب منك لكي ينسب بعدها نجاحاتك له وبروزك ووصولك إليه هو لم يكن داعما أو مساعدا يوما ما إنما شخص انتهازي يصطاد في الماء العكر وعندما تشعر بلسعته وتحاول التخلص منه لا يقبل بذلك ويبقى يساومك ويسمعك أنه دعم وساعد ووقف متناسيا أنك من بدأت المسير.

وعندما يقف ضعاف النفوس والمُطبِّلون لعواطفهم أمام حبك لوطنك وأمام اهتمامك وحرصك وخوفك على الطريق الذي رسمته وبدأته وأتممت مسيره يغلفون غيرتهم منك بالمجاهرة وإظهار الولاء والانتماء وكأنك أنت لم تحقق النجاح ولم ترفع اسم وطنك عاليا ولم تصنع حلمك الذي يحاولون تدميره لك شيئا فشيئا.

تعود أدراجك باحثا عن إنسانيتك التي بقيت تحارب كي لا تفقدها وتناشد من يعي ويفهم وتخبر العالم أنك لا تريد جزاءً ولا شكورًا، لكنك تريد الإيمان بك والاهتمام بمن يمضون حاملين لواء حب الوطن والحفاظ على مقدساته كي لا يكون معرضاً للمساس وأنك ستبقى لآخر رمق، محبًا وعاشقًا لهذا الوطن الجميل.

حفظ الله عُمان، ومن عليها، ودامت أحلامنا بخير في ظل سلطان البلد المفدى.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الأمير الذي نام طويلاً.. واستيقظت حوله الأسئلة

في عالمٍ سريعِ الخطى؛ حيث تمر القصص دون أن نمنحها وقتًًا للتأمل، هناك حكاية ظلت واقفة عند نفس المشهد لأكثر من عشرين عامًا. الأمير الراحل الوليد بن خالد بن طلال، الذي عُرف إعلاميًا بـ”الأمير النائم”، لم يكن مجرد شاب سقط في غيبوبة، بل أصبح رمزًا حيًّا للأسئلة التي لا نملك لها إجابات، كان في عمر السادسة عشرة حين وقع الحادث، حادث قد يبدو عاديًا بالنسبة للعالم، لكنه في حالته كان بداية لحياة جديدة لا تشبه الحياة ولا تشبه الموت، بقي قلبه ينبض، وعقله معلق بين عالمين، وجسده يرقد في سكون، وكأن الزمن تجمد داخله. عشرون عامًا مرت، تغير فيها العالم، تبدلت الوجوه، وسقطت دول، وولد أطفال أصبحوا شبابًا، وهو مازال هو، لم يتحرك سوى بعينٍ ترف أحيانًا، ويدٍ ترتعش عند نداء أمه، كأن في داخله شيء يسمع ويريد أن يعود، ما كانت قصته مجرد حالة طبية نادرة، بل كانت مرآة لانكساراتنا البشرية، فكم مرة شعرنا بالعجز تجاه من نحب، كم مرة تمنينا أن نوقظ من نحب بكلمة.. بلمسة.. بدعاء؟ عائلته لم تفقد الأمل يومًا، وكل يوم كانوا يوقظون فينا فكرة أن الحب أحيانًا لا يشترط ردًا، يكفي أن يعطى، رحيله ليس مجرد إعلان رسمي؛ بل هو نهاية فصل ظل مفتوحًا في الذاكرة الجماعية للعرب، لكنه أيضًا بداية لتأمل طويل. هل كنا نظنه “نائمًا” لأننا لا نعرف كيف نتعامل مع الضعف، مع من لا يستطيع الرد علينا، هل كان حضوره طوال هذه السنوات نوعًا من المقاومة الصامتة للموت، ربما لم يكتب له أن يتحدث، لكن صمته علمنا ما لم تقله الكلمات، علمنا أن الحياة ليست دائمًا ضجيجًا، وأن الجسد- وإن خذلَ صاحبه- قد يظل يعلمنا الوفاء، والثبات، والإيمان. ارتح يا أمير النور، فإنك لم تكن غائبًا عن الوعي كما ظنوا، لقد كنت فقط في بعدٍ آخر أقرب إلى الله، ابتعد عن ضجيج البشر، فإنك الآن في جنات الفردوس الأعلى- بإذن الله. اللهم ارحمه برحمتك التي وسعت كل شيء، وآنس وحشته، واغفر له، واجعل صبر أهله نورًا في صحيفته وأجرًا لا ينقطع.

NevenAbbass@

مقالات مشابهة

  • كيف أصبحت المقاومة البديل الذي لا يُهزم؟
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا
  • الأمير الذي نام طويلاً.. واستيقظت حوله الأسئلة
  • تنظيم حملات نظافة واسعة عبر الوطن
  • الحمد لله الذي جعلنا يمنيين
  • وداعًا الفنان الإنسان زياد الرحباني
  • ما الذي يُمكن تعلّمه من أحداث السويداء؟
  • الدكتور / احمد الخلايلة ..( جاب التايهه )
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • ما الذي اختفى فجأة في إسطنبول؟