تتنافس المحطات التلفزيونية اللبنانية في شهر رمضان هذه السنة في إنتاج برامج ترفيهية شعبية تعتمد على منح جوائز مالية وعينية فورية للجمهور في ظل استمرار أزمة اقتصادية ومعيشية بدأت قبل نحو 6 أعوام.

ومع أن مستوى هذه البرامج التي توفرها ثلاث على الأقل من المحطات المحلية يتفاوت من حيث التقديم والإعداد والإنتاج، تتشابه في كون الربح فيها قائما على عنصر الحظّ وعلى مشاركات من الحاضرين أو المشاهدين المتصلين هاتفيا، وكذلك على استضافة المشاهير والفنانين.

وتشكل هذه البرامج فسحة لِكَسب أموال نقدية أو الفوز بجوائز قيّمة بينها بيت جاهز أو سيارة أو دراجة نارية أو هواتف أو مواد غذائية وسواها، ولا يتوانى الرابحون عن التعبير عن فرحهم بما ظفروا به، سواء كان شعرا أو غناءً أو رقصا أو حتى بالدموع.

ويشهد برنامج "أكرم من مين" الذي يتولى تقديمه الممثل وسام حنا على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال إنترناشونال "إل بي سي آي" إقبالا كبيرا، ويتهافت أفراد الجمهور قبل ساعات لحجز أماكنهم في مكان تصويره بصالة "فوروم دو بيروت" الضخمة، يدفعهم إلى ذلك "الأمل في الربح"، بحسب المنتجة ميشا شحود.

ويتوجهون أيضا للهدف نفسه إلى "بيروت هول" من "مناطق مختلفة وبعيدة" للمشاركة في برنامج "مع وديع" الذي يقدّمه المغنّي وديع الشيخ على شاشة "الجديد"، على ما يقول المشرف عليه علي الرفاعي.

يشهد برنامج "أكرم من مين" الذي يتولى تقديمه الممثل وسام حنا إقبالا كبيرا من الجمهور اللبناني (الفرنسية) "طاقة إيجابية"

هذه البرامج الحافلة بالموسيقى التي تترافق أجواؤها وديكوراتها الشرقية المتناغمة مع طقوس رمضان تمثّل "دعما للعائلات المحتاجة" في شهر الصوم، بحسب الرفاعي.

إعلان

وأدى الانهيار الاقتصادي الذي شهده لبنان قبل 6 أعوام بسبب سوء الإدارة الاقتصادية والفساد وتراكم الديون، إلى تدهور قيمة العملة الوطنية وتملص المصارف من تسليم المودعين مستحقاتهم وارتفاع معدلات البطالة، ما جعل قسما كبيرا من السكان تحت خط الفقر.

وتلاحظ ميشا أن "هذا النمط من البرامج يعطي طاقة إيجابية للناس".

وتضيف "الجمهور يريد أولا أن يربح، وثانيا يرغب في بعض الترفيه ليخرج من الضغط الذي يعيشه"، في حين يكتفي البعض الآخر بمتابعة "أكرم من مين" من منزله للتسلية أيضا.

إلا أن توزيع الأموال لا يكفي وحده لإنجاح هذه البرامج الترفيهية، في رأي ميشا شحود، بل هي "مجموعة عناصر مجتمعة"، من بينها السخاء في الإنتاج والديكور والمضمون المتجدد وشخصية المقدّم.

تتنافس المحطات اللبنانية في شهر رمضان في إنتاج برامج ترفيهية شعبية تعتمد على منح جوائز مالية وعينية للجمهور (الفرنسية)

فوسام حنا الذي اكتسب شعبية واسعة كممثل أولا ثم كمقدّم سهرات رأس السنة عبر "إل بي سي آي"، ودرج منذ 3 سنوات على تقديم البرامج الترفيهية الرمضانية، "يحوّل أي شيء في "أكرم من مين" إلى جميل وجذاب بطريقته السلسة"، وفق ميشا التي تشير إلى أن "إقبال الجمهور هذه السنة زاد مع استمرار الأزمة".

أما الرفاعي، فيقارن بين برامج ترفيهية شارك في إنتاجها كانت تعرض قبل اندلاع الأزمة عام 2019 وبرنامج "مع وديع" الذي يعوّل على شعبية المغني وديع الشيخ.

ويرى أن مشاركة الناس كانت في السابق "تهدف إجمالا إلى أن يظهروا على شاشة التلفزيون (…) ويربحوا، أما اليوم فتشارك فئة محتاجة ومعوزة".

ويشرح أن البرامج الترفيهية اكتسبت "أبعادا اجتماعية، إذ تساهم في دعم الناس". ويضيف "من المؤكد أن الأزمة الاقتصادية من العوامل التي جعلت الجمهور يتوافد بهذه الأعداد".

جانب من الجمهور المشارك في برنامج "أكرم من مين؟" الذي يُعرض في رمضان 2025 (الفرنسية) "إسعاد القلوب"

ويعتز وديع الشيخ بتجربته التلفزيونية التي يعتبر أنها "مسؤولية كبيرة لأنها مرتبطة بعمل الخير وتفرح الناس".

