يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:

كان مختار أحمد يركب دراجته في منطقة الجراف شمال صنعاء عندما اهتزت الأرض من تحته.  دوّت انفجارات مدوية في الهواء، تلتها صرخات مرعبة.

كان يوم السبت بعد غروب الشمس مباشرة، وهو الوقت الذي كان الناس فيه يعودون إلى منازلهم لتناول الإفطار خلال شهر رمضان المبارك

قال ساعي توصيل الطلبات، البالغ من العمر 26 عامًا، لقناة الجزيرة الانجليزية: “نزلتُ عن الدراجة وانطلقتُ نحو زقاق.

ظننتُ أن النجاة مستحيلة. كان رعب تلك الانفجارات كفيلًا بالموت”.

لم يكن لدى مختار أدنى فكرة عن سبب هذا الهدير المدوّي الذي سُمع في أرجاء العاصمة اليمنية المكتظة بالسكان. لكنه أدرك لاحقًا أن الولايات المتحدة تقصف اليمن.

وأدت موجة من الغارات الجوية الأميركية إلى مقتل أكثر من 50 شخصا.

إدارة ترامب.. فشل العقوبات على الحوثيين يحرك القوات الأمريكية سياسة ترامب.. استخدام المطرقة ضد الحوثيين لضرب إيران بالهراوات

وسقطت القنابل على محيط المكتب السياسي لجماعة الحوثي المتمردة (المعروفة رسميا باسم أنصار الله)، الحاكم الفعلي لشمال غرب اليمن المكتظ بالسكان.

وقد شكلت هذه الحادثة بداية حملة قصف أميركية متواصلة، قد تشكل بداية مرحلة جديدة من الحرب وعدم الاستقرار في اليمن.

مقاتل حوثي يرتدي سترة عليها رسم لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي أثناء توجيهه حركة المرور خلال مظاهرة مناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل في صنعاء باليمن في 17 مارس 2025 [أسامة عبد الرحمن/أسوشيتد برس] من يستطيع إيقاف الولايات المتحدة؟

في 7 مارس/آذار، أي قبل أسبوع من بدء الضربات الأمريكية، أمهل الحوثيون إسرائيل أربعة أيام لرفع حصارها المفروض على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وفي حال عدم رفعه، وعدت الجماعة اليمنية باستئناف قصف السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر تضامنًا مع الفلسطينيين في غزة.

وكانت هذه الهجمات قد توقفت عندما بدأ وقف إطلاق النار في غزة في يناير/كانون الثاني، ولكن على مدى الأشهر الخمسة عشر التي سبقت ذلك، قام الحوثيون بشل حركة الشحن في أحد أهم الممرات المائية في العالم وإطلاق المقذوفات باتجاه إسرائيل.

شنّت المملكة المتحدة والولايات المتحدة مئات الغارات الجوية على ما قيل إنها أهداف حوثية، بما في ذلك مستودعات أسلحة ومنصات إطلاق صواريخ ومطارات. كما شنّت إسرائيل هجمات على اليمن.

وكان الهدف الظاهري لهذه الهجمات هو “إضعاف” القدرات العسكرية للحوثيين المتحالفين مع إيران.

لكن الضربات الجوية الأميركية المتجددة أصابت مناطق سكنية يعتقد أن كبار أعضاء الحوثيين يقيمون فيها، مما أظهر القليل من الاهتمام بأرواح المدنيين.

ثانياً، لم ينفذ الحوثيون أي هجمات رغم تهديداتهم.

تحليل معمق- زعيم الحوثيين يقود “محور المقاومة”.. أكثر مركزية في استراتيجية إيران؟! ترامب: إيران “ستتحمل مسؤولية” أي هجوم يشنه الحوثيون

ومع هذا التحول في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإن مخاوف الحرب ونقص المواد والنزوح تطارد المدنيين اليمنيين، الذين تحملوا سنوات من المشقة منذ بداية الحرب الأهلية في البلاد في عام 2014 بين الحوثيين والحكومة اليمنية المدعومة من السعودية والمعترف بها من قبل الأمم المتحدة.

تجمد الصراع على الأرض في اليمن إلى حد كبير منذ عام ٢٠٢٢، بمشاركة الحوثيين والسعودية في مفاوضات. لكن تلك المحادثات لم تُفلح في إنهاء الأزمة الإنسانية في البلاد، حيث يعاني ملايين السكان من الجوع.

ويعتقد كثير من اليمنيين الآن أن الأمور سوف تتجه نحو الأسوأ، وهو الخوف الذي عززته خطابات ترامب.

وقال الرئيس الأمريكي في تهديد للحوثيين: “سينزل عليكم جهنم كما لم تروا مثلها من قبل”. لاحقاً قال إنه سيبيد “الحوثيين بالكامل”.

ويخشى مختار أن تكون غزة قد أرست سابقة في كيفية إدارة حملات القصف في المنطقة.

قال مختار: “الولايات المتحدة كإسرائيل، وحماس كالحوثيين، فإذا استمرت الحرب بين الولايات المتحدة والحوثيين، ستفعل الولايات المتحدة بصنعاء ما فعلته إسرائيل بغزة. فمن سيوقفهم؟”.

