ترامب يتعهّد إعادة الأطفال الأوكرانيين المختطفين إلى بلدهم
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
تعهّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، مساعدة كييف على استعادة آلاف الأطفال الأوكرانيين، الذين يُعتقد أنّ روسيا اختطفتهم وأرسلتهم إلى أراضيها، وكانت واشنطن تموّل قاعدة بيانات توثّق أماكن وجودهم، قبل أن توقف إدارته هذا التمويل، بحسب ما أفاد مسؤولون.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، ومستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي مايك والتز، في بيان مشترك إنّ "ترامب ناقش هذه القضية عبر الهاتف مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي".
Trump tells Volodymyr Zelensky he’ll address issue of abducted Ukrainian children https://t.co/mjU0JUfIrC
— The Hill (@thehill) March 19, 2025وجرت هذه المكالمة الهاتفية بين ترامب وزيلينسكي، غداة محادثة مماثلة أجراها الرئيس الأمريكي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، المطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهم متعلقة بقضية هؤلاء الأطفال.
وبحسب البيان المشترك، فإنّ "الرئيس ترامب وعد بالعمل بشكل وثيق مع الطرفين لضمان عودة هؤلاء الأطفال إلى ديارهم". لكنّ إدارة ترامب أوقفت تمويل مركز أبحاث كان يتتبّع هؤلاء الأطفال ويوثّق أماكن وجودهم.
وبسبب الاقتطاعات المالية التي أقرّتها إدارة ترامب، في إطار جهودها لخفض النفقات الفدرالية، خسر "مختبر الأبحاث الإنسانية" في جامعة ييل الدعم المالي، الذي كان يحصل عليه من الحكومة الأمريكية.
One of many recent gifts to Putin — “Trump Administration Ends Tracking of Kidnapped Ukrainian Children in #Russia” https://t.co/X00mtGgeLX
— louis charbonneau (@loucharbon) March 19, 2025وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس، انتهاء تمويل المختبر، نافية في الوقت نفسه أن تكون هناك بيانات متعلّقة بهؤلاء الأطفال قد تمّ حذفها، وهي شكوك سبق وأن عبّر عنها عدد من المشرعين.
وردّاً على سؤال عن سبب وقف الإدارة تمويل المركز البحثي، قالت بروس إنّه "لا ينبغي اعتبار مبان أو منشآت أو الوضع الراهن الحالي، على أنها السبيل الوحيد الممكن لتحقيق أهدافنا". وأضافت أنّ "رئيس أقوى دولة في العالم، يعالج الآن هذه المسألة بجهوده الدبلوماسية".
بعد بوتين..ترامب يتحدث مع زيلينسكي - موقع 24قال البيت الأبيض اليوم الأربعاء، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدأ محادثة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأطلق مختبر الأبحاث نداء لجمع تبرّعات، مشيراً إلى أنّه من أصل أكثر من 19 ألف طفل أوكراني تمّ إرسالهم إلى روسيا، هناك 1236 طفلاً فقط أعيدوا إلى وطنهم. وبحسب المركز فقد تمّ نقل أكثر من 8400 طفل أوكراني إلى 43 مركزاً في روسيا، أو الأراضي الأوكرانية الخاضعة لسيطرة روسيا و13 مركزاً في بيلاروسيا.
وتنفي روسيا ارتكابها أيّ انتهاكات بحقّ هؤلاء الأطفال، مؤكّدة أنّهم استفادوا من برنامج إنساني لتبني الأيتام.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل يوم زايد للعمل الإنساني غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الخارجية الأمريكي ترامب أوكرانيا الروسي فلاديمير بوتين الحرب الأوكرانية روسيا أمريكا ماركو روبيو ترامب زيلينسكي هؤلاء الأطفال
إقرأ أيضاً:
التحرك الأمريكي في ليبيا.. مصالح متجددة في ظل إدارة ترامب الثانية
أولًا: عودة ليبيا إلى واجهة الاهتمام الأمريكي
مع بداية الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، استعادت ليبيا مكانة متقدمة ضمن أولويات السياسة الخارجية الأمريكية, ويأتي ذلك في سياق إقليمي ودولي يشهد تحولات متسارعة، أبرزها تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، واحتدام التنافس بين القوى الكبرى داخل القارة الإفريقية، ما جعل من ليبيا بوابة استراتيجية لا يمكن تجاهلها.
ثانيًا: خلفيات وأبعاد الزيارة الأمريكية
زيارة مستشار الرئيس الأمريكي، مسعد بولس، إلى كل من طرابلس وبنغازي، لم تكن مجرد بروتوكولية، بل يمكن قراءتها باعتبارها خطوة استطلاعية لجمع معلومات مباشرة من الفاعلين الليبيين، وتشكيل تصور دقيق لصانع القرار في واشنطن حول موازين القوى واتجاهات النفوذ.
