وصف الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي التوغلات البرية التي بدأها جيش الاحتلال في مناطق عدة بقطاع غزة بأنها "جس نبض"، مؤكدا أنه يواجه تحديات جمة بعد فترة الهدوء التي فرضها اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وحسب حديث الخبير العسكري للجزيرة، فإن قوات الاحتلال تحاول تقسيم قطاع غزة إلى 3 أجزاء عبر فتح قواطع متعددة داخل القطاع، وتسعى إلى الحصول على موطئ قدم في المناطق المبنية قبل قضم المناطق والدخول فيها.

ووفق الفلاحي، فإن جيش الاحتلال يحاول الاصطدام بدفاعات المقاومة لمعرفة قدراتها وإمكانياتها، مشيرا إلى أنه لا توجد خطة واضحة لدى القوات الإسرائيلية بالنسبة إلى محاور الهجوم الرئيسية والثانوية.

وأمس الأربعاء، أعلن جيش الاحتلال بدء عملية برية وصفها بالمحدودة وقال إنه سيطر على وسط محور نتساريم الذي يفصل شمالي القطاع عن وسطه وجنوبه.

وبعد يوم، أعلن جيش الاحتلال بدء عملية برية على محور الساحل في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، إلى جانب عملية برية ثانية في منطقة الشابورة بمدينة رفح جنوبا.

تحديات جمة

وقال الفلاحي إن هناك تحديات كبيرة أمام جيش الاحتلال في عملياته البرية الجديدة بغزة، إذ لا يعرف كم عدد الأنفاق التي رممتها المقاومة خلال الـ50 يوما، هي فترة وقف إطلاق النار قبل انهياره.

إعلان

وأشار إلى أن المقاومة وصلت خلال الفترة الماضية إلى مخلفات الاحتلال العسكرية وعززت مخزونها من الأسلحة والعبوات الناسفة والقذائف المضادة للدروع.

ولم تدخل المقاومة حتى الآن في مواجهة مباشرة مع قوات الاحتلال -حسب الفلاحي- إذ لا تصل الأسلحة التي تمتلكها إلى نطاق القوات المتوغلة.

وبناء على ذلك، فإنه "من العبث أن تستخدم فصائل المقاومة أسلحتها في معركة غير ناجحة، ولذلك تفضل جر الاحتلال إلى منطقة قتل من خلال السماح له بالتوغل إلى مناطق معينة، ثم تنفيذ كمائن ومواجهات مباشرة وفق الترتيبات الدفاعية".

وخلص الخبير العسكري إلى أنه عندما تدخل القوات الإسرائيلية ضمن المدى المناسب "سوف تستخدم المقاومة ما لديها من إمكانيات وقدرات لوقف التقدم ومواجهة القوات الإسرائيلية".

ولم يستبعد أن يدفع الاحتلال بلواء غولاني أحد ألوية النخبة في الجيش إلى داخل قطاع غزة، خصوصا في ظل تمركزه في المنطقة الجنوبية.

وأكد أن المواجهة لا تدار في غزة فحسب، بل نقلتها كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس– إلى أبعاد إستراتيجية بعدما قصفت تل أبيب، وهي مركز الثقل السياسي والعسكري والاقتصادي في إسرائيل.

ووصف الفلاحي تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس لسكان غزة بأنها للتسويق الإعلامي، مستدلا بتصريحات سلفه يوآف غالانت عندما كان يردد دائما بأن الضغط العسكري يهدف إلى إجبار حماس على إطلاق الأسرى، لكن تسبب بمقتلهم لا استعادتهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات جیش الاحتلال

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: أميركا وإسرائيل تخفيان هدفهما الحقيقي في غزة تجنبا لتمرد الجيش

لا يزال احتلال قطاع غزة هدفا إستراتيجيا تراهن عليه إسرائيل وتسعى لتنفيذه ميدانيا عبر تدمير البنية التحتية وتعميق معاناة السكان، وفق الخبير العسكري أحمد الشريفي، الذي يرى أن حكومة بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- لا تكشف عن كل أهدافها حتى لا تواجه تمردا عسكريا.