-أشخاص يتفقدون موقعًا بعد غارات جوية أمريكية في صنعاء، اليمن، في 20 مارس/آذار 2025. (Photo by Mohammed Mohammed/Xinhua) الخوف من الفوضى

في أحد الشوارع المزدحمة بمنطقة معين غربي صنعاء، يحمل فيصل محمد حقيبة زرقاء مليئة بالملابس الجديدة لأطفاله الخمسة، اشتراها استعداداً لعيد الفطر الذي يتوقع أن يصادف 30 مارس/آذار المقبل.

لكن فيصل، البالغ من العمر 38 عامًا، يقول إن الهجمات الأمريكية ستطغى على عيد الفطر. إنه خائف مما هو آت.

قال: “يهدف الأمريكيون إلى قتل المسؤولين الحوثيين الذين يديرون صنعاء ومحافظات أخرى. قتل القيادة الحوثية سيُشعل الفوضى، وهذا سيضرّ بنا”.

سيطر الحوثيون على صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014. ومنذ ذلك الحين، رسخت الجماعة وجودها بقوة.

تحليل- ما بعد الهجمات على الحوثيين.. الولايات المتحدة بحاجة إلى سياسة شاملة تجاه اليمن مركز دراسات: جهود ترامب لإضعاف الحوثيين سيعتمد على مجلس القيادة الرئاسي لكنه يعاني الصراعات

ولكن مع تكثيف الولايات المتحدة لهجماتها على اليمن، قد يرى منافسو الحوثيين أن الأمور تتحول لصالحهم – وهذا ما يقلق فيصل.

قال فيصل: “قد تدفع الغارات الجوية الأمريكية القوات الموالية للحكومة إلى الزحف نحو المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيون. وهذا يعني حربًا أهلية شاملة ودورة أخرى من البؤس”.

يفكر فيصل في مغادرة صنعاء والانتقال إلى منطقة أكثر أمانًا.

قال فيصل: “الحوثيون لن يستسلموا، ومنافسوهم اليمنيون، إذا دعمتهم أمريكا، لن يتراجعوا. ستكون كارثة”.

 

الأسعار والقصف

في بني حشيش، على المشارف الشمالية الشرقية لصنعاء، ملأ علي عبد الله أسطوانة غاز منزله في محطة وقود، لكنه لم يكن ينوي استخدامها. كان يخزنها تحسبًا لارتفاع محتمل في الأسعار.

قال الرجل البالغ من العمر 48 عامًا للجزيرة الانجليزية: “نخشى ارتفاعًا مفاجئًا في الأسعار. إنها رفيقة حرب قبيحة”.

حتى قبل تجدد القصف الأميركي، تركت تصرفات واشنطن اليمن ــ وخاصة المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون ــ في وضع حرج.

في يناير/كانون الثاني، أعاد ترامب تصنيف الحوثيين كـ”منظمة إرهابية أجنبية” بسبب هجماتهم على سفن الشحن في البحر الأحمر وإسرائيل.

وكتبت أبريل لونجلي ألي، الخبيرة البارزة في شؤون الخليج واليمن في المعهد الأميركي للسلام ، “إن التنظيم الإرهابي يضغط على الاقتصاد الأوسع، ويحد من الوصول إلى التمويل الدولي، مما يجعل من الصعب على التجار الحصول على خطابات الاعتماد والتأمين لاستيراد كل شيء من الغذاء والوقود إلى السلع المنزلية وأكثر من ذلك” .

إرباك التُجار في صنعاء.. كيف تؤثر العقوبات الأمريكية على القطاع الخاص؟! تحقيق حصري- تمردات وصراع نفوذ.. فشل الهيكلة يشلّ مؤسسات صنعاء اقلاع المقاتلات الأمريكية من على متن حاملة طائرات شمالي البحر الأحمر لقصف مناطق خاضعة للحوثيين 18/3/2025- البنتاغون متحدي

من غير المرجح أن يتراجع الحوثيون، بعد أن صمدوا في وجه حملة قصف استمرت سنوات، ومدفوعين بالإيمان بانتصارهم النهائي، ــ على الأقل ليس في الأمد القريب.

وتجمع أنصار الجماعة في صنعاء يوم الاثنين في تحد للولايات المتحدة، وكان العديد منهم يحمل الأسلحة النارية.

وقال محمد، وهو مقاتل حوثي طلب ذكر اسمه الأول فقط، إن القصف الأميركي لليمن دليل على أن الولايات المتحدة “معتدية بشكل كامل كما هي العادة”.

قال وهو يقف حاملاً بندقيته على كتفه قرب سوق في وسط صنعاء: “يسعى الأمريكيون إلى ترهيبنا وإذلالنا. لكن هذا لن يحدث”.

لم نُخلق لنعيش إلى الأبد، وأضاف: “سنموت حتمًا. من الأفضل أن نموت بشرف. الشرف هو مواجهة معتدٍ متغطرس كالولايات المتحدة”.

تصاعدت المشاعر المعادية للولايات المتحدة في اليمن خلال الأشهر الماضية. وقد أدى الدعم الأمريكي لحرب إسرائيل على غزة وغاراتها الجوية على المدن اليمنية إلى تأجيج الاستياء.