إعلان

ويقول إنه خاض مجال التقديم "بهدف الوقوف إلى جانب الناس"، وإن ما يفرحه هو "إسعاد قلوب الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة".

ويسترجع الرفاعي حالتين حصلتا في "مع وديع"، إحداهما "شاب طلب المساعدة لدفع قسطه الجامعي وآخر عبّر عن حاجته لوسيلة نقل للذهاب إلى عمله"، إذ إن الجوائز، في هذه البرامج على مختلف المحطات، قد تشمل مثلا سيارات ودراجات نارية.

ولم يخل الأمر من بعض الانتقادات التي وُجهت إلى هذا النوع من البرامج على مختلف المحطات، إذ ثمة من لم يستسغ طريقة توزيعها للمال والهدايا، إذ يرفع الحاضرون أيديهم للفت نظر المقدم، وهو ما رأى فيه بعض النقاد ما يشبه التسوّل.

وتقول ميشا عن "أكرم من مين" في هذا الصدد "نقدم المبالغ (…) بطريقة غير مبتذلة. لا نوزعها نقدا (…) بل نقدم قسائم ونسلم الجوائز المالية عبر شركات تحويل الأموال أو في الكواليس".

ولم ير الرفاعي أي إذلال أو إهانة للناس في تسليم الأموال نقدا في برنامج "مع وديع". ويقول "في النهاية (…) ثمة شق ترفيهي يبث الحماسة لدى الناس" في مشهد تقديم الأموال على الهواء.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان هذه البرامج أکرم من مین مع ودیع

إقرأ أيضاً:

الرئيس السوري يعلن انتهاء الحرب مع الطغاة وبداية المعركة ضد الفقر

أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع، أن الحرب قد انتهت مع الطغاة، مشيرًا إلى أن المعركة الآن تُخاض ضد الفقر والتحديات الاقتصادية.

وجاء ذلك خلال الفعالية الجماهيرية “حلب مفتاح النصر” التي أقيمت على مدرج قلعة حلب، حيث قال الشرع مخاطبًا الحضور:
“إخواني في مثل هذا اليوم قبل عامين قلت إنني أراكم في حلب كما أراكم الآن، ولا نستحق هذا الدرع إلا إذا عدنا إلى حلب”.

وأضاف: “ها نحن نفي بالوعد، عدنا إليكم نبشركم، ونقول ستكون حلب أعظم منارة اقتصادية، ومن قلب حلب أعلن للعالم أن حربنا مع الطغاة قد انتهت، وبدأت معركتنا ضد الفقر”.

وشدد الشرع على أن السوريين اليوم باتوا يُذكرون في المحافل الدولية باحترام وتقدير، بعد سنوات من التقتيل والتهجير والإذلال،

وقال: “أيها السوريون الكرام انظروا كيف عاد اسمكم يذكر في المحافل وكيف بات السوري محل التقدير والاحترام بعد أن كان يدفع عن الأبواب مسلوب الحقوق”.

وأشار إلى دعم المجتمع الدولي ورفع العقوبات عن سوريا قائلاً: “هذا الذي نراه من دعم الأشقاء والأصدقاء ورفع العقوبات ليس من قبيل المجاملة السياسية، بل هو استحقاق استحقه السوريون لما بذلوه من تضحيات وسطروه من بطولات”.

وأضاف: “أنتم فرصة الشرق في زمن الخراب وفرصة الاستقرار في زمن الأزمات والحروب، فدعونا نستثمر الفرصة السانحة ونأخذ واجبنا بحقه”.

يأتي هذا الإعلان عقب لقاء جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الشرع في الرياض منتصف مايو الجاري، حيث أعلن ترامب عن رفع العقوبات عن سوريا، كما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية الجمعة الماضية تخفيف العقوبات لمدة 180 يومًا شملت رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع ووزير داخليته وعددًا من المؤسسات الحكومية، وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن في 20 مايو رفع كافة العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا.

مقالات مشابهة

  • كيف تكافح أكثر مدن أوروبا سخونة موجات الحر وتستعد لاستقبال ملايين السياح؟
  • وديع الخازن: للالتفاف حول الثوابت الوطنية
  • «الوطنية لمكافحة الفساد» تعقد برامج تدريبية لكوادر الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات
  • مي عمر تحتفل بتكريمها كأفضل ممثلة عن مسلسل إش إش من راديو إنرجي
  • البرامج الموجهة للمرأة بالجامع الأزهر توضح الأعمال التي تعادل الحج والعمرة
  • وديع الحنظل: أبدت غالبية المصارف التزامًا عاليًا بمعايير الشفافية والامتثال
  • الرئيس السوري يعلن انتهاء الحرب مع الطغاة وبداية المعركة ضد الفقر
  • «طيبة تاني لأ».. محمد رمضان يستعد لطرح أحدث أعماله بهذا الموعد
  • الهيئات الاقتصادية عرضت مع ممثلين للبنك الدولي برامج تتعلق بزيادة تنافسية القطاع الخاص
  • بعد «لسه بدري عليه».. محمد رمضان يستعد لـ «حرامية»