الأقصى في رمضان.. المعركة تزداد شراسة لكنه ليس وحيداً
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
الثورة / متابعات
لم يكن عبثاً أن جعل الفلسطينيون قضية المسجد الأقصى عنواناً لمعاركهم ومواجهاتهم وثوراتهم وانتفاضاتهم، فهو عندهم بؤرة الصراع مع الاحتلال الصهيوني، وأصل الحكاية التي بدأت منذ بدأت أطماع الصهاينة في أرض فلسطين.
ورمزية المسجد الأقصى ترتفع أكثر بقدوم شهر رمضان المبارك، الذي أضحى رمزاً للمبارزة والمواجهة بين صاحب الحق ورمز الباطل، وبين ابن الأرض ومعمر مساجدها وبين الغريب القادم من كل أصقاع الأرض يريد تدنيس طهر مساجدها.
ولهذا ما إن يقترب شهر رمضان حتى تجد الاحتلال الصهيوني وعبر أذرعه الأمنية المختلفة، يشدد إجراءاته وإغلاقاته ويكثف من حواجزه، ويزيد من عديد جنوده حول المسجد الأقصى وفي البلدة القديمة ومدينة القدس بشكل عام، ما يحول المدينة بكاملها إلى ثكنة عسكرية، وكل ذلك بهدف إلى منع عمارة المسجد والحيلولة دون وصول المصلين والمرابطين إليه.
ولم يكتف الاحتلال ومجموعاته الاستيطانية المتطرفة بذلك، بل جعلوا من شهر رمضان موسماً يوسعون فيه تدنيسهم واقتحاماتهم للمسجد الأقصى المبارك، خاصة في ظل تزامنه مع عدد من أعيادهم العبرية، كما حدث في السنوات الماضية.
هذا التحدي والصلف الصهيوني، لم ينجح في منع عشرات آلاف المصلين والمعتكفين من الوصول إلى المسجد الأقصى وعمارته وأداء صلوات التراويح والفرائض الخمسة في مساجده ومصلياته وباحاته في خطوة ومحاولة مهمة لإفشال مساعي الاحتلال بجعله مكانا خاليا من المسلمين ومرتعا لعصابات المستوطنين.
حرب ممنهجة
إحدى أبرز المرابطات في المسجد الأقصى منتهى إمارة، قالت إن الاحتلال الصهيوني يشن حربا ممنهجة تستهدف تفريغ المسجد الأقصى من المرابطين والمرابطات.
وبينت “إمارة”، في حديث خاصظظ مع “المركز الفلسطيني للإعلام”، أن المرابطين والمرابطات والمصلين بشكل عام يعيشون تحت تهديد قوات الاحتلال الإسرائيلي الدائم، والتي تحاول بكل الوسائل تقييد حركتهم ومنعهم من الصلاة والرباط في الأقصى.
وأوضحت أن قوات الاحتلال تفرض قيودًا مشددة على دخول النساء إلى المسجد، خاصة خلال شهر رمضان، كاشفة عن تعرضهن لتفتيش مهين، وفي بعض الأحيان يتم منعهن من الدخول دون أي مبرر.
وعدت هذه الانتهاكات ليست فقط انتهاكًا لحقوقهن الدينية، بل محاولة لتفريغ الأقصى من المرابطين والمرابطات الذين يعتبرون خط الدفاع الأول عن هذا المكان المقدس.
وحذرت من أن هذه الإجراءات جزء من خطة أكبر تهدف إلى تغيير الوضع القائم في الأقصى، وقالت: “الاحتلال يريد أن يجعل وجودنا في الأقصى مستحيلًا، لكننا سنبقى هنا مهما كانت التحديات، الأقصى هو هويتنا، ولن نتخلى عنه”.
الانقضاض على الأقصى
عضو هيئة أمناء الأقصى فخري أبو دياب، أكد أنّ دولة الاحتلال حولت شهر رمضان لفرصة من أجل الانقضاض على الأقصى، وتهويده، وتحويله لثكنة عسكرية.
وقال “أبو دياب”، إن شهر رمضان هو وقت للعبادة والسلام، لكن قوات الاحتلال حولته إلى ساحة مواجهات من خلال فرض قيود غير مبررة على دخول المصلين، خاصة الشباب.
وبين أن كل يوم في رمضان يشهد اعتداءات على المصلين، سواء من خلال الاعتداء الجسدي أو من خلال منعهم من الوصول إلى الأقصى.
وأوضح أنّ هذه الإجراءات تهدف إلى إفراغ المسجد من المصلين وإضعاف صمود أهل القدس.
وشددّ على أن تواجد المصلين يفشل مخططات الاحتلال؛ مؤكداً أنه رغم الحواجز التي نصبت في الضفة، ورغم التهديدات التي وجهت للشباب في القدس، ورغم ما حدث من تهديد لشركات النقل والمواصلات في الداخل بعدم نقل المصلين، إلا أن النتائج كانت مخالفة ومعاكسة لإرادة الاحتلال.
ودعا أبو دياب إلى شد الرحال والرباط في المسجد الأقصى، وقال: “علينا أن نبقى متواجدين في الأقصى بأعداد كبيرة، خاصة خلال شهر رمضان، وجودنا هو رسالة واضحة للاحتلال بأننا لن نتخلى عن مقدساتنا”.