لا تزال قيادة الحوثيين صامدة. وحذّر زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، في خطاب متلفز يوم الأحد، من أن الهجمات الأمريكية لن تؤدي إلا إلى مزيد من العنف.

وقال “سنواجه التصعيد بالتصعيد”.

وقد أثار هذا الخطاب مخاوف الكثيرين في صنعاء مما قد يحدث في المستقبل.

لا يزال مختار يطارده ما رآه وسمعه يوم السبت. تساءل بصوت عالٍ عما حدث للمدنيين الذين قُتلوا جراء القصف. أجاب بنفسه: “لا بد أنهم تحولوا إلى رماد”، قلقًا من أن هذا ما سيحمله المستقبل.

قال مختار: “الحوثيون عنيدون، وترامب متهور. ستكون النتيجة كارثية – وفيات وإصابات ونقص في الغذاء والوقود، وخوف لا يلين”.

“اليوم نحن بحاجة ماسة إلى السلام – لا إلى أي شيء آخر.”

المصدر الرئيس

In Yemen’s Sanaa, fear and defiance after US bombs

 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: أزمة البحر الأحمر الضربات الأمريكية اليمن جماعة الحوثي دونالد ترامب صنعاء الولایات المتحدة فی صنعاء

إقرأ أيضاً:

تحوّلات المشهد الجيوسياسي جنوب اليمن.. الصهيونية تهندس معركة البقاء في الإقليم

 

 

إعادة هندسة الأدوات مرتبط بإعداد مسرح العمليات ضد صنعاء.. تقسيم اليمن بأكبر مما يبدو هدف لاحق

