#المدرسة وليس #البيت!!
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
في حوار المجتمع الأردني حول توصيف ما حدث في المدرسة، انحاز أصدقاء الوزارة من الإعلاميين، ومن كوادرها إلى إلقاء اللوم على البيت؛ حماية للوزارة. فالبيت هو المسؤول عن التربية، وما أفسده الدهر لا تصلحه المدرسة. بذل إعلاميون
جهودهم لتبرئة الوزارة ومسؤوليها. وانحاز أصدقاء التعليم الحقيقيون إلى توصيف المشكلة بأنها قصور في النظام التعليمي، وأن هذا التوصيف مفيد لإلقاء الضوء على واقع التعليم، حيث تنبه المجتمع، والحكومة إلى ضرورة إصلاح التعليم، وما تخصيص مبلغ ١٠٠ مليون دينار لدعم التعليم والصحة إلا ثمرة لهذا التوصيف،
وإلا كان واجب الرئيس أن يخصص المبلغ لإصلاح البيوت التي لم تُفلح في تربية أبنائها؛ دعمًا أو نيابة عن المدرسة.
البيت ليس مسؤولّا
قد يكون العنوان صادمًا! ولكن
علينا أن نعرف حقيقتين اثنتين:
الأولى؛ إن المجتمع قد أنشأ المدارس، وأوكل إليها مهام تعليم الأطفال وتربيتهم.
الأخرى؛ ليس البيت موهلّا إلا لتربية عامة حول الأصول، ولا يمتلك الوقت اللازم للتربية والتعليم، أو لتنظيم القيم والسلوكات اليومية .فالوالدان مرهقان مشغولان ، ويعملان في خدمة المجتمع ومؤسساته !!.
وربما علينا أن نعرف أن البيت نفسه هو أحد مخرجات المدرسة، فأي قصور فيه، أو أي نجاح له يُعزى إلى المدارس التي تخرج منها الوالدان!
فالمدرسة هي التي ربّت المجتمع، والمجتمع والبيت هما نتاج للمدرسة، ولا شيء غير المدرسة!!
ومن هنا؛ على الجميع العمل مع المدرسة، ودعم المدرسة وحمايتها!
(٢)
المدرسة مؤسسة مجتمعية
ليس مفاجئًا القول: إن علاقة المدرسة بالمجتمع مرت بمراحل ثلاث:
الأولى؛ رفعت المدرسة شعار:
دعوني أعمل! لا تتدخلوا بعملي!
قبِل المجتمع ذلك، وبنت المدرسة حولها سورًا عاليًا، وأسمت داخل السور بالحرم المدرسي! ومنعت الأهالي من التدخل!
يعني: ممنوع الدخول لغير الأطفال!
والمرحلة الثانية؛ تنازلت المدرسة عن بعض غرورها، ورفعت شعار:
تعالوا ! شاهدوا ماذا عملنا؟!
فأقامت معارض سمحت للأهالي
بزيارتها. ولا يحق لهم سوى المشاهدة!
والمرحلة الثالثة؛ كانت مرحلة التفاعل والشراكة: رفعت المدرسة شعار: تعالوا نعمل معًا! هذه مدرستكم!
يعني المدرسة والأهالي هما شركاء في العمل المدرسي!
ومع ذلك تشكو المدارس ضعف استجابة الأهالي فكيف بشراكتهم؟!
(٣)
من المسؤول؟
شكت المدرسة من عدم استجابة الأهالي، بل قال الإعلامي الكبير ماهر أبو طير: إن مدرسة أبلغته بزيارة شخص واحد من الأهالي طيلة عام!! هذا يعني ان المدرسة الحكومية لم تنجح في جذب الأهالي، كما لم تنجح في جذب الذين من قبلهم منَ الطلبة!! ولعلكم تعرفون أن المدارس غير الحكومية تشكو من كثرة اهتمام الأهل بالمدرسة!
فالمشكلة ليست في الأهالي!