وقد عبّر بولس خلال لقائه مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، عن قلق الولايات المتحدة العميق من الوضع الأمني في العاصمة طرابلس، في ظل استمرار انتشار السلاح بيد التشكيلات المسلحة، وغياب سيطرة حقيقية للدولة على هذه القوى.
ويأتي هذا القلق خصوصًا بعد الاشتباكات التي شهدتها العاصمة قبل نحو أربعة أشهر بين قوات حكومية وتشكيلات تابعة لقوة “دعم الاستقرار”، والتي قلّص الدبيبة نفوذها مؤخرًا، ما فاقم التوتر داخل طرابلس. واليوم، تعيش العاصمة على وقع حالة احتقان أمني متصاعدة، وسط مخاوف من تفجر الوضع في أي لحظة.
هذا الواقع دفع بولس إلى التركيز خلال محادثاته على أولوية الأمن والاستقرار، مشددًا على أن استمرار حالة التفلت الأمني يعيق أي مسار سياسي أو اقتصادي، ويثير قلقًا أمريكيًا ودوليًا متزايدًا مما قد يحدث، خاصة في ظل اقتراب استحقاقات مفصلية، منها الحديث عن تنظيم الانتخابات واستئناف المسار السياسي.
تأتي هذه الزيارة أيضًا في لحظة حساسة، حيث تواجه المنطقة خطر التصعيد بين إسرائيل وإيران، وهو ما يهدد إمدادات الطاقة العالمية، ويجعل من ليبيا — بثرواتها وموقعها الجيوسياسي — بديلًا استراتيجيًا في الحسابات الأمريكية.
ثالثًا: السيطرة الميدانية ودلالاتها الاستراتيجية
لا يمكن فصل التحرك الأمريكي عن المعادلة الميدانية الليبية. إذ يسيطر الجيش الليبي على نحو 80% من مساحة البلاد، وهي مناطق تحتوي على أهم الحقول النفطية والثروات المعدنية، إضافة إلى مناطق استراتيجية متاخمة لدول الساحل الإفريقي.
هذه السيطرة تعكس واقعًا أمنيًا يختلف عن حالة الانقسام السياسي، وتفتح المجال أمام فرص استثمارية وتنموية، لأن المصالح الاقتصادية — بما فيها الاستثمارات الأمريكية المحتملة — لا يمكن أن تتحقق في غياب الأمن والاستقرار. ولذلك، فإن هذه السيطرة تُمثل نقطة جذب لأي انخراط دولي يسعى لحماية المصالح الاستراتيجية في ليبيا.
رابعًا: واشنطن والمنافسة الدولية في إفريقيا
في الوقت الذي تُرسّخ فيه الصين وجودها الاقتصادي في إفريقيا، وتتابع فيه روسيا تعزيز مصالحها الاستراتيجية في عدد من الدول الإفريقية، تسعى واشنطن لإعادة التمركز في القارة، انطلاقًا من بوابة ليبيا.
فالتحرك الأمريكي يحمل طابعًا مزدوجًا: مواجهة تنامي النفوذ الروسي – الصيني، وتأمين إمدادات الطاقة، خصوصًا في حال تدهور الوضع في الخليج أو شرق المتوسط. وليبيا تُعد خيارًا مطروحًا، خاصة بعد أن أثبتت السنوات الماضية أن غياب الدور الأمريكي فتح المجال لتنافسات إقليمية ودولية معقدة.
خامسًا: آفاق التحرك الأمريكي وحدوده
ورغم هذا الاهتمام المتجدد، لا تزال السياسة الأمريكية في ليبيا تتسم بالغموض النسبي، إذ لم تُعلن الإدارة الأمريكية حتى الآن عن مبادرة واضحة أو رؤية متكاملة للحل، كما أن تعاطيها مع خريطة الطريق الأممية الحالية لا يزال ضبابيًا.
ويُثير هذا تساؤلات حول مدى استعداد واشنطن للانتقال من الدور الرمزي إلى دور فاعل في حلحلة الأزمة الليبية، خاصة في ظل الانقسام الحاد بين المؤسسات، وانتشار السلاح، وفشل المبادرات السابقة.
ليبيا بين الفرصة والتنافسإن عودة ليبيا إلى حسابات الإدارة الأمريكية تعكس تغيرًا في التقديرات الاستراتيجية، لكنها تظل مرهونة بمدى قدرة الأطراف الليبية على استثمار هذه اللحظة، والذهاب نحو توافق حقيقي يتيح بناء دولة مستقرة.
ففرص التنمية والشراكة مع القوى الكبرى قائمة، لكن تحقيقها يتطلب أولًا التأسيس لسلطة وطنية موحدة تُنهي الانقسام، وتفتح الباب أمام استثمار الموقع والثروات في مصلحة الليبيين.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.