تقرير/ إبراهيم الوادعي

خلال أسبوع واحد تحولت الخريطة الجيوسياسية الجامدة منذ 2019م، موعد آخر صراع بين الأدوات الإماراتية والسعودية في جنوب اليمن المحتلة 180 درجة كما يقال وتمكن الانتقالي من إزاحة الإصلاح عن الجنوب بشكل تام.
رجال أبو زرعة المحرمي والذي عين نائبا لعيدروس الزبيدي هم من قادوا عملية الاستلام للأراضي في جنوب اليمن من يد الإصلاح في شبوه وحضرموت والمهرة، وخاضوا المعارك في مواضع أراد الإصلاح فيها التمرد والاحتفاظ بالسيطرة، وتوّج ذلك التحول بالمشهد الختامي، العليمي آخر أقمشة الشرعية على الأراضي اليمنية، غادر قصر معاشيق وعاد إلى الرياض ليخوض مواجهة ضد تمردين الآن، وليس تمرد صنعاء وفق يافطة السعودية المرفوعة من 2015م
وفي ساعات بدا الإصلاح هشا على عكس المتوقع وتهاوت سيطرته المستحكمة على المحافظات الجنوبية المتحكم بها منذ 94 م، باستثناء مثلث عدن وأبين والضالع وهو لم يكن يهتم بها لعدم احتوائها على الثروات التي تهم قادته ورجاله، عوضا عن تشبع أبنائها بالفكر الاشتراكي الذي حد من التغلغل الوهابي إلا في أماكن محدودة كانت القرب إلى الفكر القاعدي السلفي منها إلى الوهابية السعودية كما في جيوب لحج وأبين..
وما كان يبدوا ضبابيا خصوصا بالنسبة إلى حضرموت والمهرة، أخذ في الوضوح مع تسليم قوات سعودية مطار الغيضة للانتقالي، وبقاء قوات أخرى مدعومة من الرياض أو محسوبة عليها تمسك بزمام الأمور في مناطق الثروة بحضرموت وتراجع قوات الانتقالي بعيدا عن منابع الثروة هناك، وهذا له تفصيله الذي سنأتي عليه في هذا التقرير الذي يجيب على أسئلة جوهرية حول حقيقة وأهداف ومرامي ما جرى في المناطق الجنوبية، وهذه المناطق موطئ قدم التحالف الأمريكي السعودي ومؤخراً العدو الإسرائيلي في إطار المواجهة مع صنعاء كهدف أساسي، يأتي تقسيم اليمن وإنهاء اليمن بسماه وشكله الحالي كهدف لاحق للخطر الطارئ على القاعدة الغربية في المنطقة المسماة إسرائيل من قبل اليمن خلال طوفان الأقصى، ومثلت خطراً لم يكن متوقعا ولا محسوباً، لعدة عوامل في الظاهر منها البعد الجغرافي والذي عالجته صنعاء عبر الذراع الطويلة القوة الصاروخية والمسيرات التي استطاعت النيل من القوة العسكري الأمريكية ومصدر فخرها وهيبتها القوة البحرية وحاملات الطائرات والتي مثل اقترابها في أزمنة سببا كافية لخضوع دول وانهيار أنظمة .
أجبرت معركة البحر الأحمر الأمريكيين على تغيير استراتيجيتهم القتالية وابتكار قوات « سترايك» والتوجه نحو إنتاج أسلحة رخيصة الثمن ومسيّرات للمواجهة وذلك في حد ذاته نجاح أن تجر عدوك ليلعب بأدواتك وتحيّد مصادر تفوقه بما في ذلك التكنولوجيا والتي أظهرت خطورتها في جرح اطراف في محور المقاومة تعمل حاليا على ترميم نفسها للجولة المقبلة القادمة بقوة أكبر من الجولتين التي خاضهما الطوفان واستطاع في الثانية أن يمتص إنجازات المحور الأمريكي في الجولة الأولى، وكان لليمن ثم ايران الإسلامية دور كبير في امتصاص إنجازات العدو في الجولة الأولى، ومن هنا تنبع أهمية ومحورية المواجهة مع اليمن وإعادة ترتيب المسرح اليمني الموالي لإسرائيل « الشرعية « قبيل انطلاق المواجهة المقبلة التي قد تنطلق اليوم أو غدا إنما ليست ببعيدة مالم يكن هناك تدبير الهي يعطلها .
جذور المشهد الجنوبي المستحدث
بدأت المواجهات العسكرية المباشرة والكبيرة بين القوات التابعة لـ حزب التجمع اليمني للإصلاح والمجلس الانتقالي الجنوبي في أغسطس 2019، بعد استهداف قيادي في «الحزام الأمني» المدعوم من الإمارات (الذي يمثل الذراع العسكري للانتقالي)، استغل المجلس الانتقالي الغضب الشعبي وسيطر على القصر الرئاسي ومفاصل الدولة في عدن، في انقلاب فعلي على الحكومة الشرعية التي كان «الإصلاح» جزءاً منها، وحينها تدخلت الإمارات وقصفت طائراتها تعزيزات الإصلاح عند نقطة العلم المدخل الشرقي لعدن موقعة نحو 300 قتيل بين عناصر الحزب.