وأكدّ على ضرورة توحيد الجهود لحماية المسجد الأقصى من الانتهاكات الإسرائيلية المتزايدة؛ في ظل التحديات التي تواجهها القدس وأهلها، عاداً الرباط في الأقصى الوسيلة الرئيسية للحفاظ على الهوية الفلسطينية والإسلامية للمدينة المقدسة.
مشاهد تبعث الأمل
من جهته أكد خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عكرمة صبري، أن معركة الاحتلال الإسرائيلي حول المسجد الأقصى ستزيد من تمسك الفلسطينيين به، وتؤكد حقهم الشرعي فيه.
وقال، في تصريحات صحفية، إن مشاهد المصلين الوافدين إلى المسجد الأقصى – رغم كل العقبات في شهر رمضان – مشاهد تبعث الأمل، وتؤكد تمسك الشعب الفلسطيني بمقدساته، وعزمهم على الدفاع عنها.
ويرى “صبري” أن الفلسطينيين في الداخل المحتل هم درع الأقصى الحامي، وأهل القدس هم المعادلة الصعبة في وجه الاحتلال، رغم كل محاولاته لفرض قيوده.
وعدّ توافد عشرات الآلاف من المصلين للمسجد، صمام أمان له، داعياً من لم يستطع الوصول إليه للعمل بكل جهد لتعزيز صمود المرابطين والمصلين فيه.
وأوضح أن المسجد الأقصى هو حق إسلامي خالص؛ لا يمكن تغيير واقعه بحال من الأحوال، وقال “لا الثكنات العسكرية في داخل أسوار القدس ولا في البلدة القديمة؛ تستطيع أن تغير واقع المدينة التاريخي والديني”.
ودعا الشيخ “صبري”، إلى تكثيف الرباط وشد الرحال إلى المسجد المبارك، خلال شهر رمضان، مؤكدا أن الرباط في المسجد عبادة وواجب ديني، داعيا كل فلسطيني قادر على شد الرحال للمسجد، لنصرته وحمايته، فليفعل.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
خلال ما يسمى عيد “الحانوكاه”.. استعدادات لاقتحامات واسعة للأقصى
#سواليف
انطلقت دعوات واسعة للاستعداد للرباط في #المسجد_الأقصى المبارك، والتصدي لاقتحامات #المستوطنين المتطرفين خلال ما يسمى عيد ” #الحانوكاه _الأنوار” اليهودي، الذي يبدأ يوم الأحد القادم.
وأطلق نشطاء ومرابطون وهيئات مقدسية الدعوات للحشد والنفير خلال الأيام المقبلة، وديمومة الرباط، والتصدي لمخططات الاحتلال والمستوطنين في تهويد المسجد وهدمه وبناء “الهيكل” المزعوم.
وأكدوا على أهمية الحشد بشكل واسع في باحات الأقصى وأداء جميع الصلوات فيه، وعدم التسليم بعراقيل #الاحتلال وقيوده العسكرية.
مقالات ذات صلةوأشارت الدعوات إلى أن المستوطنين يستغلون كل لحظة من أجل زيادة اقتحاماتهم واعتداءاتهم في مسرى الرسول.
وأضافت أن كل من يستطيع الوصول إلى الأقصى من أهالي القدس والداخل الفلسطيني المحتل والضفة الغربية، يقع على عاتقه واجب نصرة المسجد المبارك والدفاع عنه أمام المخاطر المتزايدة بحقه.
وتصر جماعات المعبد المتطرفة على إقحام المسجد الأقصى في هذا العيد، وتعمّد #المقتحمون إشعال الشموع داخله، وما زالوا يحاولون إدخال الشمعدان إلى ساحاته.
وفي إطار استعدادات “جماعات الهيكل” المزعوم وأنصارها للاحتفال بما يسمى “عيد الحانوكاه/ الأنوار”، من المقرر تنفيذ نحو 150 فعالية تهويدية تستهدف مدينة القدس المحتلة.
وضمن التحضيرات السنوية لهذا العيد، تم وضع شمعدان ضخم يوم السابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري في ساحة البراق الملاصقة للجدار الغربي للأقصى، لإتمام طقوس إضاءة شعلة كل يوم داخل الساحة مع مغيب الشمس، كما يتم نصب شمعدانات لإضاءتها كل ليلة أمام أبواب المسجد، خاصة بابي المغاربة والأسباط.
وتشكل مراسم إشعال الشمعدان أبرز طقوس الاحتفال، ضمن محاولات مستمرة لفرض السيطرة الرمزية على المقدسات الإسلامية.
وخلال العام الماضي، تعمُّد المقتحمون أداء الطقوس التوراتية والصلوات التي ارتدوا خلالها لفائف التيفلين (لفائف سوداء يرتديها اليهود أثناء تأدية الصلاة)، كما أشعلوا الشموع داخل المسجد، وكان وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير من بين المقتحمين في هذه المناسبة.
ويصعد المستوطنون من اقتحاماتهم اليومية للأقصى بدعم من حكومة الاحتلال اليمينية والوزراء المتطرفين، ويستغلون الأعياد اليهودية في تنفيذ طقوس تلمودية غير مسبوقة.
وتحاول الجماعات المتطرفة التحريض بشكل مستمر لزيادة أعداد المستوطنين المقتحمين للأقصى، والوصول بهم إلى أرقام قياسية.