المدرسة -حسب مهامها- مسؤولة عن العمل مع الأهالي ومع المجتمع المحلي؛ أفرادًا ومؤسسات! ونجاح العمل مسؤولية المدرسة وحدها!
(٤)مشروع إصلاح التعليم
طالبًنا أحد كبار الإعلاميين بدعم
مشروع إصلاح التعليم في الأردن!
ليتنا نعرف هذا المشروع!
مثل هذا الكلام يعني أن لدينا مشروعًا، وهذا قد يحرج كثيرا المنادين بإصلاح التعليم الذين لم يروا مثل هذه الخطط!. بل يعيق إصلاح التعليم، حين نقول لدينا خطط!!! فالأمور: كلّه تمام! وعلينا الصمت أو النفاق!!!! فهل هذا يحل المشكلة؟! ومتى نواجه المشكلة الحقيقية دون طبطبة!!!
مشكلتنا غياب رؤية لإصلاح التعليم!!
وستبقى أوضاعنا في ذيل القوائم العالمية ! وستبقى حوادث العنف والتنمر مستمرة، ما دام الأذنة لا يقومون بواجباتهم!!
فهمت عليّ جنابك؟!
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: البيت ذوقان عبيدات إصلاح التعلیم
إقرأ أيضاً:
نهيان بن مبارك: بناء وطن متماسك يبدأ بالاستثمار في التعليم النوعي
افتتح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، والرئيس الفخري لـ«مركز المستقبل للتأهيل»، «المكتبة الشاملة» في مقر المركز بمدينة أبوظبي، خلال حفل رسمي حضره خلدون المبارك، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة «مبادلة» للاستثمار، ومحمد عبد الجليل الفهيم، رئيس مجلس إدارة المركز، وعدد من الشخصيات من مجموعة مبادلة ومؤسسات وطنية، ولفيف من الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور.
ويأتي افتتاح المكتبة المتطورة، في إطار التزام مشترك بين المركز والمجموعة، بدعم التعليم الشامل، وتعزيز فرص أصحاب الهمم في الوصول إلى المعرفة، والمشاركة الفاعلة في المجتمع، تماشياً مع قيم دولة الإمارات في التمكين والمساواة.
وقال الشيخ نهيان بن مبارك «إن افتتاح المكتبة ليس مجرد فعالية رمزية، بل إعلان صريح عن التزامنا الجماعي ببناء مجتمع يؤمن بكل فرد، ويمنحه الأدوات التي تمكّنه من التعلم، والإبداع، والمساهمة الفاعلة في مسيرة الوطن»
وأضاف «لقد أرسى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، دعائم راسخة لمجتمع يقوم على العدل، والرحمة، وتمكين الإنسان، وها نحن اليوم نواصل هذا النهج المبارك بقيادة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يضع الإنسان في قلب رؤية التنمية، ويؤمن بأن بناء وطن متماسك وشامل يبدأ من الاستثمار في التعليم النوعي، وتكافؤ الفرص، ودمج أصحاب الهمم بشكل كامل في جميع مناحي الحياة».
نموذج فعلي
وتابع «في إطار عام المجتمع، تتجسد هذه المكتبة نموذجاً فعلياً لترجمة تلك الرؤية الوطنية؛ فهي ليست مساحة للقراءة فقط، بل فضاء حي لتعزيز الانتماء، وتوسيع آفاق المعرفة، وترسيخ مبدأ أن لكل فرد في هذا الوطن دوراً، وصوتاً، وفرصة حقيقية للنمو والمساهمة».
وقال «ما نشهده اليوم أكثر من مكتبة؛ إنها منصة للانطلاق، ومساحة تُزرَع فيها بذور الثقة، وتُروى بالإبداع، وتنمو بالمسؤولية. إنها ترجمة عملية لفكرة أن كل فرد، مهما كانت تحدياته، يملك الحق الكامل في الحلم، والمحاولة، والنجاح».