وفي أغسطس 2020 (مواجهات أبين)، تجددت المواجهات العنيفة بين الطرفين في محافظة أبين
استمر التنافس العسكري والسياسي بين الطرفين للسيطرة على محافظات جنوبية وشرقية أخرى مثل شبوة وحضرموت والمهرة.
وطالما كانت هذه المواجهات جزءاً من صراع أوسع على النفوذ والسلطة في جنوب اليمن، مدفوعاً بتباين الأجندات السياسية والتحالفات الإقليمية، خاصة بين الدعم الإماراتي للانتقالي الجنوبي وارتباط «الإصلاح» بالسعودية. وقد أدت هذه التوترات إلى تعقيد المشهد العسكري والسياسي في المناطق المحتلة من اليمن..
يحمّل الانتقالي الإصلاح مسؤولية حرب 94 بشكل، ومع ان الخائن طارق صالح يمثل رأس النظام والشريك الأساسي الذي قاد حرب عام 94م والمناهض لقيام دولة مستقلة في جنوب اليمن ويقبع طارق على حدود الجنوب الشمالية الغربية لمناطق لعدن وجنوب البلاد، إلا أنه لا يصطدم به، بل ساعده وعمل تحت لوائه في عملية السيطرة على الساحل الغربي لليمن، وهب للدفاع عن وجوده مرات عدة في وجه صنعاء، وهذه الحقيقة وميكانيزم يحكي جزءا من خلفية الترتيبات الحاصلة في الجنوب.. حيث الارتباط بالعمالة للإمارات يجمع الفصيلين برغم ما يفترض أنها عدواة بين الجانبين على خلفية حرب 94 والخلاف في توجهات مفصلية ومتصادمة تتعلق بالوحدة والانفصال..
وفقا لمسؤول أمريكي في الرياض أدلى بتصريحات لأحد إعلاميي المرتزقة بأن ما يجري في جنوب اليمن هو بمثابة إعداد لمسرح العمليات، في إشارة إلى المواجهة الإسرائيلية الأمريكية المرتقبة مع صنعاء..
ووفقا لمسؤول عسكري يمني فإن طائرات الشحن الأمريكية نقلت في الأسابيع الماضية شحنات عتاد كبيرة إلى قواعدها في جيبوتي على القرن الأفريقي المقابل للسواحل اليمنية..
حديث وزير الحرب الصهيوني عن التطورات الجارية في جنوب اليمن ووعده للصهاينة بسماع أنباء سارة قريبا، سبق ذلك تهديده لصنعاء بانها لن تفلت من العقاب يوحي بحتمية المعركة والمواجهة وبالتالي جولة ثالثة من طوفان الأقصى..
ترتيب إسرائيلي
وهنا سؤال يطرح، هل تستدعي المواجهة مع صنعاء إعادة تشكيل واقع المرتزقة.. وهل الإسرائيليون حاضرون بقوة في ترتيب المشهد جنوبا..
قبل الإجابة عن هذا السؤال تنبغي الإشارة إلى أن المواجهة المقبلة بين العدو الإسرائيلي واليمن تتراجع السعودية عن كونها مشغلا إلى مجرد أداة إقليمية تنفذ ما يطلب منها في سياق إدارة عسكرية إسرائيلية أمريكية للحرب، وهذا الأمر يفسر حنقها أو محاولة إبقاء حضرموت والمهرة خارج سياق التقسيمات الأمريكية للأراضي اليمنية ومنح الإمارات مناطق نفوذ شاسعة على حسابها، فدخلت قواتها مطار الغيضة، وأمنت قوات تابعة لها منابع النفط في حضرموت.
كشف صنعاء عن غرفة عمليات إسرائيلية أمريكية مباشرة في الرياض لإدارة خلايا التجسس في إشارة إلى تراجع موقع الرياض من منفذ عام للخطط الأمريكية في اليمن إلى ممول فقط وتصدر تل أبيب المشهد باعتبار الخطر دهمها حاليا، وهو خطر فشلت الرياض في لجمه على مدى 10 سنوات من الحرب والحصار، بل وتضاعفت خلالها قوة صنعاء..
وبالعودة إلى إجابة السؤال ينبغي العودة إلى فترة قريبا خلال الجولة الثانية من طوفان الأقصى والهدنة التي سبقتها، ومع بزوغ نجم اليمن كفاعل إقليمي في الطوفان وعلى المسرح الدولي في الاشتباك الحاصل، وفود إعلامية إسرائيلية حضرت إلى جنوب اليمن وتحدثت عنها القنوات الإسرائيلية علنا وجرى استقبالها علنا من قبل ممثلي المجلس الانتقالي.
ووفود عسكرية واستخباراتية إسرائيلية أتيح لضباطها زيارة جبهات في الضالع ونشرت صورة لأحد الضباط الصهاينة في هذه الجبهة..
وفي الساحل الغربي، حيث تسيطر قوات الخائن طارق عفاش تواجد ضباط إماراتيون وإسرائيليون، أداروا من هناك معركة بالمسيرات ضد القوات المسلحة اليمنية وهاجموا أهدافا في الحديدة ومناطق أخرى، وتوقفت عملياتهم من المخا مع توقيع اتفاق إطلاق النار الذي التزمته صنعاء ولايزال ساريا في غزة.