ففي تحليل للمشهد العسكري بالقطاع، أكد الشريفي أن إسرائيل تواصل تدمير القطاع بطريقة ممنهجة تتماشى مع نظرية القضم الجزئي بعيدا عن الواقع الميداني.

ويهدف تدمير هذه البنى إلى تجريف القطاع وخلق واقع جديد يمكن البناء عليه بعد أي اتفاق لوقف إطلاق النار بحيث يصبح من الصعب على الفلسطينيين العودة إلى مناطقهم.

ورغم إرسال إسرائيل العديد من الإشارات التي تدعم توجهها لاحتلال القطاع بشكل كامل، إلا أنها ستواجه صعوبة في الاندفاع والسيطرة لأن جيشها لن يكون قادرا على البقاء من دون التعرض لضربات المقاومة، كما يقول الشريفي.

وتعطي العمليات التي نفذتها المقاومة خلال الفترة الماضية والتي طال بعضها "قواعد برية" شديدة التحصين، دليلا قاطعا على أن القوات الإسرائيلية ستكون هدفا لكثير من الهجمات حال وجودها في القطاع بشكل دائم.

وقد أكد رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير -خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر الذي عقد أمس الثلاثاء- أن أهداف الحرب أصبحت متضاربة، وأنه إذا قرر المستوى السياسي خلاف ذلك، فعليه أن يُعلنه صراحة كتوجيه.

وحسب هيئة البث الإسرائيلية، فقد كان زامير يستعرض موقف الجيش من احتمال توسيع العملية العسكرية إلى المخيمات الوسطى في قطاع غزة، إذ يُعتقد أن الرهائن الإسرائيليين محتجزون هناك.

وخلال هذا الاجتماع، شن وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش هجوما على زامير، واتهمه بالفشل في القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من خلال عملية عربات جدعون، التي وعد بالسيطرة على 3 أرباع القطاع من خلالها.

إعلان

وفي حين يستعد الجيش لدخول مناطق لم يسبق له دخولها في القطاع مثل المنطقة الوسطى، لا يزال رئيس الأركان الإسرائيلي يحذر من التداعيات المحتملة لاحتلال غزة بشكل كامل.

تجنب تمرد الجيش

لكن الشريف يعتقد أن هناك حالة تعتيم سياسي متعمدة على ما تريده الولايات المتحدة وإسرائيل في غزة، ويرى أنهما تنسقان معا من دون إطلاع القادة العسكريين الميدانيين على الأهداف النهائية للساسة.

وتسعى واشنطن وتل أبيب إلى تثبيت القوات الميدان مع تجنب حدوث غضب قد يصل للتمرد في صفوف الجيش حال إطلاعه على الهدف النهائي الذي يريد الساسة تحقيقه في القطاع، برأي الخبير العسكري.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: خطة الاحتلال للسيطرة على غزة تنهار أمام التجويع والضغط الدولي
  • فصائل فلسطينية حول مؤتمر نيويورك: الطريق للحل يبدأ بوقف الإبادة والتجويع بغزة
  • الفصائل الفلسطينية تطالب بوقف الإبادة والتجويع بغزة
  • خبير عسكري: سحب الفرقة 98 من غزة يؤكد تحول إسرائيل من الهجوم إلى الدفاع
  • خبير عسكري: أميركا وإسرائيل تخفيان هدفهما الحقيقي في غزة تجنبا لتمرد الجيش
  • خبير عسكري: تلويح إسرائيل باحتلال غزة محاولة لإحداث صدمة عند المقاومة
  • مستشار عسكري: إسرائيل تواجه ضغوطًا دولية.. واحتجاجات عارمة في الغرب |فيديو
  • خبير عسكري: الاحتلال يواجه ضغوطا دولية غير مسبوقة.. وارتباك واضح في الإدارة الأمريكية
  • عمليات نوعية للمقاومة ضد القوات الإسرائيلية في قطاع غزة
  • الفلاحي: إسرائيل يمكنها توسيع عملياتها بغزة لكنها ستدفع الثمن