وأضاف «في هذا السياق، أتوجه بالشكر إلى مجموعة «مبادلة» على دعمها ومساهمتها الفاعلة في إنجاح هذا المشروع المجتمعي الرائد، الذي يعكس التزامها المستمر بدعم التعليم الشامل وتعزيز قيم التمكين والتكافل في المجتمع الإماراتي».
وتابع «فخورون بهذا المشروع الإنساني الملهم، الذي لا يفتح الأبواب أمام المعرفة فحسب، بل يفتح القلوب أيضًا، ويعزز في أبنائنا من أصحاب الهمم شعور الانتماء، والقدرة، والإبداع. إنها رسالة واضحة لكل من يعيش على أرض الإمارات: في هذا الوطن، لا أحد يُترك خلف الركب، وكل حلم يجد من يحتضنه حتى يصبح واقعاً».
وقال خلدون المبارك «نؤمن في مبادلة بأن تمكين الشباب هو أساس بناء مستقبل أكثر إشراقاً وتنوعاً. ويمثل افتتاح هذه المكتبة الشاملة خطوة نوعية ضمن التزامنا بتوفير بيئة تعليمية دامجة، تدعم جميع أفراد المجتمع وتمنحهم فرصاً حقيقية للنمو والمساهمة. وبهذه المبادرات، نسعى دائما إلى الاستثمار في الإنسان، وتوسيع دائرة الفرص أمامه، وتعزيز القيم التي نؤمن بها كمؤسسة وطنية مسؤولة».
المكتبة الجديدة مساحة تعليمية مبتكرة تهدف إلى تمكين الطلبة، وتعزيز فرص الوصول إلى مصادر المعرفة. وتضم نحو 1500 كتاب ومورد تعليمي، موزعة على تسع مناطق تعليمية متخصصة، تشمل ركن القراءة، والركن الحسي، وفضاء الابتكار، ومناطق الدعم الحسي والمعرفي، بما يُراعي أنماط التعلم المختلفة والاحتياجات الفردية.
وجهّزت المكتبة بأدوات وتقنيات مساعدة مثل نظارات الواقع الرقمي (ClassVR)، والروبوتات التعليمية، والقارئات الصوتية، وأقلام القراءة، والكتب الصوتية.
كما تضمّ قسماً خاصاً لأولياء الأمور والمعلمين، يدعمهم في التعليم والتوجيه.
وخلال الحفل، قدّم طلاب المركز عرضاً فنياً تضمن تقديم شخصية «كابتن فيوتشر»، من إبداع الطالب عبدالله الرميثي، وتمثل رمزاً للتمكين والشجاعة وقوة المعرفة.
كما شارك الطالب محمد عبد الرحمن، إلى جانب الفنانة الإماراتية عائشة الحمري، في عرض الجدارية الفنية التي تزيّن واجهة المكتبة، وتحمل رسالة بصرية عن التنوع، والاحتواء، والانتماء.
وقال محمد عبد الجليل الفهيم «المكتبة أكثر من مجرد فضاء للكتب، إنها تعبير حقيقي عن الإيمان بقدرات الطلبة، وتأكيد أن التعليم حق أصيل للجميع. نشكر كل من أسهم في تحويل هذه الرؤية إلى واقع، وعلى رأسهم مجموعة مبادلة للاستثمار، التي جسّدت بأعمالها التزامًا حقيقيًا تجاه المجتمع وأفراده».
يذكر أن «مركز المستقبل للتأهيل» أسس عام 2000، ويخدم 147 طالباً من مختلف الجنسيات والفئات العمرية من أصحاب الهمم، لا سيما ذوي التوحد والإعاقات الذهنية والمتعددة.
ويشتهر بريادته في التعليم الشامل، وحصل على جوائز واعتمادات عدة، من بينها جائزة خليفة التربوية، واعتماد برنامج CLM من مركز التميز في الولايات المتحدة، ورخيص برنامج ASDAN البريطاني. (وام)