وبالعودة سنوات يبدو أن الإسرائيليين والأمريكيون المشرفين حاليا على المسرح اليمني مع تحول اليمن إلى جبهة مواجهة رئيسية بالنسبة للكيان الإسرائيلي والأمريكيين، ارتأوا إعادة ترتيب مسرح العمليات وفقا لتصريح المسؤول الأمريكي تمهيدا لإطلاق المعركة داخليا بقدر كبير من النجاح وفقا للرؤية الأمريكية..
خلال عام مضى من الطوفان، كانت الأنباء تتوارد عن تحول عدن إلى ورشة عمل كبيرة لإطلاق معركة ضد صنعاء، يبدو أن أرضيتها قد مهدت بإنجاز التقسيم الحالي، وجرى توزيع المكافئات كتحفيز قبيل إطلاق المعركة التي يمكن أن تنطلق اليوم أو غدا..
جرى تقريب الانتقالي من حلمه في الانفصال وأرض خالية من خصومه في مقدمهم الإصلاح، تبقى عفاش في المخا وعلى باب المندب، المخا لطارق عفاش.
الإصلاح أكبر الخاسرين من إعادة الهندسة الحالية وأكبر الخاسرين في سياق التحالف السعودي الأمريكي بالنظر لحجم تضحياته لصالح السعودية منذ 2015م، جرى حصره في مارب كنقطة أخيره يراد دفعه فيها للقتال المستميت، تبقى جيب صغير له في محافظة تعز أعلن حاليا عن إعادة حقوق وتسليم منازل منهوبة وصرف مكافئات وفقا لمصادر هناك في محاولة لفرض بقائه هناك وعدم حصره بمارب فقط، وتلك نقطة إيجابية، إذ أن الأمريكيين والإسرائيليين يضعون في حساباتهم توقعات بفشل الأدوات الأخرى وعجز الترتيب الحالي عن تحقيق الانتصار..
كما أن أهمية مارب الجيوستراتيجية لا تسمح لهم بالمغادرة والركون على أدوات لم تختبر بعد في ظروف صعبة وخارج بيئتها كحال الإصلاح الذي يسيطر على مارب رغم كونها لا تنتمي لها كحاضنة ..
صحيح أن هذا الترتيب وهذه العملية من إعادة هندسة الأدوات قضت على ما يسمى بالشرعية التي جرى سحب رئيسها العليمي إلى الرياض والطلب منه إطلاق تصريحات مناهضة لماجري كخط رجعة إذا ما تطورت الأمور بغير ما تشتهيه واشنطن وتل أبيب ..
لماذا لم تفتح الجبهات قبلاً.. خلال جولتي طوفان الأقصى ؟
سؤال آخر يطرح هنا، لماذا لم يشترك المرتزقة في القتال، رغم إعلان موقفهم الواضح والرافض لعمليات الإسناد التي قامت بها صنعاء نصرة لغزة وضد العدو الإسرائيلي
باستثناء إدارة خلية إسرائيلية أمريكية لعمليات مسيرات جوية من المخا، بقي وضع المرتزقة خاملا على الجبهات، ويعود ذلك إلى سبب رئيسي منع الدفع بالمرتزقة في القتال وفتح جبهات الداخل مساندة إسرائيل..
وفي الحقيقة، فإن المرتزقة في اليمن قدموا خدمة لإسرائيل دون اشتراكهم عمليا في القتال عبر إجبار صنعاء على تفريغ خطوط إنتاج عسكرية تحسبا لأي مغامرة من قبل الأمريكيان بفتح الجبهات الداخلية..
والسبب الآخر يعود إلى أن قيادة صنعاء أدركت مبكرا أهمية التعبئة الشعبية في وقت لم يكن واضحا فيها موقف المرتزقة بالنسبة إلى كثيرين، وظن البعض أن اندلاع المعركة في فلسطين قد يدفع بفصائل في المرتزقة إلى الانشقاق والانضمام إلى صنعاء، أو أقله تأييد صنعاء في عملياتها ضد العمق الصهيوني وهو مالم يحدث، بل شاهدنا من مارب حيث يسيطر الإصلاح والذي جمع أموالا طائلة من وراء إعلان الجهاد في فلسطين يصطف وراء الموقف الأمريكي، وشخصيات ظهرت من مارب على الإعلام الإسرائيلي تدين عمليات الإسناد وتعلن الوقوف ضد انصار الله، وبدا الأمر أشبه بتنافس على التقرب من إسرائيلي بين فصائل المرتزقة بين من يستضيفهم في عدن ويفتح معسكراته في المخا وبين من يؤيدهم في مأرب ..
وأمام هذا الوضع ظهر صوابيه عمليات التعبئة وبناء القوات الشعبية المساندة والتي تجاوز قوامه المليون عنصر، وهو رقم كبير جدا في ميزان أي مواجهة داخليه أجبرت المرتزقة ومشغليهم على الانكفاء، انكفاء لن يكون له محل في مواجهة مفصلية كالتي يرتقبها الجميع في الإقليم والعالم..
حوافز الأحلام والأراضي والبقاء
وفقا لإعادة هندسة الأدوات المحلية والتي نضجت أو قاربت النضج في الجنوب اليمني المحتل، فقد جرى إعطاء كل فصيل مبتغاه أو هكذا ظنوا، فالانتقالي منح أرض الجنوب صافية، وليس من المرجح أن يمنح حلم الانفصال أو الدولة الآن قبيل المعركة حتى يتبقى لديه الدافع للقتال
ولدى الخائن عفاش أراض يسيطر عليها في الساحل الغربي وأجزاء من تعز، لا يعلم مصير الجيب الإصلاحي في تعز، إذا مان سيبقى على حاله أو يسلم للخائن عفاش، يعمد الإصلاح إلى محاولة تثبيت أقدامه هناك عبر مصالحات أعلن عنها بين الأهالي وإعادة المنهوبات..
وجرى حصر الإصلاح في مارب لتكون بمثابة معقله الأخير وبالتالي يقاتل عنها قتال المستميت كما أشرنا، ووضعه الحالي أشبه بالمعاقب من تبقت له فرضة أخيرة يدافع فيها عن بقائه ونجاعته بالنسبة لمشغليه وإلا فأن مصيره النهاية على يد مشغليه قبل خصومه..
الشرعية التي تمسكت بها السعودية طويلا جرى تجنيبها في الوقت الحالي أو تجميدها مؤقتا والتعامل مع كل فصيل لديه أرض مستقلة يقاتل منها، يطلب منه التقدم، تحسب له انتصاراته فيكافأ وفي المقابل يعاقب على هزائمه ..
وفي الهندسة الجديدة للأوراق والأدوات اليمنية تفهم الخطة الأمريكية الإسرائيلية بإدخال المرتزقة إلى جولة القتال المرتقبة على أساس فصائلي وليس تحت راية «الشرعية» لقتل الأعذار التي تكررت على مدى عشر سنوات فشلوا خلالها في تقزيم خطر صنعاء الذي تطور واحرق أمريكا في البحر الأحمر بنهاية المطاف وأشعل قلب المشروع الصهيوني بنيران لم تكن متوقعة..
خطر التقسيم
هل تحمل الهندسة الجديدة للتقسيم الجغرافي والفصائلي بداخل المرتزقة خطرا على وحدة اليمن؟
بالتأكيد الخطة الأمريكية الإسرائيلية الحالية هي نموذج غير مكتمل من خطة تقسيم اليمن، إذا ما انتصر المعسكر الأمريكي الصهيوني في المواجهة المقبلة لا سمح الله، فاليمن بشكله الحالي لن يبقى، وسيذهب إلى التقسيم بما يتجاوز إقليمين وحتى ثلاثة أقاليم..
ودخول قوات سعودية إلى حضرموت والمهرة مؤشر على أن التقسيم.. قد يذهب إلى ستة أقاليم، والدولة التي يحلم بها الانتقالي لن يحصل عليها ولا يمكن لها أن تتجاوز المثلث الفقير عدن لحج الضالع أبين، ناهيك عن انفجار الوضع من جديد نتيجة التوليفة غير المستقرة برأسيها « الزبيدي والمحرمي» وأطماع كل منهما.
كما أن الإصلاح لن يقبل أن يبقى محصورا بمارب وعلى بعد ناظريه ثروات شبوة وحضرموت والمهرة.
حضرموت هي الأخرى يجري دغدغة عواطفها من قبل السعودية بدولة مستقلة، وشاهدنا خلال اليومين الماضيين تحرك قوات النخبة الحضرمية لتأمين منابع النفط وسيئون من يد قوات الانتقالي والعمالقة.
مؤشرات الصراع السعودي الإماراتي قائمة وواضحة في الترتيبات الأمريكية الجديدة، والصراع البيني للمرتزقة حاضر تبعا للتجاذب والتنافر السعودي يزداد مداه أو ينقص قليلا.
ووفقا لشواهد التاريخ في البلدان التي دخلتها أمريكا وتمكنت منها فقد جرى شهدت الصراعات ازدهارا بشكل كبير، يتلذذ الأمريكيون دوما بغدارة الصراعات في البلدان المختلة والإمساك بالخيوط جميعا في أيديهم.
متى تقع المعركة؟
هذا السؤال يقودنا إلى سؤال آخر طرح في أوساط العامة وهو أن الأمر بدأ في الجنوب أشبه بعملية استلام وتسليم؟
وهذا التقدير صحيح للغاية، فالإصلاح في مناطق حضرموت ليس هشا إلى الدرجة التي يمكن للانتقالي فيها أن يغلبه، وبالعودة إلى العام 2019 م فلولا تدخل الطيران الإماراتي في المعركة بين الجانبين آنذاك لكانت قوات الإصلاح تحت عباءة الشرعية أبادت ما يسمى الانتقالي..
لقد أجبر الإصلاح خصوصاً في حضرموت على ابتلاع السم الذي ظل يطبخه لغيره، وتحول جل همه كما حصل في منطقة العبر على سحب السلاح إلى مارب وتذخير نفسه استعداداً للمواجهة التي يراد إقحامه من جديد فيها ضد صنعاء..
ناشطوا الإصلاح المصدومين تحت وقع ما حصل في الجنوب، واندفع بعضهم إلى الطلب من الحزب أن يتحالف مع صنعاء بدعوى نجاة اليمن، اصطدموا بتصريحات المرتزق العرادة الذي عادة من معتقله بالرياض ليسعر الحزب للحرب من جديد ضد صنعاء وضد أنصار الله والى صف جرّعوه سم الإهانة على يد الانتقالي مرات ومرات، رغم ضعف الأول وضيق قاعدته الشعبية مقارنة بالأخير ..

وبالإجابة على السؤال الجوهري.. متى تندلع المعركة؟
يمكن فهم هذا التحول السريع في الميدان وتجميد الشرعية لصالح فصائل منفصلة تقاتل على ارض مستقلة لكل منها.
وفقا لمصادر عسكرية، فالاستعدادات الأمريكية والإسرائيلية اكتملت تقريبا، وارتباط ساعة الصفر وفقا لتقديرات عسكرية منوط بالعمل الاستخباري اللاهث وراء هدف دسم تنطلق بعده العمليات العسكرية بالتزامن للمرتزقة والإسرائيليين ومن ورائهم الأمريكان وإقليميا بات مؤكدا تورط الإماراتيين كمشغلين إقليميين للانتقالي والمحرمي وعفاش .
السعوديون يواصلون تحصين أنفسهم رغم إجرائهم مفاوضات في عمان مع صنعاء، وسير المعركة على جبهة مارب وفي البحر الأحمر قد تحدد مدى انخراطهم في المعركة.
وتجميد الشرعية في الجنوب والساحل الغربي واستحضارها في مارب حيلة لن تمر على صنعاء التي ترصد وتراقب على امتد الجزيرة العربية وصولا إلى فلسطين..
ثمة ما يقلق المعسكر الأمريكي وهو أن صنعاء لن تكون محايدة إذا ما قرر الصهاينة شن عدوان على لبنان، حزب الله يرمم قواته سريعا والغارات الصهيونية لا تفلح في ردعه أو تعطيل تعافيه كما ينبغي، وتلك ساعة صفر بيد صنعاء لا بيد خصومها..
ومن أي ميدان تنطلق ساعة الصفر للجولة الثالثة من طوفان الأقصى والمعركة الحاسمة لا يهم، فصنعاء تواصل استعداداتها بشكل مكثف، ويعد عسكريون فيها العدو بمفاجئات غير متوقعة، ولا يعلم بعد اذا ما كانت ستخوضها وحيدة أم يقرر محور المقاومة أن يخوض جولة موحدة ويتجاوز خطأه القاتل في الجولة الأولى وقاد إلى خسارة قادة كبار في محور المقاومة وتطاول العدو الإسرائيلي في اكثر من ميدان كانت بعيدة المنال عليه إلى وقت قريب، يعزز ذلك فقدان أمريكا سلاحها المرعب المتمثل بحاملات الطائرات، وتضرر هيبة بحريتها بشكل يمنعها من خوض معركة في المنظر القريب دون تغييرات حذرية تحتاج عقودا
حصار مطبق
في خضم معاناة أستراليا من تهرب البشر إلى أراضيها عبر إندونيسيا، تفتقت ذهنية أحد الجنرالات عن خطة وصفت حينها باللامعة لخلق حاجز جيوسياسي يفصل بين إندونيسيا وأستراليا غير العائق الطبيعي البحر، فجرى دعم انفصال مقاطعة تيمور الشرقية التي ضمتها إندونيسيا إليها في عام 76م، ونالت الأخيرة استقلالها في 2002م، ولعبت دور الحاجز أمام الإندونيسيين الراغبين بالتهرب إلى أستراليا..
وخلال السنوات الأخيرة علق المرتزقة والأدوات الإقليمية فشلهم في مواجهة صنعاء على استمرار عمليات التهريب، التي قالوا إنها تكثفت عبر المناطق المحتلة جنوب اليمن.. يرمي الانتقالي بالتهمة على أبناء المناطق الشمالية، وتتهم القوى المناوئة للإصلاح الأخير بانخراط عناصره في عمليات التهريب
يريد الأمريكيون الآن خلق حاجز جيوسياسي أمام مواطني الشمال المتهمين بتشكيل جسر تهريب لصنعاء.
والمتابع اليوم لكثير من الفيديوهات القادمة من المناطق الجنوبية يلمس التعامل العنصري القائم هناك، كما أن الحدود الإدارية بين المحافظات تحولت إلى أشبه بحدود دولية تستقبل أبناء المناطق الشمالية.. ما يعني وضع عوائق جديدة وأكبر من السابقة في وجه عمليات التهريب إلى المناطق المحاصرة تحت سيطرة المجلس السياسي الأعلى
والأيام القادمة كفيله بإظهار الأمور بشكل أكثر وضوحا..
… وفي الخلاصات
النظر إلى المشهد اليمني وماجرى في جنوبه بمعزل عن المشهد في المنطقة، والمواجهة القائمة والموازين التي أفرزتها معركة البحر الأحمر يعطي انطباعا خاطئا تجاه ما يجري في الجنوب وفي كثير ميادين المنطقة التي غدت اليوم مترابطة، وفي انتظار نتيجة المعركة الحاسمة بين المعسكر الأمريكي ومعسكر المقاومة ..
تشاء الأقدار الإلهية أن تكون اليمن ميدان انطلاق هذه المواجهة الحاسمة باعتباره البلد الذي مس بالهيبة الأمريكية رأس المعسكر الغربي والمشروع الصهيوني في المنطقة عالمياً حيث الانعكاسات الارتدادات لن تتوقف عن حدود بلد بعينه أو إقليم معين..
المعركة واقعة حتما بين مشروعين التلاقي بينهما صفر، ولا يمكن تجنبها وقد تندلع اليوم أو غدا.. معركة مفصلية بامتياز بين مشروع الإسلام والصهيونية في الشرق الأوسط، ستصنف لاحقا كأهم المعارك التي دكت مسامير الفناء في الإمبراطورية الأمريكية المهيمنة على العالم منذ 1945م
معركة اليمن بالنسبة إلى الولايات المتحدة والمشروع الصهيوني معركة تحدد بقائها في المنطقة أو زوالها، وستسخر لها جميع الأدوات إقليمية ومحلية ودون اختيارها، يحسب لبراك المبعوث الأمريكي إلى سوريا صراحته في تسميته الدول الإقليمية الحليفة لواشنطن بالأدوات، والسلام بعملية خضوع لطرف مهمين في إشارة إلى ” إسرائيل ”
وكما كان انتصار طالوت مدويا بوجه طغيان جالوت رغم قلة العدة والعتاد وفرار كثر عند النهر، سيكون النصر الإلهي بجانب أنصار الله أينما كانوا، وقد اثبتوا لله ولرسوله صدقهم منذ 2015م، وحين وقفوا بباب المندب يواجهون العالم انتصاراً لله وتنفيذا لأوامره بنصرة المستضعفين ..
وما سيتبع المواجهة المفصلية في اليمن من معارك على مستوى الإقليم بما فيها إزالة “إسرائيل” وتحرير القدس ستغدو مجرد تفصيل..

مقالات مشابهة

  • تحوّلات المشهد الجيوسياسي جنوب اليمن.. الصهيونية تهندس معركة البقاء في الإقليم
  • والي البيض يستقبل سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية
  • الأمم المتحدة تدعو الحوثيين للتراجع عن احتجاز موظفيها    
  • فرحات: الولايات الأمريكية تتجه لحصار الإخوان و تجريدهم من أدوات النفوذ والاختراق
  • توسع الانتقالي الجنوبي وتماسك الحوثيين وتراجع الحكومة.. هل يعود اليمن إلى مشهد ما قبل 1990؟
  • نيوزويك: الصراع يتفاقم بين السعودية والإمارات في اليمن والانتقالي يقوض جهود الرياض ويفيد الحوثيين (ترجمة خاصة)
  • الولايات المتحدة الأمريكية والمجال الحيوي
  • تأجيل جولة مفاوضات اليمن بشأن الأسرى بسبب مخاوف الحوثيين من اعتقال قياداتهم
  • التمثيل التجاري ينسق الزيارة الترويجية الأولى لرئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس إلى الولايات المتحدة الأمريكية
  • الحوثيون يرحّلون مختطفي إب إلى صنعاء وسط قلق متصاعد وتحذيرات حقوقية